سواليف:
2024-12-26@12:29:14 GMT

نساءُ العرب وعشق الخُرافات!

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

نساءُ العرب وعشق الخُرافات!

من قلم د. ماجد توهان الزبيدي

نشر الكاتب قبل بضعة أيام على صفحته، هنا ،مقالا، بعنوان “الملح والمصائب الزرقاء”، لم يتوقع أن تكون عليه ردودا مؤيدة لجوهره المبني على خُرافة عدم إعطاء الجارة ملحا لجارتها خوفا من الفقر المدقع أو الخشية من موت عزيز!

لكن بعض الردود من سيدة عربية سافرت من وطنها لسنوات وتعيش في أسرة متعلّمة تعليما عاليا ، إلى درجة أن أكثر من شقيق لتلك السيدة ربما حصل على درجات علمية أكثر بكثير من معظم أساتذة أعتى الجامعات العربية، وبعض أشقائها له أكثر من ست مؤلفات ،تؤمن وتمارس عادة عرض ثمن كيس ملح على أي جارة لها تطلبـ على جناح السرعة ـ ملعقة صغيرة من ذلك “السم” البيض، الذي لا غنى عنه في أي طبخة عربية!

مقالات ذات صلة هل يتسع الفراغ لمزيد من الغبار ؟ 2024/11/22

كان ذلك من الأمور غير المتوقعة للكاتب أبدا! إلا أن ذلك الاستغراب المفاجئ سرعان ما تبدد عندما قالت سيدة اخرى ولدت وعاشت في أقدم مدن العالم وأرقاها (الشام) أنها هي أيضا وأسرتها يعرضان مالا على من يطلب من الجيران ملعقة من الملح ،على الرغم من أن السيدتين من بلدين مختلفين ولم يلتقيا أبدا!

وفي الحالتين ،تعتقد السيدتان أن تسليف الملح أو التبرع به يورث فقرا أو حزنا في الحال او بعد حين!

صحيح أن الرجال هم الأكثرية العظمى في يصنع السحر ويعمله ،إلا انه صحيح أيضا أن النساء هن أكثرية مخلوقات الله تعاملا به وطلبا له وإيمانا به !

وإذا كانت تلك الخُرافات وغيرها الكثير جائزة التصديق في عصور الجهل والأميّة والفقر وصعوبة وسائل الإتصال والإعلام بين بني البشر ، وقلة أعداد المدارس ،فإنه من الحماقة بمكان أن يكون ذلك ساريا من خريجات وخريجي جامعات وكليات في عصر وسائل الإتصال المفتوحة عبر شبكات المعلومات والهواتف الذكية بين بني البشر، والتي جعلت كل سكان القارات بملياراتهم السبع في حجم شاشة هذا الهاتف المحمول باليد ،والذي هو أعظم إختراع توصل له علماء الأمم عبر عمر البشرية من 3000سنة!

