هَنَّأ جواد ظريف اليهودَ في رسالةِ فيديو في عيدِ السَّنةِ اليهوديةِ الجديدة، في الوقتِ الّذي تتَأَهَّبُ فيه إيرانُ للهجمَةِ العسكريةِ الموعودةِ على إسرائيل.
«بينما تفسحُ الشَّمسُ المجالَ للقمر، أتمنَّى لجميع مواطنينا اليهودِ، واليهودِ في جميع أنحاءِ العالم، سنةً جديدةً سعيدةً جدّاً مليئةً بالسَّلامِ والوِئام.روش هاشاناه سعيد».
بخلافِ التعليقاتِ الناقدة والشامتةِ والمستنكرةِ أجدُ الوزيرَ جواد ظريف ذكياً صاحبَ مبادراتٍ مفاجئة. بهذه الرّسالةِ المصوَّرةِ يحاول أن يسدّدَ هجمةَ علاقاتٍ عامةِ ذكيةً في مناخ التَّوتر والغضبِ بين الجانبين، ومِن المؤكّد أنَّ نسبة كبيرةً من اليهود استمعوا إليها بغضّ النَّظرِ إن كانَ قد استمالَهم أم لا. وأقول: يحاول؛ لأنَّها قُوبلت بهجمةٍ مضادةٍ قوية خاصة في الإعلام الإسرائيلي الذي ذكَّرَ جمهوره بأنَّ إيرانَ هي الخطرُ اليوم عليهم. ردَّدت الصحف الإسرائيلية أنَّ إيرانَ تريد محوَ الدولة اليهودية وليس كمَا قالَ ظريف إنَّ الإيرانيين تاريخياً هم من أنقذ اليهود ثلاثَ مرات.
ظريف يعود بقوةٍ بصورةٍ مختلفة هذه المرة، فهو يأملُ في أن يحقّقَ الاختراقَ والوصولَ المنشود في المواجهة الدعائية بعد خسارة المواجهةِ العسكرية. وأذاعت إيران رغبتَها بالتفاوض مع الولايات المتحدة، ومن رسالة ظريف، يريد باستمالةِ اليهود عاطفياً تحييدَ إسرائيل قدرَ المستطاع حتى لا تعرقل مساعيَ التواصل مع إدارةِ الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
الرّسالة موجهة في الحقيقة للإسرائيليين وليس ليهود العالم أو يهود إيران أنفسِهم. فقد كانَ في إيران ثمانون ألفَ يهودي إيراني، ولم يتبقَّ منهم سوى عشرةِ آلاف، حيث غادرتِ الأغلبية البلادَ بعد تولّي رجال الدّين السلطة. مهندسُ السياسةِ الخارجية الإيرانية أمامَه مهمةٌ صعبة ألا وهي بناءُ علاقةٍ مع إدارة ترمب والوصول إلى اتفاقٍ في ظرف صعب، حيث فقدت طهران أهمَّ بطاقاتِها التفاوضية؛ «حزب الله» و«حماس».
حربا غزةَ ولبنان غيَّرتا الكثير من مفاهيم المواجهة، وسيجد الطرفان الإيراني والإسرائيلي الحاجةَ إلى إطار تفاوضي أولاً يوقف الحربَ المباشرة بين البلدين، وثانياً التوصل إلى اتفاق جديد قد ينهي المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، بعد هزائم الوكلاء.
قبل خمس سنوات، ردَّ ظريف على تصريحات وزير الخارجية الأميركي آنذاك، بومبيو، عندمَا قال إنَّ الله ربَّما «جاء بالرئيس ترمب لإنقاذ اليهود من الإيرانيين».
غرَّد الوزير ظريف على «تويتر» آنذاك بأنَّ «الفرسَ هم الذين أنقذوا اليهود من العبودية والإبادة الجماعية». وقال إنَّ الملك الفارسي كورش أنقذ اليهودَ من الأسر في بابل. كمَا أنقذ ملكٌ فارسيٌّ آخر اليهودَ من الإبادة الجماعية، وإنَّ مخططَ الإبادة الجماعية لليهود من النقب المصرية، وليس من بلاد فارس. كانت تلك رسالةً هجومية، أمَّا الآن فرسالة ظريف تصالحية بدأت بشالوم.
