بحضور الفنانة أروى جودة، نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، مساء أمس السبت، ندوة مناقشة كتاب «ذاكرة المتعة» قصص قصيرة للكاتبة سلمى قاسم جودة، وناقشها الكاتب خالد منتصر، في حضور رانيا شرعان، مدير المكتبة، والكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، والناشر حسين عثمان، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والعامة.

 


وقال خالد منتصر، إن كتب السيرة الذاتية تعتبر من أهم الكتب التي تصدر، لكن في الحقيقة كتب السير الذاتية في عالمنا العربي لم تكن صادقة بشكل كبير، وهي أشبه بعملية تجميل.

وأضاف أن كتاب ذاكرة المتعة ليس بكاء على الاطلاع، والكتاب مكتوب على غلافه «قصص قصيرة»، لكنها في الحقيقة شذرات سيرة ذاتية، وفلاشات حياة ممتدة فيها من الأحداث ما يستحق التسجيل والاطلاع عليه والتفاعل معه، لافتا إلى أن سلمى كتبت عما عاشته في الزمالك وجامعة القاهرة ونادى الجزيرة، والمكان عندها مرتبط بالشخص، بالإنسان، هو الذى ينفخ في المكان الروح والنشوة، والمتعة، والحياة، والحيوية.

 


وأوضح أنها كتبت عن شخصيات عاصرتها وحاورتها وناقشتها واستوعبتها وقرأت داخلها، من بينهن عبدالوهاب، حسين السيد، أحمد رجب، نجيب محفوظ، إحسان عبدالقدوس، يوسف السباعي، وغيرهم من الشخصيات التي حفرت في وجدان مصر وشماً ثقافياً وفكرياً وروحياً لن ينسى.

وأشار إلى أن سلمى جودة تنتمى إلى أسرة تعتبر الثقافة أوكسجين الحياة اليومي، فهي ابنة الكاتب الكبير أحمد قاسم جودة والذى كان له فضل كبير في تقديم يوسف السباعي ككاتب قصة عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير.

 

 


وتابع أن الإسكندرية تحتل مساحة كبيرة من ذكريات سلمى، تطلق عليها مدينة البهجة، تعتبرها حفلة متواصلة أشبه بعيد متكرر، مدينة خرافية شيدتها الأحلام الثملة بالجمال، ثم تلتقط سلمى قاسم بعض شخصيات نادى الجزيرة لتصعد بهم على خشبة المسرح، ومن أهم تلك الشخصيات التي رسمتها باقتدار، كانت شخصية حريصة هانم وأكرم بيه، البخل والمقامرة، ضدان لكنها رسمتهما بنفس الدقة والبلاغة والفن، ومن جروبي إلى الزمالك إلى جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الأدب الفرنسي، في عوالم سارتر، كامو، روسو، أندريه جيد، فلوبير، رامبو، فولتير، بلزاك، درست اللغة والحضارة والحياة والفلسفة في حضرة ثقافة بلد النور، تلخص سلمى فلسفتها في المكان بتلك العبارات الرشيقة الموجعة «المكان يفقد بعضاً من ألقه ورونقه عندما يهجره ويتخلى عنه الزمان بتجلياته، بأشخاصه الذين صاغوا روح الأمكنة باللون، النغم، الوجدان، الإلهام، البهجة، والأسى فالمكان هو أيضاً زمان يعمره، ليس الحجر فحسب ولكن أيضاً البشر، ناس وأحداث».

 


وبدأت سلمى قاسم بالحديث عن فترة إسكندرية التي تناولتها في الكتاب، مؤكدة أن هذه الفترة اشتهرت بالتنوع والثراء والتعددية في مصر، وكذلك منطقة جزيرة الزمالك، لافتة إلى أنها مرت في كتابتها على الفترات التي كانت بها متعة من الممكن أن يتحكم فيها الفرد.
كما ذكرت أن محمد عبد الوهاب أزال الفوارق بين الطبقات، ونجح في تحقيق رقي الجمال والأخلاق، ففي فترته كانت بعض الظواهر التي انتشرت في الوقت الحالي غير موجودة مثل ظاهرة التحرش، ولفتت إلى أن هناك شخصيات أثرت فيها، مثل يوسف السباعي، حيث إنها كنت محظوظة بالجلوس مع هذه الشخصيات، التي جعلتها مطلعة على الثقافة منذ الصغر، وكذلك بعض الأماكن، التي كانت لها حكايات معها.

