هل مُلء الكولوسيوم بالماء وأسماك القرش فعلا كما في غلادياتور 2″؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
منذ طرح "غلادياتور 2" (Gladiator II) في صالات العرض العالمية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حقق الفيلم أداء ممتازا في شباك التذاكر العالمي جامعا نحو 153 مليون دولار حتى مساء أمس السبت.
وتبدأ أحداث الجزء الثاني مع لوسيوس (بول ميسكال)، الذي أمرته والدته بمغادرة روما لتجنب الموت المحتوم، وهو يحاول الدفاع عن مدينته الأفريقية الشمالية بشجاعة، بعدما اتخذها موطنا ضد الغزو الروماني.
ويتم أسر لوسيوس ضمن أسرى الحرب ويُعاد إلى العاصمة الإمبراطورية، حيث يتعين عليه إثبات نفسه في الكولوسيوم من أجل الانتقام من الجنرال الغازي ماركوس أكاكيوس (بيدرو باسكال).
وعلى غرار الجزء الأول الصادر سنة 2000، يقدم المخرج البريطاني ريدلي سكوت في الجزء الثاني كثيرا من مشاهد الحركة المثيرة، بدءا من مواجهة دموية مع قردة البابون، إلى مشهد يتغلب فيه لوسيوس على وحيد القرن، إلا أن أحد أكثر المشاهد التي أثارت تساؤلات المشاهدين هو المعركة البحرية التي يتم فيها ملء الكولوسيوم بالماء وإطلاق أسماك القرش.
لكن هل حدث هذا المشهد بالفعل في الواقع؟ هل تم ملء الكولوسيوم الروماني بالماء وإطلاق أسماك القرش في العصور القديمة؟
ويقول موقع "فاراييتي" إن سكوت لم يبتعد كثيرا عن الحقيقة التاريخية في مشهد المعركة البحرية داخل الكولوسيوم، مشيرا إلى أن الحضارة الرومانية عرفت صنفا ترفيهيا عُرف باسم "نوماشيا" (Naumachia) تُقام خلاله معارك بحرية تمثيلية.
وبحسب الموقع الأميركي، فإن هذه المعارك كانت تُجرى إما في أحواض مائية أُنشئت خصيصا لذلك الغرض، أو في مدرجات أُغرقت بالماء. وكان السجناء أو أسرى الحرب يُجبرون على القتال ضد الجنود حتى يُعلن أحد الطرفين منتصرا.
ويعود أول ظهور تاريخي للـ"نوماشيا" إلى العام 46 قبل الميلاد، عندما نظم الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر معركة بحرية استعراضية. وفي سنوات لاحقة، أُقيمت بعض من هذه المعارك داخل الكولوسيوم نفسه، إذ يُعتقد أن الإمبراطور دوميتيان نظم معركة بحرية داخل الكولوسيوم في عام 85 ميلادي.
ونقل "فاراييتي" عن كريس إبلت أستاذ التاريخ اليوناني والروماني في جامعة ليثبريدج في حديثه لمجلة "فولتشر" قوله إن الأدلة التاريخية على استخدام أسماك القرش في الكولوسيوم غير موجودة. لكنه أضاف أن هناك فترة زمنية قصيرة في تاريخ الكولوسيوم -ربما امتدت من 10 إلى 20 عاما- قبل أن يتم بناء الطابق السفلي بالكامل، حيث كان من الممكن إغراق أرضية الساحة وإقامة عروض تضمنت حيوانات بحرية.
من جانبه، علّق المخرج سكوت على هذا المشهد في مقابلة سابقة مع "فاراييتي" بالقول إن "الأمر بسيط. سألني أحدهم: كيف وضعت أسماك القرش في الكولوسيوم؟ فأجبت: إذا كنت قادرا على بناء الكولوسيوم نفسه، فكم هذا السؤال غبي؟ ببساطة، تصطاد بعض أسماك القرش وتضعها هناك. لقد كان بإمكانهم فعل ذلك".
