أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن انعقاد النسخة الخامسة من ‏الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية‏، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل ‏أفضل: المرونة والقدرة ‏على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ ‏لما يجري في ‏الساحة من ‏حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على ‏تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس ‏‏عبد الفتاح ‏السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة ‏كريمة لجميع المصريين

 


وأشار فضيلته خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم ‏المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر ‏التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: ‏‏(التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ ‏الفقر) وتبعاته، وذلك ‏من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في ‏مجالات ‏التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول ‏مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة ‏لمواجهته.

‏ 

 

التنمية المستدامة واجب تفرضه الظروف المتغيرة


‏وقال فضيلته إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف ‏المتغيرة، ولقد أصبحت هذه ‏التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى ‏نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي ‏اختراق أو ‏استهداف.‏ وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، ‏والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، ‏وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة ‏هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق ‏بالتنمية ‏المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، 


وأشار فضيلته خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر ‏تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ‏ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع ‏منسوبيه وقطاعاته ‏وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة ‏والاقتصاد ‏الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي ‏إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة ‏والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ ‏العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ‏‏والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل ‏أعبائها.‏


ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من ‏أجل القضاء على ‏‏الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي ‏‏والأخلاقي ‏والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة ‏‏بمفهومها الإسلامي الأكثر ‏شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز ‏الحلول ‏‏المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم ‏توزيع الثروات على نحو صحيح.‏

 

وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ‏ومواردها وإنسانها، ‏‏‏بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين ‏الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا ‏‏‏غنًى، وتساعد الفقراء في ‏الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها ‏أنواع الزكاة ‏‏‏والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها ‏تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد ‏‏‏البشرية، ومنها دعم ‏المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى ‏مباشرة مسؤوليتها ‏‏‏المجتمعية وغير ذلك من أدوات.‏ فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، ‏وغيرها من ‏‏‏أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي ‏تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية ‏‏‏المستدامة للفرد والمجتمع.‏

 

وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة ‏وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها.‏ فالفقر ظاهرة ذات جذور ‏متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة ‏اليوم، من حروب وقتل وتدمير من ‏أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به ‏‏المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، ‏يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى ‏المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ‏ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما ‏اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن ‏والاستقرار.‏

 

أشار فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد ‏الإسلامي ‏لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب ‏تعاونًا دوليًّا وإرادة ‏سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف ‏المرجوة من هذا التكامل.‏

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر وكيل الأزهر رؤية مصر التنمية المستدامة بین التنمیة المستدامة المستدامة والاقتصاد وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

ضمن «حياة كريمة».. محافظ الأقصر يضع اللمسات الأخيرة لافتتاح محطات الصرف الصحي بإسنا

تفقد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، عدداً من محطات الصرف الصحي الجاهزة للافتتاح بقرى توماس والنمسا التابعة لمركز إسنا، وذلك في إطار المتابعة الحثيثة لمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" الهادفة لتطوير قرى الريف المصري.

استهل المحافظ جولته بتفقد مشروع صرف صحي قرية توماس 1، الذي بلغت تكلفته التقديرية نحو 58 مليون جنيه، ومن المقرر أن يخدم حوالي 1500 نسمة من أهالي القرية. كما استمع إلى شرح تفصيلي من المهندسة رقية حماد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالأقصر، حول سير العمل في مشروع صرف صحي قرية توماس 2، الذي وصلت تكلفته إلى 30 مليون جنيه ويستفيد منه نحو 1100 نسمة من سكان القرية.

شملت جولة المحافظ تفقد مشروع صرف صحي قرية النمسا ومحطتها الفرعية، والذي يعد مشروعاً ضخماً يتكون من ثلاث محطات رفع رئيسية وفرعية ووسطى، بتكلفة إجمالية بلغت 299 مليون جنيه، ويستهدف خدمة حوالي 17 ألف نسمة من أهالي القرية.

وجه المحافظ بضرورة الالتزام التام بالجداول الزمنية المحددة لإنهاء محطات توماس 1 وتوماس 2 وتوماس الوسطى، مؤكداً على أهمية دخولها الخدمة قبل نهاية يونيو المقبل. كما شدد على تكثيف الأعمال في جميع قطاعات خط طرد توماس الوسطي، وسرعة استكمال الأعمال الكهروميكانيكية لمحطة النمسا الفرعية لتكون جاهزة للتشغيل، واستئناف الأعمال في محطة النمسا الفرعية.

أصدر المحافظ توجيهات واضحة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بضرورة تكثيف أعمال الوصلات المنزلية في قرية النمسا، لضمان استفادة الأهالي من هذه المشروعات الحيوية في أقرب وقت.

وفي لفتة إنسانية تعكس اهتمام القيادة التنفيذية بالمواطنين، استمع المحافظ خلال جولته إلى شكوى أهالي قرية النمسا بشأن غلق الوحدة الصحية بالقرية في تمام الساعة الثامنة مساءً يومياً، وعلى الفور وجه هيئة الرعاية الصحية بضرورة تشغيل الوحدة على مدار 24 ساعة لتلبية احتياجات المرضى في أي وقت.

واختتم محافظ الأقصر جولته بتفقد معهد الكلابية الابتدائي الأزهري، الذي يشهد أعمال إحلال وتجديد شاملة من قبل الأزهر الشريف، وذلك في إطار الاهتمام بتطوير المنظومة التعليمية بالمحافظة.

رافق المحافظ خلال جولته التفقدية الدكتور هشام أبو زيد، نائب محافظ الأقصر، والدكتور محمد رزق، رئيس مركز ومدينة إسنا، وياسر جاد، مدير التخطيط والمتابعة ومنسق حياة كريمة بديوان محافظة الأقصر، والمهندس عبد الله بكري، المدير التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب والصحي بالأقصر.

تأتي هذه الجولة في إطار سلسلة من المتابعات الميدانية التي يقوم بها محافظ الأقصر للمشروعات الجارية ضمن مبادرة "حياة كريمة"، وذلك للوقوف على آخر المستجدات وضمان تنفيذها وفقاً للمعايير والجودة المطلوبة، تمهيداً لدخولها الخدمة وتوفير حياة أفضل لمواطني الأقصر.

مقالات مشابهة

  • أمير القصيم يُنوّه بدعم القيادة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ورسم مستقبل وفق مرتكزات التنمية وتنويع الاقتصاد وتمكين الإنسان
  • مختصون لـ"اليوم": رؤية المملكة 2030 خفّضت البطالة.. والقادم يشمل التوطين النوعي والاقتصاد المعرفي
  • الجبهة الوطنية يضع رؤية تنفيذية متكاملة لتحقيق التنمية العمرانية المستدامة
  • محافظ الإسكندرية: توفير حزمة من الخدمات للمواطنين لضمان خروج موسم الصيف بالشكل اللائق
  • أكاديميات لـ"اليوم": تمكين المرأة في رؤية 2030 وضعها بصدارة القرار والتنمية الوطنية المستدامة
  • ضمن «حياة كريمة».. محافظ الأقصر يضع اللمسات الأخيرة لافتتاح محطات الصرف الصحي بإسنا
  • المؤتمر: تخصيص 327 مليار جنيه استثمارات لقطاع الصحة والبحث العلمي يعزز التنمية المستدامة
  • تعليم قنا: مبادرة تشجير المدارس يحقق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030
  • «حياة كريمة» تُمكِّن نساء أسوان: دورات ريادة الأعمال والحرف اليدوية تُضيء دروب التنمية
  • تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية