بصوتٍ يأخذك إلى أعماق الروح، ومعانٍ تُحلّق بك في أجواء من السكينة والخشوع، صنع الشيخ محمود خليل الحصري إرثًا خالدًا في عالم التلاوة القرآنية، وفي الذكرى الـ44 لرحيله، نستعيد فصولًا من حياته، حيث اجتمع العلم والبصيرة ليُخرجا لنا المصحف المرتل، هذا الإنجاز الذي أسس لحماية القرآن من أي تحريف، وأصبح نورًا يهدي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فرحلة الحصري ليست مجرد تلاوة، بل هي قصة عشق للقرآن تلامس القلوب وتثير التأمل.

ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري 

وفي الذكرى الـ44 لوفاة شيخ القراء والمقارئ المصرية، يروي محمود خليل الحصري في لقاء صوتي نادر سيرته الذاتية وسبب تسجيل المصحف المرتل، فهو من مواليد قرية شبرا النملة مركز طنطا بمحافظة الغربية، إذ نشأ بها وحفظ القرآن، وانتهى من حفظه في سن 10 سنوات، ثم ذهب إلى المسجد الأحمدي في طنطا ليتزوّد بالعلوم الدينية والشرعية، إلى أن تخصّص في تجويد القرآن الكريم، وحفظ القراءات السبع ثم العشر، وبعدها سلك هذا المنهج إلى أن وصل إلى العشرين من عمره.

بدأ «الحصري» العمل كقارئ في القرية، ثم البلاد المجاورة، ثم وزارة الأوقاف، وفي عام 1950 جرى تعيينه قارئًا بالمسجد الأحمدي في طنطا، وفي 1955 جرى نقله من المسجد الأحمدي؛ ليكون قارئًا بمسجد الحسين، ثم جرى تعيينه وكيلًا لمشيخة المقارئ عام 1957، وفي عام 1960 جرى تعيينه شيخًا للمقارئ المصرية خلفًا للشيخ الراحل علي الضباع.

يقول محمود خليل الحصري: «تلقيت القراءات السبع والعشر عن المرحوم الشيخ إبراهيم سلام في طنطا، ثم عدت وتلقيت والقراءات السبع والعشر ثانيًا على الشيخ علي الضباع، وكان لي شرف أن أتتلمذ على يد فضيلة الشيخ عبدالفتاح القاضي، الذي كان في حينها شيخًا لمعهد القراءات، فقرأت عليه القراءات العشر وكان لي منه العون الكثير خاصة في إنجاز مؤلفاتي العشر في علوم القرآن والقراءات».

المصحف المرتل للشيخ محمود خليل الحصري 

يحكي «الحصري» أنّه عام 1960 ظهرت مصاحف توزع في البلاد التي ليس بها حفظة كالبلاد غير العربية، وكان بها العديد من المصاحف المُحرفة التي يظهر بها تحريفًا واضحًا في القرآن الكريم، وكان قبل ذلك بعام جرى تعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية، وحينها رأت الحكومة أنّ خير علاج لا يكون طبع مصاحف بغير أخطاء أو إرسال مصاحف مُصححة ومراجعة، وإنما كان الأفضل هو تسجيل قرآن سليم وصحيح بطريقة يرتاح إليها الجميع لتكون كنموذج لحسن أداء القراءة.

وعن قراءة المصحف المرتل، يقول الشيخ خليل الحصري: «أكرمني الله تعالى بأن أسجل هذا التسجيل وهو المصحف المرتل برواية حفص عام 1961، وكان هو أبلغ رد وكان له أعمق الأثر وكان له نصيب وافر للانتشار في جميع مشارق الأرض ومغاربها في كل البلاد التي بها جاليات إسلامية، وهذا التسجيل قد حصل عليه الكثير بل كل مسلم سواء في البلاد الأوروبية أو الأجنبية، أنا زرت القارات الخمس فكان يسبقني إليها المصحف المرتل، وكانو يستقبلونني بأحسن ما يكون، وباتت المصاحف المُحرفة حينها عديمة الجدوى».

كانت تلاوة المصحف المرتل للشيخ محمود خليل الحصري، سببًا في أن تطلب بلاد المغرب من مصر أن يُسجل لها القراءة التي حفظوا القرآن عليها، إذ تعتمد المغرب وبعض بلاد السودان على قراءة ورش عن نافع، أما رواية قالوون عن نافع يقرأ بها تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا، كما تقرأ السودان أيضًا على رواية دوري عن أبي عمرو.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيخ محمود خليل الحصري محمود خليل الحصري شيخ القراء المصحف المرتل الحصري القرآن الكريم محمود خلیل الحصری المصحف المرتل

إقرأ أيضاً:

مدير أوقاف أسوان يتابع سير العمل بمركز إعداد محفظي القرآن الكريم

قام الشيخ سمير خليل مدير مديرية الأوقاف بأسوان بجولة تفقدية لمتابعة سير العمل بمركز إعداد محفظي القرآن الكريم وذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بدعم التعليم الديني والثقافي.

ورافق فضيلته خلال الجولة الشيخ عادل جودة السيد، مدير الدعوة، والشيخ محمود عبدالرحيم، مدير إدارة الإدارات حيث التقى فضيلته بالدارسين ، وأثنى على الجهود المبذولة في تعليم القرآن الكريم ونشر الوعي الديني الوسطي.

وأكد فضيلة الشيخ سمير خليل خلال زيارته على أهمية دور المراكز الثقافة لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الاسلامية في تعزيز القيم الدينية والتربوية، مشدداً على ضرورة الالتزام بمناهج الأزهر الشريف وأخلاقياته.

حضر الجولة المحاضرين بالمركز، والذين عبّروا عن امتنانهم لزيارة فضيلة الشيخ ودعمه المستمر ، مؤكداً لجميع العاملين في خدمة الدين والوطن .

فيما تواصل مديرية أوقاف أسوان برعاية فضيلة الشيخ سمير محمد خليل مدير المديرية تنظيم فعاليات المسابقة المحلية للقرآن الكريم وذلك من خلال لجنة الاختيار فضيلة الدكتور محمود عبدالرحيم مدير شؤون الإدارات، وفضيلة الشيخ محمد محمود الرفاعي رئيس قسم شؤون القرآن الكريم. 

بينما تشهد مقارئ الجمهور التى تقوم بتنظيمها مديرية الأوقاف بأسوان داخل المساجد إقبالًا مميزًا حيث تم تلاوة آيات من القرآن الكريم وسط أجواء إيمانية حيث يأتى هذا النشاط ضمن الجهود المستمرة لوزارة الاوقاف فى نشر الوعى الدينى وتشجيع التدبر فى آيات الله.

من جانبه أشاد الشيخ محمود الرفاعى رئيس قسم شؤون القرآن بالمديرية بحرص الائمة على أداء مقارئ الجمهور، وحرص الرواد على الاستفادة من هذه اللقاءات القرآنية حيث أن مثل هذه الأنشطة تسهم فى بناء مجتمع متماسك ومتمسك بالقيم الإسلامية.

فيما أوضح الشيخ سمير محمد خليل مدير مديرية الاوقاف بأسوان بأن المديرية حريصة على تنفيذ خطة الوزارة وستواصل تنظيم المقارئ بشكل دورى لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة والتعلم، ويأتى ذلك فى إطار تعزيز روحانية المجتمع وتقوية الصلة بالقرآن الكريم. 

مقالات مشابهة

  • بيان في ذكرى استشهاد الدكتور خليل إبراهيم ورفاقه الأبرار
  • انطلاق تصفيات مسابقة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بكفر الشيخ
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • كريم رمزي: كهربا ذكرى لاعب جيد.. وأيامه في الأهلي معدودة
  • في ذكرى أول عالم مصري يحصل على دكتوراه علم الحشرات.. كيف حاز عليها؟
  • مدير أوقاف أسوان يتابع سير العمل بمركز إعداد محفظي القرآن الكريم
  • في مثل هذا اليوم: ذكرى ميلاد الشيخ محمد عبد اللطيف الفحام
  • تسيير قافلة عهد الأحرار بمناسبة ذكرى مولد الزهراء
  • حسن الخاتمة.. وفاة مدرس أثناء قراءة القرآن قبل الفجر بالمسجد العمرى بقنا
  • في ذكرى وفاة صلاح ذو الفقار.. ماذا قال عن أصعب ثلاثة أيام بحياته؟