سيطرة غائبة وفساد متصاعد..السوداني يواجه شتاءً سياسياً قاسياً
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
24 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تصاعدت الانتقادات الموجهة للحكومة العراقية بشأن ملفات الفساد والتجسس التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الشارع والسياسة على حد سواء.
والأحداث الأخيرة، التي تتعلق بمنح مشاريع كبرى لشركات أجنبية يُقال إنها تخدم مصالح خارجية، فتحت باباً جديداً من التساؤلات حول مدى التزام الحكومة بمصالح الشعب، خاصة مع تنامي الغضب من أطراف سياسية مختلفة.
في هذا السياق، صرح عضو ائتلاف دولة القانون، إبراهيم السكيني، بأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمحاربة الفساد والقبض على الفاسدين، مشيراً إلى أهمية استرداد الأموال المسروقة واستعادة المطلوبين.
وأضاف السكيني: “من الضروري أن يعزز السوداني ارتباطه بالإطار التنسيقي الذي رشحه، دون أن يميل نحو اتخاذ قرارات منفردة قد تُضعف الدعم السياسي له”. في تغريدة أثارت تفاعلاً كبيراً، ذكر السكيني أن “السيطرة على المنافذ الحدودية والأجواء العراقية باتت شبه معدومة، بعدما مُنحت لشركات يقال إنها مرتبطة بكيانات صهيونية”.
من جهته، انتقد النائب المستقل ياسر الحسيني أداء مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه “نتاج للتجسس والفساد، ما يفتح المجال أمام اعتقالات تعسفية وتسريبات عقود غامضة”.
الحسيني أشار إلى أن ترشيح شخصيات ذات سمعة مشبوهة لمناصب وزارية، مثل ترشيح فرحان الفرطوسي لمنصب وزير النقل، يثير القلق حول مستقبل الحكومة في تحقيق الشفافية المطلوبة.
و في إحدى التدوينات المنتشرة على منصة فيسبوك، كتب ناشط من محافظة البصرة: “كيف نثق بحكومة لا تستطيع حماية أموال الشعب؟ مشاريعنا تتحول إلى غنائم بيد من لا يخشون الله”. هذه التدوينة جاءت ضمن موجة من المنشورات التي تناقش ضعف الرقابة على المنافذ الحدودية والمطارات، الأمر الذي يفتح المجال، وفق مراقبين، أمام التدخلات الخارجية التي تهدد السيادة الوطنية.
عضو تحالف الفتح، علي عزيز، حذر من تداعيات ضعف الإجراءات الحكومية في محاربة الفساد، معتبراً أن الاكتفاء بسحب يد الموظفين المتورطين دون محاكمتهم خطوة غير كافية.
و قال: “الشارع العراقي بحاجة إلى رؤية أفعال حقيقية، وليس الاكتفاء بوعود ومؤتمرات صحفية”.
وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، ذكر أحد المحللين: “الفساد في العراق ليس مجرد قضية فردية، بل هو شبكة معقدة تحكمها المصالح الخارجية والداخلية. أي إصلاح حقيقي يجب أن يبدأ بإصلاح النظام القانوني أولاً”.
الأزمة تتسع لتشمل انتقادات من مواطنين عاديين، إذ تحدثت سيدة من بغداد في منشور على فيسبوك عن تأثير الفساد على الخدمات الأساسية: “نعاني من انقطاع الكهرباء والماء يومياً، بينما يتم تخصيص الأموال لمشاريع لا تعود بأي نفع علينا كمواطنين”. مثل هذه الأصوات تعكس استياءً شعبياً متزايداً يطالب الحكومة بموقف أكثر شفافية.
تحليلات سياسية تشير إلى أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تصعيد احتجاجات شعبية قد تتحول إلى اعتصامات طويلة الأمد في بغداد والمحافظات الجنوبية. ووفقاً لمصادر مقربة من الأحزاب السياسية، هناك توترات داخلية بدأت تطفو على السطح بين الأطراف المكونة للإطار التنسيقي، ما يضع السوداني في موقف صعب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
بغداد تختنق: أزمة التلوث تهدد حياة الملايين
25 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في بغداد، تختنق المدينة التي تعد ثاني أكبر عاصمة عربية، تحت وطأة التلوث الصناعي والمشكلات البيئية المستفحلة.
و يعيش سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة في مواجهة يومية مع الهواء الملوّث بروائح الكبريت، التي تتصاعد من حرق النفط الثقيل غير المعالج في مصانع الطابوق والأسفلت ومحطات الطاقة.
و هذه الأزمة البيئية ليست مجرد قضية تلوث، بل أزمة صحة عامة تهدد حياة السكان وتعمّق معاناتهم اليومية.
و في محيط محطة الدورة لإنتاج الكهرباء، يتحدث أبو أمجد الزبيدي، أحد السكان الذين عاشوا لعقود قرب المنشأة، عن يومياته الصعبة. المواد السامة تغطي الأسطح والسيارات، والهواء الملوّث ينهك رئتيه، ما تسبب له في التهابات مزمنة في القصبات الهوائية رغم أنه لا يدخن. أبو أمجد ليس الوحيد، فجيرانه يعانون من أمراض الربو والحساسية المزمنة بسبب الانبعاثات الكثيفة من المحطة.
وزارة البيئة العراقية أشارت إلى أن التلوث في بغداد ناتج عن الأنشطة الصناعية المكثفة في محيط العاصمة، ولا سيما في منطقة النهروان التي تضم عدداً كبيراً من مصانع الطابوق والأسفلت. وأغلقت السلطات 111 معملاً للطابوق و57 معملاً للأسفلت بسبب الانبعاثات غير الملتزمة بالشروط البيئية، مع توجيهات باستخدام الغاز بدلاً من النفط الثقيل خلال 18 شهراً.
لكن، المشكلة أكبر من مجرد قرارات إغلاق محدودة. بغداد تعاني أيضاً من انبعاثات محطات الطاقة الحكومية والمولدات الكهربائية المنتشرة في كل زاوية لتعويض انقطاع الكهرباء، فضلاً عن مصافي النفط وحرق النفايات.
و صنّف تقرير صادر عن شركة “آي كيو إير” المختصة بجودة الهواء العراق كسادس أكثر دولة تعاني من تلوث الهواء في العالم لعام 2023. الجسيمات الدقيقة السامة، مثل الكبريتات والكربون الأسود، تجاوزت توصيات منظمة الصحة العالمية بسبع إلى عشر مرات، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الربو والسرطان والسكتة الدماغية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts