موقع 24:
2025-01-26@07:28:20 GMT

مواقف تتبدل ومعادلات تتغير

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

مواقف تتبدل ومعادلات تتغير

عاد العالم خطوات إلى الخلف بعد إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كثيرون عادوا لاستذكار مواقفه خلال رئاسته الأولى (2016-2020)، والتي كانت مستغربة من زعماء دول ومؤسسات دولية وشعوب عدة، وكثيرون عادوا لمراجعة ما أعلنه من نوايا خلال تجمعاته الانتخابية التي جال فيها معظم الولايات الأمريكية.

دول انزعجت من الفوز ودول سعدت به، ولكن المنزعجين والسعداء تسابقوا تهليلاً وتهنئةً وتعبيراً عن السعادة والاستعداد للتعاون معه خلال السنوات الأربع المقبلة، وكلها مواقف طبيعية في الدبلوماسية. وعندما يتعلق الأمر برئيس القوة الأكبر عالمياً فلا بد أن يلتزم الجميع بالقواعد، وعندما يكون هذا الرئيس هو ترامب فإن كثيرين مجبرون على مواقفهم خشية من العواصف المقبلة. هم يتوقعون عواصف وهو يعد بالتهدئة، والحقيقة بينهما تائهة، فما أسهل الوعود ولكن ما يكشف عما إذا كانت لمجرد الدعاية الانتخابية أو كانت عن قناعة ويقين بأن هذا العالم يحتاج إلى بعض الهدوء بعد أن مر بسنوات عجاف خلال الإدارة الأمريكية الحالية، سنوات شهدت عواصف وبراكين وزلازل سياسية في أكثر من بقعة حول العالم، ارتفع فيها صوت القصف والتدمير والتفجير والقتل على صوت التسامح والتعايش واحترام سيادة الدول وحق الناس في الحياة الآمنة. والذي يكشف جوهر هذه الوعود هو الإجراءات التنفيذية الكفيلة بتحويلها إلى واقع أو كشف زيفها، وأول الإجراءات اختيار الرئيس ترامب لمعاونيه، والذين تم إعلان العديد منهم خلال الفترة الماضية ومعظمهم أسماء لا تشجع على وقف آلة الحرب والتدمير بالمنطقة والعالم، فالأسماء المعلنة بعضها منحاز لإسرائيل وبعضها يخشى الصين وبعضها يعادي إيران وبعضها يحذر من كوريا الشمالية وهو ما يوحي بعدم استبعاد أن تشعل أمريكا توترات جديدة.
قد تكون لدى ترامب رغبة حقيقية في وقف الحروب المشتعلة حالياً، من منطلق أنه يريد أن يكون متفرداً ومختلفاً عمن سبقوه بما في ذلك عن ترامب الأول، ولكن هل سيكون ذلك بإعادة الحق لأصحابه ونصرة المظلوم أم بفرض إرادة الظالم وسلب المزيد من الحقوق؟ الأيام هي التي ستجيب، ولكن المؤكد أن فوز ترامب قلب معادلات وأربك حسابات وأسعد طامعين وسيغير تحالفات، ولذا فقد سارعت دول ورؤساء للتصريح بما تطمح إليه استغلالاً للمرحلة القادمة أو خوفاً منها.
أول من بدلوا المواقف الرئيس بايدن نفسه، والذي يريد أن يشعل العالم قبل أن يغادر البيت الأبيض حتى يغلق أمام سلفه تحقيق وعده، فكان قراره بالموافقة على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، وهو القرار الذي أبهج الدول الغربية التي تخشى تخلي أمريكا عنها وتركها وحيدة في مواجهة روسيا. القرار تم تنفيذه فعلياً، واعتبرته روسيا تصعيداً كبيراً، وهو ما دفع الرئيس الروسي بوتين لتعديل العقيدة النووية بعد ألف يوم على بداية الحرب الروسية الأوكرانية بما يقضي باعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أية دولة، بمشاركة دولة نووية، يعتبر هجوماً مشتركاً على بلاده، في خطوة قد تحول «عملية روسيا الخاصة» في أوكرانيا إلى حرب عالمية نووية. وتحسباً للعواقب بدأت روسيا فعلياً بناء ملاجئ متنقلة تحمي الناس من الانفجارات النووية والكوارث الكبرى. الغريب أن قرار بايدن المفاجئ جاء بعد أن انقلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ثوابته منذ اندلاع الحرب وأعلن أن عام 2025 سيكون عام إنهائها بالطرق الدبلوماسية، وقال: «الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع تولي ترامب منصب الرئيس». الأكثر سعادة بفوز ترامب هي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والتي تنتظر أن يحقق لها ترامب ما عجز بايدن عن تحقيقه، فهي تعلم أن ترامب أعلن نواياه لوقف الحرب ولكن من دون المساس بطموحات إسرائيل التوسعية، خصوصاً وأنه هو الذي قال في إحدى جولاته الانتخابية في أغسطس(آب) الماضي «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها»، وهو الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأقر بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة، ولذا فمن الطبيعي أن يخرج الوزير الإسرائيلي المتطرف سموتريتش ليعلن أن عام 2025 سيكون عام ضم الضفة لإسرائيل، فيما ظهرت مؤشرات جديدة داخل حكومة الاحتلال على وجود خطط لإقامة حكم عسكري طويل في قطاع غزة، وهو ما يعارضه الجيش ويصر عليه نتنياهو حسب تأكيدات إسرائيلية، ولعل هذا هو ما يفسر إصراره على إطالة أمد الحرب حتى يقضي على أمل حل الدولتين.
كثير من زعماء أوروبا هنأ ترامب ويده على قلبه خشية المستقبل خصوصاً أن الرئيس المنتخب لم يدخر جهداً للتقليل من شأن أوروبا وزعمائها وحلف الناتو واتفاقية باريس للمناخ واتفاقية التجارة الحرة خلال رئاسته الأولى، وأكثر ما يخشاه الأوروبيون هو انكشاف هشاشتهم الأمنية والعسكرية حال تخلي الولايات المتحدة عنهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب

إقرأ أيضاً:

أستاذ تاريخ: شائعات الإخوان لم تتغير منذ عصر الرئيس جمال عبدالناصر

قال الدكتور جمال شقرة٫ أستاذ التاريخ المعاصر، إن الشائعات لم تفتقد أسلوبها منذ عصر الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات٫ معقبا: “شائعات الإخوان لا تتغير منذ عصر الرئيس جمال عبدالناصر”.

أحمد موسى يرد على الإخوان من ميدان التحرير: البلتاجي لابس البدلة الحمراء في السجنمن ميدان التحرير.. أحمد موسى يوجه رسالة للإخوان|فيديو

وأضاف الدكتور جمال شقرة٫ خلال حواره عبر فضائية “الحياة”٫: “منشورات الإخوان لم تتغير منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وحتى الرئيس السيسي مرورا بالرؤساء السادات وحسني مبارك”٫ لافتا: “هي هي نفس الأسلوب ونفس اللغة ونفس الشائعات”.


وأشار: “الإخوان لا يؤمنون بالدولة المدنية ولا بالأحزاب السياسية ويؤمنون بفكرة الخلافة”٫ مضيفا: “الإخوان كتبوا أن معركتهم مستمرة عبر التاريخ وهو ثأر لا يمحوه إلا الدم.. والإخوان ينظرون للمجتمع بأنه علماني كافر ونفس الشائعات الآن هي المروجة منذ عبد الناصر”.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يدعو أميركا وأوروبا للانخراط بأي محادثات سلام مع روسيا
  • أستاذ تاريخ: شائعات الإخوان لم تتغير منذ عصر الرئيس جمال عبدالناصر
  • روسيا تقصف كييف وتعلن صد هجوم بالمسيّرات على موسكو
  • ترامب: فرض عقوبات ضخمة على روسيا إذا لم توقف الحرب
  • أخبار العالم| روسيا تسقط 100 مسيرة أوكرانية خلال الليل وترامب يحذر من عواقب عدم استمرار اتفاق غزة
  • ترامب يعلنها صراحة: حان الوقت لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • روسيا ترد على تهديدات ترامب
  • بعد تهديد ترامب بالعقوبات .. الكرملين: روسيا مستعدة لحوار متساوٍ مع أميركا
  • عاجل. الكرملين يرد على ترامب: لا جديد في تهديداته بفرض عقوبات على روسيا في حال عدم التوصل لاتفاق بأوكرانيا
  • أوقفوا هذه الحرب السخيفة .. ترامب يهدد بعقوبات على روسيا