بغداد اليوم - بغداد

تصاعدت في الآونة الأخيرة الانباء عن توجه السلطات العراقية وتحت ضغوط "دولية" لنشر ثقافة الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي في العراق مستنسخة بذلك التجارب التي يتم تطبيقها حاليا في أوروبا وتتعرض لانتقادات كبيرة داخليا، تلك التوجهات انطلقت مع توقيع العراق على اتفاقيات دولية عدة ضمن اطار الأمم المتحدة والبنك الدولي تتضمن شروطا لتطبيق هذه الأجندات.

 

وبحسب ما تتبعته "بغداد اليوم" في تقارير عالمية، فان مساعي نشر ثقافة الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي داخل العراق اطلقت من قبل اكبر الشركات الامريكية في العالم، شركة بلاك روك، التي تملك اصولا استثمارية تجاوزت خلال العام 2022 مبلغ العشرة ترليونات دولار بحسب شبكة بلومبيرغ، تلك الأموال وبحسب ما بين تحقيق لشبكة كومن دريمز الامريكية، مكنت الشركة من السيطرة على المصرف الدولي عبر الأموال التي تملك أصولها داخله، بالإضافة الى اللوبيات الكبيرة التي تملكها أيضا داخل الحكومات الغربية وخصوصا الامريكية حاليا. 

منظمة ليتلسيس نشرت تقريرا في يناير كانون الثاني من العام الماضي، اكدت خلاله ان الشركة حصلت على وصف "اكبر شركات العالم وأكثرها قوة"، مؤكدة انها باتت تسيطر على مجموعة "هائلة وغير مسبوقة" من الاستثمارات حول العالم واهمها في قطاع النفط، الطاقة، الغاز، الإنتاج، وسيطرت على معظم البنوك الكبرى حول العالم بالإضافة الى سيطرتها على مجال تصنيع الأسلحة والمعدات الحربية، والتي أوقعت الشركة في حرج دولي بعد الكشف عن تورطها بتجهيز عناصر مسلحة فاعلة داخل بلدان الشرق الأوسط ومن بينها العراق واليمن، بحسب كومن دريمز. 

المدير التنفيذي للشركة التي وصفتها وسائل الاعلام الأجنبية بــ "المشبوهة" والمتورطة في "قضايا إنسانية وفساد اداري بالإضافة الى ممارستها ضغوطات سياسية، اقتصادية واجتماعية"، لاري فينك، اعلن خلال مؤتمر الاقتصاد الدولي الذي عقد في يناير كانون الثاني الماضي في أبو ظبي، ان شركته شرعت بـ "اجبار التغيير" على المجتمع الدولي من خلال استغلال الضغوط الاقتصادية، معلنا عن وضع شركته نظاما لتقييم التزام الدول والشركات بتطبيق اجنداتها ومن بينها الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي بمقابل منحها الاستثمارات المالية وتسهيل حصولها على القروض الدولية بحسب ما بينت مجلة فورتن الامريكية في تقرير نشرته في 24 من يناير كانون الثاني الماضي. 

توجه الشركة المشبوهة نحو "اجبار التغيير" والدفع بمجتمعات الشرق الأوسط لاعتناق الاجندات التي تطرحها من خلال استغلال الضغوط الاقتصادية على الحكومات والشركات، نتج عنه توافق أعلنت من خلاله الشركة، وعبر موقع مؤتمر الاقتصاد الدولي التابع لها امس الاثنين الأول من أغسطس آب الحالي، منح استثمارات "هائلة" للامارات ودول الشرق الأوسط لانشاء "مدن مقاومة" للحرارة مقابل الالتزام بمعايير الشركة واجندتها، مشيرة الى مشروع "المدن الذكية" المثير للجدل في الغرب الذي دفع بناشطين سياسيين واقتصاديين الى اتهام الشركة بمحاولة إقامة "دول بوليسية" داخل أوروبا عبر مشاريعها. 

تورط الشركة في الملف العراقي بدأ مع اعلان وكالة رويترز الدولية في السابع من أكتوبر تشرين الأول عام 2020، دخولها باستثمارات هائلة داخل العراق عبر البنك الأوروبي للتطوير وإعادة الاعمار، ولتمويل مشاريع مستمرة حتى العام 2025، بحسب وصفها، مشيرة الى امتلاك الشركة اصول مالية كبيرة داخل البنك الأوروبي. 

تورط الشركة بنوع "جديد" من التأثير على الواقع العراقي أتى بعد كشف شبكة الفاينشنال تايمز في تقرير نشرته في الثامن عشر من مارس آذار عام 2013، حصول الشركات الامريكية المنضوية تحت سيطرة بلاك روك، ومن بينها شركة هاليبرتون سيئة الصيت وبلاك ووتر، على أرباح مالية تقدر بنحو 138 مليار دولار من استثماراتها داخل العراق، ليكشف بعدها عام 2018 بقيام الشركة بتجهيز أسلحة ومعدات عسكرية لشركات و"عناصر" فاعلة في العراق من بينها بلاك ووتر أدت الى استهداف ومقتل المدنيين العراقيين. 

