قالت وكالة بلومبيرغ إن ماليزيا تواصل تقديم نموذج ناجح للنمو الاقتصادي المستدام، حيث أظهرت مرونة ملحوظة في تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5.3% خلال الربع الأخير، متفوقة على الصين التي سجلت نموا بنسبة 4.6%.

ويعكس أداء ماليزيا قدرتها على الحفاظ على استقرارها الاقتصادي وتعزيز ثقة المستهلكين، وهو ما يجعلها محط اهتمام الدول المجاورة والمستثمرين الدوليين.

سياسات فعالة

وتستند ماليزيا في نجاحها -وفق بلومبيرغ- إلى مجموعة من السياسات الاقتصادية الفعّالة التي وضعت أسسا قوية منذ عقود.

ماليزيا حرصت مبكرا على جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال إنشاء مناطق تجارة حرة (شترستوك)

من بين هذه السياسات، جذب الاستثمارات الأجنبية المبكرة في سبعينيات القرن الماضي من خلال إنشاء مناطق تجارة حرة، وهي خطوة سبقت تطبيقها في الصين. حيث تمكنت الدولة الآسيوية من استقطاب شركات عالمية مثل إنتل كورب، مما جعل ولاية بينانغ محورا لصناعة التكنولوجيا في المنطقة.

هذا النهج أدى -وفق الوكالة- إلى توسع النجاحات ليشمل مناطق أخرى في البلاد مثل كيداه وجوهور، حيث استقرت شركات كبرى مثل إنفينون تكنولوجيز.

استقرار السياسات النقدية

وساهم استقرار الأسعار في تعزيز ثقة المستهلكين ودعم الإنفاق المحلي. وتذكر بلومبيرغ أن السياسات النقدية القوية والإجراءات غير التقليدية مثل تحديد الأسعار كانت أساسا لهذا الاستقرار، مما جعل ماليزيا قادرة على حماية مواطنيها من تقلبات السوق.

على سبيل المثال، تقدم الحكومة الماليزية دعما للسلع الأساسية مثل الوقود والسكر والكهرباء، رغم أن هذا الدعم يشكل عبئا على المالية العامة.

في الوقت نفسه، تسعى ماليزيا لتحقيق قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وأطلق رئيس الوزراء أنور إبراهيم، الذي يحتفل بمرور عامين على توليه المنصب برنامجا لجذب الشركات التي توفر وظائف ذات دخل مرتفع وتعزز الابتكار.

شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وغوغل استجابت لهذا النداء، حيث استثمرت في البنية التحتية التقنية للبلاد، مما يجعل ماليزيا رائدة في المنطقة.

أنور إبراهيم أطلق برنامجا لجذب الشركات التي توفر وظائف ذات دخل مرتفع وتعزز الابتكار (رويترز) تحديات

ورغم هذه النجاحات، تواجه ماليزيا تحديات مستقبلية. محليا، هناك نزاعات مع بعض الحكومات المحلية حول عائدات الغاز، في حين أن إلغاء الدعم التدريجي للوقود قد يؤدي إلى تأثيرات على التضخم وثقة المستهلكين.

وعلى الصعيد الدولي، يُنظر إلى إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بعين القلق بسبب السياسات الاقتصادية غير المتوقعة التي قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.

ومع ذلك، يؤكد محافظ البنك المركزي الماليزي عبد الرشيد غفور أن ماليزيا مستعدة لمواجهة هذه التحديات من "موقع قوة". وأضاف أن الاقتصاد يعتمد بشكل أساسي على الطلب المحلي ويتمتع بتنوع كبير في الشركاء التجاريين.

وفي الوقت نفسه، تهدف الحكومة إلى تحقيق نمو بنسبة 5% سنويا في السنوات المقبلة، وهو هدف طموح لكنه مدعوم بسياسات فعالة وإستراتيجيات طويلة الأمد وفقا للوكالة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الخميسي: تجاوز الدولار عتبة 7 دنانير في يعكس ضغطا في السياسات الاقتصادية

علق المحلل الاقتصادي أحمد الخميسي، على ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية.

وقال الخميسي، في تصريح خاص لـ صفر، إن “تجاوز الدولار عتبة 7 دنانير في السوق الموازية على الرغم من فرض ضريبة عليه، يعكس ضغطا في السياسات الاقتصادية والتعامل مع تحديات السوق”.

وأشار الخميسي إلى أنه “يجب العمل على تعزيز استقرار الدينار عبر إصلاحات اقتصادية، وضمان استقرار السياسة النقدية، وتوسيع قاعدة الاحتياطيات الأجنبية للحدّ من تأثير هذا الارتفاع على الاقتصاد الليبي”.

وختم موضحا أنه “في ظل غياب تحرك فعال من الحكومة و المصرف المركزي لإيجاد حلول اقتصادية جذرية، يستمر التضخم في الضغط على المواطن ويزيد تدهور الثقة في الدينار ويعقد الوضع الاقتصادي”.

الوسومالخميسي

مقالات مشابهة

  • أفضل المطاعم التي تقدم المشاوي في الأردن
  • ترامب يلمح لإمكانية خفض الرسوم الجمركية للصين مقابل صفقة تيك توك
  • غياب السياسات الحمائية على السلع الأساسية تؤثر سلباً على صمود المواطنين
  • رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزيا يشيد بشجاعة اليمنيين في مواجهة الوحشية الصهيوأمريكية
  • الخميسي: تجاوز الدولار عتبة 7 دنانير في يعكس ضغطا في السياسات الاقتصادية
  • إلهام شاهين: اعتماد الهواري ليست نموذجا للمرأة الشعبية
  • “موديز” تؤكد تصنيف المغرب عند Ba1 مع نظرة مستقرة وتوقعات بنمو اقتصادي مستدام
  • بلومبيرغ: بنوك سعودية تصفي ديونها المتعثرة لتمويل المشاريع الكبرى
  • "سفرة رمضانية" تجمع الطلبة العمانيين في ماليزيا
  • قنصل الصين بالإسكندرية: صداقتنا مع مصر تمثل نموذجا للتعاون المشترك