السلطة الفلسطينية ومآسي شعب فلسطين
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
السلطة الفلسطينية ومآسي شعب فلسطين
كان عدد المستوطنين عام 2004 عند استلام محمود عباس السلطة 450 ألف مستوطن. وفي عهدة وصل عددهم 820 ألفا تقريبا عام 2022.
لدى سلطة محمود عباس جيش قوامه 66 ألف عسكري بينهم 200 لواء، 410 عميد، 2592 عقيد وآلاف الضباط في رتب أدنى بين رتبة ملازم وصولا لرتبة مقدم.
تمتلك السلطة 14 جهازا امنيا تعدادهم 85 ألف عنصر مهمتهم الحفاظ على سلطة رام الله وامتيازاتها وحماية المستوطنات من المقاومة وملاحقة نشطائها واعتقالهم.
قيادات رام الله تعاونية استرضائية للكيان الصهيوني لا قيادات مواجهة لاسترجاع الحقوق الشرعية المسلوبة ولا لأجل الدفاع عن المواطنين وممتلكاتهم وكرامتهم.
جرائم إسرائيلية ينفذها وزراء وجنود مدججون ومستوطنون بحماية الجيش الصهيوني ضد شعب فلسطين بالضفة الغربية والقدس ورد فعل السلطة يثير استغرابا واستهجانا.
المنح المالية المقدمة لسلطة رام الله لا تنفق على رفاهة المواطن وأمنه وتطوير التعليم والصحة والخدمات العامة وإغاثة المنكوبين بل تنفق في شراء ذمم و"هتيفة" السلطة القابعة في المقاطعة.
* * *
ما يجري في فلسطين المحتلة هذه الأيام من جرائم إسرائيلية ـــ ينفذها رسميون منهم وزراء في الحكومة الإسرائيلية وجنود مدججون بالسلاح ومستوطنون تحت حماية الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وصمت السلطة الفلسطينية أمر يثير الاستغراب بل الاستهجان من رد فعل القيادة العباسية.
تكتفي سلطة رام الله بإصدار بيانات تناشد العالم حماية الشعب الفلسطيني وهي لا تفعل ما يجب ان تفعله حماية لمواطنيها من الجرائم الاسرائيلية كي يتفاعل العالم معها ويناصروها.
السلطة لديها 14 جهازا امنيا تعدادهم 85 ألف عنصر (أخبار فلسطين، رقم 6197، 7 أغسطس الجاري) ومهمتهم الحفاظ على السلطة الفلسطينية في رام الله وامتيازاتهم وحماية المستوطنات في الضفة من المقاومة الفلسطينية وملاحقة النشطاء الفلسطينيين واعتقالهم
(2)
عندي يقين قد لا يخالفني القارئ فيه، ان القيادات الإسرائيلية تعلم علم اليقين الحالة النفسية والطموحات الشخصية للاثراء لكل قيادات السلطة العباسية في رام الله وعلى ذلك يرسم الصهاينة خططهم للاستيلاء على الضفة الغربية كاملة بالتدريج.
كان عدد المستوطنين عام 2004 عند استلام محمود عباس السلطة 450 ألف مستوطن. وفي عهدة وصل عددهم 820 ألفا تقريبا عام 2022. القيادات الفلسطينية في رام الله قيادات تعاونية استرضائية للكيان الصهيوني لا قيادات مواجهة لاسترجاع الحقوق الشرعية المسلوبة في فلسطين ولا قيادات من اجل الدفاع عن المواطنين وممتلكاتهم والمحافظة على كرامتهم وعلى ذلك ليست جديرة بان تحكم او تتفاوض باسم الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
سلطة محمود عباس لديها 14 جهازا امنيا تعدادهم 85 ألف عنصر (أخبار فلسطين، رقم 6197، 7 أغسطس الجاري) ومهمتهم الحفاظ على السلطة الفلسطينية في رام الله وامتيازاتهم وحماية المستوطنات في الضفة من المقاومة الفلسطينية وملاحقة النشطاء الفلسطينيين واعتقالهم او تسهيل اعتقالهم من قبل القوات الصهيونية.
بعد احداث «بأس جنين» الخالدة عمدت السلطة الى تجنيد وتدريب 5000 عنصر امني مهمتهم الى جانب القوة المشار اليها أعلاه اخماد / اجتثاث مقاومة العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية.