وأكدت أن يوسف السباعي كان متسامحا ومتجاوزا، وكان يتجاوز كل النقد الذي كان يوجه إليه من اليسار.

 


سلمى قاسم جودة صحفية وكاتبة، كان أبوها أحمد قاسم جودة نجمًا في نجوم الصحافة في زمانه، وكان هو أول مَن نشر رواية ليوسف السباعي في صحيفة عندما كان رئيسًا للتحرير، وحين رحل في 1965 كانت هي طفلة لا تزال تحبو، ومن يومها وهى تحاول تجميع ملامح صورته في خيالها، فلا تنجح في ذلك إلا قليلًا.

ورثت سلمى عن أبيها القدرة على تذوق الكلمة، ثم القدرة على نقل ذلك إلى القارئ، ولا شيء أقوى عندها من المهارة في السرد، فكأنها تنسج ثوبًا، بينما الخيوط في يديها سهلة طيعة، أو كأنها «دنلوب»، التي عرفناها في الأسطورة اليونانية، والتي كانت تجد متعة في نسج فستان كان في يديها، وهذا أيضًا ما تجده سلمى وهى تغزل الكلمات ببراعة ممتدة بين فصول الكتاب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفنانة اروى جودة مكتبة مصر العامة الرئيسية الكاتب خالد منتصر یوسف السباعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجوامع الكويتية.. ذاكرة حية لجماليات العمارة الإسلامية

تشكّل العمارة الكويتية انعكاسا لتأثيرات ثقافات متعددة كالعثمانية والهندية والفارسية، إذ ارتبطت العمارة العثمانية في الكويت بامتداد السلطنة العثمانية في أقطار العالم الإسلامي على مدى قرون.

بينما جاءت العمارة الهندية، نتيجة للاحتكاك الوثيق بين الكويتيين من التجار والعاملين بالسفن التجارية، الذين كانوا يزورون الأقاليم الهندية لنقل البضائع. وتعرّف هؤلاء على تفاصيل الحضارة الهندية من عمارة وفنون وأطعمة وأسواق من خلال معايشاتهم اليومية في تلك المناطق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أرشد هورموزلو: الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرات دخولlist 2 of 2كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقيةend of list

وبالنسبة للتأثير الفارسي، فقد تمثل في لمسات عمال البناء الإيرانيين الذين أسهموا في تشكيل ملامح العمارة الكويتية.

المساجد شواهد حيّة على التراث المعماري

تمثل المساجد جزءا مهما من العمارة الكويتية، كونها شواهد حيّة على التراث والحضارة الكويتية، وهي ليست مجرد أماكن للعبادة، بل تعكس ما حظيت به المساجد من اهتمام من قبل الكويتيين، حكاما ومحكومين، على مر العصور.

وفي هذا السياق، يأتي كتاب "الآثار والتراث المعماري للمساجد القديمة في الكويت"، لمؤلفه بشار محمد خالد خليفوه، والصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليقدم توثيقا دقيقا لهذا الجانب المضيء من التراث الكويتي. ويستعرض الكتاب عناية الكويتيين بالمساجد، سواء في حقبة ما قبل الثورة النفطية أو بعدها، مسلطا الضوء على الآثار المعمارية التي تميز هذه المساجد.

كتاب بشار  خليفوه يمثل مرجعا مهما لتوثيق تطور العمارة الإسلامية في الكويت (الجزيرة)

ويتناول الكتاب نشأة وتطور النمط المعماري في المساجد التراثية، ويسلط الضوء على مساجد الكويت الأولى. ويقدم دراسة فنية وتاريخية دقيقة تشمل تفاصيل التصاميم المعمارية للمآذن، وإضاءة القباب، وتطور المحراب والمنبر، إلى جانب الأعمدة والزخارف والأبواب التراثية وتصميماتها المميزة.

