انعدامُ الأمن الغذائي.. خطرٌ يهدد حياة اليمنيين في ظل الغلاء المعيشي المخيف! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يوم بعد آخر يزداد فيه لريال اليمني تراجعا للوراء أمام العملات الأجنبية، ويزداد الغلاء المعيشي في غرس مخالبة في جسد الشعب المتعب؛ ليصبح الأمن الغذائي في اليمن شبه معدوم لدى غالبية أبنائه.
ويوم الخميس الماضي أفاد تقرير أممي حديث أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام القادم، رغم تسجيل تحسن طفيف في استهلاك الغذاء مؤخرًا.
وأشار برنامج الغذاء العالمي (WFP)- في تقريرٍ له- إلى أنه” من المتوقع أن يعاني 17.1 مليون شخص، أي 49% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2025، وفق تحليل حديث أجرته مجموعة الأمن الغذائي والزراعة (FSAC)”.
ورافق استمرار انهيار الريال اليمني والارتفاع الجنوني في الأسعار، سخط شعبي متواصل، تجاه المسؤولين المتساهلين مع الأزمات المتتالية على الشعب والتي قضت مضاجع الملايين من المواطنين، بحسب متابعين.
ناشطون إعلاميون ومجتمعيون يصفون الوضع الذي وصل إليه الشعب اليوم بأنه عقاب جماعي لشعبٍ لم يقترف أي ذنب سوى أنه يصمت على ما يستهان به.
عقاب جماعي
بهذا الشأن يقول الناشط الإعلامي، عبد الحكيم أنعم” اليوم الشعب اليمني يُمارس عليه عقاب جماعي بشكل مقصود أو غير مقصود، يدفع ثمنه الشعب المغلوب على أمره، ففي بداية الأمر دخولنا في حرب لم تنتهِ، وبعدها غلاء الأسعار وانهيار الريال بشكل غير مسبوق، فالحقيقة أنه لا يوجد ما يسمى أمن غذائي داخل هذا البلد الذي لا يوجد فيه الغذاء الكافي”.
وأضاف أنعم لموقع” يمن مونيتور” هناك الكثير من الأسر اليمنية من أصبحت تعيش على وجبتين فقط، والكثير من الأسر اليوم من تمتلك أطفالا ومعاقين وأصحاب أمراض مزمنة فكيف لهؤلاء أن يستطيعوا أن يعيشوا في ظل هذا الحرمان (على وجبة أو وجبتين في اليوم الواحد)”.
وأردف” اليوم الشعب اليمني كله يعيش تحت خط الفقر ماعدا المتنفذين وأصحاب السلطات فقط، ارتفعت الأسعار بشكل مهول، في الوقت الذي تستمر فيه مرتبات الموظفين على ما كانت عليه منذ خمسة عشر عاما”.
كارثة إنسانية
وتابع” نحن مقبلون على كارثة إنسانية ومجاعة لا يعلم بها إلا الله، كما أنه لا توجد سياسة واضحة للغذاء، لا من دولتنا ولا من الدول المانحة، وما زاد في المأساة أن برنامج الغذاء العالمي يقوم بتخفيض 30% من الدعم في الوقت الذي نجد فيه الشعب بحاجة ماسة إلى زيادة الدعم وليس التقليل منه”.
وواصل” الأيام المقبلة تنذر بزيادة المأساة أكثر وأكثر، في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية، وغياب الأعمال لدى كافة الشعب بالإضافة إلى عدم وضع حلول لهذه الكارثة من قبل الحكومة وبقية مسؤولي الدولة”.
في السياق ذاته يقول المواطن، علي محمد من أبناء محافظة تعز: إن” المواد الغذائية أصبحت مرتفعة جدا؛ فقد وصل سعر الكيس الدقيق إلى 50 ألف ريال بالعملة الجديدة وهذا المبلغ هو الدخل الشهري لأغلب الأسر اليمنية، كما وصل سعر الزيت أربعة لتر إلى 14 ألف ريال، مما شكل عبئا على حياة أسرتي المكونة من أربعة أفراد وحياة الكثير من الأسر اليمنية”.
وأضاف” أعمل بالأجر اليومي من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء مقابل 12 ريال في مهن مختلفة كالنجارة المساعدة في
البناء أو غيرها، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء أدنى مقومات العيش لأسرتي أمام هذا الغلاء المعيشي القاتل”.
وتابع” الأعمال باتت شحيحة جدا، والمساعدات الإنسانية تصل كل شهرين وهي مكونة فقط من” كيس دقيق، وأربعة لترات من الزيت، والقليل من الفاصوليا، نحن اليوم نعيش تحديات كبيرة من أجل توفير الطعام الأساسي لأسرنا، وأحيانًا نضطر لتقليل عدد الوجبات اليومية أو الاعتماد على وجبات ذات صنف واحد، مما يؤثر على صحتنا وصحة أطفالنا خاصة مع هذا البرد القارس”.
وأشار علي إلى أن الأطفال يعانون بشكل أكبر من انعدام الأمن الغذائي؛ فهم بحاجة ماسة لتغذية جيدة من أجل النمو السليم والابتعاد عن الأمراض الشائعة التي انتشرت بشكل كبير كسوء التغذية وغيره”.
حالةٌ من الضنك
وتابع” انعدام الأمن لا يؤثر على الأجساد فقط بل يؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية؛ نحن اليوم نعيش داخل بيوتنا حالات من الضنك المعيشي الذي يجعل الأهل لا يطيق بعضهم بعضًا، وتكثر الخلافات على أسباب تافهة”.
ومضى قائلا:” نتمنى أن تتحسن الأحوال، ونستطيع تأمين قوت العيش لأسرنا، وأن نخرج مما نحن فيه، كما نتمنى من قاداتنا أن يضعوا حلا لما نحن فيه اليوم من الوجع ليكونوا قادة اسمًا وفعلا “.
خطر جسيم
من جهته يقول الناشط الإعلامي، أبو فاهم فؤاد العسكري” انعدام الأمن الغذائي هو الخطر الجسيم الذي يهدد حياة المواطنين والسبب الأول والأخير في هذا هو الحوثي، ثم المنظمات والقائمون عليها والمسؤولون الذين لا يعيرون للمسؤوليه أي اعتبار وكأنهم في واد ورعيتهم في واد آخر”.
وأضاف” العسكري لموقع” يمن مونيتور” الريال كل يوم ينهار، وأسعار المواد الغذائية كل يوم في ازدياد ومسؤولونا لم يحركوا ساكنًا ولم يضعوا أي حلول ولا لديهم أي خطط مستقبلية يمكن أن تشعر المواطن بقليل التفاؤل وتبث فيه روح المقاومة لهذا الوضع المعيشي المنهار”.
وأردف” انعدام الأمن الغذائي أكبر المعضلات التي يعاني منها المواطن اليمني، خاصة مع غياب الكثير من المساعدات الإنسانية وتقلص بعضها؛ إذ إن أغلب النازحين يعتمدون على السلل الغذائية وانعدامها أو تقلصها خلق الكثير من الأزمات والمشكلات منها، عجز أرباب الأسر عن توفير القوت الضروري لأسرهم وانتشار مرض سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والرضع وكبار السن”.
وأشار إلى أن” من أبرز أسباب انعدام الأمن الغذائي في الوطن، هو الصراع المستمر؛ إذ نزح أغلب المزارعين وأدى ذلك إلى توقف أغلب المناطق الزراعية التي تعد العمود الفقري الرافد للشعب مما زاد من تفاقم الأزمات في الوطن”.
وتابع” يتعرض أكثر من 20 مليون شخص، أو نحو 90% من السكان لمستوى الأزمات أو أوضاع انعدام الأمن الغذائي الحاد والمتسبب الرئيسي في ذلك هو إهمال وتفريط الحكومة؛ بعدم وضع خطة ناجحة تدعم وتشجيع المزارعين من أجل أن يستعيد المزارع نشاطه ويركز ويبذل قصارى جهدة على الإنتاج الزراعي واستعادة الأصول المنتجة القادرة على تحمل تغيّر المناخ من أجل حماية سبل كسب العيش”.
حلول سهلة
وعن كيفية تفادي مشكلة انعدام الأمن الغذائي يقول العسكري: إن” دعم المزارعين وتشجيعهم من قبل الحكومة سيعمل على تشجيع الآخرين و سيخلق بيئةً تعمل على توسيع الإنتاج الغذائي على مستوى الأسرة اليمنية، بالإضافة إلى وضع أشخاص أصحاب قدرة وكفاءة وأمانة يعملون على توزيع الغذاء على مستوى المجتمع المحلي ولو على المدى القصير”.
وأكد” عدم توفير رواتب الموظفين بشكل شهري ومستمر فالراتب اليوم شبه معدوم؛ بل بالكاد يحصل عليه الموظف ما بين ثلاثة أشهر إلى أربعة، يحصل على راتب واحد، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، ومع كل هذا ما يزال رجال الحكومة يعملون على أنهم مدراء جمعيات وليسوا مسؤولين عن 30 مليون نسمة”.
واختتم” اليمن يفتقر إلى قيادة ناجحة تدير الوضع بطريقة سلسة مرنة تسخر منصبها لخدمة المواطن من أجل أن يستعيد المواطن عافيته وصحته بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام”.
تحت خط الفقر
من جهته يقول، رئيس اللجنة المجتمعية بحارة غزة في مدينة تعز، طلال الشرعبي” هناك أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي منهم 6 مليون يقعون على عتبة الجوع تحت خط الفقر لا يجدون ما يسدون به جوعهم حسب تصريح لممثلة المجتمع المدني في اليمن، كل ذلك بسبب الحرب الدائرة في اليمن التي قضت عقدها الأول من الزمن وما صاحبها من موجة غلاء فاحش في الأسعار بسبب انهيار العملة المحلية في الأماكن التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية”.
وأضاف الشرعبي لموقع” يمن مونيتور” انعدام الأمن الغذائي أمر أقلق المواطن المغلوب على أمره إذ لم يتمكن من توفير لقمة العيش لانعدام الأشغال و كذلك غياب المساعدات الإنسانية ولا يختلف الحال بالنسبة لمناطق سيطرة الحوثيين فالمليشيات لا تألو جهدا في السطو على كل الموارد و استخدامها لصالح فئة معينة و نهب المساعدات و حرمان الشعب منها”.
يمن مونيتور24 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام غوغل تسهل عملية نقل البيانات بين الهواتف الذكية مقالات ذات صلة غوغل تسهل عملية نقل البيانات بين الهواتف الذكية 24 نوفمبر، 2024 هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟ 24 نوفمبر، 2024 مسؤول أممي: مشروع مسام ساهم في تأمين مساحات شاسعة باليمن من الألغام 24 نوفمبر، 2024 كيف تكشف ترشيحات ترامب شكل السياسة الخارجية لإدارته الثانية في الشرق الأوسط؟! 24 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصة كيف تكشف ترشيحات ترامب شكل السياسة الخارجية لإدارته الثانية في الشرق الأوسط؟! 24 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية انعدامُ الأمن الغذائي.. خطرٌ يهدد حياة اليمنيين في ظل الغلاء المعيشي المخيف! (تقرير خاص) 24 نوفمبر، 2024 غوغل تسهل عملية نقل البيانات بين الهواتف الذكية 24 نوفمبر، 2024 هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟ 24 نوفمبر، 2024 مسؤول أممي: مشروع مسام ساهم في تأمين مساحات شاسعة باليمن من الألغام 24 نوفمبر، 2024 كيف تكشف ترشيحات ترامب شكل السياسة الخارجية لإدارته الثانية في الشرق الأوسط؟! 24 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟ 24 نوفمبر، 2024 مسؤول أممي: مشروع مسام ساهم في تأمين مساحات شاسعة باليمن من الألغام 24 نوفمبر، 2024 كيف تكشف ترشيحات ترامب شكل السياسة الخارجية لإدارته الثانية في الشرق الأوسط؟! 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات الحوثيين 24 نوفمبر، 2024 22 منظمة حقوقية تطالب بحماية أطفال اليمن من العنف والتجنيد 23 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 19 ℃ 23º - 14º 23% 2.46 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 23℃ الخميس تصفح إيضاً انعدامُ الأمن الغذائي.. خطرٌ يهدد حياة اليمنيين في ظل الغلاء المعيشي المخيف! (تقرير خاص) 24 نوفمبر، 2024 غوغل تسهل عملية نقل البيانات بين الهواتف الذكية 24 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬518 غير مصنف 24٬194 الأخبار الرئيسية 15٬078 اخترنا لكم 7٬091 عربي ودولي 7٬057 غزة 6 رياضة 2٬373 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬269 كتابات خاصة 2٬094 منوعات 2٬020 مجتمع 1٬848 تراجم وتحليلات 1٬815 ترجمة خاصة 94 تحليل 14 تقارير 1٬621 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬431 حقوق وحريات 1٬333 فكر وثقافة 906 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 335 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: من انعدام الأمن الغذائی بالإضافة إلى البحر الأحمر یمن مونیتور الکثیر من یهدد حیاة الیمن من فی الیمن أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
المجاعة تتفشى في السودان وتهدد 24 مليون شخص والحكومة ترد بإرسال أطنان من المساعدات وتعلق مشاركتها في نظام عالمي
تاق برس وكالات – تشهد خمس مناطق في السودان تفاقم المجاعة بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفقًا لتقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر الثلاثاء. وتوقع التقرير أن يواجه 24,6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول مايو 2025.
وأظهر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة أن انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24,6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لـ”الأمن الغذائي” أو أعلى من ذلك.
وعلقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام عالمي لرصد الجوع في خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم. وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي «بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان».
ويفيد التقرير بأن المجاعة تتفشى في خمس مناطق على الأقل في السودان، بحسب ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، وتطال على وجه الخصوص مخيمات اللاجئين والنازحين من الحرب المتواصلة منذ 20 شهراً بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ورصد تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تفشي المجاعة «في خمس مناطق على الأقل في السودان»، متوقعاً أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين الشهر الجاري ومايو 2025.
وبحسب تقرير اللجنة، وهي مبادرة تضم وكالات للأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة، فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور في غرب السودان، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من أكتوبر إلى نوفمبر 2024.
ويواجه 638 ألف شخص المجاعة في هذه المخيمات، بحسب اللجنة التي أكدت أن 8,1 مليون آخرين باتوا على شفير المجاعة.
ومنذ إبريل 2023 تدور حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف ب«حميدتي». وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، وتسبب بأزمة إنسانية حادة.
وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات أسوأ مما كان متوقعاً، ومن المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24,6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.
ولفت التقرير إلى أن هذه الأرقام تمثّل «تفاقماً واتساعاً غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني».
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن بعض المناطق التي تشهد «نزاعاً شديداً»، بما في ذلك بعض أنحاء الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، قد «تكون تعاني ظروف مجاعة»، فإن عدم توفر البيانات الرسمية حال من دون تصنيفها رسمياً على هذا الشكل.
وحذّر التقرير من أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية في السودان. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق ولاية شمال دارفور بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.
ورأت منظمة «أنقذوا الأطفال» أن خلاصات التقرير «مرعبة». وقالت مديرتها الإنسانية للسودان ماري لوبول إن الأزمة المتعاظمة تؤشر إلى «فشل النظام العالمي». وأوضحت: «الأطفال هم أول ضحايا المجاعة، ويعانون وفيات مؤلمة ويمكن تجنبها بسبب سوء التغذية والأمراض».
وبدأت الحكومة السودانية،الاثنين في ارسال أطنان من المساعدات الانسانية الى 7 من الولايات بما فيها العاصمة الخرطوم.
ووقفت مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنية، على آخر ترتيبات نقل المساعدات براً، بالتزامن من اعلان مرصد عالمي لقياس أزمات الجوع توقعاته بأن يعاني 24.6 مليون سوداني من الجوع الشديد حتى مايو المقبل.
وشهدت المسؤولة الحكومية وأعضاء اللجنة الفنية للمساعدات الإنسانية، الثلاثاء، مغادرة القوافل من مدينة بورتسودان، شرقي البلاد.
وقالت مفوضة العون الإنساني، في تصريح صحفي، إن القوافل “تحمل 400 طن من الدقيق إلى الخرطوم، و100 طن إلى كسلا، و300 طن من الدقيق و150 طنًا من المواد الغذائية والإيوائية لمدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار”.
وأشارت إلى أن الشاحنات تحمل 100 طن من الدقيق لولاية القضارف، و450 طنًا لولاية النيل الأبيض، خُصص 50 طنًا منها لمدينة الجزيرة أبا، و150 طنًا للنازحين من وسط وجنوب دارفور في الولاية.
وكشفت سلوى بنية أن القوافل تحمل ألفي طن من الدقيق لولاية نهر النيل، وألف طن للولاية الشمالية، إضافة إلى 375 طنًا لمنطقة أبو دليق، شرقي الخرطوم.
وذكرت أن الحكومة جددت عقد ترحيل المساعدات إلى جنوب كردفان عبر الطيران لمدة شهرين إضافيين، بعد انقضاء مدة العقد الأول، الذي كانت مدته شهرًا.
في الاثناء ، استنكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” انسحاب الحكومة، من التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي، احتجاجا على تقرير بشأن انتشار المجاعة في السودان.
وقالت في بيان إن الخطوة “غير مسؤولة ومتكررة”، مشيرة إلى أن نهج الانسحاب “يفتقر للأخلاق” ويقدم منهج “سياسة الإنكار” على حياة الناس ومساندتهم في محنتهم، ويعزز من حقيقة عدم شفافية “سلطة بورتسودان” في حديثها عن الأوضاع الإنسانية.
وحذر البيان من أن الانسحاب قد يؤدي إلى تقليل الدعم الموجه للسودان بسبب غياب بيانات دقيقة ومعتمدة دولياً، وسيؤدي بصورة مباشرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية..
الامم المتجدةالمجاعة والجوع في السودانانعدام الأمن الغذائي