(3)
ان المنح المالية التي تقدم لسلطة رام الله لا تنفق على رفاهة المواطن الفلسطيني وتطوير التعليم والصحة والخدمات العامة وامن المواطنين واغاثة المنكوبين من جراء الاعتداءات الإسرائيلية عليهم بل تنفق في أوجه شراء ذمم و"هتيفة" السلطة القابعة في المقاطعة.
وتشير التقارير الصادقة الى أن الانفاق على قطاع أمن السلطة في الضفة الغربية خلال النصف الأول من هذا العام 2023 ما يساوي 23% من إجمالي إنفاق حكومة محمود عباس، وقد تم انفاق 86 % من اجمالي ما تم انفاقه في قطاع الأمن في شكل أجور ومرتبات (www.arab48 انفاق السلطة ) والتي بلغت 69 مليون دولار.
ليس هذا فقط اذ ان سلطة محمود عباس لديها جيش قوامه 66 ألف عسكري بينهم 200 برتبة لواء،410 برتبة عميد، 2592 برتبة عقيد وكم عدد الضباط في الدرجات الادنى مما ذكرنا أعلاه بدءا برتبة ملازم الى الوصول الى رتبة عقيد. (www.aljazeera.net/politicsفي13/12 /2019 موازنة السلطة).
أستطيع القول ان هذه القوة العسكرية والأمنية ليست من اجل حماية الشعب الفلسطيني والعمل على استرداد حقوقه الشرعية وانما لخدمة قوات الاحتلال بطرق مختلفة الى جانب ان هذه القوة ليست قوة تحرير.
ومن هنا على العرب المانحين التوقف عن تزويد هذه السلطة بأية أموال نقدية والانصراف الى مساعدة المقاومين والمواطنين على ارض القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة مباشرة في صورة منح تعليم والعناية بالصحة واغاثة المحتاج في فلسطين وعونهم على الصمود والمقاومة على ارض فلسطين من النهر الى البحر.
(4)
رغم وجود هذه القوة الأمنية والعسكرية ذات الاعداد الكبيرة وعلى الرغم من كرم انفاق السلطة عليهم الا ان إسرائيل تعبث بالضفة الغربية ارضا وممتلكات وبشرا فقوات إسرائيل تجوب الشوارع والقرى لملاحقة النشطاء المقاومين للاحتلال الإسرائيلي وتعتقل من تشاء وتقتل من تشاء وتدمر ممتلكات وتحرق مزارع.
وجيوش السلطة لا تتصدى لجحافل المستوطنين وقوات الامن والجيش الإسرائيلي، وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال في هذا العام 2023 ما يزيد على 125 الى تاريخ نشر هذا المقال، ناهيك عن المعتقلين والجرحي ( وثائق مركز المعلومات الفلسطيني في 13/5 /2023 ).
حركة الجهاد الإسلامي أعلنت في 7 أغسطس الجاري أن سلطة محمود عباس اعتقلت 11 ناشطا من الحركة في كل من رام الله (مقر السلطة) وجنين والخليل بدون حياء او خجل من الله والناس اجمعين أي أن قوى امن السلطة والقوى الإسرائيلية يتسابقون على صيد النشطاء والمقاومين الشرفاء ولا حامي لهم الا الله.
آخر القول: اناشد المانحين العرب لسلطة محمود عباس وقف هدر المال العربي لحماية جحافل المستوطنين الإسرائيليين بالضفة والقدس بواسطة قوى الأمن العباسية ومد الشعب الفلسطيني مباشرة عبر منظمات فلسطينية مشهود لها بالنزاهة والوطنية الصادقة القابعين تحت الاحتلال بجميع الوسائل لعونهم على الصمود ومقاومة الاحتلال.
*د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر
المصدر | الشرقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين المقاومة قوى الأمن السلطة الفلسطينية سلطة محمود عباس الكيان الصهيوني السلطة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة فی رام الله فی الضفة
إقرأ أيضاً:
محمد عبدالقادر يكتب: “ابن عمي” العميد أبوبكر عباس.. “أسد الهجانة”
..
فارس “الهجانة، ام ريش اساس الديش ” و اسد القوات المسلحة الكاسر العميد الركن ابوبكر عباس محمد بابكر، قائد ثاني الهجانة ورجل العمليات الذى باع نفسه رخيصة فداء الدين والوطن وظل “وفيا للكاكي”، لم اره ب”الدبابير المذهبة اللامعة” منذ ان تخرج من عرين الرجال ومصنع الأبطال فى العام 1995، اختار “حياة الكوماج” منذ ان انضم للقوات المسلحة الدفعة 42، وتوجه فور تخرجه بنجمته الوحيدة الى جنوب السودان ليعود جريحا من الهجوم اليوغندي فى عملية الامطار الغزيرة، ويبدو انه ومن وقتها عشق الخنادق وحياة الخطوط الامامية وسام نفسه رخيصة وتشرب بامنيات الشهادة وظل يطلبها اينما كانت.
لم نجده الافى مكان واوان المعارك، جاب كل سوحها متقدما الصفوف وغرس فى كل ركن من السودان بذرة سيرته الصالحة وبطولاته المستمدة من ازمنة الصحابة ، عاش زاهدا فى الاضواء ومتاع الدنيا الزائل، فهو طينة من والده المجاهد الشيخ، الراحل المعلم الذى تعرف تقواه وورعه الولايات الشرقية وعموم السودان، والقضارف الحبيبة على وجه التحديد داعية لايقارع حافظا للقران وحدود الله، مازلت اتذكر لحظة ان دخل والده “شيخ عباس” الى ابى بكر وهو جريح فى السلاح الطبي وتحسس ظهره وصدره المثقوب قبل ان يلقي عليه التحية، فعل ذلك ليتاكد هل “قد” جسده من “قبل او دبر”، وحينما تيقن ان ابنه الفارس جرح مقبلا غير مدبر عانقه وتمنى له الشفاء وبرء الجرح حتى يلحق برفاقه مرة اخرى وينال الشهادة…
وحينما اندلعت حرب الكرامة كان ابوبكر يتقدم قواته مع ابطال “الهجانة ام ريش” ويخوض معارك تامين الابيض، واحدة تلو الاخرى، لم يعد الى داره رغم ظروف اسرته وعائلته، وهو والد لخمس زهرات، ورغم وفاة والدته امنا ” خديجة عمر” لكنه كفكف حزنه عليها دون ان يطلب اذنا لحضور مرضها او “عصر فراش موتها” رغم رجاءات زملائه، كنا نراه فى المعارك على ايام وفاتها قوى الشكيمة، تجمله رباطة الجاش، ينتقل بجنوده من معركة الى اخرى، اذ لم تكن الدنيا اكثر همه ولامبلغ علمه، عاش وفيا لدينه ووطنه واحتسب امه مع قوائم الراحلين رغم انها كانت الاعز فقد خصته بمحبة تتابعه بالدعوات الصالحات فى سعيه للقاء الله فارسا فى المعارك يتقدم الصفوف ولايفرغ من معركة الا ويعقد العزم على خوض اخرى..
اليوم يعود الاسد الهزبر الى عرينه فى القضارف بعد عامين من الغياب فى اوبة مباركة ، تستقبله المدينة التى احبها بفرح وفخار وهو “فارس الحوبة وبطل المحاصة واسد الميدان الهصور”، يعانق فيها اهله ومعارفه، ويتلقي العزاء فى والدته التى رحلت قبل اكثر من عام، ويمكث فى استراحة محارب قبل ان يعود الى سوح الوغي وميدان المعركة مرة اخرى..
حمدا لله على السلامة “ابن عمي اسد الجيش” البطل العميد ابوبكر عباس.. نسأل الله ان يتقبل صبرك وجهادك، وان يجزيك خير الجزاء نظير بذلك وعطائك فى معركة الكرامة، انت واخوتك من فرسان القوات المسلحة والمساندة الاخرى…
مشتاقين يابكرونا.. او ” مدرعة” كما يسميك الجنود…
وقد تاخرت كتابتي فيك.. خوفا عليك من استهداف الأوباش المجرمين.. وانت الاحق بان نكتب عن صنيعك الوطني وفراسة مواقفك.. وجسارتك.. التى تعلمها سوح الحرب وميادين الكرامة..
محمد عبدالقادر