سواليف:
2025-02-05@10:03:14 GMT

ليس للبيع أو المبادلة

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

#ليس_للبيع_أو_المبادلة

د. #هاشم_غرايبه

في كل ليلة تكليف وزاري جديد، ينام الأردنيون على وعود دولتهم بتحقيق برامج عنوانها الدائم: (سوف)، التي تتكرر منذ عقود، وفي الصباح يستيقظون على مطالبتهم بأن يكونوا بحجم التحديات.
لم يوضح لهم أحد ما هي هذه التحديات، ومن هي هذه القوة الغاشمة التي تتحداهم، فيضيعون في هذه الطلاسم وهم يتساءلون: لماذا انصبت ويلات التحدي على هذا الشعب فقط، فيما باقي الشعوب تعيش حياتها اليومية بلا تحديات ولا نزالات، وما الذي وجدته هذه التحديات في الأردن فاختارته من غير أمم الأرض لصب لعناتها عليه!؟.


المعضلة هي أن مصدر هذه التحديات وحجمها معروف، وهي أن قرار تشرشل بتأسيس الدولة الأردنية كان بهدف أن يكون حاجزا حاميا للكيان اللقيط حتى يترعرع، لذلك رتبت أوضاعه ليبقى اقتصاده معتمدا على المساعدات والقروض، حتى لا ينمو ويتحول الى قوة مهددة لذلك الكيان، لكن الدولة لا تجرؤ على التصريح بذلك لأنها مفروضة عليها، والحكومة لا تملك القرار باتخاذ إجراءات لمواجهتها، والمواطنون ممنوع عليهم الحديث في الموضوع، لذلك تبقى كهاجس خوف مقلق للشعب على حاضره ومستقبلة.
لعل ذلك يفسر أحاجي كثيرة يعتبرها المواطنون طلاسم غير مفهومة، مثل: لماذا رسمت حدود الأردن بحيث تكون أغلب أراضيه صحراوية قاحلة، فنسبة الأراضي المزروعة 3.2 % من مساحته فقط، وهو الوحيد من أقطار بلاد الشام الأربعة مقطوع اتصاله بالبحر المتوسط.
كما يجيب على كثير من الأسئلة المحيرة، مثل: لماذا بيعت كل المناجم والمصانع التي كانت تستخرج منها الدولة الثروات الوطنية مثل الفوسفات والإسمنت والبوتاس والبروم والزجاج..الخ.
ولماذا أوقفت خدمة العلم، ولماذا يقاعد العسكريون مبكرا، ولا يصل الى الرتب العليا الاعدد محدود.
ولماذا يتم التصريح الرسمي على الدوام بأن الأردن فقير بالموارد، فهل يعقل أن تستثنى هذه البقعة تحديدا من النفط والغاز فيما كل من يجاورها من الجهات الأربع غني بهما؟
ورغم أنه في منطقة ضانا توجد مناجم كان الأنباط يستخرجون منها النحاس ويصنّعونه، وقدرت سلطة المناجم الطبيعية كميات المواد الخام بمليارات الأطنان، إلا أن السلطة ألغيت وأوقف التنقيب وأعلن رسميا عدم جدوى استخراج النحاس والمنغنيز.
وفي المرة الوحيدة التي جرى فيها التنقيب من قبل شركة (BP) في المنطقة الشرقية وكانت الشركة على وشك إعلان بشارة اكتشاف حقل غاز يحوي 6 تريليون قدم مكعب قابلة للاستخراج، في اليوم التالي أعلنت تصفية أعمالها وتسريح موظفيها من غير تقديم أي تفسير لذلك.
لا تغرب شمس إلا ويسمعون من أصحاب القرار مطالبات للحكومة بإيلاء مشكلات المواطنين الأولوية القصوى، وقبل بزوغ شمس اليوم التالي والحكومة لما تشمر عن ساعديها بعد للبدء بحل الحزمة المتزايدة من تلك المشكلات، تأتي مشكلة استعلاء جهة على القانون، ورفضها الخضوع له، فتترك الحكومة القصوى الأولى قبل أن تشرع فيها، من أجل حل القصوى الجديدة وهي أن يمتثل الجميع للقانون، لكنها وقبل أن تبدأ بأي إجراء حازم، تفاجأ بانه قد تم التجاوز عن الفاعلين وتطييب خواطرهم.
وعندها تعود الى الأولوية الأولى وهي مشكلة الفقر والبطالة، لا تجد ما يغطي ذلك ماليا، فتهرب لأسلوب تشكيل اللجان، على غرار عشرات اللجان السابقة، ومن الوجوه ذاتها التي صاغت التوصيات الماضي عدة مرات ولم يقرأها أي مسؤول، ليس لعدم ثقته بجديتها، بل لأن التعليمات لديه هي نقيض لها، فالأولوية القصوى المكلف بها أصلا، هي توفير أموال للخزينة الخاوية ابداً، والوسيلة الوحيدة المتاحة له، هي إيقاع المزيد من الضرائب والرسوم بالمواطنين، الأمر الذي يعاكس كل التوصيات، ويفشل أية احتمالية لدفع عجلة الإقتصاد المترنحة.
وحتى على صعيد تحسين الخدمات والبنى التحتية التي يطالب بها المواطنون، فقد تضع الحكومة برنامجا لتنفيذ بضعة مشاريع بتمويل من قرض بذلت الكثير واستهلكت كل رصيد شعبيتها من أجل الحصول عليه، لكن ما أن تبدأ حتى تأتيها تعليمات بإيلاء الأولوية لمشروع آخر غير مدرج أصلا، لأن المحسوبية وهاجس كسب ولاء منطقة ما للنظام تؤدي الى التبديل بين الأولويات، فتتغلب الحسابات المناطقية على حسابات المنطق، وتكون النتيجة أن المشروع الحيوي الأول يتعطل، والثاني يفشل لأن المبلغ لا يكفي لإنجازه، وبالتالي تتضاعف الخسارة.
هل عرفنا الآن ما هو التحدي الرئيس!؟.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/11/23

