مقدمة تلفزيون "الجديد"
ضريبةُ المَيدان ..ضربُ المدن . هي معادلةٌ أرساها مجرمُ الحرب بنيامين نتنياهو بعد معاركِ جنودِه الصعبة عند مثلثاتِ الرُّعبِ في دير ميماس وكفركلا وتل النحاس أما الخيام ، سيدةُ السهلِ ومَرجُ العُيون فساعاتُ قتالِها تَشهد على معركةٍ من اشرسِ ما شهِده الميدان والسيطرةُ الاسرائيلية للآن هي بَحريةُ الوُجهةِ وتُشرِفُ على مدينة صور انطلاقاً من نُقطة البَيَّاضة .
مفصلة عن الجرائمِ الإسرائيلية في لبنان تمهيداً لتقديمِها إلى المحكمة الجِنائية وهذا حقٌّ مكتسَب وإنْ لم يوقِّعْ لبنان على ميثاق روما لكنْ هناك الكثيرَ من الحلولِ والمَخارِجِ الشرعية لذلك فميثاقُ الجرائمِ بحق الإنسانية هنا فوق كلِّ اعتبار وهو ما أكدته دراسةٌ للمحامي جاد طعمة استند فيها إلى إفريقيا الجنوبية التي أعطت درساً للعالم وطالب بإعداد مبادرةٍ من المحامين العرب لمخاطبة المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية وتحدث عن آليات وطنية ودولية يمكن للبنان اتخاذها في الادعاء على إسرائيل التي اعترضت على مذكرات الاعتقال فوضعت نفسها في قفص الاتهام.
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
فجرا غارة مزلزِلة على منطقة البسطة: الرواية الأولى أن القيادي في حزب الله طلال حمية هو المستهدف، وهو الذي وضعت الولايات المتحدة الأميركية جائزة بقيمة سبعة ملايين دولار لمعرفة مصيره. ثم جاءت الرواية الثانية، وهي التي أعلنها الإسرائيلي، أن المستهدف هو محمد حيدر مسؤول العمليات في الجنوب وقد تسلم مسؤولياته بعد اغتيال القادة العسكريين، ليطل نائب بيروت عن "حزب الله" أمين شري من أمام المبنى المستهدف، وبعد قرابة اثنتي عشرة ساعة على الغارة، ليعلن ألا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف. ويتابع شري: "هذا العدوان الثامن على بيروت وليس هناك أي هدف عسكري في هذه الاستهدافات، وفقط الهدف الترويع وايجاد صدمة لدى اهالي بيروت"، ثم معطى إسرائيلي يقول نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ان العملية في بيروت استهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.
لم يحجب هذا الإنشغال ما شهده الجنوب من استمرار عمليات التوغل الموضعية والتي حاول حزب الله التقليل من أهميتها.
في الملفات السياسية والدبلوماسية، قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي ما زال يلقي بثقله على مسار التفاوض والورقة الأميركية وموقف نتنياهو منها والذي يتشدد أكثر فأكثر حيال إشراك فرنسا في لجنة المراقبة، ويتهمها بأنها دفعت في اتجاه صدور القرار من خلال القاضي الفرنسي في المحكمة.
عملية خلط الأوراق كيف يمكن أن تتظهَّر الأسبوع المقبل؟ هل يعود آموس هوكستين؟ المعطيات من العاصمة الأميركية ترجِّح أن هوكستاين لن يعود ما يعني أن مهمته قد انتهت.
وفي انتظار الموفد الجديد ستيف ويتكوف الذي لن يباشر مهامه الا بعد دخول ترامب الى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني المقبل، ما يعني اننا سنكون امام قرابة الشهرين من الفراغ الدبلوماسي الذي تملؤه الحرب.
وإذا كانت أهداف إسرائيل واضحة في مواصلة هذه الحرب؟ فما هي أهداف حزب الله ومن ورائه إيران؟ وهل يتوافق الهدف مع القدرة؟ أم لم يعد هناك خيار غير الصمود، ولو بأي ثمن؟
مقدمة تلفزيون "المنار"
الغارقون عندَ وَطى الخيام لن ينتشِلَهم من خيبتِهم بسطُ صواريخِ حقدِهم على البسطة الفوقا في بيروت، ولا ادعاءاتُ الكذبِ بملاحقتِهم لهدفٍ من حزبِ اللهِ ليُبرِّروا سفكَ الدماء، فالعجزُ عن مواجهةِ المقاومين، لن يَستُرَهُ ضربُ اهلِهم المدنيين..
مجزرةٌ حقيقيةٌ في منطقةِ البسطة وسَطَ بيروتَ ارتكبَها الصهاينةُ باستهدافِ مبنًى من ثماني طبقاتٍ مأهولٍ من عائلاتٍ بأطفالِها ونسائها وكلِّ مكوناتِها.. توهّمَ العاجزُ او ارادَ إيهامَ العالمِ انه قادرٌ بتهديمِ المباني ان يهدمَ المعنويات او ان يَهُزَّ ثباتَ الواقفينَ على جبالِ الصبرِ يحتسبونَ عندَ اللهِ جزيلَ التضحيات، فرمى بصواريخِ حقدِه عليهم في شارعِ فتح الله المقتظِّ في البسطة ما أدى الى ارتقاءِ أكثرَ من عشرينَ شهيداً وعشراتِ الجرحى حتى الآن..
والى الآنَ لا تزالُ اوراقُه تَحترقُ في الميدان، من مواجهاتِ الخيام الاسطوريةِ الى بطولاتِ المقاومين في البياضة ودير ميماس، وحيثما ادارَ الصهيونيُ قواتِه وجدَ اُولي البأسِ بمواجهَتِه، يخوضونَ معركةَ ايلامِه، ويُبددونَ اوهامَه بمحاولةِ كَسبِ الوقتِ او اوراقٍ من الميدانِ يَستثمرُها على طاولةِ مفاوضاتِ وقفِ الحرب..
في آخرِ مجرياتِ الحرب، اعترفَ اعلامُه بقتيلينِ واثني عشرَ جريحاً خلالَ المواجهاتِ في جنوبِ لبنان، وتراجعت قواتُه من وطى الخيام، واختنقت بينَ زيتونِ ديرميماس، واحتارت في البياضة وسْطَ دائرةِ نارِ المقاومين، فيما كانت صفد وعكا تتلقى صواريخَ رجالِ اللهِ كالمعتاد. وفيما عَجَزَت منظوماتُهم الدفاعيةُ وكلُّ الاسلحةِ الاميركيةِ عن صدِّ تلكَ الصواريخ، كانت المقاومةُ الاسلاميةُ تكشفُ عن صاروخٍ مجنّحٍ ضَربت به تل ابيب قبلَ ايام، وسيَختبرُ الصهاينةُ المزيدَ من فِعلِه في الايامِ المقبلة..
فعلٌ باتَ لا يَحتملُه مستوطنو صفد وعكا وحيفا بعدَ عمومِ الهاربينَ من مستوطناتِ الشمال، فبدلَ ان يُعيدَ بنيامين نتنياهو وجيشُه هؤلاءِ الى مستعمراتِهم، انضمَّ اليهم مئاتُ الآلافِ يَشكُونَ من فُقدانِ الامنِ وعدمِ القدرةِ على البقاءِ تحتَ نيرانِ حزبِ الله.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
آموس هوكستين غاب عن السمع فخلت الساحة لبنيامين نتانياهو من جديد. من قلب بيروت الى ضاحيتها وصولا الى الجنوب والبقاع رَسمت اسرائيل منذ فجر اليوم خطاً احمر بلون الدم . في البسطة غارة مدمرة استهدفت بالاساس القيادي في حزب الله محمد حيدر، لم تتّضح نتيجتها بعد، فيما سقط اكثر من خمسة عشر شهيداً . وفي الضاحية والجنوب والبقاع استهدافاتٌ وغارات، لكن الاقسى يَبقى ما يحصل على الحدود الجنوبية. فالجيش الاسرائيلي يعزز وضعَه في القطاعين الشرقي والغربي.
في الشرق اصبح في قلب بلدة الخيام ، وفي الغرب اصبح على اطراف بلدة البياضة ، فيما ذكرت معلومات انه سيطر على الجزء الاكبر منها . فاذا صحت الاخبار الواردة من المنطقة الحدودية فهذا يعني ان الجيش الاسرائيلي حقق تقدما ميدانيا ملحوظا في الساعات الثماني والاربعين الفائتة رغم المقاومة التي يُواجَه بها من عناصر حزب الله. احتدامُ الوضع العسكري واكبه تعقيدٌ كبير في الوضع السياسي , فرئيس الحكومة الاسرائيلية يريد استكمال عمليته العسكرية في لبنان ، فيما ايران لا تبدو مستعجلة للتوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار ، وذلك انطلاقاً من حساباتها الاقليمية والنووية . ووفق المعلومات المسرَبة من طهران فان المسؤولين الايرانيين لا يريدون اضافة أي امر على القرار 1701 ويعتبرون ايَ اضافة هدفـُها تحقيقُ مصلحة اسرائيل . وهذا ما يفسر لماذا تعقدت المفاوضات ، ولماذا لم يتوصل هوكستين الى تحقيق اي خرق عملي... كل هذه الصورة تعني امرا واحداً : لا تسوية في الوقت الراهن , واسرائيل "المستقوية" بتطورات الميدان صارت مـتشبّـثـة اكثر بمطلب حرية التحرك عندما ترى ذلك ضرورياً ، وهو امر يرفضه لبنان ولا يمكن ان يقبل به حزب الله . وعليه ، فان الحربَ مستمرة ، حتى اشعار آخر. ومع آخر تحديثات الحرب نبدأ.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
ما هي المهلة الإضافة التي أعطيت لرئيس لوزراء الاسرائيلي، وما هي الأهداف التي يخطط لتحقيقها قبل أن يفتح باب النفاش الجدي في وقف إطلاق النار؟
الجواب محصور بثلاثة أشخاص:
أولا، بنيامين نتنياهو نفسُه، الذي يقارن البعض بين مقاربته للمفاوضات والقتال في غزة، وطريقة تعامله مع التفاوض والحرب في لبنان، حيث يُلمِح إلى إيجابيات، ما يؤدي إلى تحرك الوسطاء، ثم لا يلبث أن يتراجع، مواصلاً التصعيد وكأنَّ شيئاً لم يكن. أما النتيحة حتى الآن، فاستمرار العدوان في الحالين، من دون أن تنجح الولايات المتحدة ولا المجتمعان العربي والدولي في إحداث خرق في الجدار السميك.
ثانياً، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي احتفل نتنياهو بانتخابه، على أمل التخلص من الضغوط التي مارستها عليه إدارة الرئيس جو بايدن، ونظراً إلى اعتباره أن ترامب يتفهم خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل بصورة أفضل.
ثالثاً، الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، الذي انقطعت أخباره منذ مغادرته اسرائيل الى واشنطن، من دون العودة الى بيروت، لا بالجسد، ولا بالاتصالات، لوضع المعنيين في صورة ما تم التوصل إليه مع المسؤولين الاسرائيليين، الذين يبدو من الواضح أنهم بددوا اجواء التفاؤل اللبناني التي سادت بعد لقاء الرئيسين ترامب وبايدن الاربعاء الماضي، وما قيل عن تفويض مُنح لهوكستين لإنجاز المهمة.
وفي انتظار الخرق السياسي الموعود، تبقى الكلمة للميدان، حيث واصلت اسرائيل غاراتها المكثفة ومحاولاتها المتتالية للتوغل في القطاعين الغربي والشرقي، وسط مقاومة شرسة من حزب الله، الذي واصل ردوده التي لم تتوقف يوماً على كل استهداف.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
بنيامين نتنياهو مصابٌ كيانُه بوباء الإستنزاف على المستويْين السياسي والعسكري. وجاءت اللَّكمة الكبرى التي وجّهتها المحكمة الجنائية الدولية إليه لتزيد تخبُّطَه وجنونه في الوقت الذي يغرق فيه جيشه في شبرٍ بَرِّي عند الحدود. ولا يرى نتنياهو من سبيل للخروج من هذا المستنقع إلاّ المضيَّ في القتل والتدمير والتهجير في طول لبنان وعرضه.
وما حصل فجر اليوم في قلب بيروت لم يكن فقط غارة جوية عنيفة على مبنىً سكني رَوَّع الآمنين وهم نيامٌ بل جريمة حرب جديدة تضاف الى سجل نتنياهو الإجرامي. وفيما جرى اتصال أميركي بعين التينة ناقلاً إليها أجواء إيجابية كان ثمة إتصال بين الرئيسين الأميركي جون بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقا خلاله إلى الجهود الرامية إلى تأمين إتفاق لوقف إطلاق النار يسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة الآمنة إلى منازلهم.
أما أوروبياً فيحط مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل غداً الأحد في بيروت حيث ستكون له جولة محادثات مع الرئيس بري.
في موازاة المسار الدبلوماسي يشهد المسار الميداني وقائع عدوانية إسرائيلية بلا حدود جديدها إستهداف غارة عنيفة مبنىً سكنياً في أكثر الشوارع إكتظاظاً بالسكان في قلب العاصمة بيروت. أما بنك أهدافه فيشمل أطفالاً ونساءً وعائلات نازحة هرباً من نيران الإحتلال. وقد ذهب ضحية هذه المجزرة أحد عشر شهيداً إلى جانب أكثر من ستين جريحاً في حصيلة غير نهائية.
ومن بيروت إلى ضاحيتها الجنوبية التي ظلت في مرمى الغارات الإسرائلية من خلال موجات متتالية لا يفصل بين الواحدة منها والأخرى سوى بضع ساعات.
أما العدوان المتواصل على الجنوب والبقاع فقد دخلت إلى سِجِلّه اليوم مجازر جديدة ارتكبها الطيران الحربي والمسيّر في غيرِ منطقة. وفي منطقة الحدود تقوم قوات الإحتلال بمحاولات متكررة لتحقيق إنجازات لكن المقاومة تتصدى لها في محاور عدة: من الخيام ومثلث دير سريان - كفركلا إلى مثلث مارون الراس - عيناتا بنت جبيل وشمع البياضة. ومن بين هذه المحاور يركز جيش الإحتلال على الخيام باعتبارها بوابة إستراتيجية إلى ضفاف الليطاني عبر دير ميماس وسط محاولات منه لفصل مرجعيون عن النبطية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو مقدمة تلفزیون محمد حیدر حزب الله الذی ی
إقرأ أيضاً:
لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
٪٪٪٪٪٪٪٪٪
لازم تقيف ..
٪٪٪٪٪٪٪٪٪
لطالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم في الميليشيا على المواطنين؛
– تسمعوا الكلام وللاااا ????؟
دي فحوى رسالة الابتزاز البيرسّلوها مع بعض؛
وفي كلّ مرّة بيتقّلوا العيار أكتر؛
ما بين القتل والسحل والاغتصاب وجر اللحى في المناطق التي تصلها قوّاتهم، وبين القصف بالمدافع والمسيّرات للمناطق الآمنة البعيدة عن متناولهم؛
لحدّي ما وصلنا مرحلة “عنف عنف عنف” البشّرونا بيها؛
وراح ضحيّتها مئات الشهداء الأبرياء في الهلاليّة وما حولها من مدن وقرى شرق الجزيرة؛
وتجاوزناها بحمد الله، وبعزيمة جيشنا والقوّات المقاتلة في صفّه؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
لسّة ما وصلنا برّ الأمان؛
فبالأمس القريب تجدّد القصف على أحياء أم درمان؛
وفي الفترة الأخيرة دخلنا مرحلة المسيّرات العابرة للحدود التي تستهدف محطّات الكهرباء والمرافق الحيويّة؛
يعني الجنجويد هزمناهم، بحمد الله، لكن لسّة ما سلمنا من أذاهم؛
ما يثير تساؤلاً مشروعاً وموضوعياً حول كيفيّة “إنهاء الحرب”؛
أترانا؛
بعد كلّ النصر الحقّقناه، والملاحم السطّرناها بدماء شهدانا الأبرار؛
أترانا ح نلف ونرجع لمائدة التفاوض، زي ما كانوا بيقولوا لينا الجماعة؟
طبعاً الخوف من شماتة القحّاتة ما بمنعنا من اختيار الصواب؛
لكن المانعنا اليوم ياهو المنعنا من البداية، وهو وعينا الكامل بأنّه دا ما الصواب: لا أمان بوجود الدعم السريع؛
لكن طيّب دي يحلّوها كيف؟
يعني إلّا نقرضهم عديل، ما يفضل فيهم نفر، زي ما كان بينادوا الناس المحتجّين على هروب الجنجويد أحياء من مدني وبحري وغيرها؟
الكابوس دا بنتهي كيف؟!
الإجابة على السؤال دا قد ما تلقاها في أدبيّات العمل السياسي المعاصر، لخلّوه من حروب تأسيسيّة متل اللتنا دي؛
لكن، بخلاف ما قد تتوقّع، بتلقى إجابة في أدبيّات أخواننا السلفيّين، في عبارتهم المتواترة:
– من غلب، واستتبّ له الأمر، وجبت له الطاعة.
ورغم اختلافي كتير معاهم حول “دين الله”، لكن يمكن أقدر أشهد ليهم بالفقه في “دين المَلِك” الذي ما كان ليوسف، نبي الله، أن يتعدّى حدوده؛
والعبارة القاعدة تتقال كقاعدة تشريعيّة دي، لو أعدت النظر ليها بتجريد، يمكن تلمس فيها فلسفة سياسيّة وتاريخيّة عميقة، بعيداً عن أيّ قدسيّات: دا ياهو البحصل على كلّ حال، بعيداً عن مباركتنا أو رفضنا ليه!
نجرّد العبارة يللا من حمولتها الدينيّة، ونحاول نسقطها على واقعنا السياسي، على أمل نشوف الأمور ممكن تمشي كيف؛
– الانتشار لا يعني السيطرة!
عبارة اتقالت كتير خلال فترة الحرب دي، ودارت حولها نقاشات وجدالات مستفيضة في قروبات الواتساب؛
بدون الوصول لاتّفاق حولها؛
لكن لو عرضناها على فلسفة السلفيّين المتوارثة دي، يمكن يسهل شرحها؛
مربط الفرس في “استتبّ له الأمر” دي؛
فالدعم السريع “غلب” في بداية الحرب دي؛
لكن ما استتبّ ليه الأمر؛
وبالمقابل، فالأمر “استتب تب” لما يطلقون عليه “حكومة بورتسودان”؛
وقصاد كلّ غلبة سعى لها الجنجويد، وهلّل لها أولياؤهم، كانت سلطة الأمر الواقع في بورتسودان بتخطو خطوات نحو استتباب الأمر؛
– تشغيل مطبعة الجوازات؛
سخروا من الخطوة دي زمان، ولحدّي ندوة سلك مؤخّراً في لندن هو بلوك في حنك تشجيع الخروج من البلد، لكن الموضوع متعلّق بالسيادة والهويّة الانت بتقول بقن مافي!!
– مخاطبة الأمم المتّحدة: حجز مقعد السيادة!