إعلان إحياء التراث المعماري للمساجد

يشرح المؤلف، بشار محمد خالد خليفوه، التطور الملحوظ في عمارة المساجد في الكويت، ويركز على الدور البارز الذي لعبته دائرة الأوقاف العامة الكويتية في إعادة إحياء النمط التراثي القديم للمساجد، بدءا من عام 1949. ويناقش الكتاب تأثير هذه الدائرة في تحديد معالم العمارة الإسلامية المحلية وإبراز هويتها.

ويتضمن الكتاب مباحث عدة، من بينها "مساجد الكويت الأولى"، التي تتناول النقلة النوعية التي شهدها الأثر المعماري لهذه المساجد. و"التطور العملي للأثر المعماري ودور دائرة الأوقاف"، حيث يركز هذا المبحث على الأنشطة التي قادتها الدائرة لإحداث تغييرات جوهرية في المعمار القديم، مما أضفى طابعا فريدا على المساجد الكويتية.

زهور التوليب وضعت على المئذنة كنوع من الزخرفة، وقد اشتهر بوضع هذا النوع من الزهور بالزخرفة العثمانية (صورة من الكتاب)

ويمثل الكتاب مرجعا مهما لتوثيق تطور العمارة الإسلامية في الكويت. فهو لا يكتفي بتسليط الضوء على الإرث التاريخي للمساجد، بل يناقش أيضا كيف ساهمت الممارسات الحديثة في الحفاظ على الهوية المعمارية الكويتية. ويعكس هذا العمل رؤية متكاملة، تجمع بين الماضي والحاضر، لتظل المساجد منارة للثقافة والتراث في الكويت.

وقدم المؤلف بشار محمد خالد خليفوه في كتابه دراسة شاملة وموسعة للمعالم الفنية والجمالية للآثار المعمارية للمساجد الكويتية. وتناول المؤلف تفاصيل دقيقة شملت الزخارف والنقوش بأنواعها، مع تحليل نمط الأعمدة والأبواب والنوافذ وأشكالها. كما خصص فصولا لدراسة المآذن والقباب والمنابر والمحاريب، مسلطا الضوء على التصاميم والنقوش الفنية التي ترتبط بمدارسها الإسلامية المختلفة.

ذائقة جمالية متأصلة في عمارة الكويت

تشير فصول الكتاب إلى أن الكويتيين تمتعوا بذائقة جمالية عالية قديما وحديثا، وهو ما انعكس بوضوح في جماليات مساجد خمسينيات القرن الـ20. وأظهرت تلك المساجد هوية كويتية بارزة في معمارها، حيث امتزجت الأصالة بالابتكار لإعطاء هذه المباني طابعا روحانيا ومعنويا خاصا.

إعلان

وبحسب الكتاب، شهد عام 1949 تحولا نوعيا في عمارة المساجد الكويتية. إذ قامت دائرة الأوقاف العامة، منذ إنشائها، بدور محوري في تطوير المعمار الإسلامي في البلاد، من خلال توسيع المساجد وبناء مآذن شاهقة، وهو أمر لم يكن مألوفا في النمط المعماري التقليدي للمساجد التراثية. ومع تحول الدائرة إلى وزارة عصرية في أوائل ستينيات القرن الماضي، بدأت حقبة جديدة من الأنشطة الإسلامية والتطوير العمراني.

ويشير المؤلف إلى أن دائرة الأوقاف استعانت بمجموعة من المهندسين والمعماريين وخبرات البنائين الكويتيين لإضفاء طابع متجدد على المساجد القديمة. ولعبت هذه الجهود دورا أساسيا في إعادة إحياء التراث المعماري، حيث استُخدمت أساليب حديثة ومخططات هندسية متطورة سواء في بناء مساجد جديدة أو في ترميم المساجد القديمة.

صورة لأشكال بناء المآذن (صورة من الكتاب)

ومنذ تأسيس دائرة الأوقاف العامة عام 1949، ظهرت تغييرات جوهرية في زخارف المساجد وأنماطها المعمارية. حيث تم إدخال أساليب تصميم جديدة، مع الاستعانة بخبرات معمارية من دول أخرى، مما أسهم في تطور الزخرفة وإحياء الهوية الفنية للعمارة الإسلامية في الكويت. ويبرز الكتاب الفارق الواضح بين فترة ما قبل تأسيس دائرة الأوقاف وما بعدها، حيث أضحت المساجد رموزا حية للتطور الثقافي والجمالي للعمارة الكويتية.

