يعد نزل بيت كوفان التراثي بولاية طاقة أول نزل خاص يقام في محافظة ظفار ويحمل الطابع المعماري القديم بهدف إبراز التراث الثقافي وتعزيزا للسياحة التاريخية حيث إنه يشهد إقبالا كبيرا من المقيمين وزوار خريف ظفار لهذا العام.

ويستقبل بيت كوفان التراثي الضيوف والسياح للتعرف على أهم ملامح الحياة القديمة بولاية طاقة واستكشاف العمارة العمانية في الأحياء القديمة للولاية حيث تم تحويله إلى نزل تراثي بعد إجراء عدة ترميمات ليعبّر عن حقبة تاريخية من حقب تطور الفن المعماري القديم وله قيمة تاريخية تتمثل في أنه من أقدم بيوت ولاية طاقة التاريخية.

ويقدر عمر نزل بيت كوفان التراثي بـ 150 عاما ويعد من أجمل البيوت التقليدية في الولاية من حيث الشكل والتصميم والمظهر المعماري الفريد وسقفه المرتفع بألياف النارجيل والأخشاب المحلية كالميطان وهي شجرة الزيتون البري والصغوت وهي شجرة المشاط الظفاري، والركراك وهي أشجار الثورون والطين (اليبع) المخلوط ببعض الأحجار الصغيرة، ومخلفات المزارع حيث يتم دكه بأقدام الرجال كي يتماسك ومن ثم يدك بالعصى لمدة أيام حتى يتماسك جيدا.

كما أن جدار المنزل مبني من الأحجار المحلية التي تسمى محليًا بحجر القص المرتبطة ببعضها البعض بالطين الخطري المحلي بعد أن يتم نقعه في الماء بفترة زمنية طويلة لزيادة قوة تماسكه وليونته بالإضافة إلى تميز المنزل بمداخله الواسعة ونوافذه وأبوابه المنحوتة من الأخشاب المحلية المستوردة من الهند وأفريقيا.

ويجسد نزل بيت كوفان التراثي الفن المعماري القديم للمنزل الظفاري القديم بجميع مقتنياته من ملابس وأثاث وأدوات ووثائق مرحلة زمنية من حياة أهل ولاية طاقة، ويحكي تاريخ الولاية عبر الأجيال، ويعطي الزائر صورة شاملة عن تلك الحقبة حيث كان النزل مسكنا عائليا ومأوى للكثير من العوائل الأخرى غير ملاك المنزل يلجأون إليه أثناء الأزمات والأنواء المناخية الصعبة.

ويتكون النزل من ثلاثة طوابق حيث توجد بالطابق الأرضي غرف يطلق عليها بالمحلي (دهاريز) وغرف كانت تستخدم لتخزين المواد الغذائية قديما بالإضافة إلى المحلات التجارية.. وقد تم استغلال بعض المساحات لإضافة مقهى وركن لبيع الهدايا التذكارية حاليا.

وفي الطابق الأول وتسمى الغرف قديما (محايل) ويتكون من مطبخ ويسمى قديما (مسخان) والسبلة ودورة مياه واحدة تنقسم إلى مسبح ومطهر ومساحات لقضاء وقت الاستجمام أما غرف الطابق الثاني فتسمى "قصور" وتستخدم للسكن وتحتوي على مكونات الطابق الأول.

كما يحتوي البيت على الكثير من المقتنيات الأثرية مثل أدوات المطبخ والأواني القديمة ترجع بعضها لبعض الدول والمشغولات اليدوية وأدوات تتعلق بزينة المرأة كالعطور والبخور والمقتنيات الأخرى والفخاريات والأواني النحاسية والمعدنية القديمة والمناديس العُمانية وأدوات تصنيع منتجات الألبان وصحون من الخزف الصيني يعود عمرها إلى سبعين عاما.