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعداد والطوارئ القصوى لعدم استقرار الأحوال الجوية

أكد الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية على رفع درجة الاستعداد والطوارئ القصوى في جميع الأجهزة التنفيذية والجهات المعنية للتعامل مع حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، وتوقعات هيئة الأرصاد الجوية والتي تشير إلى تعرض المحافظة إلى نشاط للرياح من 40: 60 كم / ساعة، وارتفاع الأمواج من 4: 6 متر، وأمطار متفاوتة الشدة.

وكلف الفريق أحمد خالد جميع الأجهزة التنفيذية ورؤساء الأحياء بمتابعة أعمال تصريف تجمعات مياه الأمطار، والتأكد من تحقيق السيولة المرورية، وذلك بالتنسيق الكامل مع شركة الصرف الصحي.
كما شدد على المسئولين بغرفة عمليات المحافظة، ومركز السيطرة بالمتابعة الفورية للموقف ورصد أي تداعيات ناتجة جراء ذلك.

من جانب اخر اكد الفريق  أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية ضرورة المتابعة المستمرة والتنسيق بين جميع الجهات المعنية بضبط الأسواق، وتكثيف  حملات الرقابة والتفتيش  لرصد المخالفات والتصدي لأي ممارسات احتكارية وغش تجاري و تلاعب بالأسعار .

وفي هذا الصدد،  قامت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية  بتكثيف الحملات الرقابية على الأسواق و المخابز والمجمعات الاستهلاكية حيث تم تحرير محاضر مخالفات بإجمالي ٧٠٧ محضر  لمخابز مخالفة  مابين عدم الإلتزام بالمواصفات ونقص وزن وتوقف عن العمل وذلك خلال شهر يناير الماضي .

هذا بالإضافة الي تحرير ٢٨٨ محضر عدم إعلان عن أسعار السلع   ، و تحرير ١٨٣ محضر عدم صلاحية وبيع بازيد من السعر وعدم ترخيص.

كما قامت مديرية التموين والتجارة الداخلية بضبط العديد من المخالفات حيث تم التحفظ على ٧٤٢٠ لتر  زيت طعام مجهول المصدر  ، و ضبط ٥٧ كجم كبدة و ومصنعات لحوم  مجهولة المصدر وغير صالحة للاستخدام ، كما تم مصادرة العديد من السلع الغذائية وغير الغذائية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر  أثناء  الحملات التموينية خلال الشهر الماضي .

هذا وأكد محافظ الإسكندرية استمرار تكثيف حملات الرقابة والتفتيش والمتابعة على جميع الأسواق ، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعداد والطوارئ القصوى لعدم استقرار الأحوال الجوية
  • ترامب: لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني لدول أخرى
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بفرض ضغوط قصوى على إيران
  • اليونان: إعمار غزة أولوية قصوى ويجب التخطيط الجيد لذلك
  • الصحة العالمية: الأولوية في غزة تلبية الاحتياجات الطبية وتشغيل المستشفيات
  • منظمة الصحة العالمية: هذه هي الأولوية في غزة الآن
  • الدنمارك غاضبة من ترامب: غرينلاند ليست للبيع
  • متحف المستقبل يستعرض نموذج التاكسي الجوي لمستقبل النقل الذكي
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • عاجل | رئيس بنما: قناة بنما ستبقى تحت إدارتنا ولم أشعر خلال لقائي الوزير روبيو بأن هناك تهديدا لذلك