وسلط المؤلف الضوء على تاريخ العمارة الكويتية من خلال دراسة النماذج التصميمية القديمة وربطها بجوانبها الفنية والجمالية ومدارسها الفنية الإسلامية. ويظهر هذا الربط بين الماضي والحاضر في تصميم المساجد الذي يعكس التطور الثقافي والفني، بينما يحمل في الوقت نفسه روح الأصالة والتراث.

من البساطة إلى الأصالة المعمارية

استعرض المؤلف بشار محمد خالد خليفوه في كتابه "الآثار والتراث المعماري للمساجد القديمة في الكويت" تطور بناء المساجد وعمارتها، مُبينا كيف كانت المساجد في الكويت قبل تأسيس دائرة الأوقاف. ووصف المؤلف تلك المساجد بأنها كانت تفتقر إلى البساطة في التصميم، إذ كانت تتكون من عريش أو غرف صغيرة مبنية من صخور البحر والطين، مدعومة بأعمدة خشبية تُعرف بـ"الجندل" التي تحمل الأسقف.

إعلان

وأوضح المؤلف أنه مع بداية النهضة العمرانية الأخيرة في الكويت، ومع تولي كل دائرة دورها في الإسهام في هذا التطور، واكبت دائرة الأوقاف العامة هذا التحول. وشيّدت مساجد حديثة، وهدمت وأعادت بناء المساجد القديمة المتداعية، بما يتناسب مع التقدم العمراني السريع الذي شهدته البلاد. وكانت هذه الخطوات جزءا من رؤية شاملة لتطوير البنية التحتية للعمارة الدينية في الكويت، وجعل المساجد تعكس روح التطور والحداثة مع الحفاظ على التراث.

المسجد الكبير في الكويت صمّمه المعماري محمد صالح مكّية، بمزيج من الطراز الأندلسي والشرقي، وفق تراث معماري إسلامي تقليدي يحمل بصمات العمارة العربية في كل أرجائه (شترستوك)

وفي خاتمة كتابه، أشار المؤلف إلى أن الزخارف التي استعانت بها العمارة الكويتية القديمة تمثل رمزا أساسيا يعبر عن هوية تلك العمارة. وأكد أن تلك الزخارف استُلهِمت من التراث والمواريث الإسلامية المتنوعة، مضيفة لمسات فنية وجمالية على جميع مكونات المساجد، من المآذن إلى المنابر، ومن الأعمدة إلى الأبواب والنوافذ، وحتى الجدران.

وأوضح المؤلف أن هذا الكتاب جاء لتوثيق النمط المعماري القديم الذي يُعبر عن الهوية الكويتية. وأبرز كيف استطاعت العمارة الكويتية دمج أصالة التراث مع التطور الحضري، لتبني معالم دينية تحمل طابعا فريدا يمزج بين الماضي والحاضر. ويمثل هذا التوثيق إضافة قيمة لفهم تاريخ الكويت وتراثها المعماري الإسلامي، ويحفظ للأجيال القادمة قصة تطور المساجد الكويتية من البساطة إلى الأصالة والإبداع.

مقالات مشابهة

  • غدا.. مكتبة القاهرة الكبرى تناقش الصحة والتنمية المستدامة
  • المنطقة الأمنية بسيدي يوسف بن علي تشن حملة لضبط مخالفات الدراجات النارية
  • انطلاق مبادرة إثراء في مكتبة مصر العامة بدمياط
  • شاهد.. مورينيو يلقي خطابا تحفيزيا بعد مباراة في كأس تركيا
  • بحضور مؤلفه أيمن الحكيم.. حفل توقيع كتاب سقف جديد للإبداع عن خالد النبوي
  • كانت بتلعب.. تفاصيل سقوط طفلة سودانية من شرفة شقتها بأكتوبر
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش تكوين الهوية المصرية
  • الجوامع الكويتية.. ذاكرة حية لجماليات العمارة الإسلامية
  • وزراء سابقون وحاليون وبرلمانيون صرحوا بمليارات الكاش التي كانت مخزنة بمنازلهم في عملية المساهمة الإبرائية
  • "إيقاع الحرية".. كتاب تناقشه مكتبة مصر الجديدة العامة غدًا