وممكن بعد كدا تتذكّر الجقلبة الحصلت بهناك؛
– صيانة وتشغيل المطارات المدنيّة في كسلا ودنقلا؛
في مقابل تحويل مطار نيالا لمطار عسكري على الجانب الآخر
– إقامة امتحانات الشهادة السودانيّة؛
الخطوة دي وجدت ممانعة شرسة جدّا بهناك، لو بتتذكّروا، بمستوى منع الطلاب عديل من الوصول لمراكز الامتحانات في مناطق الدعم السريع في السودان وفي الدول الموالية؛
الممانعة دي كانت سياسيّة متوارية ورا غطاء إنساني، لأنّه الشهادة “السودانيّة” دي هويّة، زي جواز السفر:
– تغيير العملة؛
والعملة هويّة تالتة، زي جواز السفر والشهادة الثانوية؛
بل في الحقيقة العملة ممكن تكون هي الهويّة الأولى في فقه الدول؛
ممكن نواصل تعديد الأمثلة في التعليقات؛
لكن الخلاصة إنّه الدعم السريع فشل في تتبيب أمره في مناطق سيطرته: لا حكومة لا عملة لا شهادة لا سجم رماد؛
لا وكمان شنو، قال ح نعتمد الدولار ????؛
بعدين قاموا وقعدوا وطاروا وركّوا، وقال الذين غلبوا على أمرهم لنعلنّن حكومة في مناطق سيطرتنا من العاصمة الخرطوم؛
وقبل ما يجي الموعد الضربوه، فقدوا القصر الرئاسي!!
ودي كانت رسالة الفشل الكامل للدعم السريع: غلبت سيطرته على القصر الرئاسي والمطار الرئيسي والإذاعة القوميّة، ومعاه جمهرة التنظيمات السياسيّة، وفشلوا في تحويل الغلبة دي لواقع سياسي مستدام؛
وفي المقابل، نجحت سلطة بورتسودان في تتبيب أمرها كممثّل لجمهوريّة السودان؛
وحصلت على اعتراف الدول، برغم جعّير حميدتي والمعاه؛
فاستتبّ الأمر لعبد الوهاب، وفضل ليه الغلبة؛
واهو، الغلبة بدت تحصل بعد داك أسرع ممّا أكبر متفائل كان يتصوّر!
أها وبعد داك؟
سوووو وات؟
الحرب بتنتهي كيف؟
لسّة ما جاوبنا على السؤال دا!
في مستوى عالي من التجريد، فكلّ واحد من “طرفي النزاع” ديل عبارة عن تحالف سياسي عريض؛
حلفنا نحن بيتصدّره الجيش القومي الشرعي، لكن بيضم تحته تحالف عريض من الجماعات المسلّحة، التشكيلات القبليّة، غالبيّة موظّفي الخدمة المدنيّة، طيف من ثوّار ديسمبر، طيف من الفنّانين والشخصيّات العامّة ورموز المجتمع، الخ الخ، بالإضافة لتكوينات سياسيّة “محلولة” رسميّا لكن مازالت موجودة، وأخرى قائمة؛
الحلف البهناك، رغم الثقل الافتراضي لواجهته السياسيّة، والثقل العسكري الفيه، لكن بفتقر للتنوّع العندنا دا؛
لست بصدد المقارنة هنا، لسّة عندنا سؤال راجينا نجاوبه؛
بس ممكن نلخّص إنّه بي جاي فيه كلّ المكوّنات المطلوبة لقيام دولة جمهوريّة، وبهناك تشكيلة بتاعة مغامرين قامروا على مشروع تأسيس دولة، وفشلوا فشل ذريع؛
كلّ النجحوا فيه هو تهديد وجود الدولة القائمة؛
وفشلوا في نهاية العرض!
أها الحرب بتنتهي كيف؟!