اجندة الشركة التي اعلن عنها رئيسها فينك وتنصها علنا من خلال موقعها الرسمي، والتي تضمنت "اجبار التغيير"، كشف عنها داخل العراق بعد اعلان المنظمة الامريكية سيطرة شركة بلاك روك على غالب الأسهم في شركات عدة عاملة في العراق من أهمها شركة اكسون موبيل وشيفرون و"تدخلها" بشكل غير مباشر في وضع القوانين المتعلقة بالاقتصاد في الدول التي تعمل داخلها تلك الشركات ومن بينها العراق. 

الشبكة الامريكية اشارت أيضا ان الشركة الامريكية تستغل "جهات سياسية ومنظمات مجتمع مدني" لتمرير هذه الاجندة من خلال دعم تطبيقها عبر برامج الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي داخل العراق عبر التمويل غير المباشر، الامر الذي اشارت خلاله أيضا الى ضلوع جهات سياسية محلية بدعمه بهدف الحصول على "تمويل" من الشركة والجهات التي تمولها، بحسب وصفها.

في النهاية، الجدل الذي انطلق حول نشر مفاهيم الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي في العراق ربما يكون قد اتى من خلال استغلال حاجة العراق للمستثمرين الأجانب وسيطرة الشركات الأجنبية على قطاعه النفطي، بالإضافة الى توقعيه العديد من الاتفاقيات الدولية التي ضمنت من خلالها الشركة الدفع بالحكومة العراقية لتطبيق هذه المفاهيم داخل العراق، الامر الذي اثار الجدل داخل المجتمع العراقي نظرا لاقترانها بتغييرات اجتماعية عديدة توصف بانها مخالفة لطبيعة المجتمعات الشرقية ومنها العراقي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بالإضافة الى داخل العراق فی العراق من بینها من خلال

إقرأ أيضاً:

ما صحة التقارير عن موت الاقتصاد الصيني؟

وصف جون رابلي، الأكاديمي والمؤلف المشارك لكتاب "لماذا تنهار الإمبراطوريات: روما، أمريكا ومستقبل الغرب"، اقتصاد الصين بأنه أصبح أشبه باختبار "رورشاخ".

يكمن التحدي الأساسي في أن الصين أشبعت إلى حد ما السوق العالمية بمنتجاتها

وبخصوص هدف النمو بنسبة 5% لعام 2024، الذي أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء أن البلاد قد حققته، يميز رابلي في موقع "أنهيرد" بين فريقين من الاقتصاديين، الفريق الأول يرى في هذا الرقم مؤشراً على انهيار الاقتصاد، مشيراً إلى أن الأرقام ربما تكون مزورة وأن الركود قد يبدأ هذا العام. بينما يعتقد الفريق الآخر أن الحكومة على الأرجح محقة، وأنه رغم تباطؤ اقتصاد بكين، قد تُحل هذه المشاكل بحلول عام 2025.

ولا يمكن أن يكون كلا الفريقين على حق، حتى لو كان لدى كليهما وجهة نظر معقولة. لكن يبدو أن المعسكر الذي ينتمي إليه المراقب يتحدد حسب مكانه.

أي مكان؟

يميل المحللون الغربيون، باستخدام بيانات مجمعة وعدسة تفسيرية ليبرالية، إلى رؤية اقتصاد الصين بصفته محاطاً بعقبات هيكلية غير قابلة للتخطي وهي مضمنة في حكم الحزب الشيوعي. لأن القيادة مترددة حيال منح المزيد من السلطة السياسية للشعب مع ارتفاع رواتبه، ويصر الحزب الشيوعي الصيني على نموذج تنموي صناعي قائم على قمع الأجور لتعزيز الاستثمار في الصناعات التصديرية.
لكن في ظل عدم قدرة بكين على الخروج من فخ الدخل المتوسط، والذي يتطلب التحول نحو اقتصاد قائم على الاستهلاك المحلي، فقد تركت بكين نفسها عُرضة للموجة المقبلة من التعريفات الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب. ومن ثم، حسب هذا التفكير، قد يدخل الاقتصاد أزمة حقيقية. 

https://t.co/aVUXlhdrfp
No, China isn't collapsing. It's growing at 4.5% to 5% a year, which is the CAGR that Xi specified to reach his long-term goal. Nothing to see here, folks. Keep moving.

