فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تونس
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
فاز الشاعر اللبناني شربل داغر أمس السبت بجائزة أبو القاسم الشابي في تونس في دورتها الـ30 عن ديوانه "يغتسل النثر في نهره" الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع.
وقالت لجنة التحكيم في بيان إنها منحت الجائزة وقدرها 25 ألف دينار إلى داغر "لاختلاف الكتاب عن كثير من السائد في قصيدة النثر، وفي البناء الشعري والمعرفي، ولما تميز به وما احتواه من لغة حية وبنية محكمة وكتابة مُوقعة متعددة مُشرعة على الأجناس الأدبية".
كما منحت لجنة التحكيم "جائزة تقديرية" للأديب والمفكر التونسي عبد المجيد الشرفي عن مجمل أعماله "تقديرا لمشروعه الفكري الحداثي وعقلانيته، وقراءته في موجز الحداثة وأسئلتها وقضاياها في الفضاء العربي الإسلامي خاصة، وفي الفضاء الإنساني عامة".
ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ30 الشاعر التونسي المنصف الوهايبي وضمت في عضويتها شيراز دردور ووناسة نصراوي وحاتم الفطناسي وعمر حفيظ.
وبلغ عدد الأعمال التي تقدمت للجائزة هذا العام من تونس وخارجها 43 عملا، انتقت منها لجنة التحكيم 17 للقائمة الطويلة قبل أن تختصرها إلى 3 في القائمة القصيرة.
ويقام حفل توزيع الجائزة، التي استحدثها البنك التونسي عام 1984، بالتزامن مع ذكرى رحيل الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، وتقدم كل عام في فرع مختلف من فروع الإبداع الأدبي.
وينتمي داغر إلى فئة الكتاب العرب الذين يضربون بعمق في صلب الحداثة العربية شعرا ورواية ونقدا وفكرا، إذ إن نزوعه المبكر إلى هذه السياحة المعرفية لا تمليه فقط شروط وضرورات أكاديمية، بقدر ما يعود إلى الزخم التعددي الذي يطبع ذاته تجاه المعرفة وعوالمها.
حاز داغر على شهادتي الدكتوراه في الآداب العربية وفي جماليات الفنون، وله عدة مجاميع شعرية، منها "القصيدة لمن يشتهيها"، و"حاطب ليل"، و"فتات البياض"، كما صدرت له رواية بعنوان "وصية هابيل"، وله عدة إصدارات بحثية، منها "العربية والتمدن.. في اشتباه العلاقات بين النهضة والمثاقفة والحداثة".
وصدرت يومياته بعنوان "الخروج من العائلة"، وقال في حوار سابق للجزيرة نت إن كتابة السيرة -كما أرى، كما أكتب- تلامس الكتابة التاريخية، في كونها تتبع خطى الفتى في مسالك الأهل والمدرسة والكتاب والحبيبة الأولى، مما يعني كونها خطى بدورها في الزمن الاجتماعي والتاريخي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ديوان "تواقيع" يفوز بجائزة "كنز الجيل".. والكعبي يكشف محاوره الرئيسية
أعلن مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة، مؤخراً عن أسماء الفائزين بفروع جائزة "كنز الجيل" في دورتها الثالثة، وفاز الشاعر عتيق خلفان الكعبي من الإمارات بجائزة فرع "الإصدارات الشعرية" عن ديوانه "تواقيع"، الصادر عن مبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي في 2021.
وأكد عتيق الكعبي: "أن ديوان "تواقيع" يمثل محطة بارزة في مسيرته الأدبية، وإسهاماً منه في إثراء المشهد الشعري الإماراتي، ويتضمن الديوان 60 قصيدة، موزعة على 194 صفحة، تنوعت القصائد من حيث موضوعاتها بين الوطنية والمديح، إلى جانب قصائد تناولت موضوعات إنسانية واجتماعية وفلسفية" مما يجعله أحد الدواوين الشعرية الشاملة التي تعكس عمق تجربة الشاعر وتنوع اهتماماته.
وعن محاور الديوان، أضاف الكعبي: "ينقسم الديوان إلى عدة محاور رئيسية، تبدأ بمقطوعات وطنية في مدح الإمارات وتراثها العريق، وتحتفي بإنجازاتها الحضارية والنهضة الشاملة التي تشهدها في مختلف المجالات، ويتجلى هذا الفخر في قصائد تتغنى بحب الوطن والانتماء" ويبرز الشاعر جماليات الإمارات من خلال استخدامه لمفردات شعرية مستوحاة من البيئة المحلية والتراث الإماراتي الغني، كما يشيد في هذا الجزء من الديوان بالقيادة الرشيدة للإمارات، ويعبر عن تقديره لدور الشيوخ، مشيداً بحكمتهم ورؤيتهم المستقبلية التي قادت الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة.
وفي محور آخر، ينقلنا الشاعر إلى عالم القيم الإنسانية والاجتماعية، حيث تتناول بعض القصائد موضوعات مثل الأخوة، والصداقة، والأمل، والوفاء، والكرم، بأسلوب شعري بسيط وعميق في آنٍ واحد، مستخدماً لغة سلسة ومباشرة تعبر عن عمق تجربته الإنسانية. كما يستعرض الشاعر مواقف حياتية ويجسد من خلالها هذه القيم، مما يجعل القارئ يشعر بقربه من النصوص وقدرته على التماهي معها.
وفي تأملات فلسفية عميقة، ينظر الشاعر إلى الحياة والعالم من منظور مختلف، محاولاً الوصول إلى معانٍ جديدة في تفاصيل الأشياء التي قد تبدو عادية، في هذه القصائد، يتأمل الشاعر في صوت الأذان وصوت المطر، ويفكر في الظل والطين والضجر، و يحاول أن يعبر عن صراعه الداخلي وقلقه الوجودي، وكيف يمكن للإنسان أن يجد معنىً أعمق في الأشياء البسيطة من حوله.
على سبيل المثال في قصيدة "الظل" يتأمل الشاعر الكيفية التي يتبع بها الظل صاحبه، ليتحول هذا المشهد اليومي المألوف إلى رمز فلسفي يعبر عن الالتزام والانتماء.
وفي قصائد أخرى تتناول الطبيعة، يتجلى فيها أسلوب الشاعر التأملي والجمالي، حيث يصف الفراشة والزهر والانتظار بلغة شعرية مرهفة، تبرز قدرته على نقل الصورة الشعرية ببراعة وعمق، فنقرأ في قصيدة "الفراشة"، كيف يستخدم الشاعر الفراشة كرمز للحرية والتحول، ويمزج بين رقتها وحريتها في فضاء الطبيعة وبين رغبة الإنسان في التحرر والانطلاق نحو آفاق جديدة، أما في قصيدة "الانتظار"، نجده يجسد حالة الانتظار الطويلة التي يعيشها الإنسان في حياته، وكيف يمكن لهذا الانتظار أن يكون دافعاً للأمل أحياناً، ولليأس أحياناً أخرى.
كما يتضمن الديوان قصائد في الحب والغزل، يقدم فيها الشاعر صوراً رومانسية عذبة، تفيض بالمشاعر والعواطف الجياشة، ويعبر فيها عن أسمى معاني الحب وأرقها، مستخدماً أسلوباً شاعرياً رقيقاً، فيه ملامح الأصالة والبساطة في التعبير، كما يبرز الشاعر من خلال هذه القصائد الجوانب الإنسانية والرومانسية التي تغلف تجربته الشعرية.
"تواقيع" ليس مجرد ديوان شعري تقليدي، بل هو سفرٌ أدبيٌ يمتد عبر محاور متعددة، يعبر عن تجربة الشاعر الشخصية والفكرية، يتنوع في طرحه ما بين الفخر بالوطن، والاعتزاز بالقيادة، والاحتفاء بالقيم الإنسانية، والتأمل الفلسفي، والغوص في جماليات الطبيعة، والتعبير عن الحب والمشاعر، ويعكس الديوان رؤية الشاعر العميقة وإحساسه المرهف تجاه كل ما يحيط به، ليكون بذلك وثيقة شعرية تعكس ملامح العصر وروح الشاعر الباحثة عن الجمال والمعنى في كل زاوية من زوايا الحياة.
ويعتبر ديوان "تواقيع" عملًا أدبيًا مميزًا يستحق أن يكون ضمن الأعمال الشعرية البارزة في الأدب الإماراتي الحديث، فهو يعكس روح الشاعر وقلمه، ويعبر عن إحساسه العميق تجاه وطنه ومجتمعه، ويقدّم تأملات فلسفية وإنسانية في قالب شعري بديع، يجعل القارئ يتوقف عند كل قصيدة من قصائده ليتأمل في معانيها ويستشعر جمالياتها.