جريدة زمان التركية:
2024-12-25@16:44:09 GMT

اليهودية السمحة

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

إن من يعطينى السلاح أو يبيع السلاح لى ليس بالضرورة محبا لى، ولكنه بالتأكيد تاجر . تاجر سلاح وتاجر كل شىء آخر كالمحبة. فتأكيد رئيس إحدى الدول لمواطني بلده من اليهود على أن أحسن موقع لهم ولحياتهم ولمستقبلهم ليس بلدهم الذي يحملون جنسبته وانما هو إسرائيل.

ليس الأفضل لهم بلدهم ووطنهم حيث ولدوا وعاشوا ويعيشون فى أمان وفى حبور وفى بحور من الرخاء الذى وصل فيه إيجار الشقة من غرفة واحدة الى أربعة آلاف دولار أمريكى فى الشهر الواحد.

وعندما يقسم هذا المسؤول لمواطنيه على أن رحيلهم الى اسرائيل أفضل لهم انما يثير دهشة مواطنيه واستغرابهم واشمئزازهم أيضا من جرأته عليهم ومن جسامة كذبه ومن فكره الذى يريد أن يضلهم به على أعينهم . نعم ، أثار ويثير اشمئزازهم ورفضهم ” لنصيحته الأبوية ” العالية القيمة والمقام ، وربما دعوه هو الى استئناف حياته هو شخصيا فى إسرائيل، ليعيش والسلاح على كتفه وأمامه وخلفه ليلا ونهارا وهو محاط بجو من مشاعر الكراهية والتفوق العرقى التى هرب منها اليهود فيما مضى ورفضت بلاده – فى ذلك الحين – استقبالهم ضمن بلاد أخرى.

رفضت بلاده وبلاد أخرى أوروبية استقبال اليهود الذين أرادوا الفرار بحياتهم من جحيم النازية فى ألمانيا – فى ثلاثينات وأربعينات القرن الماضى – وتركوهم يواجهون ما يواجهون من خوف وبؤس ومعاناة دون أن تؤلمهم ضمائرهم كبشر.

واليوم يتذكر اليهود فى العالم تلك التجربة التى عاشها – ممن هم على قيد الحياة حتى الآن – وأجدادهم ويعرفون ويدركون أن هذا الرفض وهذا الطرد وهذا التحريض أو الدعوة الكريمة على الهجرة إلى إسرائيل ليس حبا ولا مودة صادقة وإنما مصلحة أو تجارة. نفور قديم وضع فى قالب المصلحة الشخصية والحزبية والوطنية كما يقول مواطنوه اليهود وكما يشعرون . فالكل يرى ويعلم كيف تتحول إسرائيل” صاحبة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط ” كما تروج إسرائيل إلى مذبح ملئ بالكراهية والعنف والتحريض على كراهية الفلسطينيين واحتقارهم الى حد اعتبارهم أقل من البشر.

والكل فى إسرائيل يرى ويسمع – كما يقول اليهود الاسرائيليون المقيمون فى إسرائيل الرافضون للعنصرية والتصفية العرقية على قنوات التواصل الاجتماعى – كل عبارات العنصرية والكراهية والتحريض على القتل جهارا نهارا دون خجل السليقة ودون حياء المدنية والتحضر.

ويشرح هولاء الناس اليهود الاسرائيليون المتألمون من تلك الممارسات الفجة فى المجتمع الإسرائيلى كيف يسألون ويوجهون -وهم أطفال- لتبنى حلم الانضمام إلى الجيش الإسرائيلى ، ويشرحون كيف يوجهون  لتبنى حلم القتال وحمل السلام وهم كبار ، وكيف يتم توجيه مبادىء الفخار والشرف فى المجتمع الإسرائيلى لتصبح متعلقة فقط وحصريا بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلى والقتال فى صفوفه . ويرفض الإسرائيليون المعارضون لمناهج التصفية العرقية والقمع والتجويع والحصار التى يتم ممارستها ضد الفلسطينيين متذ عقود أن يكونوا جزءا من تلك الممارسات التى تتنافى – وفقا للمعارضين الاسرائليين – مع روح الانسانية والفطرة ومع اليهودية السمحة .
دانيال حنفى

Tags: اسرائيلالعنصريةاليهودية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: اسرائيل العنصرية اليهودية

إقرأ أيضاً:

عاجل | حاخام اليهود الشرقيين دافيد يوسف: يجوز ويجب إطلاق أسرى فلسطينيين ملطخة أيديهم بالدماء مقابل تحرير المختطفين

التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • رصد لأهم أسباب انحياز اليهود الأمريكيين للرواية الفلسطينية ومعاداة الاحتلال
  • عاجل | حاخام اليهود الشرقيين دافيد يوسف: يجوز ويجب إطلاق أسرى فلسطينيين ملطخة أيديهم بالدماء مقابل تحرير المختطفين
  • أحد أبناء طائفة القلب النقي اليهودية يعترف: نتزوج فتيات بعمر الـ 14 عاما
  • أحد أبناء طائفة القلب النقي اليهودية يعترف: نتزوج فتيات بعمر 14 عاما
  • «حماس» تحذر من استغلال الاحتلال الأعياد اليهودية وانتهاك المقدسات لتوسيع الاستيطان
  • اليهود الحريديم يتظاهرون ويرددون: نموت ولا نتجند
  • تقرير يكشف واقع اليهود المتبقين في سوريا.. كم عددهم؟
  • الخارجية الإسرائيلية: ترامب سيفتح آفاقا جديدة للدولة اليهودية
  • الشيخ صبري: أعياد اليهود تُظهر أطماعهم الخفيّة تجاه الأقصى
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون