توقعت صحيفة أوبزرفر البريطانية أن تكون لمذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تداعيات هائلة على إسرائيل وفلسطين، وعلى العدالة الدولية والنظام العالمي القائم على القواعد الذي تعهدت بريطانيا وحلفاؤها بدعمه.

ورأت هيئة تحرير الصحيفة في قرار الجنائية الدولية، لمحاكمة سياسيين غربيين منتخبين ديمقراطيا متهمين بارتكاب مخالفات جسيمة، اختبارا لن يجرؤ المجتمع الدولي على الرسوب فيه. ووصفت المحاولة بأنها "غير مسبوقة، وضرورية، ونزيهة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: معاد للإسلام يعود للبيت الأبيضlist 2 of 2خبير فرنسي: هذه هي الإدارة الأكثر معاداة للفلسطينيين في التاريخ الأميركيend of list

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مؤخرا مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

كما أصدرت أيضا مذكرة توقيف بحق قائد كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)- محمد الضيف.

ليست معاداة للسامية

وانتقدت الصحيفة -التي تصدر عن مجموعة غارديان الإعلامية- رد فعل نتنياهو على هذه الاتهامات التي اعتبرها "سخيفة" و"معادية للسامية".

وقالت، في افتتاحيتها، إن هذه القضية لا تتعلق بدرجة كبيرة بمعاداة السامية، كما أنه لا علاقة لها بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بل هي مسألة ذات صلة بالإفلات من العقاب والعدالة.

وشددت هيئة تحرير أوبزرفر على ضرورة أن يمتثل كل من نتنياهو وغالانت طواعية للمحكمة وأن يخوضا معركتهما القضائية.

وأشارت إلى أن مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بالإضافة إلى القائد العسكري في حركة حماس محمد الضيف -الذي تدعي إسرائيل أنه قُتل في قصف- لم تكن مفاجئة. فقد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدارها لأول مرة في مايو/أيار بعد تحقيق طويل، وأفادت الصحيفة بأن قادة إسرائيل لم يتعاونوا معه.

العدالة أولا

وذكرت أنه كان بإمكان نتنياهو أن يأخذ زمام المبادرة ويقبل بلجنة تحقيق مستقلة تابعة للدولة، لكنه عارض الفكرة.

وقد يعود السبب في ذلك -كما ورد في افتتاحية الصحيفة- إلى أن أي تحقيق من هذا القبيل سيكون مرتبطا بإجراء تحريات عن دوره في الإخفاقات الأمنية "الكارثية" التي سبقت طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الادعاء بأن إسرائيل ليست موقعة على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة ليس ذا شأن، إذ إن الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية لفتت إلى أن فلسطين عضو ومعترف بها في المحكمة منذ عام 2015، ومن ثم، فإن تحقيقاتها تتركز على الإجراءات ذات الصلة بالأراضي الفلسطينية.

ومضت إلى القول إن المحكمة الدولية كانت تتعرض، خلال السنوات الماضية، للانتقاد نظرا لأنها كانت -على ما يبدو- تركز جهودها على الزعماء الأفارقة المتهمين بارتكاب جرائم. أما الآن، بعد أن أصبح القادة الغربيون في قفص الاتهام بشكل محتمل، فلا ينبغي أن يكون هناك أي تردد.

وحسب الافتتاحية، فإن على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن يوضح "بشكل قاطع لا لبس فيه" أنه إذا خطا نتنياهو أو غالانت خطوة واحدة على أراضي المملكة المتحدة، فسيتم اعتقالهما وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لمحاكمتهما، "لأن هذه ليست سياسة، ولأن المسألة ليست شخصية، بل هي العدالة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يمثل للمرة الخامسة أمام المحكمة للإدلاء بإفادته في تهم فساد

يمثل نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، الاثنين، للإدلاء بدفاعه عن التهم المنسوبة إليه من النيابة العامة بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وذلك للمرة الخامسة على التوالي.

وتطلب المحكمة من نتنياهو المثول أمامها ثلاث مرات أسبوعيا ولساعات عدة حتى انتهاء دفاعه.


وتُجرى المحاكمة في ظل قيود أمنية مشددة في قاعة محصنة تحت الأرض في تل أبيب، بموجب توصيات جهاز الأمن العام (الشاباك).

ورفضت المحكمة طلب القنوات التلفزيونية بث جلسات المحكمة في بث مباشر، وقالت صحيفة هآرتس: "يواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة في ثلاث قضايا فساد مختلفة، وتأتي إفادته بعد سنوات من التحقيقات والمداولات والإجراءات القانونية والتأخير".

وأضافت: "سيصبح نتنياهو أول رئيس وزراء في منصبه في تاريخ إسرائيل يقف على منصة المحكمة".

وسعى نتنياهو مرارا في الأشهر الأخيرة تأخير الإدلاء بشهادته بداعي الانشغال بالحرب على غزة والتطورات في المنطقة بما فيها سوريا، لكن المحكمة رفضت التأجيل.

ونتنياهو مطلوب للقضاء الدولي بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مذكرتي اعتقال بحقه ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.


وقضايا الفساد المتهم بها نتنياهو معروفة بالملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي للحكومة السابق أفيخاي مندلبليت، لائحة اتهام ضد نتنياهو تتعلق بها نهاية نوفمبر 2019.

ويتعلق "الملف 1000" بتلقي نتنياهو وأفراد من عائلته هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهؤلاء الشخصيات في مجالات مختلفة.

فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

ويُعتبر "الملف 4000" الأكثر خطورة، حيث يُتهم نتنياهو بتقديم تسهيلات تنظيمية لشركة "بيزك" للاتصالات، التي يملكها شاؤول ألوفيتش، مقابل تغطية إيجابية له ولعائلته في موقع "والا" الإخباري التابع للشركة، وتشمل التسهيلات الموافقة على صفقات دمج أفادت "بيزك" بمئات الملايين من الشواكل.

وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة حتى الآن.

ورفضت محكمة إسرائيلية مؤخرا، طلب 12 وزيرا بتأجيل شهادة نتنياهو في محاكمته بقضايا فساد، وذلك بداعي "الوضع الأمني الاستثنائي".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يمثل للمرة السادسة أمام المحكمة بتهم فساد
  • نتنياهو يمثل أمام المحكمة اليوم للمرة السادسة خلال شهر
  • عمرو خليل: نتنياهو وجالانت محاصران بملاحقات المحكمة الدولية
  • إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن اغتيال هنية.. وتهديد خطير للحوثيين
  • نتنياهو يمثل أمام المحكمة للمرة الخامسة
  • إعلام إسرائيلي: وصول نتنياهو إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته في قضية الرشوة
  • بوتين يتحدى الجنائية الدولية بجولات خارجية جديدة في يناير
  • نتنياهو يمثل للمرة الخامسة أمام المحكمة للإدلاء بإفادته في تهم فساد
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • المدعية السابقة لـ«الجنائية الدولية» لـ«الوطن»: تلقيت تهديدات أمريكية وإسرائيلية بسبب فلسطين