العراق – تعقد جامعة الدول العربية الأحد اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التهديدات الإسرائيلية للعراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد ذكر في وقت سابق، أنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حث فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

وجاءت تهديدات إسرائيل للعراق بسبب الهجمات التي تشنها فصائل عراقية مسلحة في العراق” في الأشهر الأخيرة بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل “تضامنا مع قطاع غزة”، ودعت مؤخرا إلى تكثيف هذه الهجمات.

وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت إسرائيل مقتل اثنين من جنودها بانفجار مسيرة في هجوم نفذ من العراق، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقتذاك أن بلاده “تدافع عن نفسها على سبع جبهات” بينها جبهة “الميليشيات في العراق”.

جاهزية القوات المسلحة

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، الجمعة، عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قوله إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

وقال وزير الخارجية العراقي إن حكومة بلاده لا تريد الحرب، وتسعى لإبعاد خطرها، خاصة وأن المنطقة “تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا”.

وتقدمت الخارجية العراقية من خلال مندوبتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية بطلب للأمانة العامة للجامعة العربية لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لمواجهة تهديدات إسرائيل.

خطابات عراقية للمنظمات الدولية

وقد وجهت الخارجية العراقية رسائل إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أكدت فيها أن العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاما بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وأشارت الرسائل العراقية إلى أن “رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءا من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة”.

وشددت الخارجية العراقية على أن لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقا من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والامن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات.

وأكد العراق أنه كان حريصا على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار، مؤكدةً أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

“العراق في مواجهة التطرف ” .

بقلم : سمير السعد ..

يواجه العراق، كغيره من دول العالم، تحديات كبيرة تتعلق بظاهرة التطرف العنيف، التي تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن الوطني. ومع إدراك خطورة هذه الظاهرة، تبنّت الحكومة العراقية نهجًا واضحًا في رفض كل أشكال العنف وخطابات التطرف الداعمة له، وذلك من خلال برامج واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مكافحته على مختلف المستويات.
في هذا السياق، تعمل “اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” ، التابعة لمستشارية الأمن القومي، على تطبيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لمسببات التطرف ومعالجتها من جذورها. وتتبنى اللجنة نهجًا استباقيًا يركز على التوعية والتثقيف، بدلًا من الاقتصار على الحلول الأمنية فقط. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعتمد اللجنة على سلسلة من البرامج والندوات التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن الواحد.
تعمل اللجنة من خلال لقاءاتها الدورية مع المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والفنانين على تعزيز دورهم في نشر الوعي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، عبر إنتاج محتوى ثقافي وإعلامي يعكس قيم التسامح والتعايش. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية، إذ يُعتبر رجال الدين وقادة المجتمع وشيوخ العشائر شركاء أساسيين في مكافحة التطرف، نظرًا لتأثيرهم الواسع في المجتمع. ومن هذا المنطلق، تعقد اللجنة اجتماعات دورية معهم، لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الوحدة ونبذ العنف.
إدراكًا لأهمية دور الشباب في بناء المستقبل، تسعى اللجنة أيضًا إلى استهدافهم عبر برامج تدريبية وورش عمل، تهدف إلى تحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من لعب دور إيجابي في مجتمعاتهم. فرؤية اللجنة تقوم على أساس أن مواجهة التطرف لا تكون فقط عبر الوسائل الأمنية، بل تتطلب جهدًا فكريًا وتوعويًا يرسّخ قيم الحوار والتعايش السلمي. وفي هذا الإطار، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود من خلال تنفيذ حملات توعوية محلية، والمشاركة في بناء استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفكر المتطرف من خلال النشاطات الثقافية والتعليمية والمبادرات الشبابية.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال أهمية التعاون الدولي في محاربة التطرف، حيث تسهم المنظمات الدولية في دعم جهود الحكومة العراقية من خلال تقديم الخبرات والاستشارات، وتمويل البرامج التوعوية، وتوفير منصات للحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات المختلفة. كما أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لمكافحة التطرف بطرق أكثر فاعلية، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مكافحة التطرف في العراق، أبرزها تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب. لذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وإشراك المنظمات الدولية في تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولية تجمع بين الحلول الأمنية والبرامج الفكرية والثقافية، لضمان بناء مجتمع متماسك خالٍ من العنف والتطرف.
إن مواجهة التطرف العنيف مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع بكل مكوناته، مع إشراك المنظمات المحلية والدولية لضمان نجاح هذه الجهود. ومن خلال النهج الذي تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، يمكن للعراق أن يخطو خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، ليكون نموذجًا في محاربة الفكر المتطرف، وبناء مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • الكهرباء العراقية تستعين بخبرات “كونچر” الكرواتية لتحديث شبكات الطاقة
  • معلنا بشريات للسودانين بمصر وزير الخارجية السوداني لـ “المحقق”: على الجامعة العربية الوقوف بجانب السودان
  • أثناء زيارته لبروكسل.. مؤسسة هند رجب تطالب باعتقال وزير خارجية الاحتلال “ساعر”
  • رئيس هند رجب: الشراكة الأوروبية الإسرائيلية تواطؤ في إبادة غزة
  • رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنيّة يزور مبادرة وزارة الداخلية “مكان التاريخ” ويطّلع على الإرث الأمني
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • معهد صهيوني: حماس “اذلّت إسرائيل” 
  • “مقتل الرهائن جاء نتيجة قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي”
  • “العراق في مواجهة التطرف ” .
  • مجلس الأمن الروسي: “الناتو” يدرس شن هجمات في قاع البحر