الموسم السياحيّ الشتويّ على الأبواب.. هل لبنان مستعدّ؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
مع قدوم فصل الشتاء تبدأ السياحة في استقطاب الأنظار، حيث يتأهب الناس لاستقبال السياح والزوار. ويُعد لبنان من أبرز وجهات السياحة الشتوية في منطقة الشرق الأوسط. وحصدت بلدة كفردبيان مؤخراً لقب "عاصمة السياحة العربية الشتوية لعام 2024" خلال شهر شباط. لكن، مع الآمال التي كانت معلقة على هذا الموسم لإنعاش القطاع السياحي، جاءت الحرب المستمرة لتلقي بثقلها على الأوضاع الاقتصادية، مما أثر بشكل كبير على السياحة الشتوية خاصةً مع التوسع الأخير في نطاق النزاع.
كفردبيان تتحدى الحرب لإنقاذ الموسم
كفردبيان، تلك البلدة الّتي تصنف واحدة من أبرز الوجهات السياحية الشتوية في الشرق الأوسط، كشف رئيس بلديتها بسام سلامة، أنّ "اليوم نعيش واقعًا صعبًا في ظل الحرب المستمرة، وهو واقع يترك تأثيرًا كبيرًا على مناطق كانت لفترة طويلة من أعمدة الاقتصاد الوطني، خاصة في فصل الشتاء". وأضاف في حديثه لـ "لبنان 24" أنه "برغم التحديات الهائلة، وضعت البلدية خطة طموحة لتأمين الحد الأدنى من الخدمات"، كاشفاً أنّه "في غياب الإمكانات التي كانت متاحة سابقًا، تسعى البلدية إلى التنسيق مع أصحاب المشاريع الكبرى والأجهزة الإدارية لضمان فتح الطرقات وتسهيل الوصول إلى المناطق السياحية التي تعتبر شريانًا حيويًا للمنطقة في فصل الشتاء. كما تعمل أيضاً، بالتنسيق مع المشاريع المحلية على وضع شبكة إنارة جديدة للمنطقة، بهدف تحسين الخدمات الأساسية وضمان استمرارية الحياة اليومية".
وفي حال استمرار الحرب، يشير سلامة إلى أن "الاعتماد سيكون بشكل رئيسي على السياحة الداخلية، وهي سياحة محدودة بسبب الأزمة الاقتصادية والهجرة الكبيرة التي يشهدها البلد". وأضاف أن "غياب "المزاج العام"، الـ"Mood" السياحي يجعل من الصعب تحقيق نشاط كبير يمكن التعويل عليه. فلبنان يعتمد تاريخيًا على المغتربين والسياح القادمين من الخارج، الذين يزورون مؤسساته السياحية الفريدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. ولكن هذا العام، نفتقد بشدة هذه الحركة الوافدة، مما يجعل القطاع السياحي معتمدًا بشكل أساسي على السكان المقيمين، والجهود الحالية تُدار ضمن خطة طوارئ، للحفاظ على هذا القطاع قدر الإمكان".
الأشقر: "الموسم السياحي مشلول"من جهته نعى رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، الموسم السياحي هذا العام، ووصفه"بالموسم المشلول" في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. موضحاً أنّه "لهذا السبب، أصبحت السياحة اليوم شبه معدومة. ورغم أننا نعمل كقطاع سياحي بالتعاون مع الهيئات الاقتصادية لإحياء بعض الأنشطة، خصوصًا في العاصمة بيروت خلال فترة الأعياد القادمة مثل رأس السنة وعيد الميلاد، والجهوزية العالية التي يملكها القطاع لإستقبال السياح، تأتي الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان وتعيقنا من تحقيق أي تقدم أو تنفيذ مشاريعنا التي نسعى جاهدين لتحقيقها". وعن حركة قطاع الفنادق، أكّد الأشقر لـ "لبنان 24" أنه لا يوجد حجوزات في قطاع الفنادق، قائلاً: "ولا تلفون عم يدق للحجز" وهذا يشير إلى تراجع يقدّر بنحو 50% من عائدات القطاع السياحي"، معتبراً أنّ " المطاعم التي ما زالت صامدة وتفتح أبوابها تُحقق بعض النشاط، لكنّها تعتمد بشكل كبير على أبناء البلد وليس على السياح. وبالتالي، لا يمكن اعتبار هذا نشاطًا سياحيًا فعليًا، لأن المواطن المحلي الذي يرتاد هذه الأماكن ليس سائحًا بالمعنى الحقيقي."حجوزات السفر "بالأرض"أما بالنسبة لحجوزات تذاكر السفر إلى لبنان، فقد أكد مصدر مطلع لـ"لبنان 24" أن نسبة الحجوزات "بالأرض"، إذ إن الحرب لم تعد تقتصر على المناطق الجنوبية فقط، بل توسعت لتشمل العاصمة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل أسعار التذاكر عائقًا كبيرًا، حيث وصلت إلى مستويات خيالية. فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر التذكرة من كندا إلى لبنان حوالي 2500 دولار، مما يجعل السفر إلى لبنان خيارًا غير جذاب.في ظل هذه الأوضاع، من الطبيعي أن يتوجه السياح إلى دول ومناطق أخرى توفر ظروفًا أكثر استقرارًا وتكاليف أقل.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي
دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.
فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.
وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).
قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".
صعود الحرب الإلكترونيةمن أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.
الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.
وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".
وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.
عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".
الجبهة الثانية على البحر الأسودعلى الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.
وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.
يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".
من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثة