البوابة نيوز:
2024-12-25@07:21:35 GMT

منير أديب يكتب: فيروسات الموت بمستشفى الهرم

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مستشفى الهرم تتمتع بسمعة طيبة بين باقي المستشفيات الحكومية والتي تُقدم خدمة صحيّة لعدد كبير من المواطنين؛ حيث تتركز في منطقتي فيصل والهرم كتل سكانية كبيرة، فضلًا عن الدوائر السكنية المحيطة والتي تُقدم لها الخدمة.

باتت سمعة المستشفى هي الأسوأ بين مثيلاتها ربما خلال الفترة الأخيرة وتحديدًا في عهد مديرها الحالي الدكتور، منصور خليل منصور؛ فرغم ذيادة الضغط السكني في المناطق المحيطة، وبالتالي زيادة الطلب على الخدمة إلا أنّ المستشفى تتراجع بصورة كبيرة في تأدية مهامها الصحيّة تجاه رواد المستشفى.

يُعاني المستشفى من سوء الخدمة والإدارة معًا؛ فهي من أكثر المستشفيات التي يُسمع فيها صراخ المرضى، ليس من الألم ولكن من شجار طاقم الأمن المكلف بحراسة المبنى وحراسة رواده، فتحولت طرقات المستشفى إلى ساحات للشجار، فلا يمر يوم إلا ويقوم موظف أمن بالتعامل البدني مع مريض أو عجوز يطلب الخدمة، وبالتالي تتعالى صرخاته، وربما مدير طاقم الأمن فرغ نفسه لاستقبال موكب مدير المسشتفى في الصباح وتوديعة في المساء!

حكايات مستشفى الهرم كثيرة، ولعل أحد هذه الحكايات عدم توافر عقار Rabies vaccine صحيح أنّ هذا العقار توفره وزارة الصحة، والمستشفى دورها يقتصر فقط على إعطاء الجرعة لمن يطلبها ممن عقره كلب أو جرحه حيوان مصاب بالسعار، مثال الكلاب والقطط.

وهنا تبدو سوء الإدارة والفساد؛ حيث يُعاني طالب الخدمة، إذا كان من سكان الهرم، معاناة قاسية لأخذ الجرعات وعددها 4 جرعات بخلاف جرعة يأخذها من قسم الطوارئ، وهنا المصاب يمر برحلة المعاناة في الانتظار قد تصل 4 أو 5 ساعات حتى يأخذ حقنة "السعار"؛ رغم أنّ تجهيز الحقنة وإعطاءها للمصاب لا يأخذ سوى دقيقة واحدة، فلماذا الانتظار؟

مدير العيادات الخارجية في المستشفى يُجيب على هذا السؤال بقولة،: من حق الموظف أنّ يتأخر على المريض ساعه ونصف حتى يقوم بتجهيز المصل، وبالتالي ليس من حق المريض الاعتراض مدعيًا أنه يُدير هذا القسم بأفضل ما يكون!

يوم السبت الماضي تأخرت الموظفة المعنية بإعطاء هذه المصل للمرضى في المستشفى، فلم يتلقى سوى 86 مريضًا للمصل؛ وهو عبارة عن حقنة، كما ذكرنا لا تأخذ وقتًا في تجهيزها وإعطاءها للمريض سوى دقيقة واحده؛ ورغم ذلك تم إعطاء هذه الجرعات في 5 ساعات كاملة، ثم رفضت إعطاء أي جرعات للمرضى بدعوى أنّ عملها ينتهي الساعه الثانية ظهرًا، وأننا كمستشفى غير ملزمين بتوفير المصل!

وهنا يبدو الفساد وغياب الرقابة عن المستشفى وعدم قيام مديرها المسؤول بما ينبغي أنّ يقوم به، مكتفيًا بإلتماس الأعذار للموظفين ومصدرًا الحراسة الأمنية لطالبي الخدمة، وكثيرًا ما يتحرشون بالمرضى ما بين الإلتحام البدني والصوت المرتفع والتهديد بعدم إعطاء الخدمة، وكلها أشياء تدل على ضعف الإدارة وتلاشيها.

رفضت المستشفى إعطاء المصل لأكثر من خمسين مريضًا في هذا اليوم بدعوى عدم وجودة، وأنّ المستشفى لا تتلقى أمصالًا يوم السبت من وزارة الصحة، وطبعًا هناك مواعيد لأخذ الجرعات، ويُصادف أنّ مواعيد بعض المرضى تكون يوم الجمعة وهو يوم أجازة، فيتجمع هؤلاء في اليوم التالي، وهنا تضطر المستشفى للتعامل الخشن مع المرضى من خلال موظفي الأمن، ثم يتكرر الأمر في السبت الذي يليه، والطامة الكبرى أنّ يُصبح المرضى عرضة للفيروسات المميتة.

الفساد هو من أهم الفيروسات المميته داخل مستشفى الهرم، وغياب الرقابة ربما يكون مميتًا للمرضى أكثر من غياب المصل، الذي يبحثون عنه داخل المستشفى يالساعات، ثم تفاجئهم الموظفة بضرورة التحرك لمستشفى أخرى، مع غياب كامل للرقابة الطبية سواء على أداء الموظفة المعنية بتسجيل الحالات التي تأخذ المصل أو بعدد الأمصال التي تستلمها المستشفى، خاصة وأنّ وزارة الصحة تبذل جهودًا كبيرة من أجل الحفاظ على حياة المواطنين من هذه الفيروسات.

الرسالة التي يمكن أنّ نرفعها لوزارة الصحة التي تُولي إهتمامًا كبيرًا بتطوير المستشفيات الحكومية وتوفير الأمصال للفيروسات القاتلة، لابد من التعامل مع فيروس الفساد الذي بدأ ينخر في عظام وأوردة مستشفى الهرم، قبل أنّ يُصبح داء الكلب ومرضة هو داء هذه المستشفى.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مستشفى الهرم

إقرأ أيضاً:

صحة سوهاج توجه بالبدء في ميكنة الخدمات بمستشفى طهطا العام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد مساء أمس الإثنين الدكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة بسوهاج اجتماعا مع مجلس إدارة مستشفى طهطا العام حضره الدكتور أحمد صابر عواجه مدير المستشفى والدكتور روماني لبيب والدكتور أحمد الفيومي نائبي مدير المستشفى، وذلك لمناقشة البدء في التحول الرقمي وميكنة الخدمات الطبية بالمستشفى، موضحاً أن الميكنة والتحول الرقمي للمستشفيات ضرورة حتمية لمواكبة التطورات تلبيه احتياجات المرضى المتزايدة، موجهاً بتطبيق الميكنة بجميع جوانب العمل بالمستشفى بدءاً من السجلات الصحية الإلكترونية للمرضى إلى التشخيص عن بعد، مروراً بإدارة المخازن والأدوية والمستلزمات وكل المهام الإدارية.

كما أشار "دويدار" إلى مزايا التحول الرقمي والميكنة داخل المستشفى والمنشآت الصحية بوجه عام وما توفره من التكلفة للعملية العلاجية، كما أن الملف الطبي للمريض يتيح للطبيب معرفة تاريخه المرضي بما يسهل التشخيص وصرف العلاج المناسب له ، مضيفاً أن المكينة تساعد في القضاء على الفساد ووقف الهدر في المنظومة الصحية حيث أن التكنولوجيا الحديثة تحوكم صرف الأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها من الخدمات .

وأكد أن هناك مستويات لميكنة  المستشفيات، و أن المستوى الأول هو" لا ورقية" ثم تتحول إلى مستشفى ذكية بعد تطبيق الميكنة بشكل كامل ثم المستوى الثالث وهو مستوى المستشفى الخضراء صديقه البيئة.  

وأضاف "دويدار"  أن فوائد التحول الرقمي تتمثل في تحسين جودة رعاية المرضى وتعزيز التواصل معهم و تعزيز كفاءة العمليات والخدمة  وتحسين إدارة المخزون وخفض التكاليف. 


يأتي ذلك ضمن الإجراءات التي تتخذهم مديرية  الصحة بسوهاج  لتتناسب مع تطلعات مواطني المحافظة.

1000026660 1000026661 1000026658 1000026656 1000026654

مقالات مشابهة

  • "الحفني" يهنئ العاملين بمستشفى مصر للطيران لحصولها على شهادة اعتماد المجلس الأعلى
  • وزير الطيران يهنئ العاملين بمستشفى مصر للطيران لحصولها على شهادة اعتماد جديدة
  • صحة سوهاج توجه بالبدء في ميكنة الخدمات بمستشفى طهطا العام
  • شريف منير: المزيكا تساعدني في الأعمال التي أقدمها في التمثيل
  • منير أديب يكتب: دولة تحت عباءة الفصائل.. سوريا بين الواقع الميليشياوى ومستقبل الدولة الوطنية
  • الأمن يكشف أسباب اندلاع حريق مستشفى الصدر بقنا
  • محاصرون بمستشفى كمال عدوان بغزة: نواجه خطر الموت ولا نستطيع دفن الشهداء
  • محاصرون بمستشفى كمال عدوان: نواجه خطر الموت جوعا
  • «الصحة» تعلن بدء تشغيل جراحة الصدر الأطفال بمستشفى بهتيم
  • الصحة تعلن بدء تشغيل جراحة الصدر الأطفال بمستشفى بهتيم