زهير عثمان

أثار كشف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية كاميرون هدسون عن زيارته الأخيرة إلى بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، تساؤلات عديدة حول دوره في الشأن السوداني. هدسون، المعروف كزميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، لطالما ركز على الأوضاع السياسية في السودان، إلا أن نشاطه وتحليلاته تُلقي بظلال من الشك حول طبيعة علاقته بالمشهد السوداني، خاصةً أنه يتمتع بخلفية استخباراتية ودبلوماسية.



تصريحات هدسون وإشاراته للتسوية
في منشور على منصة "X" (تويتر سابقًا)، كشف هدسون عن زيارته للسودان التي قضاها لمدة أسبوع في بورتسودان، وأشار إلى وجود رغبة ملحة لإنهاء الحرب من جانب القوات المسلحة السودانية. كما أكد أن الحرب ستنتهي دون منتصر واضح، مما يمهد الطريق أمام تفاوض محتمل مع قوات الدعم السريع.

تزامنت هذه التصريحات مع تسريبات عن محادثات سرية قد تكون جارية بين الأطراف المتصارعة، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي تحدث لـ"راديو دبنقا". وذكر المصدر أن إشارات هدسون يجب أن تؤخذ بجدية، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف المفاوضات والتسويات.

هدسون: مراقب أم مؤثر؟
يتطلب تقييم دور هدسون في السودان تحليل خلفيته ومواقفه:

خبرته في الشؤون الاستخباراتية والدبلوماسية: شغل هدسون مناصب حساسة في وزارة الخارجية الأمريكية، مما يجعله مطلعًا على ديناميات الصراعات العالمية، بما فيها السودان. كما أن عمله في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يمنحه منصة لتقديم رؤى تحليلية قد تكون مستندة إلى معلومات استخباراتية.

تركيزه على السودان: هدسون من الشخصيات التي تتابع الأوضاع السودانية عن كثب، سواء عبر التحليلات الأكاديمية أو التصريحات الإعلامية. وهذا يُظهر اهتمامًا استثنائيًا بالسودان، قد يعكس دورًا استراتيجيًا أو استشاريًا وراء الكواليس.

شكوك حول فهمه للواقع السوداني: رغم خبرته، تُثار شكوك حول مدى إدراكه للتعقيدات الثقافية والاجتماعية في السودان. تُتهم بعض تحليلاته بأنها مبنية على وجهات نظر غربية قد لا تأخذ في الاعتبار خصوصية السياق السوداني.

ارتباطاته مع حكومة بورتسودان؟ هناك من يرى أن هدسون قد يكون مناصرًا للمسار الذي تتبناه الحكومة المؤقتة في بورتسودان، خاصةً إذا كان يسعى لتسوية تُرضي الأطراف الدولية أكثر من الشعب السوداني.

انتقادات للرجل
عدم التعمق في الواقع السوداني: تشير بعض الأصوات إلى أن هدسون، كشخصية غربية، قد لا يعكس واقع السودان بدقة، بل يعبر عن مصالح دولية تسعى لاحتواء الصراع.
التركيز على التفاوض دون عدالة: يرى بعض المراقبين أن حديثه عن تسوية بين القوات المسلحة والدعم السريع يغفل عن المساءلة والعدالة، مما قد يؤدي إلى حل مؤقت دون معالجة جذور الأزمة.
تأثيراته الدبلوماسية: قد يكون لزيارته تأثير على دفع أطراف النزاع للتفاوض، لكنه يظل في نظر البعض جزءًا من لعبة دولية تُدير الأزمة السودانية دون الاهتمام بمعاناة السودانيين.
احتمالات المستقبل
تُظهر تصريحات هدسون وتكتم الحكومة على زيارته أن هناك تحركات سرية قد تُفضي إلى مفاجآت سياسية. ومع ذلك، يجب أن يظل الشعب السوداني يقظًا لضمان أن أي تسوية تُراعي مصالحه، وليس فقط مصالح القوى الدولية أو أطراف النزاع. الحل السوداني الخالص هو ما يمكن أن يحقق سلامًا مستدامًا يُنهي مأساة الحرب ويعزز الديمقراطية والتنمية.

ويبقى دور كاميرون هدسون في السودان مثيرًا للجدل؛ فهو مراقب بارز وربما مؤثر في الكواليس، لكنه يواجه تحديًا في إثبات فهمه للواقع السوداني وتعقيداته. وعلى السودانيين أن يتعاملوا مع هذه التحركات الدولية بحذر، مؤكدين على حقهم في صياغة مستقبلهم بأنفسهم.

 

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

سيسمع الشعب السوداني الصابر بل وكل العالم منذ اليوم فصاعداً حكايات لا تصدق

كتب العميد ركن: عمر عبدالرحمن عمر باشري
احد ابطال معركة الكرامة قائد اللواء 21 كبكابية – 15 ابريل 2023م
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد
بعد أن تم فتح طريق القيادة العامة وسلاح الإشارة وفك الحصار آن الأوان ليعرف الجميع قصص الثبات الأسطوري لرجال تحملوا قرابة العامين ما تنوء الجبال عن حمله وصبروا وصمدوا تحت نيران العدو الغادر الغاشم.. كانوا قلة قليلة بحسابات الدنيا والمنطق.. لكنهم كثر بحسابات الثبات والشجاعة والصبر والعزيمة والإقدام.. استشهد من استشهد منهم وأصيب من أصيب.. ليسطروا بدمائهم لوحة فريدة لجيش عظيم اسمه الجيش السوداني.. وجندي شامخ اسمه الجندي السوداني…
قصص ستروى عن جرحى ظلوا تحت الحصار وهدير المدافع.. بعضهم بترت أعضاؤه والبعض الآخر أصيب بالشلل فكان إخوتهم في الموعد خدمةً لهم طيلة هذه المدة الطويلة.. قاموا بكل الواجب وأكثر تجاه إخوانهم المصابين بلا كلل أو ملل.. والبعض الآخر من أصحاب الأمراض المزمنة تحملوا ما لا يمكن تخيله في ظل نقص الغذاء والدواء بل وحتي الماء أحيانا.. تحملوا كل الضغط النفسي الرهيب وهم بعيدون عن أسرهم وزوجاتهم وأبنائهم.. يحملون هم الوطن قبل همهم الخاص.. لله درهم.. كل قواميس اللغة لن توفيكم حقكم ومستحقكم يامن أفشلتم مخطط تمزيق واحتلال السودان منذ اليوم الأول.. بل ومنذ الوهلة الأولى..
سيسمع الشعب السوداني الصابر بل وكل العالم منذ اليوم فصاعداً حكايات لا تصدق وقصص لم تروى من قبل وبطولات أسطورية سطرها أبطال القيادة العامة وسلاح الإشارة ليظل علم السودان عالياً خفاقاً يجاوره علم القيادة العامة بشعاره (الله.. الوطن)؛ ونبشر الشعب السودان بتواصل الانتصارات في كافة الميادين وستتوالى البشريات بإذن الله..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «عوض بكاب».. مهندس الدبلوماسية الشعبية فى السودان: «شكرًا مصر»
  • سيسمع الشعب السوداني الصابر بل وكل العالم منذ اليوم فصاعداً حكايات لا تصدق
  • كاميرون هدسون: ترامب وحده القادر على صنع السلام في السودان
  • "عوض بكاب".. مهندس الدبلوماسية الشعبية الناعمة "شكرًا مصر" بالسودان
  • الجيش السوداني يعلن كسر حصار الدعم السريع لمركز قيادته وسط الخرطوم
  • في بداية الحرب اندهش العديد من المراقبين من خارج السودان في صمود الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يطرد ميليشيا الدعم السريع من مصفاة الجيلي
  • تصاعد الأزمة بين بورتسودان وجوبا والخارجية السودانية تستنكر تصريحات لنظيرتها الجنوبية
  • تدشين معرض مجموعة جياد للصناعات الهندسية في بورتسودان
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم