جامعة أسوان تنظم مهرجان الرياضات المائية في النيل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
نظمت جامعة أسوان مهرجانًا رياضيًّا بعنوان (١٠٠ يوم رياضة في نيل أسوان بقوارب التجديف والكياك) برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
جاء ذلك ضمن فعاليات "مبادرة 100 يوم رياضة" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سبتمبر الماضي، وتأتي هذه الفعالية في إطار خطة الوزارة لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" بمشاركة 150 طالبًا وطالبة.
شارك في المهرجان طلبة وطالبات كلية علوم الرياضة بجامعة أسوان، بالإضافة إلى طلبة وطالبات جامعة أسوان، بإشراف وحضور الدكتور لؤي سعد الدين نصرت القائم بعمل رئيس جامعة أسوان، والدكتور مصطفى بيومي مساعد وزير التعليم العالي والبحث العلمي للتنمية المستدامة والحياة الطلابية ونائب رئيس الاتحاد الرياضي المصري للجامعات، والدكتور عادل مكي عميد كلية علوم الرياضة بجامعة أسوان، وسلامة منزلي طه رئيس مجلس إدارة نادي التجديف والرياضات المائية بأسوان.
وأكد وزير التعليم العالي الدور المحوري للأنشطة الطلابية في المنظومة التعليمية، وأن الانخراط في الأنشطة الرياضية يعزز منظومة القيم لدى شباب الجامعات، وينمي روح الفريق والتعاون، ويقوي الروابط الإنسانية، كما يساهم في تطوير شخصية الطلاب، ويعدهم ليكونوا جيلاً واعيًا وقادرًا على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
وأكد الوزير أنه في إطار اهتمام القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري، وحرصًا على وضع التنمية البشرية على رأس قائمة الأولويات الوطنية، تسعى الوزارة إلى تنمية وتطوير شخصية شباب مصر، مشيرًا إلى أن "مبادرة 100 يوم رياضة" تأتي في إطار خطة الوزارة لتنفيذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مثمنًا جهود الجامعات المصرية في تنفيذ مبادرة 100 يوم رياضة"، مضيفًا أن المبادرة تهدف إلى المساهمة في تنمية وتطوير شخصية شباب الجامعات من خلال تشجيعهم على ممارسة الرياضة، ورفع معدلات النشاط البدني لطلبة وطالبات الجامعات.
وأشار د. لؤي سعد الدين إلى أن الجامعة تستهدف تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية، مع تشجيع الطلاب على المشاركة الفعالة في هذه الأنشطة المتنوعة، لافتًا إلى توفير منصات للتسجيل والاشتراك في كافة الفعاليات الرياضية؛ بهدف إتاحة الفرصة لجميع الطلاب للمشاركة، مؤكدًا أهمية هذه الأنشطة في اكتشاف ودعم الطلاب الموهوبين والمبدعين رياضيًا، وتأهيلهم للمشاركة في البطولات المحلية والدولية.
وأضاف القائم بعمل رئيس جامعة أسوان أن الجامعة تدعم منذ اليوم الأول مبادرة "100 يوم رياضة" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، والتي تهدف إلى تحسين الصحة البدنية للطلاب، وصقل شخصياتهم، وتنمية الروح التنافسية لديهم، كما أكد سعي الجامعة المستمر لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير المنشآت والملاعب الرياضية وفقًا لأحدث المعايير العالمية.
إشادات بجهود جامعة أسوانوأكد الدكتور مصطفى بيومي دور الرياضة كركيزة أساسية في بناء وتنمية الإنسان المصري، مشيدًا بجهود جامعة أسوان في تنظيم فعاليات مبادرة "100 يوم رياضة".
وأوضح أن المبادرة تهدف إلى إعداد شباب قادرين على المساهمة في التنمية الشاملة وبناء مستقبل الوطن، من خلال تعزيز النشاط البدني والوقاية من الأمراض غير السارية، بالإضافة إلى تعزيز القيم السامية لدى الطلاب، مؤكدًا حرص وزارة التعليم العالي على دعم جامعة أسوان في مختلف الأنشطة الطلابية وتعزيز دور الرياضة ضمن منظومة التعليم العالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسوان جامعة اسوان التجديف وزير التعليم العالي التعليم التعليم العالى الدكتور أيمن عاشور التعلیم العالی جامعة أسوان یوم ریاضة
إقرأ أيضاً:
اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر
بقلم : ذ. محمد مفضل
هل يمكن اصلاح منظومة تعليمية تعرضت للتدهور لفترة طويلة؟ و هل هناك محاولات جادة مبنية على نظرة استراتيجية بعيدة المدى؟ قد يكون الجواب المتسرع بنعم أو لا مجانبا للصواب لأن عملية الإصلاح معقدة و تتطلبمقاربة ميدانية تبحث في مكامن النجاح و الخلل و في المتدخلين في العملية و مدى مقاومتهم أو استعدادهم لتنزيل الإصلاح على أرض الواقع.
أحيل في البداية على خلاصات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو حول علاقة المجتمع بالتعليم، حيث تؤكد نظريته السوسيولوجية على دور مؤسسات التعليم في إعادة انتاج التفاوت الاجتماعي. لم تكن هذه الخلاصة أكثر صدقا وواقعية في وصفها لواقع التعليم الجامعي في المغرب مثل اليوم و خصوصا مع انتشار الجامعات الخاصة التي تحقق لمنتسبيها النجاح الأكاديمي و تعزز رأسمالهم الثقافي و مكانتهم الاجتماعية، في حين أن الجامعات العمومية، خصوصا ذات الولوج المفتوح، تبقى ملجأ لعموم الطلبة حيث الاكتظاظ و الهدر و ضعف الإمكانات و التكوين و يبقى فشل أغلب الطلاب في تحقيق الرأسمال الثقافي المطلوب دليلا، في الخطاب الرسمي، ليس على فشل المنظومة بل فشلهم كأفراد منتمين إلى طبقات غير محظوظة. هكذا يصبح الفشل قدرا طبقيا و ليس نتيجة لإصلاحات و سياسات فاشلة.
نبه بازل برنشتاين، عالم الاجتماع البريطاني إلى دور التعليم في إعادة انتاج التفاوت الاجتماعي كذلك، لكن من منظور لغوي، حيث يميل النظام التعليمي، حسب رأيه، إلى تفضيل اللغة الأكثر تعقيدا و تجريدا و التي تستخدمها الطبقات الوسطى و ما يتبع ذلك من تفوق في اللغات و التقنيات، الأمر الذي يجعل الطلبة من طبقات دنيا في وضع غير متكافئ.
تساهم الجامعة في المغرب في توزيع المعرفة و السلطةبطريقة غير متكافئة، و لعل آخر إصلاح للتعليم العالي يشهد على تأثير الفوارق الاجتماعية على التعليم وإعادة انتاجها من طرف هدا الأخير. تم تنزيل نسخة جديدة من الإصلاح الجامعي [إسريESRI] ، الميثاق الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار بداية السنة الجامعية2023-2024 ، و يتضمن ضمن محاور أخرى، مهمة دمج المهارات الرقمية و اللغوية و مهارات الحياة في المنظومة البيداغوجية الجديدة. وفرت الوزارة بعض المناصب المالية الخاصة بتوظيف أساتذة محاضرين و تمويل شراء حواسيب للكليات، لكنها لم توفر مهندسين و تقنيين كما وعدت بذلك الوزارة لمؤازرة الأساتذة في تنزيل هذا الإصلاح.
تنزيل الشق المتعلق باللغات الأجنبية و مهارات القوة أبان عن مشاكل قيمية و هيكلية لها علاقة بالسياق العام للسياسات التعليمية بالمغرب. بالنسبة للغات، تعاقدت الوزارة مع منصة أمريكية لتعليم اللغات بمبالغ كبيرة، روزيطا ستون، التي تتعامل مع الطالب كزبون توفر له منتوجا موحدا و من المفروض أنه، أي الطالب، يتوفر على وسائل التواصل مع المنصة و الاشتغال عليها.
