حكم تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد، إنه لا يوجد مانع شرعًا من تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة؛ لما فيه من استشعار نعمة الله تعالى في تداول الأيام والسنين، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني كله، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس.
أقوال العلماء في حكم التهنئة بقدوم الأعوام والشهوروأوضحت دار الإفتاء أن التهنئة بالسنة الميلادية الجديدة استشعار لنعمة الله في تداول الأيام والسنين؛ وذلك أن تجدد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها.
وأضافت الإفتاء أن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني ككل، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس، ولا يخفى أن التهنئة إنما تكون بما هو محل للسرور.
وأكدت الإفتاء أن جمهور الفقهاء نصوا على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور:
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه: أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 56، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [وتسن التهنئة بالعيد ونحوه من العام والشهر على المعتمد، مع المصافحة] اهـ.
وقال العلامة القليوبي في حاشيته على "شرح المحلي على المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر): [(فائدة) التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: مندوبة، ويُستأنَسُ لها بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه رضي الله عنهم وتهنئة أبي طلحة رضي الله عنه له] اهـ.
وقالت الإفتاء إن اقوال جمهور الفقهاء بينت لنا أن تبادل التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة جائز شرعًا ولا حرج فيه؛ لما فيه من استشعار لنعمة الله في تداول الأيام والسنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تبادل التهنئة التهنئة بداية السنة الميلادية الجديدة السنة الميلادية الجديدة الإفتاء المیلادیة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
مظاهرات الوجع في غزة بين البراءة والتخوين!
بداية أبدأ في الكلمة الأخيرة من العنوان، إذ أننا منذ زمن بعيد وصلنا إلى ضرورة الابتعاد عن التخوين أو التكفير في حالة الاختلاف السياسي، فما بالنا اليوم ونحن في أشدّ حالات القضية الفلسطينية حساسيّة وخطورة، فهل ترانا ننزلق إلى التخوين بهذه السهولة ونرمي به من أخرجه الوجع غير المسبوق في التاريخ البشري، والذي اجتمع فيه كل صنوف العذاب من قبل حثالة بشرية تكالبت معها كل قوى الشرّ العالمية؟
التراحم عباد الله أولى من التنابذ والتخوين، وهو الأولى والأسلم والأنفع، وأن لا يكون بأسنا بيننا شديد بل على الذي أذاقنا كلّ هذا العذاب والدمار. وإن كان ولا بدّ فما المشكلة في مظاهرات بالمعروف تبدي ما تخفيه صدور الناس من غضب وقهر وتعبّر عن رأيها بكل طلاقة وحريّة وترحيب، سواء كان ذلك مُرضيا للبعض أو مغضبا للبعض الآخر، فليس لنا إلا التراحم وتضميد الجراح وأن نبقى سندا لبعضنا البعض، وأن نسمع كل الأصوات وأن يتم الاهتمام بمطالب الناس. وإن ارتفاع الموج ليس له التراحم عباد الله أولى من التنابذ والتخوين، وهو الأولى والأسلم والأنفع، وأن لا يكون بأسنا بيننا شديد بل على الذي أذاقنا كلّ هذا العذاب والدمارإلا المزيد من التراحم والصبر والمصابرة والتفكير سويّا بالحلول العملية، وكيف تتضافر الجهود على وقف المجزرة.
بداية مهما كان أصل هذا التحرّك فإنّ للعفوية والبراءة نصيب كبير منها، ففي العصر النبوي الأوّل وأمام ما تعرّض له صحابة رسول الله من عذاب؛ ورد أنّ نفر منهم جاءوا لرسول الله شاكين وقالوا له: "ألا تدعوا لنا، ألا تستنصر لنا".. بقية الحديث. وورد أيضا أنّه لما نزلت أواخر سورة البقرة: "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، قالوا لرسول الله: كُلّفنا من الأعمال ما نطيق أما هذه فلا نطيقها.. إلى أن نزل قول الله تعالى: "لا يكلّف الله نفسا الا وسعها.."، وورد أن هناك ظروفا وأحوالا يستيئس فيها الرسل: "حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا".. الخ. وهذا مع من تمثّل دينه على أعلى درجات الكمال، ولا نفترض في الناس اليوم أنهم كذلك، لذلك لا غرابة أن يعبّر الناس عن وجعهم وأن يضعفوا في ظل أهوال واجهوها فهم بشر وليسوا ملائكة. نزل مجموعة من المقاتلين الذين يحمون ظهر الجيش طمعا بالغنائم فلم يخوّنوا ولم يطردوا من رحمة الله، وقال الله فيهم: "إن الذين تولّوا منكم الاحتجاج مشروع وله ما يبرّره ويجب أن تتفهمه المقاومة أو أية سلطات نافذة خاصة، وهي دوما تدعو شعبها لحراكات داعمة وتعاني من فظاظة التعامل معهايوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا". ومع هذا الضعف والفعل بقوا منا كما وصفهم القرآن: منكم.
فالاحتجاج مشروع وله ما يبرّره ويجب أن تتفهمه المقاومة أو أية سلطات نافذة خاصة، وهي دوما تدعو شعبها لحراكات داعمة وتعاني من فظاظة التعامل معها، فهل تقع بمثل ما عانت منه مرارا وتكرارا؟! كل مواطن له حق التعبير عما يجيش في صدره وما يراه يصبّ في مصلحة شعبه ووطنه تعارض أو وافق من بيده مقاليد الحكم أو من له أية اعتبارات مختلفة.
وفي المقابل، وحتى لا نقع في خدمة أعدائنا يجب أن يحرص من يقوم بهذا الفعل على شيء من الذكاء السياسي الذي يمنعه من الوقوع في منفعة الأعداء، أو أن يختار توقيتا غير مناسب أو أن يسكت على من يريد حرف البوصلة، أو أن يُستغلّ من قبل الأعداء أو من لهم غايات مشبوهة، وذلك كي لا يقع في خدمة من يتربّص بالمقاومة من حيث يدري أو لا يدري. فالسياسة لا ترحم ولا تعفي من لا يفقه أبجديّاتها.