فالجٌ لا تعالج” و “إنجُ سعدٌ، فقد هلكَ سُعيّد”! (19 تشرين الثاني 24(

.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

نهاية عصر المؤامرة

المقصود بالمؤامرة تدبير أفراد أو جماعات أو حكومات لعمل معادٍ ضد الآخرين



تتعايش القضايا السلبية والإيجابية وتتداخل في كل العصور، لكن قد تطغى واحدة بعينها في وقت ما فيتصف العصر كلّه بها، كما هو الأمر بالنسبة لسنوات الحروب والسلام والرخاء والشدة والمجاعة والأوبئة، وتغيرات المناخ.. وغيرها.
تسمية العصور بما يقع فيها من أحداث في فترة ما من التاريخ، ترتبط بالعلم ومنجزاته، وبالثقافة وتنوعها، وبالأديان وخلافات أتباعها، وبمنظومة القيم وأبعادها الإنسانية والحقوقية، وبمستوى الوعي الإنساني، ومع ذلك فقد يعاني البشر في عصر ما من عدم فهم؛ أو غياب شروح وافية للأحداث والوقائع وللظواهر الاجتماعية وللمواقف السياسية، وفي تلك الحالة يبحثون عن سبيل للخروج ممَّا هم فيه، خاصة إذا طغى على حياتهم غير المتوقع أو المأمول، ونقلوا من اليقين إلى الشك والظن.
عمليّة البحث المصحوبة بعدم اليقين لم تكن خاصة بعصر دون غيره، كما أنها لم تقتصر على العلاقة بين البشر على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والدول والأمم، إنما شملت أيضا علاقة البشر بالكائنات الأخرى غير المرئية، النابعة من الاعتقادات الدينية، مثل: الشياطين والملائكة، أو تلك الآتية من الأساطير والخرافات، وما رافقها من اعتقاد وثني في الكواكب والنجوم، والشجر، والحجر، والحيوانات، وغيرها.
ودون الذهاب بعيداً في رحلات البشر عبر تاريخهم الطويل بخصوص الاعتماد على "الظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً"، أو تقديم تفسير لما يحدث سعياً لفهم غير مؤسس على أدلة وبراهين، فإننا نكتفي هنا بالحديث على السائد اليوم ضمن خطابات السياسة والإعلام والثقافة، وهو القول بوجود "مؤامرة"، حيث يأتي هذا القول عند كثير من الناس عند عجزهم عن فهم ما يحدث أو ضعفهم أمامه، أو اكتشافهم أنهم كانوا مغفلين حين أسهموا فيه بدون قصد، أو نظراً لتفاعلهم معه خوفاً أو طمعاً.
والمقصود بالمؤامرة هنا في المعنى العام تدبير أفراد أو جماعات أو حكومات لعمل معادٍ ضد الآخرين، أي تخطيط وتنفيذ أعمال لأغراض ليست شرعية وفي سريّة تامة، ما يعني التصميم على القيام بفعل إجرامي، ومن هذا التعريف تأسس المعنى السياسي للمؤامرة، فأصبحت تشير إلى اتحاد مجموعة من الأشخاص، أو الحكومات بهدف اغتصاب، أو تغيير، أو الإطاحة بسلطة سياسية راسخة، أو دعم قوى معارضة لها، أو العمل على تغيير خريطتها، والقضاء على تماسك جبهتها الاجتماعية.
السؤال هنا: هل إذا تمَّ التصريح العلني بالمؤامرة قبل وقوعها من طرف القائمين بها، مثلما يحدث اليوم لبعض دولنا العربية خاصة، وكثير من دول العالم، ومنها دول الشرق الأوسط تظل "المؤامرة" حاملة لمعناها المتداول منذ عقود، ولتكرار الفعل البشري منذ قرون؟.
واقعنا العربي من خلال تعامل القوى الكبرى معنا، وأيضا من خلال إسهام بعض دولنا في ذلك، لم يعد يعيش عصر المؤامرة، حتى لو قال كثيرون بذلك، بمن فيهم عناصر النخبة، ذلك أن ما تواجهه دولنا عملا استراتيجيا علنياً، يشي بنهاية عصر المؤامرة.
لم نعد اليوم في حاجة لفهم الواقع العربي والدولي اعتمادا على ما ذكره العالم السياسي" مايكل باركون"، حين قال إن "نظريات المؤامرة تعتمد على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاثة مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه"، ذلك لأن الوقائع والشواهد حولت المؤامرة إلى استراتيجية تتطلب المتابعة والدراسة والفهم، وليس التوهم والتخمين، والمثال الأوضح هنا ما تعيشه الدول العربية حاضرا وما ستؤول إليه مستقبلاً، إذ نبلغ به كمسؤولين وشعوباً، ومع ذلك نصرُّ على أن ذلك كله مؤامرة، مع أن كل المعطيات تنفي ذلك تماما.
مهما يكن من التغير المنتظر في منطقتنا، فإن استراتيجية الدول ـ العدوة والصديقة ـ في بلادنا العربية تظهر في بعض الأمثلة منها: تقوية الجماعات الإرهابية وتحويلها إلى منظمات معترف بها، وإضعاف دور الجيوش النظامية والعمل على حلِّها في بعض الدول، والسعي لأجل تحويل دولنا إلى فيدراليات في أحسن الأحوال، وإلى جماعات متقاتلة في أسوأ الأحوال، وإعادة النظر في الخرائط، وتثوير الأقليات، وإحداث الفتن والصراع الإثني والطائفي والديني والمذهبي.. وهذا قليل من كثير.

مقالات مشابهة

  • متنكرا بملابس نساء.. مسلح يهجم على دار ويكبل صاحبتيه ويسرق 250 الف دولار امريكي في بغداد
  • نهاية عصر المؤامرة
  • ما هو الملح الأخضر؟.. فوائده واستخداماته
  • أسباب ارتفاع ضغط الدم وكيفية الوقاية منه.. نصائح طبية من حسام موافي
  • انفجار بالمخ..حسام موافي يحذر من طعام يهدد الإنسان
  • وزير التموين والتجارة الداخلية يلتقي بعدد من السادة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ
  • ديوان "كانت هنا امرأة" جديد دار فهرس في معرض الكتاب
  • فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة
  • طريقة تحضير الفسيخ في المنزل.. بخطوات احترافية ومضمونة وطرق مختلفة.. صور
  • رافات القدس.. قرية القبور التاريخية وسجن عوفر.. هويتها فلسطينية