دوافعُ التهنئة سياسية، هدفها الحقيقي التقاربُ مع إسرائيل، ودق إسفين بين نتنياهو والشعبِ اليهودي الذي خاطبه راغباً في تفهمه لموقف إيران. مؤكداً أنَّ مفهوم العداء لليهود دعاية سياسية مغرضة ضد طهران، مستشهداً بروايات التاريخ التي تلعب دوراً كبيراً في المخيلة اليهودية ورؤيتها للعالم الذي يحيط بها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
تحديثات مثيرة تعزز تجربة الرسائل المباشرة على إنستجرام
أعلنت منصة إنستجرام عن إطلاق مجموعة من التحديثات المفيدة لخدمة المراسلة المباشرة، مما يعزز تجربة المستخدم ويجعل التواصل أكثر سهولة ومتعة، تشمل هذه التحديثات الجديدة ترجمة الرسائل، ملصقات الموسيقى، وقدرة جدولة الرسائل، بالإضافة إلى ميزات جديدة للمجموعات.
في البداية، يمكن اعتبار إضافة ميزة ترجمة الرسائل خطوة متأخرة نوعا ما، إذ كانت هذه الميزة متاحة على منصة فيسبوك ماسنجر منذ عام 2018، لكن من الجيد أنها وصلت أخيرا إلى إنستجرام.
الآن، يمكن لمستخدمي إنستجرام ببساطة الضغط مطولا على أي رسالة مرسلة أو مستلمة واختيار خيار الترجمة، ليظهر النص المترجم أسفل الرسالة الأصلية، هذه الميزة ستكون مفيدة للمستخدمين الذين يتواصلون مع أصدقائهم عبر الحدود، مما يجعل فهم المحتوى أسهل بكثير.
من ناحية أخرى، تقدم إنستجرام أيضا ملصقات الموسيقى، وهي ميزة جديدة تتيح لك مشاركة مقاطع مختارة من الأغاني، يمكنك العثور على هذه الملصقات ضمن علامة تبويب الملصقات في الدردشة، حيث يمكنك البحث عن الأغاني المفضلة لديك لمشاركتها مع أصدقائك.
تجدر الإشارة إلى أن الملصق سيتضمن فقط معاينة مدتها 30 ثانية، وهي كافية لإضافة لمسة موسيقية إلى محادثاتك.
أما بالنسبة لجعل التواصل أكثر تنظيما، فقد أضافت إنستجرام القدرة على جدولة الرسائل، يمكنك الآن الضغط طويلا على زر الإرسال لتحديد الوقت الذي ترغب في إرسال الرسالة فيه، مما يمكن أن يكون مفيدا جدا، خصوصًا عند الرغبة في إرسال تهاني لعيد الميلاد في منتصف الليل بشكل دقيق.
وفي إطار تعزيز المجموعات، جاءت إضافة رمز الاستجابة السريعة QR الخاص بكل مجموعة، والذي يمكن مشاركته لدعوة الأعضاء الجدد، رغم ذلك، يبقى مدراء المجموعة هم من يتحكمون في من يمكنه الانضمام، مما يضمن حماية الخصوصية.
وأخيرا، نظمت إنستجرام تجربة الاتصالات من خلال السماح بتثبيت ما يصل إلى ثلاثة مؤشرات ترابط دردشة في الرسائل المباشرة، لكن الميزة الجديدة تشمل الآن تحديد رسائل ذات أهمية خاصة ضمن المحادثات الفردية أو الجماعية، مما يسمح لك بالاحتفاظ بالمعلومات المهمة في مقدمة المحادثات.
تتوالى هذه التحديثات المثيرة في جميع أنحاء العالم، لذا فإن لم تكن قد رأيتها بعد، فمن المحتمل أن تصل إليك قريبا، تعتبر هذه التحديثات إنجازا كبيرا في تحقيق تجربة تواصل مميزة، مما يساعد على تمتين الروابط وإضفاء لمسة من المرح على المحادثات اليومية.