#ليس_للبيع_أو_المبادلة
د. #هاشم_غرايبه
في كل ليلة تكليف وزاري جديد، ينام الأردنيون على وعود دولتهم بتحقيق برامج عنوانها الدائم: (سوف)، التي تتكرر منذ عقود، وفي الصباح يستيقظون على مطالبتهم بأن يكونوا بحجم التحديات.
لم يوضح لهم أحد ما هي هذه التحديات، ومن هي هذه القوة الغاشمة التي تتحداهم، فيضيعون في هذه الطلاسم وهم يتساءلون: لماذا انصبت ويلات التحدي على هذا الشعب فقط، فيما باقي الشعوب تعيش حياتها اليومية بلا تحديات ولا نزالات، وما الذي وجدته هذه التحديات في الأردن فاختارته من غير أمم الأرض لصب لعناتها عليه!؟.
المعضلة هي أن مصدر هذه التحديات وحجمها معروف، وهي أن قرار تشرشل بتأسيس الدولة الأردنية كان بهدف أن يكون حاجزا حاميا للكيان اللقيط حتى يترعرع، لذلك رتبت أوضاعه ليبقى اقتصاده معتمدا على المساعدات والقروض، حتى لا ينمو ويتحول الى قوة مهددة لذلك الكيان، لكن الدولة لا تجرؤ على التصريح بذلك لأنها مفروضة عليها، والحكومة لا تملك القرار باتخاذ إجراءات لمواجهتها، والمواطنون ممنوع عليهم الحديث في الموضوع، لذلك تبقى كهاجس خوف مقلق للشعب على حاضره ومستقبلة.
لعل ذلك يفسر أحاجي كثيرة يعتبرها المواطنون طلاسم غير مفهومة، مثل: لماذا رسمت حدود الأردن بحيث تكون أغلب أراضيه صحراوية قاحلة، فنسبة الأراضي المزروعة 3.2 % من مساحته فقط، وهو الوحيد من أقطار بلاد الشام الأربعة مقطوع اتصاله بالبحر المتوسط.
كما يجيب على كثير من الأسئلة المحيرة، مثل: لماذا بيعت كل المناجم والمصانع التي كانت تستخرج منها الدولة الثروات الوطنية مثل الفوسفات والإسمنت والبوتاس والبروم والزجاج..الخ.
ولماذا أوقفت خدمة العلم، ولماذا يقاعد العسكريون مبكرا، ولا يصل الى الرتب العليا الاعدد محدود.
ولماذا يتم التصريح الرسمي على الدوام بأن الأردن فقير بالموارد، فهل يعقل أن تستثنى هذه البقعة تحديدا من النفط والغاز فيما كل من يجاورها من الجهات الأربع غني بهما؟
ورغم أنه في منطقة ضانا توجد مناجم كان الأنباط يستخرجون منها النحاس ويصنّعونه، وقدرت سلطة المناجم الطبيعية كميات المواد الخام بمليارات الأطنان، إلا أن السلطة ألغيت وأوقف التنقيب وأعلن رسميا عدم جدوى استخراج النحاس والمنغنيز.
وفي المرة الوحيدة التي جرى فيها التنقيب من قبل شركة (BP) في المنطقة الشرقية وكانت الشركة على وشك إعلان بشارة اكتشاف حقل غاز يحوي 6 تريليون قدم مكعب قابلة للاستخراج، في اليوم التالي أعلنت تصفية أعمالها وتسريح موظفيها من غير تقديم أي تفسير لذلك.
لا تغرب شمس إلا ويسمعون من أصحاب القرار مطالبات للحكومة بإيلاء مشكلات المواطنين الأولوية القصوى، وقبل بزوغ شمس اليوم التالي والحكومة لما تشمر عن ساعديها بعد للبدء بحل الحزمة المتزايدة من تلك المشكلات، تأتي مشكلة استعلاء جهة على القانون، ورفضها الخضوع له، فتترك الحكومة القصوى الأولى قبل أن تشرع فيها، من أجل حل القصوى الجديدة وهي أن يمتثل الجميع للقانون، لكنها وقبل أن تبدأ بأي إجراء حازم، تفاجأ بانه قد تم التجاوز عن الفاعلين وتطييب خواطرهم.
وعندها تعود الى الأولوية الأولى وهي مشكلة الفقر والبطالة، لا تجد ما يغطي ذلك ماليا، فتهرب لأسلوب تشكيل اللجان، على غرار عشرات اللجان السابقة، ومن الوجوه ذاتها التي صاغت التوصيات الماضي عدة مرات ولم يقرأها أي مسؤول، ليس لعدم ثقته بجديتها، بل لأن التعليمات لديه هي نقيض لها، فالأولوية القصوى المكلف بها أصلا، هي توفير أموال للخزينة الخاوية ابداً، والوسيلة الوحيدة المتاحة له، هي إيقاع المزيد من الضرائب والرسوم بالمواطنين، الأمر الذي يعاكس كل التوصيات، ويفشل أية احتمالية لدفع عجلة الإقتصاد المترنحة.
وحتى على صعيد تحسين الخدمات والبنى التحتية التي يطالب بها المواطنون، فقد تضع الحكومة برنامجا لتنفيذ بضعة مشاريع بتمويل من قرض بذلت الكثير واستهلكت كل رصيد شعبيتها من أجل الحصول عليه، لكن ما أن تبدأ حتى تأتيها تعليمات بإيلاء الأولوية لمشروع آخر غير مدرج أصلا، لأن المحسوبية وهاجس كسب ولاء منطقة ما للنظام تؤدي الى التبديل بين الأولويات، فتتغلب الحسابات المناطقية على حسابات المنطق، وتكون النتيجة أن المشروع الحيوي الأول يتعطل، والثاني يفشل لأن المبلغ لا يكفي لإنجازه، وبالتالي تتضاعف الخسارة.
هل عرفنا الآن ما هو التحدي الرئيس!؟. مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/11/23
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
أمطار غزيرة بالإسكندرية ورفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة نوة رأس السنة
شهد طقس الاسكندرية صباح اليوم الثلاثاء طقس متقلب وشديد البرودة على عروس البحر المتوسط والسواحل الشمالية الغربية للبلاد، مع استمرار فرص سقوط الأمطار التي تكون خفيفة، مع إنذار بحري حذر من اضطراب في الملاحة البحرية ونشاط كبير في حركة الرياح على مسطح البحر الأبيض المتوسط.
وكشفت هيئة الأرصاد الجوية، اليوم، عن درجات الحرارة بالإسكندرية، العظمى 20 درجة مئوية والصغرى 11 درجة، مع رياح نشطة تراوحت سرعتها بين 50 إلى 60 كم/الساعة.
وأشارت الأرصاد الجوية إلى تمركز منخفض سطحي متعمق يرافقه منخفض في طبقات الجو العليا على جنوب أوروبا، ويكون تأثيره على بلادنا هو الرياح الجنوبية الغربية التي تنشط مثيرة للرمال والأتربة على السواحل الشمالية الغربية والصحراء الغربية والمناطق المكشوفة من القاهرة الكبرى والوجه البحري.
وحذرت الأرصاد الجوية من اضطراب الملاحة البحرية اليوم الثلاثاء على غرب البحر المتوسط "الإسكندرية - مطروح"، ويتراوح ارتفاع الأمواج من 2.5-3.5 متر.
وكانت قد تعرضت مناطق متفرقة بالإسكندرية، لهطول أمطار متفاوتة الشدة، ، يصاحبها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ورياح، تزامنًا مع آخر أيام نوة الفيضة الصغرى أشد نوات الشتاء وإيذانا ببدء نوة عيد الميلاد 2025 الأكثر عنفا.
وتواصل الأجهزة المعنية رفع حالة الطوارئ بالإسكندرية استعداداً لاستقبال نوة الفيضة الصغرى تزامنا عقب انتهاء نوة قاسم بالإسكندرية أشد نوات الشتاء التى تهب على المدن الساحلية، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين من شدة النوة وما يصاحبها من أمطار غزيرة ورياح عالية وصقيع فضلا عن عدم استقرار الأحوال الجوية والغيوم لشدة تأثيرها على حالة الطقس ودرجات الحرارة حسب الهيئة العامة للأرصاد.
وأعلن الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، رفع حالة الطوارئ بالأجهزة التنفيذية والأحياء والصرف الصحي، وذلك للتعامل مع تداعيات هطول الأمطار والطقس السيئ.
كما واصلت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، استمرار أعمال التطهير للشنايش والمصبات والتأكد من جاهزية جميع المحطات وتفريغ بيارات محطات الرفع أول بأول.
من جانب اخر وجه اللواء محمود نافع رئيس الشركة بنشر سيارات شفط لكسح أي تجمعات لمياه الأمطار بمختلف أنحاء الإسكندرية مع استمرار عمل غرفة الطوارئ والخط الساخن 175 طوال اليوم لتلقي شكاوى المواطنين.
وفي سياق متصل، انتظمت حركة الملاحة البحرية ورسو السفن وتداول الحاويات بصورة طبيعية بمينائي الإسكندرية والدخيلة، نظرا لوجود ارتفاعات أمواج البحر في المعدلات الطبيعية.
شهدت حركة تداول البضائع بالهيئة العامة لميناء الأسكندرية تزايداً كبيرا خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر 2023 في جميع أنواع البضائع ، حيث تصدرت البضائع العامة مقدمة البضائع التي شهدت قفزة نوعية خلال شهر نوفمبر بنسبة زيادة بلغت 52.1 % إذ تم تداول 750.2 ألف طن تقريبا خلال الشهر المشار إليه في حين تم تداول 493.1 ألف طن تقريبا خلال ذات الشهر من عام 2023 .
جاء ذلك في إطار توجيهات الفريق كامل الوزير – نائب رئيس مجلس الوزاء وزير الصناعة والنقل نحو العمل المستمر على تطوير معدلات الأداء بالموانئ المصرية وصولاً إلى رؤية التحول إلى مركز عالمي للنقل والتجارة واللوجستيات .
كما شهدت أيضا بضائع الصب السائل إرتفاعاً كبيراً في حجم التداول خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر 2023 بواقع 41.8% تقريباً حيث تم تداول 839.2 ألف طن تقريباً خلال هذا الشهر في حين تم تداول 592 ألف طن خلال ذات الشهر من عام 2023 .
وجاءت بضائع الصب الجاف في المرتبة الثالثة من حيث نسبة الزيادة حيث شهدت إرتفاعاً خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر 2023 بواقع 38.4% تقريباً حيث تم تداول 2.7 مليون طن تقريباً خلال هذا الشهر في حين تم تداول 1.9 مليون طن خلال ذات الشهر من عام 2023
أما البضائع المحواه فقد شهدت إرتفاعاً بواقع 7.8% خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر من عام 2023 حيث تم تداول 2 مليون طن تقريبا خلال الشهر في حين تم تداول 1.8 مليون طن خلال شهر نوفمبر من العام السابق ، حيث شكلت أعداد الحاويات حوالي 187 ألف حاوية
وقد أسفرت تلك الزيادات في حركة تداول مختلف أنواع البضائع عن ارتفاع حجم التداول الكلي خلال شهر نوفمبر 2024 إلى 6.2 مليون طن بنسبة زيادة 28.7 % مقارنة بشهر نوفمبر 2023 .
وفي سياق متصل فقد شهدت حركة السفن بدورها تزايداً ملحوظاً خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر 2023 ، حيث تصدرت سفن الصب السائل أكثر أنواع السفن إرتفاعاً بواقع 46.1 % بإجمالي عدد 57 سفينة تليها في نسبة الزيادة عن الشهر المثيل من العام السابق سفن الصب الجاف بنسبة 30% تقريباً ثم سفن العبارات بواقع 15.3% وسفن الحاويات بنسبة زيادة 6%
وبشكل عام فقد بلغت نسبة الزيادة في إجمالي حركة السفن بالميناء 4.8% خلال شهر نوفمبر 2024 مقارنة بشهر نوفمبر 2023 حيث بلغ عدد السفن 454 سفينة.
تأتي هذه الزيادات في معدلات التداول وحركة الملاحة في ظل تعليمات وتوجيهات ا اللواء بحري أحمد عبد المعطي حواش رئيس مجلس الإدارة ـ بتحقيق الإحترافية في أداء الأعمال وتقديم كافة وسائل الدعم الفني والتشغيلي أثناء عمليات القطر والإرشاد بواسطة المرشدين وأطقم الإرشاد والوحدات البحرية وكذا المتابعة والمراقبة من خلال المنظومات الفنية المتقدمة ببرج الإرشاد و إتباع العاملين بالهيئة للسبل التكنولوجيا المتقدمة لسرعة نهو الإجراءات المتعلقة برسو السفن ومغادرتها ورفع المعدلات القياسية لعمليات الشحن والتفريغ والسعي المستمر لتقليل التكدسات بالميناء .