نظرا لكثرة المشاكل التقنية المتعلقة بتفعيل الحسابات على منصة روزيطا و استعمالها للتعلم، أصبح همٌ أغلب الطلبة هو حل المشاكل التقنية التي لها علاقة بالمعرفة الرقمية للطلبة، و بعدم تطابق الهواتف مع المنصة، و عدم توفر الطلبة على رصيد بهواتفهم للاشتغال بالمنصة عن بعد، و عدم احتساب المنصة لساعات الاشتغال على المنصة [ضرورة انجاز 30 ساعة في اللغتين الفرنسية و الإنجليزية]، هذه الوضعية الأخيرة دفعت بعض الطلبة، لعدم توصلهم لأي تفسير أو تأويل لهذه الوضعية، إلى استعمال برمجيات بمقابل للرفع من عدد الساعات المسجلة في حسابهم في روزيطا، الأمر الذي أفسد العملية برمتها. كما أن مئات الطلبة، رغم توفرهم على حساب بروزيطا، لا يتم استدعاؤهم لاجتياز الامتحانالنهائي رغم توفرهم على شرط 30 ساعة، لأن أسماءهم غير متضمنة في تقارير روزيطا. أين هي عملية التعلم؟ ضاع انتباه و جهد الطلبة في حل مشاكل تقنية لم يجدوا من يساعدهم على حلها، و في آخر المطاف يُحمل الطالب و الأستاذ مسؤولية فشل جزء من إصلاح المنظومة البيداغوجية، رغم أن مصدر الفشل هو مؤسساتي حيث لم توفر المؤسسة الوسائل التقنية و الموارد البشرية اللازمة لإتمام العملية في أحسن الظروف كما يتم فعلا في مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي لا تعرف مشاكل من هذا النوع.
الوجه الثاني للإصلاح البيداغوجي المتعلق بمهارات القوة هو أكثر قبحا من حيث المحتوى و من حيث التدبير التقني و من حيث شروط التقييم. جل وحدات مهارات القوة لا تستجيب لشروط التعليم الجامعي، مجرد وحدات لتلقين معلومات يمكن الحصول عليها باستعمال الانترنت والذكاء الاصطناعي. هل يحتاج طالب بكلية العلوم مثلا أن يعرف فنون الطبخ و الفنون الشعبية كأغاني العيطة، أو أن يعرف تواريخ المعارك؟ من الأكيد أن هناك خلل في التصور، تصور للثقافة كفلكلور، كأرقام و تواريخ، كأسماء و مسميات، كلٌ متشظي لا يستطيع دماغ الطالب جمعه إلا لحظات ثم يهوي الكل إلى فج عميق من النسيان. رغم ضعف المضمون الذي تم تجميعه بمقابل، و رغم دهشة الطالب أمام تدني مستوى المعرفة الملقنة بالجامعة المغربية، يعيش الطالب، تحت ضغط الضرورة، في وهم التعلم على منصة أخرى اسمها مودل، و التي تقدم ما أنتجه الإصلاح، من فيديوهات و دروس توجد محتويات أحسن منها بفضل نقرة في عالم الانترنت. عندما حلت لحظة المراقبة المستمرة، اجتاز الطالب امتحانا في المنزل بمساعدة الذكاء الاصطناعي و وسطاء بمقابل أو دون مقابل، و حصل أغلب الطلاب على 20، 19 أو 18/20، تحتسب بنسبة 50 بالمائة من النقطة النهائية، في مؤسسات التخصص العلمي، حيث قد تمنح شهادة لطالب نجح أكثر في وحدات بعيدة عن تخصصه العلمي، بفضل نقط قد تكون غير مستحقة. هكذا يتم دعم التكوين العلمي. ثم يأتي الامتحان النهائي الحضوري على المنصة، فيجتاز الطلبة الامتحان في قاعات الامتحان أو بالمنزل[!]، بمساعدة وسطاء أو برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتتكرر نفس المهزلة.
ما يشهد عليه هذا التنزيل للإصلاح البيداغوجي هو عدم تحقق الأهداف التي كان مخططا لها، لم يتعلم الطالب اللغة بطريقة بيداغوجية جديدة ومتطورة، بل كان همه حل المشاكل التقنية، و مشاكل الاتصال و الانفصال، الامر الذي تركه هائما في عالم من التيه و التساؤل لا يفارق فكره، ماذا يقع حولنا؟ من المسؤول؟ أين الإصلاح؟ ثم يعيد نفس الأسئلة عندما يتذكر امتحان مهارات القوة، ويبتسم في قرارة نفسه، و يشكر الذكاء الاصطناعي و كرم الإنترنت.
من هو المسؤول و من هو الضحية؟ أرجو أن يجيب المسؤولون عن هذا الإصلاح عن هذه الأسئلة حتى يقتنع العطار أن ما أفسده الدهر يصعب إصلاحه بمساحيق سطحية. تربة الإصلاح أعمق من ذلك و تحتاج إلى عطار من نوع خاص، ينصت لنبضات الثقافة المحلية و متطلبات الانخراط الجدي في الحداثة.