شهد اليوم الثاني من “مهرجان تنوير” برنامجاً حافلاً من العروض الموسيقية والأدائية وورش العمل التفاعلية والفقرات الفنية، في صحراء مليحة، حيث أخذ زواره في رحلة من المتعة والفن والإبداع، أعادهم فيها إلى جماليات التأمل في الصحراء والسهر على أنغام الموسيقى بين الكثبان الرملية، فاتحاً أمامهم عالماً مدهشاً لعلاقة المشاهد المرئية مع المقطوعات والمعزوفات المسموعة.

احتفال بالإبداع والاتحاد والإلهام
وتصدر العرض العالمي “Journeys of Light” فعاليات اليوم الثاني على المسرح الرئيسي، حيث جمع فنانيين من مختلف أنحاء العالم في تحفة فنية مزجت أنماطهم وأساليبهم المتنوعة في احتفال بالإبداع والاتحاد والإلهام، مع الفنان كمال مسلّم الذي أسرَ الجمهور بعزفه على العود والجيتار.

وضم العرض أصواتاً ساحرة لكل من ليزا جيرارد، لورا كوتلر، رشا رزق، وأنجانا راجاجوبالان، إلى جانب غلين فيليز على الإيقاع، ومايك ديل فيرو على البيانو، ودويكي دارماوان على آلات المزج، ومارك ميرالتا على الطبول، ودانييلي كابوتشي على العزف المزدوج باس، الذين أضافوا لمسة من الإحساس المرهف، ورافقتهم “أوركسترا غرفة النخبة” بقيادة ستويان ستويانوف، والتي وفرت خلفية سيمفونية ملحمية، في عرضٍ سما فوق الحواجز الثقافية، مستحضراً أصداء خالدة من المحبة والنور.

وعلى مدار اليوم، قدم المهرجان باقة متنوعة من العروض والتجارب المبهرة، فعلى مسرح “شجرة الحياة”، أمتعت الفنانة سيني كامارا الجمهور بمزيجها المؤثر لإيقاعات غرب أفريقيا وموسيقى البوب المعاصرة، رافقها عرض أدائي مباشر للفنون التشكيلية مع الفنانة ماري ماليفارجز، التي بثت الحياة في الموسيقى برسوماتها المؤثرة، تلاها عرض لـ”بركة بلو” (Baraka Blue)، و”فرقة شادي” (Shadi’s Band)، أثار حماسة الجمهور بمزيج بين القصائد والألحان الموسيقية، في حين ملأ فنان موسيقى “الغناوة” حسن حكمون أثير صحراء مليحة بالأنغام الساحرة لآلة الـ”سنتير”، موفراً للجمهور فرصة التعرف على تراث موسيقى “الغناوة” المغربية.

وعلى المسرح الرئيسي، اصطحبت فرقة “قسطنطينية” (Constantinople)، بقيادة كيا طبسيان والمغنية التونسية غالية بن علي و الموسيقي اللبناني شربل روحانا، الجمهور في رحلة موسيقية عميقة مستوحاة من أشعار جلال الدين الرومي، حيث جسد عرض بعنوان “على خطى الرومي” جوهر فلسفة الرومي من خلال الألحان والتأملات الشعرية، التي تستحضر روح التأمل والارتباط العميق، وفي ختام الأمسية، قدم الموسيقار روشيل رانجان والمطربة الموهوبة آبي سامبا، إلى جانب مدرب ومصمم الرقص العالمي آكاش أوديدرا أداءً يخطف الأنفاس لموسيقى “القوالي” الأوركسترالية.

التواصل مع الإمكانات الإبداعية والمستنيرة
وشهدت فعاليات اليوم الثاني تنظيم 5 ورش عمل تفاعلية، أتاحت كل منها للمشاركين فرصة التواصل مع إمكاناتهم الإبداعية المستنيرة، حيث قدم وليد أبوالنجا جلسة لتمارين التنفس، اصطحبت المشاركين في رحلة لاكتشاف الذات، في حين استعرض أنس الحلبي جماليات ألحان موسيقى الـ”هاندبان”، محفزاً الحضور لاستشكاف تناغم الإيقاعات والأنغام، كما عرّفت “مدرسة الخط والزخرفة” المشاركين على فنون “الزخرفة والتذهيب والأشكال الهندسية” تحت إشراف الدكتورة إسراء الهمل، ومصطفى صدقي، أما ورشة “الدوران الصوفي” التي قدمتها الدكتورة فاريما بيرينجي، فجمعت بين فن الحركة والتأمل الروحاني، وأخيراً، أدهشت ورشة “فن الخط بالضوء”، للفنان جوليان بريتون، الحضور بالدمج الإبداعي بين الضوء وفن الخط العربي التقليدي.

تركيبات فنية تستحضر التأمل والطبيعة وفلسفة جلال الدين الرومي
وتزين المهرجان بأعمال فنية تركيبية لفنانين عالميين، عززت أجواء المهرجان، مجسدة التأمل والطبيعة وفلسفة جلال الدين الرومي، حيث استحضر عمل بعنوان “آثار صحراوية”، للفنانين كريم وإلياس، ذكريات حضارات قديمة، كما فتح عمل بعنوان “طريق الرومي”، للفنانة عزة القبيسي، الباب لتأمل تداخل الضوء والظل، في حين شكّل عمل بعنوان “بوابة الحكمة” للفنانة نداء إلياس، و”واحة النخيل” للفنان خالد شعفار، احتفالية بتراث وثقافة المنطقة، مجسداً جوهر معنى الصمود والارتقاء والنهضة.

