شهدت منطقة كورام في إقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي باكستان، موجة عنف طائفية دامية استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن مقتل 82 شخصًا على الأقل وإصابة 156 آخرين، وفق ما أفاد به مسؤول محلي يوم الأحد.

وأفاد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف هويته، بأن الضحايا شملوا 16 شخصًا من الطائفة السنية و66 من الطائفة الشيعية، مشيرًا إلى أن الاشتباكات الدموية كانت من بين الأعنف في المنطقة منذ سنوات.

تصعيد خطير باستخدام الأسلحة النارية
بدأت أعمال العنف يوم الخميس عندما هاجم مسلحون قافلة تقل مسلمين شيعة، مما أسفر عن مقتل 42 شخصًا في الحادثة وحدها. كما اندلعت مواجهات بين الطائفتين في مناطق أخرى من كورام، حيث استخدمت الأسلحة النارية على نطاق واسع.

وأفادت التقارير بأن رجالًا مسلحين أضرموا النار في متاجر ومنازل وممتلكات حكومية في منطقتي باجان وباشا كوت، مما زاد من حالة الفوضى.

خلفية التوترات الطائفية
تُشكل الطائفة الشيعية نحو 15% من سكان باكستان ذات الأغلبية السنية، البالغ عددهم 240 مليون نسمة. وعلى الرغم من أن الطائفتين تعيشان معًا بسلام في الغالب، فإن التوترات الطائفية تبقى قائمة، خاصة في المناطق الحساسة مثل كورام، التي شهدت تاريخًا من النزاعات الدموية بين الطائفتين.

ردود الأفعال والمخاوف المستقبلية
تثير هذه الأحداث مخاوف متزايدة من تصاعد العنف الطائفي في البلاد، خصوصًا مع استمرار العداء بين المجموعات المتطرفة السنية والشيعية. ولم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية من الحكومة حول الخطط لاحتواء هذه الأزمة المتجددة، بينما تستمر الدعوات من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين في المناطق المتضررة.

تعكس هذه الأحداث مدى هشاشة الوضع الأمني في باكستان، حيث تتشابك التوترات الطائفية مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، مما يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا لتحقيق الاستقرار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: باكستان الطائفة الشيعية الطائفة السنية الاشتباكات

إقرأ أيضاً:

أكبر مقبرة لليهود في العراق: أسرار خلف الأسوار

بقلم : هادي جلو مرعي ..

كانت أمي تتذكر باستمرار امرأتين يهوديتين قتل عراقيون أبنا لهما وتركوهما بلا حام أو معيل، ثم استولوا على أرضهما الزراعية، وبعدها كان الرحيل إلى إسرائيل دولة الحلم اليهودي
كان لليهود على مر التاريخ وجود طبيعي في العراق وكانوا مواطنين مميزين عملوا كبقية أبناء الطوائف الأخرى على إدارة شؤونهم والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولهم حضور ديني متمثل بالعديد من المقامات والمراقد لأنبياء من بني إسرائيل،إضافة لما كانوا يمتلكون من محلات ودور وأسواق ومعامل وبساتين وأراض
كنتيجة لعيشهم الطبيعي قبل قيام دولة إسرائيل فقد كان لهم مقابر في الأرض العراق كما لغيرهم من أتباع الديانات الأخرى كالمسلمين والمسيحيين والصابئة والأيزيديين .ولهم شعائر وطقوس تتشابه وتختلف مع غيرها من طقوس الأتباع من أبناء الطوائف الأخرى وظلت تلك المقابر في بلاد الرافدين حتى بعد رحيل اليهود الى إسرائيل ومن بقي في العراق منهم ظل متخفيا لم يعلن عن نفسه ومنهم من غادر الى بلاد أخرى رافضا الهجرة إلى فلسطين.
لم أكن أعرف بمكان المقبرة،وفوجئت به،ولم أكن لأتوقع أن تكون أكبر مقبرة لليهود في العراق وفي بغداد تحديدا،وفي مدينة الصدر بالذات،وهي الضاحية الشمالية الفقيرة شمال العاصمة التي شهدت العديد من المواجهات الدامية بين القوات الأمريكية والمسلحين الرافضين لوجودها..في حي الحبيبية وفي المنطقة الواقعة جوار العمارات السكنية البائسة تقع تلك المقبرة التي يقول عنها الباحث الإسلامي أحمد جواد العلاق :أنها إشارة على روح التسامح التي يتمتع بها المسلمون،الذين يحترمون أرواح وأجساد المخالفين لهم،بينما يهاجم بعض المنضوين المتعصبين اليهود مقابر المسلمين في القدس القديمة ومدن من فلسطين وحتى في القارة الأوربية كما في ألمانيا وفرنسا.
“أبو عمر” راعي 4 آلاف قبر يهودي ببغداد
ورث أبو عمر( زياد البياتي) عن والده المسؤولية عن رعاية وخدمة وحتى إدارة اكبر مقبرة لطائفة الموسوية اليهود في العاصمة، ويقول زياد البياتي، التركماني ،السني ،المتزوج من شيعية، والساكن في مدينة الصدر المكتظة بالشيعة، إن هذه المقبرة تضم أكثر من أربعة آلاف قبر لرجال ونساء توفوا على مدى القرن الماضي وربما أبعد من ذلك، لكنها لم تكن في موضعها الحالي إلا في العام 1975، وهي بذلك تمثل تعبيراً عن واقع العاصمة بغداد التي أخذت تتوسع كثيراً ،وصار الموقع القديم في حي النهضة حاجزاً في وجه التطور العمراني الكبير حيث أتخذ قرار من السلطات بنقل المقبرة الى خارج المدينة، وهذا الخارج الآن هو جزء حيوي من بغداد، لكن هذه المنطقة في حقيقتها كانت أرض مفتوحة، وممتدة ،ولم يكن من عمران فيها، قلت له:

بمعنى آخر إنك والعائلة غير مسؤولين عن الفترة الزمنية التي كانت فيها المقبرة داخل العاصمة؟ نعم علاقتنا ومسؤوليتنا بدأت في العام 1975 حين خصصت هذه الأرض لتكون الموضع البديل وتم نقل رفات الآلاف من المتوفين إليها بإشراف دقيق من السلطات المحلية ومن وزارة الأوقاف العراقية ورجال دين من الطائفة الموسوية. الى من تعود ملكية الأرض هذه؟ كانت مملوكة لمواطن يهودي يدعى دانيال تبرع بها، إضافة إلى مبلغ مليون دينار عراقي حينه.
ما هي مادة بناء الشواهد؟
•كما ترى فإن القبور مبنية من مادة الإسمنت والرمل لكي تقاوم عوامل الزمن خاصة وإن البيئة العراقية لا تساعد في إدامة القبور ،ولعدم وجود أفراد أو جماعات يزورونها بانتظام كما إن الكتابة باللغة العبرية، وليست بالعربية. من كان آخر من دفن هنا من اليهود المتوفين؟
كانت امرأة من أبناء الطائفة، وهي تعمل مديرة لمستشفى الواسطي لعلاج حالات الكسور في العاصمة بغداد، توفيت في العام 2009، وتم تجهيزها ودفنها هنا مع بقية أبناء الطائفة، وبطريقة البناء ذاتها. هل من زيارات للمقبرة من قبل أبناء الطائفة؟ تكاد أن تكون معدومة، وقد جاء مواطن عراقي مقيم في بريطانيا من مدة لزيارة أضرحة تعود لذويه، وهي آخر زيارة حدثت علماً إن أبناء وأحفاد المدفونين هنا يعيشون في مختلف أنحاء العالم. كيف تتم طقوس غسل ،وتكفين الموتى، وعملية تحنيطهم ودفنهم؟ هي مشابهة في الحقيقة للطقوس التي يقوم بها المسلمون في دفن موتاهم، ولا أعلم هل هي بالفعل متشابهة أم أن للبيئة العراقية تأثير في السلوك والشعائر الدينية لليهود العراقيين. من يتولى الإنفاق على ترميم الشواهد والخدمات العامة؟ الطائفة الموسوية ،ومقرها في شارع النهر الواقع على ضفة دجلة بجانب الرصافة وهو من أقدم وأشهر الشوارع في بغداد، وهي المسؤولة عن دفع فواتير الماء والكهرباء أيضا، وراتبي أنا شخصياً، عدا عن ترميم القبور، والشواهد، وتتحمل كافة المتعلقات المادية الأخرى. هل من جهات رسمية مسؤولة عن المقبرة؟ كانت وزارة الأوقاف العراقية هي المسؤولة، وبعد عام 2003 انتقلت المسؤولية كاملة إلى الطائفة اليهودية. ما قصة عزرا وزملائه المدفونين سوية؟ هؤلاء أعدموا وكانوا خمسة، أعدمهم النظام العراقي السابق بتهمة التجسس لحساب إسرائيل ،وقد دفنوا متقاربين،وهناك قبر لطيار يهودي أيضا. متى تم ترميم السياج الخارجي؟
•في العام 1989 كانت المرة الأولى، لكن القوات الأمريكية اقتحمت بدبابة ذلك السياج ،وأحدثت فيه ضرراً بالغاً بعد أن تحصن جنود من الجيش العراقي السابق داخل المقبرة، وكان ذلك في عام 2003ما تطلب تعميره ثانية.
-تعرضت مقابر المسلمين في أوربا وفلسطين للتدمير، فهل من ردات فعل هنا ضد هذه المقبرة ،خاصة وإن مدينة الصدر معروفة بتأثير الدين فيها؟ في الواقع الناس هنا يحترمون هذا المكان خاصة وإنه يضم آلاف الأموات، والإسلام يحترم كرامة الإنسان في حياته ومماته، الله يقول: ولقد كرمنا بني آدم. ولم يخصص الآية لفئة دينية، أو قومية بعينها. هل تجد دوراً للحكومة العراقية في صيانة وحماية هذه المقبرة، خاصة وإنها تعاني الإهمال؟ في الواقع فإن أمر المقبرة يعود إلى الطائفة الموسوية اليهودية، والحكومة غير مسؤولة عن الإنفاق المادي. هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • السومة يقود سوريا لعبور باكستان في تصفيات كأس آسيا.. فيديو
  • الطب البيطري بشمال سيناء يواصل جهوده في التحصين والرعاية لحماية الثروة الحيوانية
  • حمود الحناوي أحد الزعماء الثلاثة للدروز في سوريا
  • الدولار يرتفع بعد بيانات قوية
  • الأونروا: نزوح 124 ألف شخص خلال أيام في غزة
  • فنزويلا تخفض أيام العمل الأسبوعية للقطاع العام إلى ثلاثة بسبب الجفاف
  • الجفاف يجبر فنزويلا على تخفيض أيام العمل الأسبوعية
  • الجفاف يطال ساعات العمل في فنزويلا.. ثلاثة أيام فقط
  • حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني لجمهورية باكستان الإسلامية بدمشق
  • أكبر مقبرة لليهود في العراق: أسرار خلف الأسوار