قال في غرور ساقابل كبير اللصوص!
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أن تكتب رواية عن شخصية مثل شخصية الإمام الغزالي فهذا للحق مغامرة جريئة وفيها بالتأكيد جهد متفرد ومتميز.. فأبو حامد الغزالي مرت حياته بمراحل كثيرة، فيها التنوع والتعدد والإحجام والإقدام، وهو ينتقل من حال إلى حال، ومؤلفاته كثيرة جدًّا في الفقه، والأصول، والفلسفة، والكلام، والتصوف، وكل مؤلف فيه قبول ورفض ومؤيد ومعارض.
ولذا فإننى عندما قرأت رواية الغواص للروائية الدكتورة ريم بسيوني لم أتوقع بدايتها الجذابة إذ أنها بدأت بقصة سبق أن درستها موجزة فى سنوات دراستي الأولى، وقد استطاعت الروائية بمهارة وببراعة أن تشد بها القارئ وتجعله يستمتع بها.
الرواية بدأت بعنوان "الطريق من طوس إلى نيسابور" وبذكاء شديد وضعت الروائية تاريخ سفر الشاب محمد الغزالي (الذى اشتهر بحجة الإسلام بعدئذ) مع شقيقه الصغير أحمد إلى إمام الحرمين الجوينى فى المدرسة النظامية، وهو عام 461 هـ - 1071 م لكى يتعلما.
ولكى تزيد التشويق بدأ أول سطور الرواية بصرخات من الرجال قبل النساء أثناء سفرهم خوفا من اللصوص القادمين عليهم، وكانوا يدركون أنهم قاطعو طريق ولا يأبهون بالأرواح، يقتلون بلا رحمة، خاصة إذا كانوا مع كبير اللصوص الشهير "بالمعصري" الذى ادَّعَوا أنه يملك ثلاثًا من الأيادي وعينًا في رأسه كالغول، وأنه يقتل قبل أن يسأل، ويبتر قبل أن يرحم ويتحكم في كل الصحراء، ويسرق حتى الحجاج.
وسردت الروائية الدكتورة ريم تفاصيل ماحدث بسلاسة وقدرة على تصوير هذا الموقف الرهيب كما يلى: "قبل أن يلتفت الفتى إلى أخيه كان السيف يكاد يخترق رقبته، جاء الأمر في صوت رتيب: اترك أمتعتك لتعيش.. ارتجف الأخ الصغير وهمس: محمد، سيقتلوننا. اترك حقيبتك.. نغزه اللص بعصا غليظة، ثم انتزع الحقيبة قبل أن يرتد إليه طرفه.. حاول أحد الرجال المقاومة، فأصابه سيف في صدره أسكته إلى الأبد.. حينها لفظت الرجال الذهب دفعة واحدة وهم يتضرعون للصوص.
مكث محمد وأخوه الصغير أحمد صامتين بلا حراك.. شاهد محمد القتل لأول مرة مع أنه عاصر الموت مرتين؛ مرة عند موت والده وهو في العاشرة، ومرة أخرى منذ شهور عند موت والدته وهي نائمة بلا وداع أو ألم.. لكن هذه المرة الدماء طازجة، والقلب ينتفض قبل أن يخمد كما يتسعر اللهب.
ما إن ابتعد اللصوص حتى هوى كل أفراد القافلة يلملمون أشلاء قلوب ترتجف رعبًا من موت جاء بغتة، ثم اختفى.
ضغط محمد على يد أخيه الصغير الذي لم يستطع أن يسيطر على دموعه، ثم قال:
- اثبت يا أحمد. رحلوا وانتهى الأمر
-أريد العودة إلى بيتنا في طوس
أحاط محمد كتف أخيه كما يحيط كل أيامه، كان الأب والأم له اليوم، مع أن الفارق بينهما سنتين، ولكن منذ البدء كان محمد هو من يحتوي ويحيط، هو من يثبت ويتماسك.
قال فجأة وهو يبتعد بعض الشيء:
-أحمد.. سرقوا حقيبتي.
نظر إليه أحمد في فزع، ثم قال:
- إياك يا محمد.
-بها كل أوراقي وكراساتي، كل ما تعلمت طوال عمري.
-ستتعلم من جديد.
أمسك بيده راجيًا وهو يحاول أن يشده إلى اتجاه القافلة، ولكن محمد أزاح يده.
-كيف أقف أمام إمام الحرمين الجويني في المدرسة، وأنا لا أعرف شيئًا؟
فتح أحمد فمه وهو يتوقع ما سيفعله محمد، وقال في استغاثة:
-تعال نرحل مع القافلة.
-ارحل أنت.. أعدك أني سألحق بك. لم أخلف وعدي لك من قبل. اثبت، وإياك أن تترك القافلة.
نادى المنادي وانطلقت القافلة صوب الغرب، وانطلق محمد صوب الجنوب، ضغط على فرسه، وذهنه شارد، ووجهته اللصوص وليس نيسابور، أغمض عينيه، وفتحهما، فربما ينتهي الحلم، فقد أدرك حتى وهو في الرابعة عشرة أن لكل شيء نهاية، وأن السراط الذي يفصل بين الخيال والحقيقة ذائب كقلوب القافلة المرتعدة.
تمتم لنفسه: نحن في أضغاث أحلام وكفى.
لم تنتظره القافلة، ولكن أخاه كان يصيح ويستغيث، والفزع يأكل قلبه.
اخترق الصحراء وهو ينادي على كبيرهم المعصري.. ثم قال في غرور:
- محمد الغزالي سيواجه المعصري كبير اللصوص !.
الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى الرواية الشيقة الغواص للروائية الدكتورة ريم بسيوني
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإمام الغزالي رواية الغواص قبل أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية: 1665 مواطنا استفادوا من القافلة الطبية المجانية بـ ميت أبو الحسين
تابع اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، أعمال القافلة الطبية والعلاجية المجانية، والتي أقيمت بقرية ميت ابو الحسين مركز أجا، واستفاد منها بالكشف وتلقي العلاج بالمجان 1665 مواطنا، وأكد أنها تأتي بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن خطة لتسيير القوافل الطبية والعلاجية المجانية، لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المراكز والمدن والقرى وتخفيفا عنهم.
استمرار القوافل العلاجية المجانية لخدمة المواطنينوأكد محافظ الدقهلية على استمرار القوافل العلاجية المجانية لخدمة المواطنين في كافة مراكز وقرى المحافظة، وخاصة في المناطق البعيدة وتوفير الخدمة الطبية والعلاجية المجانية لهم في أماكن إقامتهم، في إطار خطة القوافل المجانية التابعة لمديرية الصحة، وقوافل العلاج المتكاملة.
وأوضح الدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن القافلة الطبية والعلاجية المجانية، استمرت على مدار يومي 7,8 أبريل الجاري، تحت إشراف الدكتور رامز شوقي منسق القوافل العلاجية، واستفاد منها، 1665 مواطنا بالكشف والعلاج، في تخصصات مختلفة، وضمت 10 عيادات، شملت، 230 باطنة، 103 أطفال، 72 جراحة، 80 أسنان، 173 أمراض جلدية، 171 رمد، 56 نساء وتنظيم أسرة، 163 عظام، 104 أنف وأذن.
كما قامت القافلة بإجراء، 76 أشعة عادية وموجات صوتية، والكشف المبكر عن الضغط والسكر 184، ومعمل الدم والطفيليات 253، واحالة 13 حالة للمستشفيات، وحالتين للعلاج على نفقة الدولة، إلى جانب عقد 51 ندوات تثقيفية، استفاد منها 720 مترددا على القافلة.