ورغم قدم النزل وتاريخه القديم إلا أنه يستقبل الضيوف ويعتبر مزارا سياحيا مهما في ولاية طاقة حيث إنه متاح لكافة الزوار وفي المقام الأول أولئك الذين يرغبون في التغيير والاستكشاف وممن لهم ارتباطات علمية أو مهنية لاكتشاف فن العمارة العمانية بمحافظة ظفار.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جلسة في الحمراء تستعرض مبادرة التجديد الحضري للحارة القديمة

استعرضت جلسة حوارية في ولاية الحمراء مبادرة التجديد الحضري للحارة القديمة بالولاية من خلال أربعة محاور وهي التنقل والمواصلات والترابط مع المحيط والاستدامة البيئية والبنية التحتية والاستدامة المعمارية والحدائق والتشجير والأنشطة والاستثمار والاقتصاد المحلي أقيمت الجلسة في قاعة مكتب والي الحمراء تحت رعاية سعادة الشيخ سليمان بن سعيد بن سالم العزري والي الحمراء.

المبادرة تهدف إلى تجديد الحارة القديمة والحفاظ على هويتها التاريخية حيث قام فريق من المهندسين وعدد من الأهالي بزيارة إلى الحارة التاريخية لتقييم أوضاعها وتقديم توصيات حول سبل ترميمها وتطويرها بما يتماشى مع طابعها الأثري.

تضمنت الجلسة مجموعة من العروض المرئية التي استعرضت الوضع الحالي للحارة، مسلطةً الضوء على أهم التحديات التي تواجهها من حيث البنية التحتية والتدهور المعماري، كما قدم المهندسون تصورات ورؤى مستقبلية تهدف إلى إعادة إحياء الحارة وجعلها وجهة سياحية وثقافية تعكس التراث الغني الذي تتمتع به ولاية الحمراء، وقدمت المهندسة جهينة القاسمية عرضا مرئيا تحدثت فيه عن "رؤية ٢٠٤٠" وتحديد التنمية العمرانية والاستراتيجية التي تهدف لتطوير المناطق الحضرية واستعرضت أهداف الاستراتيجية العمرانية.

بعدها عرضت المهندسة نور الهنائية ورقة عمل بدأت بالتعريف بمفهوم التجديد الحضري وأهميته واستعراض نماذج التجديد الحضري على مستوى السلطنة والدول العربية كما تم استعراض موقع حارة الحمراء وتاريخها واستعراض الخارطة التحليلية واستخدامات الأراضي والفرص والتحديات التي تواجه الحارة وعرض تقسيم الدليل الحضري والمعمارية.

وتلت العروض المرئية جلسة نقاشية بين المهندسين والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة ،تم فيها تبادل الأفكار والمقترحات حول أفضل السبل لتحقيق التجديد دون الإضرار بالهوية الأصلية للحارة. وقد تم خلال الجلسة التركيز على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري، بالتوازي مع إدخال تقنيات حديثة لتحسين مستوى الحياة في المنطقة.

وفي ختام الفعالية، تم عرض مجموعة من التوصيات التي تضمنت ضرورة تبني خطط ترميم شاملة تأخذ في الاعتبار الطابع الأثري للحارة، والعمل على تطوير البنية التحتية بشكل يتماشى مع التطورات الحديثة دون المساس بجوهر الحارة التاريخي ،كما تم التأكيد على أهمية إشراك المجتمع المحلي في عملية التجديد لضمان تحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • معبد أتريبس بسوهاج.. يجسد روعة الحضارة المصرية القديمة
  • برعاية السفيرة ريهام خليل.. ممثلي الاتحاد العام للمصربين بالبحرين يشاركون بافتتاح المطبخ التراثي المصري
  • تحديث لبرنامج Samsung يعطل الهواتف القديمة
  • «نيران تخرج من تحت الأرض».. مقطع فيديو يوثق لحظة اغتيال حسن نصر الله
  • عاجل.. السيسي: روح نصر أكتوبر تعبر عن معدن المصريين الأصيل وتظهر عند الشدائد
  • جلسة في الحمراء تستعرض مبادرة التجديد الحضري للحارة القديمة
  • لقطة قديمة من الرياض
  • قبلة شكر.. مصور يوثق لحظة خاصة جمعت بين أنثى طائر البوم وفرخها في سلطنة عُمان
  • طنجة: خلاف بين جارين يتحول لجريمة قتل بحي بني مكادة القديمة
  • تأملات في التفاصيل القديمة