العرض الأجبرنا على تقديمه دا كان بمشاركة دول المنطقة الأفريقيّة والعربيّة الحولنا، وبتشاهده القوى الاقتصاديّة العظمى حول العالم؛
الدول دي ما بس ما ح تسمح بي فوضى شاملة في المنطقة، بل في الحقيقة عندها استثمارات متوقّفة في انتظار نهاية العرض دا، واختيار من يستتب له الأمر عشان يبدا التعامل معاه؛
مشروع الدعم السريع مشروع فاشل في جوهره، لأنّه قايم على بنية عشائريّة بدويّة عابرة للحدود، ما ح يستتب ليها أمر جوّة عين كلّ التركيبة الديموقرافيّة الحضريّة الفي بلد عريق زي السودان؛
لكن حظّنا وقدرنا في وجود أطراف إقليميّة نافذة مستعدّة تجرّب في لحمنا، ووجود نخبة متواطية بتسمسر فينا، وسط تجاهل بقيّة العالم؛
المهم؛
التجربة فشلت؛
ما لأنّه الدعم السريع فشل عسكريّاً، وإنّما لأنّه الحلف ككل فشل تماماً في استعراض قدرته على تأسيس دولة مستقرّة؛
غلب، ولكن لم يستتبّ له الأمر، ولذلك لم تجب له الطاعة!
في مقابل نجاح مقنع للطرف الآخر، الـ incumbent، يعني سيد البلد، في إثبات مرونته في إدارة الدولة في ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد؛
فباختصار كدا، التحالف القومي، بقيادة عبد الوهاب، نجح في إثبات جدارته كشريك يعتمد عليه في مشاريع مستقبليّة؛
البحصل بعد كدا هو إنّه ح يبدا فتح باب العطاءات في مشروع “إعادة إعمار السودان”؛
تتسابق فيه الشركات صينيّة والروسيّة مع الأمريكيّة والأوربيّة؛
وتتضخّ فيه الاستثمارات الخليجيّة؛
وما تركّز كتير مع تصريحات العطا وشوشرة المصباح والقصص دي؛
فيه سماسرة وديبلوماسيّين شغلهم يصلّحوا العلاقات، زي ما حصل بين السودان والكويت بعد الجفوة الحصلت في حرب الخليج؛
وهنا بتظهر أهمّيّة شخصيّات زي مو إبراهيم وآل داود وآل حجّار وغيرهم في توفير دور الضامن لاستقطاب الاستثمار العالمي؛
وبيظهر ليك كذلك سبب نقمة حميدتي عليهم وتعريضه بيهم؛
وهنا كذلك بتظهر ليك قيمة التحالف العريض القلنا عليه قبيل؛
حيث تظهر آلاف الفرص ليغتنمها الناس؛
من أصغر بنّا وللا صنايعي بشتغل على إعادة ترميم البيوت؛
لأكبر مقاول بيقدّم في عطاءات الطرق والمطارات؛
فرص للمدرّسين، للتجّار، للمصدّرين والمورّدين، …
وأقلّاها ياخ، ما ح تلقى ليك عبد الله جعفر شغّال بهناك يطمّن في الناس ويبشّرهم بالفرص؛
كلّ البتلقاه هناك هو التخويف؛
لأنّه الفرص حصريّة هناك للأسرة المالكة!
أها والحرب بتقيف كييييف؟
لو السرد الفوق دا كان مقنع بالنسبة ليك، ف ح تلقى الإجابة في المقطع المرفق [١] من فيلم Inception؛
في المقطع دا بيظهر بطل الفيلم، دي كابريو، في مطاردة في أحد الشوارع في مومباسا، اللي هي أنا ذاتي ما عارفها وين؛
وفي عز زنقته دي بتقيف ليه عربيّة فخيمة مصفّحة؛
ولمن يركب بيسأل الملياردير العارض عليه شغل: الجابك مومباسا شنو؟
فبيقول ليه أنا هنا عشان احمي استثماراتي؛
الخلفيّة إنّه دا زول هو داير منّو شغل معيّن مهم بالنسبة ليه، فبيوفّر ليه حماية لامن يقضي ليه غرضه!
يللا لو استتب الأمر لعبد الوهاب وشركاه، بمن فيهم نحن كلّنا كشعب يعني، في إدارة شئون السودان، في مقابل العرض الكان مقدّمه حميدتي وأوليائه؛
ف بعد كدا الدول المستثمرة، والشركات البحجم الدول، بتعرف كيف تحمي استثماراتها؛
الموضوع ما بكلّف أكتر من تلفونين، ويتوقّف الدعم عن الدعم!
#حميدتي_انتهى
—————————
عبد الله جعفر