عبادة تُنير وجهك في الدنيا ويوم القيامة.. انتهز الفرصة
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:"هل هناك مزيد من الثواب لصلاة الفجر في جماعة ؟.
ليرد مرزوق عبد الرحيم، موضحًا: أن المشي إلى المساجد في صلاتي الفجر والعشاء ذلك العمل العظيم له أعظم فائدة تعود على صاحبه يوم القيامة .
عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )
في الحديث عدة فوائد منها ما يلي :
(1) (بشر) أمر لكل من يتأتى منه التبشير أن يبشر المشائين في الظلم إلى المساجد بذلك الفضل العظيم وهذا يدل على عظيم منزلتهم عند الله تعالى.
(2) قوله صلى الله عليه وسلم (المشائين) يراد به من كان كثير المشي إلى المساجد في الظلم والمراد بذلك صلاة العشاء وصلاة الصبح في جماعة حتى وإن كان يمشي في ضوء الكهرباء أو في ضوء مصباحه الخاص لأن هذين الوقتين يقعان في الظلمة فلا حرج على فضل الله تعالى.
(3) جاء في عون المعبود قال الطيبي : في وصف النور بالتام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ) وإلى وجه المنافقين في قوله تعالى ( أنظرونا نقتبس من نوركم ) ،انظر عون المعبود ج2 ص188.
(4) فيه فائدة عظيمة وهي إيذان أن من انتهز هذه الفرصة وهي المشي إلى صلاتي العشاء والصبح في جماعة فقام بذلك العمل العظيم وواظب عليه في الدنيا كان مع النبيين والصديقين في الآخرة (وحسن أولئك رفيقا ) لأنه لا نور أتم من نور النبيين والصديقن والشهداء والصالحين.
وأثبت السنة النبوية، فضل السعي إلى المسجد في صلاتي العشاء والفجر، حيث ينير الله تعالى لمن يذهب لصلاتيهما طريقه يوم القيامة، حيث قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أبو داود)، والظُّلَم: جمع ظلمة، والمقصود بها ظلمة صلاة العشاء، وصلاة الفجر.
وهذا الفضل ثابت لمن صلى العشاء والفجر مع الجماعة , ولو كانت الطرق مضاءة، لأن هاتين الصلاتين في ظلمة الليل، وفي هذه الحديث وغيره حث للمسلم على أن يجتهد في إتيان المسجد ماشياً لا راكباً ولو كانت داره بعيدة، ما لم تكن مشقة أو عذر ككبر السن والمرض ونحوه، وألا يعوَّد نفسه ركوب السيارة، إذا كان المسجد تصله القدم بلا مشقة.
ومعلوم أن يوم القيام يوم مظلم وفظيع وعظيم، وطويل، وإذا مرَّ الناس على الصراط فهم في ظلمة شديدة، فالمؤمنون يعطيهم الله عز وجل نوراً، وكل إنسان نوره على قدر عمله، فمنهم من يسطع نوره أمامه، ومنهم من يخبو نوره ويشتعل ويخبو ويشتعل، ومنهم من ينطفئ نوره فيصبح في ظلمة ولا يرى ما أمامه.
والذين يواظبون على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر والعشاء لهم نور تام يوم القيامة، فهو نور لا يخبو، ولا ينقطع ، بل هو نور ساطع عظيم، ونور كل إنسان يوم القيامة هو لنفسه فقط، وليس كما كان في الدنيا يمشي في الطريق ومعه مصباح يضيء فيستضيء به الذين بجواره، فيوم القيامة لا يكون ذلك، فمن كان عمله صالحاً أعطاه الله نوراً، ومن كان غير ذلك لم يعطه، ولم ينفعه نور الآخرين، ولذلك جاء على لسان المنافقين قوله تعالى: «يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ» (سورة الحديد:13).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر صلاة العشاء إلى المساجد یوم القیامة
إقرأ أيضاً:
السيد عبدُالملك.. قائدٌ لا يُشبِهُ إلا نفسَه
عدنان ناصر الشامي
في عالمٍ تضيقُ فيه الخطواتُ بأحلام التحرر، ويجثُمُ فيه الباطِلُ كصخرةٍ على صدور المستضعفين، ينهَضُ السيدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي “يحفظُه الله تعالى” كضوءٍ يخترقُ عتمةَ الزمان.
قائدٌ لا يُشبِهُ إلا نفسَه، مجدٌ يمشي على الأرض، وساريةٌ تعلو فوق رياح الذل والاستكبار، يحمل بين جوانحه إرثَ الأنبياء وصرخة الأحرار.
كالسحاب، متعالٍ لكنه قريب، يروي عطش الأمة بكلماتٍ تقطُرُ حكمةً وإيمانًا.
صوته -حين يتردد في أرجاء القلوب- يشبه وَقْعَ حبَّاتِ المطر على الأرض الجافة؛ يحيي بها ما ظنّ الناس أنه قد مات، ويغرسُ في النفوس شجرةَ العزة التي لا تقبَلُ الانحناء.
قائدٌ قرآنيٌّ كالجبل، لا تهزه العواصف، بل يقف شاهدًا على مرورها، ثابتًا بثقةٍ تستمد قوتها من الله.
نهرٌ جارٍ، تغترفُ منه الأمة حاجتَها من العزم، فلا ينضب ولا يضعف.
عزيمتُه نارٌ تتَّقِدُ لا لتحرق، بل لتنير دروبَ الحرية والكرامة في زمنٍ بات فيه الحقُّ أسيرًا.
في خطبه، تلمَسُ بلاغةً كأنَّها السيف يقطعُ الزيفَ، وعُمقًا كأنَّما الكلماتُ تنبِضُ بحياةٍ من نور القرآن.
يقود الأُمَّةَ وكأنَّه رُبَّانُ سفينةٍ وسط أعاصير الطغيان، يقرأ النجومَ ليُنقِذَها من الغَرَق، ويقاومُ أمواجَ الفتن بيدٍ لا تعرفُ التردُّد، وإرادةٍ كأنَّها جزءٌ من صلابة الأرض.
فارسُ الموقف الذي لا يترجَّل، ينظُرُ إلى الموت كأنه بداية الحياة، ويَبُثُّ في مقاتليه رُوْحًا تتجاوَزُ حدودَ الممكن.
شعلةٌ لا تنطفئ، وَيدٌ تمسِكُ بجمر القضية، لتسيرَ بها على صراطٍ مستقيمٍ نحو النصر.
السيد عبد الملك الحوثي “يحفظُه الله تعالى” ليس قائدًا فحسب، بل هو أُفُقٌ واسعٌ ترى فيه الأُمَّةُ صورتَها المنشودة، وسفينةٌ تحملُ آمالَ المستضعَفين عبر بحرٍ تتلاطمُ فيه أمواج المؤامرات.
في وجه أعدائه، هو عاصفةٌ تَهُــزُّ عروشَهم، وفي قلبِ شعبه هو البلسمُ الذي يُشفِي جراحَهم.
في شخصه، تتجسَّدُ معانيَ الثبات والصبر، كأنه الأفق الذي يتسع لكل الأحلام.
هو عنوانٌ لمرحلةٍ صنعتها الدماءُ الطاهرةُ، وحملتها الأرواحُ المؤمنة.
سيبقى اسمُه شاهدًا على عصرٍ أعادَ للأُمَّةِ هُويتَها، وسطَّرَ فيه اليمنيون بقيادتِه ملحمةً لن تُمْحَى من ذاكرة التأريخ.