— David P. Goldman (@davidpgoldman) December 31, 2024

مع ذلك، يميل الاقتصاديون المقيمون في الصين أو بالقرب منها ــ حتى عندما يعملون لصالح شركات غربية ــ إلى تجنب مثل هذا التشاؤم. فعند مراقبة الابتكار والدينامية غير العادية للشركات الصينية عن كثب، والظهور السريع لقطاعات جديدة تتفوق على منافستها الغربية، يميل هؤلاء أكثر إلى الاعتقاد بأن الصينيين قادرون على الارتقاء إلى مستوى هذه التحديات، لكن إذا كانوا يوافقون على أن البلاد قادرة على مواصلة النمو بالمعدل الذي تستهدفه بكين، فإنهم ليسوا متأكدين بعد من أنها ستفعل ذلك.

مكمن الانقسام

حسب الكاتب، يكمن التحدي الأساسي في أن الصين أشبعت إلى حد ما السوق العالمية بمنتجاتها، وهي الآن تمثل نحو ثلث الناتج الصناعي على مستوى الكوكب. مع النمو الهائل لقطاع التصنيع في الصين والذي جاء إلى حد كبير على حساب شركائها التجاريين، بخاصة لكن ليس فقط الدول الغربية، ثمة شهية قليلة لدى الدول الأخرى للاستمرار في امتصاص المزيد من الفائض الصيني. لذلك، إذا فرض بقية العالم قيوداً على الكمية التي سيشتريها من بكين، فسيضطر الصينيون إلى البدء باستهلاك المزيد من ناتجهم الخاص. 

China's economy is the world's economic engine.

China is still adding more than a trillion dollars to its economy a year.

Many western commentators like to write that China's economy is 'slowing,'
yet fail to understand the colossal size of China's economy. Because China's… pic.twitter.com/Cgh5JXR45J

— Jason Smith - 上官杰文 (@ShangguanJiewen) October 27, 2024

من المتفق عليه ضمن نطاق واسع أن هذا هو لب المسألة، إذ يحدث الانقسام إلى معسكرين حول ما إذا كانت بكين قادرة على هندسة هذا التحول.

ويشك خبراء في أن يقبل الحزب الشيوعي خلال عهد شي على الإطلاق بنموذج "رفاهي" يسمح لمواطنيه بمزيد من القوة الاقتصادية، ويشيرون إلى القائمة الطويلة من الإعلانات المخيبة للآمال، وإلى سياسات تستمر في تفضيل تحفيز جانب العرض، مثل دعم الصناعات والصادرات.

لكن الكلمة التي انتشرت عشية رأس السنة الجديدة حول حصول موظفي الخدمة المدنية على زيادة في الأجور ربما تلمح إلى أن الحكومة تستعد أخيراً لتدابير أكثر جرأة من ذي قبل. وفي حين ظلت تدابير تحفيز جانب الطلب التي اقترحها الحزب الشيوعي الصيني حتى الآن مفاهيمية نسبياً، فإنها قد تشير مع ذلك إلى اتجاه جديد للرحلة.

حقيقة التقارير

من المرجح أن تنتظر القيادة حتى يتولى ترامب منصبه في وقت لاحق من هذا الشهر ويطلق خطوته الأولى ضد الصين قبل الكشف عن مدى ما ستذهب إليه لتحفيز الاقتصاد من خلال الاستهلاك المحلي.

لكن في الوقت الحالي، ربما يكون من الأفضل تأجيل نعي التحول الصيني.

ويرجح رابلي في الختام أن تكون التقارير عن موت النمو الصيني مبالغ فيها إلى حد كبير.

مقالات مشابهة

  • تعاون المواطنين يقود للإطاحة بـ 6 شبكات خطيرة لتجارة الأعضاء البشرية في العراق
  • تعاون المواطنين يقود للإطاحة بـ 6 شبكات خطيرة لتجارة الأعضاء البشرية في العراق - عاجل
  • رسالة السيستاني أبرزها.. ثلاثة أحداث مهمة في البيت الشيعي خلال 2024
  • رسالة السيستاني أبرزها.. ثلاثة أحداث مهمة في البيت الشيعي خلال 2024 - عاجل
  • ما صحة التقارير عن موت الاقتصاد الصيني؟
  • محافظ بغداد يعلن عن “خطة”لإنشاء (64) جسراً للمشاة بينها كهربائية وكهرباء “ماكو”
  • المشهداني: الدماء التي سالت في العراق ولبنان لن تذهب هدرا
  • الإطار:لن نغلق مكتب الحوثيين في بغداد ولا مكاتب محور المقاومة بطلب من الشيطان الأكبر!
  • واشنطن تتجه لـتقويض المحور.. هل هناك ضغوط على بغداد لإغلاق مكتب الحوثيين؟
  • عاجل وزارة الدفاع الأميركية تعلن عن الأهداف الحساسة للمليشيات الحوثية في صنعاء التي استهدفتها الغارات الجوية اليوم