بقلم : حسين الذكر ..

بإعادة قراءة تاريخ الثورة الإسلامية في ايران /1979 كانت دائما تستوقفني أدوار مكاتب الطلبة المسلمين الإيرانيين في اوربا وامريكا واتسائل عن مؤسسيها وادوارهم المعدة سلفا .. سيما وان الكثير من عناصرها الملتحقين بالثورة اما اعدموا او اقصوا او همشوا او اعتزلوا .. ومن بقى يعمل ( كمحمد جواد ظريف ) شكل مصدر اثارة بما يكمن من اسرار لا تحتاج الى كتمان .


حينما وقع هنري كسنجر وزير خارجية أمريكا كتابه ( الدبلوماسية ) اهدى نسخة منه الى وزير خارجية ايران الذي يعد كسنجر احد كثير الامريكيين المعجبين بشخصية ظريف الظريفة ، حاء بالاهداء :
( الى عدوي المحترم .. محمد جواد ظريف ..) .

ظريف مواليد 1960 من اسر التجار والده متدين تقليدي وكان مخالفا للثورة ولنظام الجمهورية الإسلامية حتى وفاته 1984 . يشير ظريف الى انه التحق الى الولايات المتحدة بعمر 17 عشر سنة عام 1977 بموجب مساعدة المخابرات قبل الثورة باشهر وحينما تم غلق السفارة الإيرانية وطرد جميع الدبلوماسيين الإيرانيين وافق الامريكان على ان يديرها ظريف وحيدا مع عدم حصوله على صفة دبلوماسية .
يقول ظريف ( اللبرالي ) وهي الصفة التي كان يناديه بها الامريكان .. بعد انتهاء الحرب مع العراق كانت لنا مطالب عدة حققها لنا صدام مباشرة بعد دخوله الكويت 1990 .. مما جعلنا نتفرغ للعمل كي يحدد اسم العراق كمعتدي في الحرب .
يصف العلاقة مع أمريكا هي أداة لتتبع تحقيق المصالح الوطنية مشيرا الى ان ايران كانت جزء من تشكيل الأمم المتحدة (2+6) الخاص بافغانستان وقد حققت ايران مصالحها بالفعل وحازت على سمعة إيجابية في المجالس السياسية الامريكية حتى قال كولن باول امام مجلس الشيوخ الأمريكي : ( لو لا ايران لما نجح المؤتمر) .
بعد احتلال العراق 2003 صنف السفير جواد مواقف العرب : ( سوريا لا تريد حل حزب البعث .. والسعودية وتركيا وبريطانيا ودول أخرى لا تريد إقامة انتخابات بالعراق) . يضيف انه التقى جيمس بيكر ولجنة أمريكية خاصة حول العراق بعد الاحتلال لكن القيادة الإيرانية لم ترغب باستمرار المفاوضات فتوقفت .
يضيف ظريف انه لم يستطع العمل في طهران بسبب الانتقادات والتهم غير المبررة حيث اتهموه بانه جزء (من العصابة الامريكية ) كما كان يردد البعض بشكل دائم .. وقد رشحه كمال خرازي لمنصب سفير ايران الدائم في نيويورك وحصل على موافقة القائد .. الذي اوصاه قائلا : ( وظيفتك ان تطرح رؤيتك ، حتى لو تيقنت انها مخالفة لرؤيتي 180 درجة ، لا تغيب رؤاك الشخصية ، بل ان طرحها يعد وظيفة شرعية ) .. يصف ظريف كلمات السيد الخامنئي تلك كان لها صدى في اعماقه وبقى حريص على طرح وصاياه لطلبة الدكتوراه حينما شغل منصب أستاذ في الجامعة .
يصف عمله في أمريكا : ( كنت اتحرك بحرية تامة والتقي شخصيات ووجوه المجتمع الأمريكي بشكل مستمر وكنت مرخص بذلك من حكومتي لكنها لم تكن أوامر ..كما كنت احضر الندوات والتصريحات التلفزيونية حتى سخر البعض الامريكان وقالوا عنه : ( هل ظريف مرشح للانتحابات الامريكية ) .
يختم اشهر وزير خارجية إيرانية بعد الثورة الإسلامية انهم استخدموا سجادة إيرانية خمسة في خمسة سعرها يقدر بملايين الدولارات حاكها الفنان ناصريان كتب بوسطها بيت للشاعر سعدي جاء فيه :-
( كل البشر أعضاء في جسد واحد،
كلنا جئنا من نفس الجوهر.
عندما يصيب الزمن أحد الأطراف بالألم،
لا يمكن ترتاح الأطراف الأخرى.
إذا لم تشعر ببؤس الآخرين،
فلا يمكن أن تكون إنسانًا ) .
وقد عملنا المستحيل ونجحنا من اجل وضعها على جدار الأمم المتحدة كاحد اهم استخدام ايران للوسائل الناعمة التي تركت اثر طيب عند كل من شاهدها وقراها وما زالت قائمة الى اليوم .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

رئيس ايران: حزب الله اللبناني لا يزال حيًا

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم، أن حزب الله اللبناني لا يزال حيًا، وسيواصل طريقه بقوة وصلابة أكبر، رغم اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله في غارة إسرائيلية.  

وخلال اجتماع الحكومة الإيرانية، وجّه بزشكيان التحية إلى زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله وأعضاء الحزب الذين استشهدوا مؤخرًا جراء الضربات الإسرائيلية، وفقًا لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية.  

وقال الرئيس الإيراني "رغم أن فقدان نصر الله يُعد فاجعة كبرى، إلا أنه لن يعيق مسيرة المقاومة. الاعتقاد بأن رحيله سينهي المقاومة ليس سوى وهم فارغ؛ فحزب الله لا يزال صامدًا، وسيواصل طريقه المشرّف بقوة أكبر".  

وأضاف بزشكيان أن المقاومة ستظل قائمة طالما بقي "الظلم والعدوان والاستبداد"، مؤكدًا أن التاريخ أثبت أن هناك "رجالًا عظماء مثل نصر الله، الذين سيقفون في وجه المعتدين، ولن يسمحوا لهم بتحقيق أهدافهم الشريرة".  

وكان الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، قد قُتل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم 27 سبتمبر 2024، في عملية تبنّاها الجيش الإسرائيلي لاحقًا.  

وشهدت بيروت، اليوم، مراسم تشييع رسمية لنصر الله وهاشم صفي الدين، بحضور وفود دولية رفيعة المستوى، من بينها وفد إيراني رسمي، وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل توتر متصاعد في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • رئيس ايران: حزب الله اللبناني لا يزال حيًا
  • تزامناً مع رمضان.. إحباط إدخال تمور إيرانية أكسباير إلى أربيل (صور)
  • هدية في الطريق لمواليد الأبراج النارية.. سعادة وفرص كبيرة خلال 10 أيام
  • لهدم جدار الإرهاب..أردوغان: لنتحد أتراكاً وأكراداً وعرباً
  • نيجيرفان بارزاني يثني على جهود السفير البريطاني في دعم العراق وكوردستان
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش دور القراءة في مكافحة التطرف
  • مشاركة 300 من كبار السن في "ملتقى المتقاعدين" بسناو
  • السوداني ووزير داخلية ايران يؤكدان تفعيل الاعتراف المتبادل برخصة القيادة بين البلدين
  • مصدر مطلع: ميليشيا الحشد الشعبي ترفض بناء جدار كونكريتي مع إيران
  • مكتبات الشارقة تكشف برنامج فعاليات «المئوية» للأشهر القادمة