وحفّز عمل بعنوان “حَلَقيّ” للفنانة زينب الهاشمي، و”دائرة النجوم” للفنانة باتريشيا ميلنز، الفكر لتأمل الدوائر الأبدية للكون، أما “الحرّاس” للفنانة رباب طنطاوي، فجسد مفهوم المرونة، كما وفر “لامُتَنَاه”، للفنان أحمد قطّان، مساحة هادئة للتواصل، وأضاف عمل بعنوان “ليلة القدر”، للفنانة رغد الأحمد، العمق الروحاني لتجربة المهرجان، فيما شكّل “نَّو”، للفنان عمر القرق، استكشافاً للشكل والضوء، موجهاً الدعوة للحضور لتقدير جمال الفن في بساطته.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الیوم الثانی عمل بعنوان

إقرأ أيضاً:

مهرجان ينقل لمُزاينة الحيران

 

 

سالم بن نجيم البادي

مهرجان ينقل لمزاينة الحيران (الحيران: صغار الإبل التي لا تتجاوز أعمارها سنة واحدة) تقليد سنوي يُقام كل عام في مثل هذه الأيام، ويجذب المهرجان إليه الناس من مناطق مختلفة من عُمان ومن بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ويأتي إليه الناس من مختلف الأطياف للترفيه والتسلية وحبًا للإبل، وحضور الفعاليات التراثية المختلفة، ومن أجل التجارة وبيع الأطعمة والمشروبات والحلويات والقهوة والتمور والبخور ومستلزمات الإبل، وفي المهرجان يتم عرض الحيران لاختيار الأجمل من قبل لجنة مختصة في المواصفات الجمالية التي تقدرها اللجنة المكونة من أصحاب الخبرة في هذا المجال.

هذه المهرجانات لها فوائد كثيرة ومنها المحافظة على التراث العريق المرتبط بالإبل ومكانتها في المجتمع والدور الهام الذي كانت تقوم بها في حياة الناس؛ فهي كانت وسيلة للتنقل من مكان إلى آخر ووسيلة لجلب المؤنة إلى البيوت من الأسواق البعيدة ومن البلدات المجاورة، ويُستفاد من حليبها ولحومها وتُباع الإبل الأصيلة والمتميزة في الشكل والتي تفوز في السباقات بأسعار غالية. ليس هذا فحسب، فإن للإبل حضور طاغ في ثقافة المجتمع وأساطيره وحكاياته وموروثه الشعبي.

وللمهرجان فوائد اقتصادية؛ حيث البيع والشراء وصفقات بيع الإبل وتنشط الحركة التجارية والسياحية في الولاية وفوائد ترفيهية من خلال الأمسيات والمناشط والفعاليات المختلفة، وفوائد اجتماعية حين يلتقي الكبار والصغار والأسر في ساحة المهرجان، ويفد إليه الناس من كل مكان. ولقد أكد المهرجان كرم أهل ينقل كما هو معروف عنهم؛ حيث كانوا يتنافسون في إقامة الموائد العامرة للضيوف القادمين من خارج الولاية سواء في أرض المهرجان أو يصطحبونهم إلى منازلهم لتقديم واجب الضيافة.

وقد سعدتُ بحضور بعض أيام وليالي هذا المهرجان البهيج، واستمتعت بالفعاليات المتنوعة من أهازيج ورقصات شعبية وأمسيات شعرية ومسابقات مختلفة، وأبرز هذه المسابقات مسابقة رقصة "اليولة" وتنافس فيها شباب من مختلف مناطق السلطنة ومسابقات للأطفال تعلمهم التنافس الشريف والثقة بالنفس وتبرز مواهبهم.

لقد بُذلت جهود جبارة من أجل الإعداد المُتقن لهذا المهرجان حتى ظهر بهذه الصورة الرائعة وكان وراء هذا الجهد أشخاص يعملون ليلًا ونهارًا في الإعداد والتحضير لهذا المهرجان دون مقابل مادي وهم يستحقون الشكر والتقدير والشكر موصول للشركات الراعية وللأفراد الذين تبرعوا بأموالهم ولكل من ساهم في إنجاح المهرجان.

لقد عاشت ينقل خلال أيام المهرجان حياة ضاجة بالنشاط والحركة والبهجة، ونتمنى أن نشهد في ينقل مثل هذه المهرجانات والفعاليات المختلفة وينقل الجميلة وأهلها يستحقون كل خير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الاعتراف الأمريكي بسقوط طائرة “إف 18” هو الثاني خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس (إنفوجرافيك)
  • اليوم.. تكريم أحمد حلمي في افتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية
  • ‏بعنوان “الإعلام الحديث” دورة تدريبية للعاملين في المؤسسات الإعلامية بدمشق
  • ماستر كلاس ريهام عبد الغفور وأحمد مالك فى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير..اليوم
  • تعاون بين هيئة الصحفيين و”ثقافة وفنون جدة”
  • المهر “براق” يحرز لقب كأس رئيس الدولة للخيول العربية في المغرب
  • “فعلاً مبيتنسيش”.. ديو تامر حسني ورامي صبري يواصل تحطيم الأرقام
  • اليوم.. افتتاح الدورة الـ 11 مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • شاهد بالفيديو.. بالزي العسكري وعلى يدها “الطبنجة”.. فتاة سودانية تقتحم حفل غنائي وتقدم فواصل من الرقص
  • مهرجان ينقل لمُزاينة الحيران