بعد تثبت أسعار الفائدة.. تعرف علي تأثير القرار على سوق الادخار
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
قررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري الإبقاء على سعر عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوياتها الحالية، في خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن بين استقرار السوق المالي وتشجيع النمو الاقتصادي، حيث بلغت 27.25٪، 28.25٪، و27.75٪ على التوالي. كما تم تثبيت سعر الائتمان والخصم عند 27.
في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، كان القرار متوقعًا من قبل الخبراء الاقتصاديين. ورغم أن هذا القرار يبدو متوازنًا، إلا أنه يحمل في طياته العديد من الانعكاسات على قطاعات اقتصادية متعددة، لا سيما سوق الادخار.
إذ يُعد تثبيت أسعار الفائدة من الإجراءات التي تهدف إلى استقرار السوق المالي، مما يساعد على تقليل التقلبات الكبيرة في أسعار العائد على أدوات الادخار.
الاستقرار في عوائد شهادات الادخارإبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية يعني استقرارًا في عوائد شهادات الادخار التي تقدمها البنوك المصرية.
هذا الاستقرار يشجع الأفراد على توجيه مدخراتهم نحو شراء شهادات الادخار، حيث توفر عائدًا جذابًا مقارنة بالكثير من الخيارات الاستثمارية الأخرى.
المنافسة بين البنوك على شهادات الادخارتتنافس البنوك في السوق المحلية على طرح أعلى شهادات الادخار بهدف جذب العملاء، مع تقديم خدمات مميزة تتعلق بالأوعية الادخارية ذات العائد الثابت.
وتتنوع المدد الزمنية وشروط صرف العوائد ما بين شهرية، ربع سنوية، نصف سنوية، وسنوية، بالإضافة إلى شهادات عائد متناقص سنويًا تتناسب مع احتياجات الأفراد.
أبرز شهادات الادخار في البنوك المصريةأظهرت نتائج المسح الذي أجراه التقرير على 11 بنكًا في مصر، أن هناك تنوعًا كبيرًا في عروض شهادات الادخار.
البنك الأهلي المصري وبنك مصر يقدمون شهادة ثلاثية بحد أدنى 1000 جنيه، مع عائد متناقص:30% في السنة الأولى25% في السنة الثانية20% في السنة الثالثةبنك الأهلي الكويتي – مصر يقدم شهادة تراكمية لمدة 7 سنوات بعائد 10.40% يصرف في تاريخ الاستحقاق.شروط شراء شهادات الادخارتضع البنوك شروطًا لشراء شهادات الادخار، أبرزها ضرورة فتح حساب جاري أو توفير لربط الشهادة وتحويل العائد عليه، كما تتطلب بعض المستندات مثل:
صورة من بطاقة الرقم القومي السارية.مفردات الراتب في حال عدم إثبات الوظيفة في البطاقة الشخصية.إيصال مرفق مثل المياه أو الكهرباء.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بعد تثبت أسعار الفائدة الفائدة سعر الفائدة تثبت أسعار الفائدة الادخار شهادات الادخار
إقرأ أيضاً:
تأثير «هبة السوق» أو «عربة الموسيقى» في الاقتصاد وسلوك الأفراد
هناك ظاهرة معروفة في الاقتصاد تُسمى تأثير «عربة الموسيقى» أو «هبة السوق» أو «تأثير القطيع»، ورغم اختلاف المصطلحات، إلا أن المعنى واحد: ميل الناس إلى تقليد الآخرين في قراراتهم المالية، سواء أكان في الاستثمار أم في الشراء، حتى لو لم يكن ذلك منطقيًا أو متناسبًا مع قدراتهم المالية، ونلاحظ هذا التأثير بشكل واضح في مواسم مثل الشهر الفضيل، والأعياد، والأعراس، حيث يتصرف الكثيرون وفق مقولة «مع الخيل يا شقرا» دون مراعاة لظروفهم المادية.
وهذا لا يقتصر على الاستهلاك فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الاستثمار، ففي سوق الأسهم والعملات الرقمية، نسمع عن أشخاص يستثمرون فقط لأن الجميع يفعل ذلك، وليس بناءً على جدوى الاستثمار نفسه، فعندما يرى المستثمرون أن مجموعة كبيرة تتجه نحو استثمار معين، فإنهم يلحقون بهم بدافع الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار دون سبب حقيقي، ومع فقدان الثقة، ينهار السوق بسرعة، فتحدث تقلبات حادة وتصحيحات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.
الأمر نفسه ينطبق على «حمّى الشراء»، حيث يندفع الناس لشراء هاتف معين أو سيارة جديدة لمجرد أنها أصبحت شائعة، رغم وجود خيارات أخرى أفضل وأرخص.
والشركات تدرك هذا التأثير جيدًا وتستغله بذكاء لزيادة مبيعاتها، مستخدمة استراتيجيات مثل «العرض لفترة محدودة» أو «الأكثر مبيعًا»، لإيهام المستهلك بأن الجميع يشتري هذا المنتج، مما يدفعه للشراء دون حاجة حقيقية.
لكن عندما يعتمد الناس في قراراتهم المالية على «الهبة» أو «الموضة»، فإن الاقتصاد يدخل في دورات متكررة من الازدهار يعقبها الركود، حيث يكتشف الناس أنهم أنفقوا أكثر مما تستحق السلع أو الاستثمارات.
لذلك، قبل أن تشتري، اسأل نفسك: «هل أحتاجه فعلًا، أم إنني أشتريه فقط لأن الجميع يفعل ذلك؟» تجنب اتخاذ قرارات مالية بناءً على العاطفة، خاصة في مواسم الأعياد وشهر رمضان، التي أصبحت -للأسف- عند البعض سببًا للمباهاة والإنفاق المفرط.
احسبها صح، واتبع عقلك، ولا تمشِ مع القطيع!
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية