د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
ماذا لو وصل شاب أو شابة إلى مرحلة "سن الرشد" أى أصبح عاقلًا ومسئولًا عن تصرفاته،وله الحق فى التوقيع أمام الجهات الرسمية،ويُطْلَبْ للشهادة وتُعَتمْد أقواله، "سن الرشد" ينطبق على الفرد كما ينطبق على المجتمعات، وأيضًا على الدول،فهناك دول وصلت إلى "سن الرشد" منذ زمن طويل تعدى عمرها الألف سنة، وهناك دول أخرى وصلت "سن الرشد" منذ مئات السنين ودول أخرى وصلت إلى "سن الرشد" منذ عشرات السنين!!.
والملاحظ، وهذا يستدعى الباحثين فى علم الإجتماع والتاريخ أن يفردوا فى بحوثهم عن سر هذه الملاحظة، وهى أن "سن الرشد" يبدأ لدى الفرد أو الأمة (الدولة) بثورة وحركة سريعة، "ونمو مضطرد" وإن كانت الفروق النسبية تختلف من فرد إلى فرد أو أمه إلى أمة لكى نتفق على أن البداية تكون سريعة ومتلاحقة، خاصة إن كان هناك نية وإخلاص فى المجتمع وإصرار على النمو والإزدهار والتقدم، ولكن فى سن الشيخوخة، وهو عكس "سن الرشد" ينكسر المنحنى ويتجه لأسفل، إن لم يكن الفرد قد أعد عدته لمثل هذه المرحلة السنية، من أعمال وأبناء وأحفاد يشدون أوصاله ويشيدون بأفعاله، ويمجدون أسمه وأيضًا ينطبق هذا التفسير على الأمم والدول.
فالآمة التى تشيخ دون أن تعد أبنائها وبنيتها الأساسية،فهى أمة "غلبانة مسكينة" !! تستحق الرحمة والترحم عليها، يارب لا تجعلنا من الأمم التى تستجدى الرحمة والترحم عليها أبدًا !!.
ولكن أجمل منها أمة تجدد دائمًا فى "عمرها وفى شبابها" ، وفى إستغلال كل طاقات أبنائها.
ولعلنا ونحن نتجول بأبصارنا حولنا سوف نجد أمم صغيرة للغاية تقدم صفوفها صفوة أبنائها والمخلصين فيها، والأكفاء منهم فإستحقت تلك الأمم أن تنمو وأن تحافظ على شبابها وعلى حيويتها، لأن أبنائها أخلصوا فى إختيار أفضلهم لتقدم صفوفهم.
ليتنا نتعلم، مين يختار مين !! هذا المهم !!
يارب إرحمنا، ويسر أمورنا، وبصرنا بما لنا وما علينا.
"إنك نعم المولى ونعم النصير" صدق الله العظيم.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قيادي بحزب العدل: المخدرات تهدم الاستدامة في الفرد والمجتمع
قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، إنه انتشرت في السنوات الأخيرة مجموعة من القضايا المُخيفة كالقتل غير المبرر أو الخطف ، ومعظمها ناتج عن تعاطي المتهم للمواد المخدرة، وهذه المواد المخدرة المصنعة ذات التكلفة المنخفضة أصبحت في متناول معظم الفئات وبالأخص المراهقين والشباب ينخرط الشباب في الإدمان وتنزلق أرجلهم في هذا الطريق المظلم الذي يودي بحياة فلذات قلوبنا عن طريق عدة عوامل، ومن أهمها الاهتمام والمتابعة داخل البيت من قبل الآباء والأمهات لأبنائهم حتى لا ينزلقوا في هذا الطريق اللعين.
وأضاف "بدرة"، في بيان اليوم الخميس، أن تعاطي المخدرات يُعد من أخطر الظواهر التي تُهدد الصحة العامة والمجتمع بشكل عام وتحديدًا بين الشباب، حيث ينتشر تعاطي بعض المواد المخدرة مثل الشابو والاستروكس والكبتاجون بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، وهذه المواد تحمل مخاطر جسيمة تؤثر على الصحة البدنية والعقلية للفرد وتنعكس أضرارها على المجتمع ككل.
وأضاف مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، أن تعاطي الشابو يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد يتسبب في تلف دائم للجهاز العصبي، ويُمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى مشاكل خطيرة مثل الهلوسة والبارانويا والاكتئاب الشديد، ويغرق متعاطي الشابو في حالة من الهياج والعصبية، مما قد يؤدي إلى سلوك عدواني وأزمات نفسية حادة.
وأوضح أن الاستروكس أو ما يُعرف بالماريجوانا الاصطناعية يحتوي على مواد كيميائية تسبب آثارًا نفسية وجسدية خطيرة، ويتم ترويج هذه المادة على أنها بديل آمن للماريجوانا الطبيعية، إلا أن تأثيرها أخطر بكثير، ويُسبب الاستروكس تشوهات في القدرة على التفكير والتركيز، ويؤدي إلى ارتفاع معدل القلق والاكتئاب، كما يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بنوبات صرع واضطرابات قلبية خطيرة، مشيرًا إلى أن الكبتاجون وهو مثيل للأمفيتامينات يستخدم بشكل أساسي لتعزيز اليقظة وزيادة القدرة على التحمل، ويتأثر المستخدمون للكبتاجون باضطرابات النوم وانهيارات في الجهاز العصبي المركزي، كما يُسبب التعاطي المُفرط له الهلوسة والانهيار العقلي.
وأكد أن تعاطي المخدرات يُشكل عبئًا كبيرًا على النظم الصحية والأمنية، وتنتشر الجرائم المرتبطة بالمخدرات وتزداد النفقات الصحية المتعلقة بعلاج الإدمان وتأهيل المدمنين، بالإضافة إلى ذلك يتعرض الشباب المتعاطون لفقدان الفرص التعليمية والوظيفية، مما يُعزز دورة الفقر والجريمة، موضحًا أن الحكومات والمنظمات غير الحكومية تُكثف الجهود لمكافحة هذه الظاهرة من خلال برامج التوعية والوقاية، وتوفير خدمات العلاج والتأهيل للمدمنين، كما يتم التركيز على تعزيز القانون ومكافحة التجارة غير المشروعة لهذه المواد.
ولفت إلى أنه يتطلب التصدي لهذه الأزمة جهودًا مشتركة من قبل الأسر والمدارس والحكومات والمجتمعات لخلق بيئة تدعم حياة صحية وآمنة للشباب وتحميهم من الانزلاق في دوامة الإدمان، فضلا عن تغليظ العقوبات على تجار تلك السموم وعدم الأخذ بالرأفة بهم وجعل تلك القضايا أمام الرأي العام حتى يعتبر كل مجرم يحاول قتل أولادنا بتلك السموم وتغييب الوعي وقتل الأمل، حيث أن من أهم أسباب التقدم والنمو وتحقيق التنمية المستدامة تنمية الفرد وتأهيله لتمكينه في تنمية المجتمع، وخلق جيل قادر على التحدي والعطاء في ظل الظروف الطاحنة والتحديات العظمى التي يمر بها الوطن سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي.