دور كاميرون هدسون في الشأن السوداني: بين الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
زهير عثمان
أثار كشف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية كاميرون هدسون عن زيارته الأخيرة إلى بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، تساؤلات عديدة حول دوره في الشأن السوداني. هدسون، المعروف كزميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، لطالما ركز على الأوضاع السياسية في السودان، إلا أن نشاطه وتحليلاته تُلقي بظلال من الشك حول طبيعة علاقته بالمشهد السوداني، خاصةً أنه يتمتع بخلفية استخباراتية ودبلوماسية.
تصريحات هدسون وإشاراته للتسوية
في منشور على منصة "X" (تويتر سابقًا)، كشف هدسون عن زيارته للسودان التي قضاها لمدة أسبوع في بورتسودان، وأشار إلى وجود رغبة ملحة لإنهاء الحرب من جانب القوات المسلحة السودانية. كما أكد أن الحرب ستنتهي دون منتصر واضح، مما يمهد الطريق أمام تفاوض محتمل مع قوات الدعم السريع.
تزامنت هذه التصريحات مع تسريبات عن محادثات سرية قد تكون جارية بين الأطراف المتصارعة، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي تحدث لـ"راديو دبنقا". وذكر المصدر أن إشارات هدسون يجب أن تؤخذ بجدية، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف المفاوضات والتسويات.
هدسون: مراقب أم مؤثر؟
يتطلب تقييم دور هدسون في السودان تحليل خلفيته ومواقفه:
خبرته في الشؤون الاستخباراتية والدبلوماسية: شغل هدسون مناصب حساسة في وزارة الخارجية الأمريكية، مما يجعله مطلعًا على ديناميات الصراعات العالمية، بما فيها السودان. كما أن عمله في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يمنحه منصة لتقديم رؤى تحليلية قد تكون مستندة إلى معلومات استخباراتية.
تركيزه على السودان: هدسون من الشخصيات التي تتابع الأوضاع السودانية عن كثب، سواء عبر التحليلات الأكاديمية أو التصريحات الإعلامية. وهذا يُظهر اهتمامًا استثنائيًا بالسودان، قد يعكس دورًا استراتيجيًا أو استشاريًا وراء الكواليس.
شكوك حول فهمه للواقع السوداني: رغم خبرته، تُثار شكوك حول مدى إدراكه للتعقيدات الثقافية والاجتماعية في السودان. تُتهم بعض تحليلاته بأنها مبنية على وجهات نظر غربية قد لا تأخذ في الاعتبار خصوصية السياق السوداني.
ارتباطاته مع حكومة بورتسودان؟ هناك من يرى أن هدسون قد يكون مناصرًا للمسار الذي تتبناه الحكومة المؤقتة في بورتسودان، خاصةً إذا كان يسعى لتسوية تُرضي الأطراف الدولية أكثر من الشعب السوداني.
انتقادات للرجل
عدم التعمق في الواقع السوداني: تشير بعض الأصوات إلى أن هدسون، كشخصية غربية، قد لا يعكس واقع السودان بدقة، بل يعبر عن مصالح دولية تسعى لاحتواء الصراع.
التركيز على التفاوض دون عدالة: يرى بعض المراقبين أن حديثه عن تسوية بين القوات المسلحة والدعم السريع يغفل عن المساءلة والعدالة، مما قد يؤدي إلى حل مؤقت دون معالجة جذور الأزمة.
تأثيراته الدبلوماسية: قد يكون لزيارته تأثير على دفع أطراف النزاع للتفاوض، لكنه يظل في نظر البعض جزءًا من لعبة دولية تُدير الأزمة السودانية دون الاهتمام بمعاناة السودانيين.
احتمالات المستقبل
تُظهر تصريحات هدسون وتكتم الحكومة على زيارته أن هناك تحركات سرية قد تُفضي إلى مفاجآت سياسية. ومع ذلك، يجب أن يظل الشعب السوداني يقظًا لضمان أن أي تسوية تُراعي مصالحه، وليس فقط مصالح القوى الدولية أو أطراف النزاع. الحل السوداني الخالص هو ما يمكن أن يحقق سلامًا مستدامًا يُنهي مأساة الحرب ويعزز الديمقراطية والتنمية.
ويبقى دور كاميرون هدسون في السودان مثيرًا للجدل؛ فهو مراقب بارز وربما مؤثر في الكواليس، لكنه يواجه تحديًا في إثبات فهمه للواقع السوداني وتعقيداته. وعلى السودانيين أن يتعاملوا مع هذه التحركات الدولية بحذر، مؤكدين على حقهم في صياغة مستقبلهم بأنفسهم.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
بورتسودان يا سوداناوية
بعد أن تم تحرير الجزيرة خرجنا منها متجهين للمملكة العربية السعودية في زيارة عائلية فكان لابد لنا من قضاء عدة أيام في بورتسودان ليس لإجراءات السفر فحسب بل لمطلوبات اخري هامة فقد خرجنا من الجزيرة مرضانين وعريانين وحفيانين وبالفعل فحصنا واتكسينا واتنعلتنا واكلنا موز وسلات وشربنا بارد فتحسنت لياقتنا والبركة في بنكك وقد لحظت أن التعامل ببنكك كان شائعا في بورتسودان لدرجة سائق الركشة والسقا..
بصراحة كده بورتسودان لم تعجبني هذة المرة.. قلت هذا لأحد الأهالي فقال عشان جات فيها الحكومة المركزية فصحكنا… ولكن بالمقابل كانت أقامتنا مريحة جدا إذ سكنت في حي شعبي اسمه دار النعيم وصادف ذلك الأول من رمضان فكانت دكة افطارنا من حوالي عشرة أفراد معظمهم من البنى عامر بالإضافة لضابط من القوات المسلحة قادم من بابنوسة ومقيم في الحي ومواطن آخر قادم من شمال كردفان رمت به الحرب هناك وشخصي القادم من الجزيرة وكانت جلسة الإفطار تمتد إلى أذان العشاء نقطع في الحكومات المتعاقبة ونتحدث عن الحرب واخبار المعارك والغناء ذات مرة كانت الجلسة كلها عن الشاعر كجراي إذ أن أحد أقاربه معنا تحدثنا في الكورة الطاهر حسيب وكبري وهذاين لعبا في الهلال الكبير وكانا قادمين من بورتسودان والدوري الممتاز.. أما الاكل فكان هناك سلات الشرق وجبنته بالطبع وشاي المسيرية وعصيدة الجزيرة و بليلة كردفان و بسرعة مذهلة تحولنا إلى أصدقاء تغيبت ذات يوم تلبية لدعوة فاخضعوني في اليوم التالي لعتاب قاسي يفوق الاستجواب تعهدت لهم بعدم تكرارها. في بداية الأسبوع الثالث من رمضان حان موعد سفري فاشهد الله أن الوداع كان بالدموع….
الونسة ذات المواضيع المشتركة بيننا ومكونات المائدة التي أكلناها كلنا أكدت لي أن هناك سوداناوية قد تبلورت فسوداناوية غير سودانية. الأخيرة جنسية يمكن اكتسابها بسهولة اما السوداناوية فهي حالة لايمكن اكتسابها الا بالمعايشة الطويلة والتاريخ المشترك.. أيها الناس أن هذا السودان المرمى تحت الشمس والمترامي الأطراف البائس الفقير الذي تنتاشه الحروب والأزمات وحاجات تانية حامياني في طريقه إلى أن يصبح أمة فاصبروا عليه ولاتستعجلوا تفكيكه والكلام ليس للمنطط عينيه وحده إنما للجميع.
عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب