خطوة أممية جديدة لمواجهة الجرائم الدولية
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تبنت اللجنة القانونية في الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تاريخي يمهد الطريق لصياغة أول معاهدة دولية تهدف إلى مكافحة الجرائم ضد الإنسانية ومعاقبة مرتكبيها.
القرار، الذي حظي بإجماع الدول الأعضاء، يمثل نقلة نوعية في الجهود الأممية لتعزيز القانون الدولي الإنساني.
وفي سياق هذه الخطوة، وضمن فقرات برنامج غرفة الأخبار في "سكاي نبوز عربية" ناقش الخبير القانوني الدولي أيمن سلامة أبعاد القرار، الذي أوضح أهمية هذه المعاهدة وتحديات تنفيذها على أرض الواقع.
الجمعية العامة أم مجلس الأمن: أين يُصنع القانون الدولي؟
استعرض أيمن سلامة الفرق بين الجمعية العامة ومجلس الأمن في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وأوضح أن الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة، هي الهيئة التي تتولى صياغة المعاهدات الدولية ومناقشة القضايا التشريعية الكبرى.
في المقابل، أشار إلى أن مجلس الأمن يتمتع بصلاحيات تنفيذية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه يخضع في كثير من الأحيان لاعتبارات سياسية خاصة بالدول دائمة العضوية.
وأضاف سلامة أن هذا المشروع يُظهر أهمية الجمعية العامة كمنصة تشريعية تمثل الإرادة الجماعية للدول الأعضاء.
هل ستكون للمعاهدة أنياب؟
تساءل سامي قاسمي عما إذا كانت المعاهدة المرتقبة ستُحدث تغييرًا ملموسًا أم ستظل إطارًا قانونيًا دون تطبيق فعلي. ورد أيمن سلامة بأن القانون الدولي نفسه قوي ومتقدم، لكن المشكلة تكمن في الدول التي تلتف على هذه القوانين أو تتجاهلها.
وأشار إلى أن انتهاكات إسرائيل الصارخة للقانون الدولي تمثل تحديًا واضحًا، حيث تستخدم إسرائيل قوتها العسكرية لتجاوز المعاهدات الدولية دون محاسبة.
وأكد أن تنفيذ المعاهدات يتطلب إرادة سياسية دولية، فضلًا عن آليات قوية لضمان الالتزام بها.
لماذا الانتظار حتى 2029؟
ناقش البرنامج سبب التأخير المتوقع في اعتماد المعاهدة حتى عام 2029.
وأوضح أيمن سلامة أن المصالح الذاتية للدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، تعرقل التقدم السريع في هذا المجال.
وأضاف أن هناك أمثلة عديدة على تأخر التصديق على المعاهدات الدولية، مثل اتفاقية الإبادة الجماعية التي استغرق التصديق عليها عقودًا، وإسرائيل التي ترفض حتى الآن التوقيع على البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف لعام 1977.
ما الذي ستضيفه المعاهدة؟
تطرق النقاش إلى ما يمكن أن تضيفه المعاهدة الجديدة، إذا ما تم تنفيذها، حيث أشار سلامة إلى أن المعاهدة ستؤسس إطارًا قانونيًا يجرم أفعالًا مثل الإبادة، الاستعباد القسري، وغيرها من الجرائم الكبرى، سواء في أوقات السلم أو النزاع.
ورغم ذلك، شدد على أن القانون الدولي لا يملك أدوات تنفيذية مثل الجيوش أو القوة المادية لفرض قوانينه، مما يجعل الالتزام الدولي شرطًا أساسيًا لنجاح أي معاهدة.
ختام الحلقة: آفاق جديدة للقانون الدولي
اختتم سامي قاسمي الحلقة بالتأكيد على أهمية هذه المعاهدة كخطوة نحو تعزيز العدالة الدولية ومواجهة الجرائم ضد الإنسانية.
واعتبر أن تبني مثل هذه المعاهدات يبعث برسالة قوية ضد الإفلات من العقاب، رغم العقبات التي تواجه التنفيذ.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: القانون الدولی الجمعیة العامة أیمن سلامة
إقرأ أيضاً:
مقررة أممية تشيد بقرار القضاء الإيطالي حول القدس وتنتقد موقفا رسميا من قرار الجنائية الدولية
أصدر القضاء الإيطالي حكمًا يلزم شركة "راي"، وهي راديو وتلفزيون إيطاليا، بتقديم اعتذار رسمي عن تقديم معلومات غير صحيحة تتعلق بالحالة القانونية لمدينة القدس المحتلة، وذلك خلال إحدى حلقات برنامج المسابقات "إريديتا"، وهو ما أشادت به مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز.
وتعود تفاصيل القضية إلى 21 أيار/ مايو 2020 حيث شهدت حلقة البرنامج الذي يبث على تلفزيون "راي" طرح سؤال على إحدى المتسابقات بشأن عاصمة "إسرائيل"، وأجابت المتسابقة بأن العاصمة هي تل أبيب، لكن مقدم البرنامج اعتبرها إجابة خاطئة وقال: "القدس هي عاصمة إسرائيل".
ورفعت الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني والتجمع الفلسطيني في إيطاليا دعوى قضائية ضد التلفزيون الإيطالي استغرقت أربع سنوات قبل أن تصدر محكمة روما قرارها الخميس بوجوب اعتذار تلفزيون راي عن تقديمه معلومات مغلوطة ووجوب تصحيح الخطأ.
وقالت ألبانيز إنه "قرار مهم في النظام القضائي الإيطالي فيما يتعلق بوضع القدس، بالتوقف عن تسميتها عاصمة إسرائيل، فهي ليست كذلك.. حكم تاريخي من محكمة روما".
Today it doesn't rain, it pours. Important decision in the Italian justice system re the status of Jerusalem: stop calling it the capital of Israel, it is not. And the judge's motivation is really touching. Worth reading for those who can.
Storica sentenza del tribunale di Roma… pic.twitter.com/rOeN5BksL9 — Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) November 21, 2024
وأضافت أن "مسألة القدس هي مسألة هوية قوية جدًا والتي تشمل الفلسطينيين بشكل مباشر، حيث أن قضية وضع القدس تمثل قضية مهمة ومصيرية ومؤلمة للغاية في تاريخ الشعب الفلسطيني وهذا يؤكد ضرورة نشر المعلومات الصحيحة عن القضية، إذ أنه من الطبيعي أن تكون هوية الشعب الفلسطيني الموضوع الجماعي الذي تمثله الجمعيات المدعية".
وأكدت أن قرار المحكمة هو "خطوة صغيرة أخرى لتحقيق العدالة في فلسطين، وهي والتي تبدأ في الداخل".
وفي شأن آخر، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني: إن إيطاليا "تدعم المحكمة الجنائية الدولية، لكنها يجب أن تلعب دورًا قانونيًا وليس دورًا سياسيا، مضيفًا أن روما "تدرس كيفية تفسير الحكم، وسنقوم مع حلفائنا بتقييم ما يجب القيام به وكيفية تفسير هذا القرار وكيفية التصرف معًا بشأن هذه المسألة".
وردت ألبانيز على تصريحات تاجاني بالقول: "لو كان تصريحه صحيحا فهو خطير جدا، ليس هناك ما يمكن تفسيره في قرار المحكمة.. يجب اعتقال نتنياهو وغالانت والضيف إذا دخلوا أي دولة موقعة على نظام روما الأساسي، بما في ذلك إيطاليا".
Se questa dichiarazione di Tajani fosse vera sarebbe gravissima. Non c'è nulla da "interpretare" nella decisione della Corte. Nethanyahu, Gallant e Deif vanno arrestati se entrano in qualunque Paese firmatario dello Statuto di Roma, Italia compresa. A meno che non si voglia… https://t.co/qlz5vOdUer — Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) November 22, 2024
وأكدت أن هذا الإجراء يجب أن يتم "إذا أردنا التفكيك الكامل لنظام القانون الدولي الذي قام عليه تعايشنا السلمي منذ فترة ما بعد الحرب.