يشار إلى أن المخرج البريطاني المخضرم يعمل بالفعل على إنتاج الجزء الثالث من الفيلم، إذ قال خلال العرض الخاص للفيلم في لوس أنجلوس، "بالنظر إلى الأداء الذي شهدناه في بقية العالم بالأمس، سيكون هناك بالتأكيد (غلادياتور 3). الأمر يتعلق أيضا بالعائد المالي، وسيكون من الجنون عدم التفكير في إنتاج جزء ثالث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسماک القرش
إقرأ أيضاً:
نيزك مريخي يكشف سرا جديدا.. كيف احتفظ الكوكب الأحمر بالماء منذ 742 مليون عام؟
لغز المريخ يتكشف من جديد، بينما نعرفه اليوم ككوكب جاف بلون الدم، تروي الصخور القادمة منه قصةً مختلفةً تمامًا، إذ كشفت دراسات حديثة أجريت على نيزك قادم من المريخ عن مفاجآتٍ مذهلةٍ، وهي وجود مياه سائلة غمرت سطح الكوكب الأحمر قبل مئات الملايين من السنين، مخفية تحت تربته، فما الذي حدث لتلك المياه؟ وكيف يغيّر ذلك فهمنا لتاريخ هذا الكوكب الغامض؟
معلومات دقيقة حول تاريخ كوكب المريخ«تحديد عمر المعادن يمكن أن يوفر معلومات دقيقة حول الفترة التي تواجد فيها الماء السائل على سطح المريخ أو بالقرب منه خلال ماضيه الجيولوجي» هكذا أكّدت عالمة الكيمياء الجيولوجية ماريسا تريمبلاي، من جامعة بيردو الأمريكية،مشيرة إلى أنّهم حدّدوا عمر المعادن في نيزك «لافاييت» الذي وصل إلى الأرض قادما من المريخ، ليكتشفوا أنّها تشكلت قبل أقل من مليار سنة، وذلك بحسب دراسة نُشرت نتائجها في دورية «Geochemical Perspective Letters».
وتشير عالمة الكيمياء إلى أنّهم لا يعتقد أن الماء السائل كان وفيرًا على سطح المريخ في ذلك الوقت، لكنه على الأرجح نشأ نتيجة ذوبان الجليد تحت السطح، منوهة بأنّ عُرف باسم «التربة الصقيعية»، نتيجة نشاط بركاني دوري، لا يزال يحدث بشكل متقطع على المريخ حتى اليوم.
أداة تحديد الزمنتقنية التأريخ الإشعاعي باستخدام نظائر الأرجون.. واحدة من الأدوات الدقيقة التي استخدمها العلماء في تحديد الزمن الذي تشكل فيه العنصر، بحسب «تريمبلاي»، مؤكدة أنّ عمر نيزك قد يكون تأثر بعوامل متعددة، مثل التأثير الذي أدى إلى انفصاله عن المريخ، أو الحرارة التي تعرض لها خلال 11 مليون سنة من الطفو في الفضاء، أو حتى في أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض واحتراقه جزئيًا.
ورغم ذلك فإن «تريمبلاي» أكدت، أنّهم تمكنوا من إثبات أنّ أيًا من هذه العوامل لم يُؤثر على العمر الفعلي للتغير المائي الذي حدث في في النيزك لافاييت.
وتوفر النتائج قيودًا جديدة على الجدول الزمني المعروف لوجود الرطوبة على المريخ، إذ اكتشف الفريق أنّ التاريخ المحدد يتزامن مع فترة من النشاط البركاني المكثف على الكوكب الأحمر، ورغم أنّ هذا النشاط يبدو الآن أكثر هدوءًا، فإنّ الملاحظات الحديثة لمسبار «إنسايت» كشفت عن أنّ باطن المريخ أكثر ديناميكية مما يظهر على سطحه الهادئ.
وأكدت «تريمبلاي»، تقديم طريقة فعّالة لتحديد عمر معادن التغيّر في النيازك، يُمكن تطبيقها على نيازك أخرى، وأجسام كوكبية، لفهم توقيت وجود الماء السائل بشكل أدق.