التحول الرقمي في دولة الإمارات
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
الفاهم محمد
أخبار ذات صلة الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات جلال لقمان: لن تهزمني النارفي ظل التسارع الهائل للثورة التكنولوجية والرقمية تسعى الإمارات إلى تبني أحدث التقنيات والابتكارات، من أجل توظيفها في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية. ولأن التحول الرقمي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في نمط حياة الناس وتفاعلاتهم الاجتماعية وأنماط فكرهم، فإن هذا التحول يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العمل وآليات التواصل البشري، هذا إضافة إلى المشاكل المعروفة بشأن الخصوصية والأمن الرقمي والجرائم السيبرانية، وتعمل الإمارات في هذا الإطار بناءً على رؤية واستراتيجية واضحة ودقيقة، وذلك بالاستفادة القصوى من الثورة التكنولوجية، مع إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، كما تعمل على تعزيز الهوية الوطنية، عبر التطبيقات الذكية والبوابات الإلكترونية التي تعكس الطابع الإماراتي العربي الإسلامي، مع استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
هناك العديد من المبادرات التي قامت بها الحكومة، من أجل دعم جهود التحول الرقمي في المجتمع الإماراتي مع المحافظة على تراثها الحضاري والثقافي، في مواجهة موجات التحول الرقمي، نذكر من بينها ما يلي:
1- استراتيجية الإمارات الرقمية 2025: وهي عبارة عن خريطة طريق شاملة، من أجل تحويل الإمارات إلى دولة رقمية متطورة في العالم، بحلول هذا التاريخ. تركز هذه الخريطة على النهوض بالبنية التحتية الرقمية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية.
2- مبادرة الإمارات السحابية: وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الحكومة الاتحادية، إلى بيئة سحابية آمنة وذكية، كما تسهم في تعزيز التعاون الرقمي، وتبادل البيانات بين كافة الجهات الحكومية، ضمن ما يعرف بالشبكة الاتحادية.
3- برنامج المهارات الرقمية للجميع: يركز هذا البرنامج على تطوير المهارات الرقمية للمواطنين، عبر توفير دورات تدريبية، ومنصات تعليمية للرفع من قدرات المجتمع في التقنيات الرقمية الحديثة.
4- مبادرة الحكومة الذكية: وتهدف إلى تحويل الخدمات الحكومية، إلى منصات رقمية ذكية وسهلة الاستخدام. كل ذلك من أجل تعزيز التفاعل الإلكتروني بين الحكومة والمواطنين. هذا وقد استفاد القطاع الحكومي من هذا التحول، حيث ازدادت كفاءة العمليات الداخلية للحكومة، كما تم تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، واستثمار ذلك في صنع القرار.
5 - المنطقة الحرة للتكنولوجيا والابتكار «دبي تيك»: وهي المنطقة التي تسعى الإمارات من خلالها، إلى توفير بيئة داعمة للشركات التقنية الناشئة، وكذا الإسهام في تطوير الابتكار والريادة الرقمية.
وكما يشير التقرير الصادر عن اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، فإن هناك العديد من المجالات الاجتماعية، التي استفادت من هذا التحول. فبالإضافة إلى القطاع الحكومي الذي سبقت الإشارة إليه، هناك قطاع الرعاية الصحية، الذي عرف العديد من التطورات مثل تطبيقات الرعاية، وتعزيز التواصل الرقمي بين المرضى والأطباء. هناك أيضاً التجارة الرقمية ومنصات التسوق، التي بدأت تعرف ازدهاراً متنامياً. دون أن ننسى كذلك الخدمات المصرفية الرقمية، والتحول نحو الدفع الإلكتروني، والقطاع التعليمي والبيئي والأمني والقضائي، وغيرها من القطاعات التي باتت لا تستغني عن عملية الرقمنة.
أبرز التحديات
من أبرز التحديات التي تواجه أي دولة أمام تحقيق التحول الرقمي الشامل والمستدام:
- التحديات المرتبطة بالبنية التحتية: وتقتضي ضمان توفير البنية التحتية الرقمية المتطورة والموثوقة في جميع أنحاء الدولة. وكذا تطوير القدرات التقنية القادرة على استيعاب وتطبيق التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها.
- التحديات المالية والاقتصادية: حيث يجب ضمان التمويل الكافي للمشاريع الرقمية الطموحة، والعمل على إعداد القوى العاملة المدربة في هذا المجال.
- التحديات الثقافية والاجتماعية: الرفع من الوعي المعلوماتي، والذي من شأنه أن يدفع إلى انخراط المواطنين بشكل إيجابي في التحول الرقمي. كما يجب العمل في الآن ذاته، على الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل تأثيرات الثورة الرقمية الجامحة.
- التحديات التنظيمية والتشريعية: يجب وضع إطار تنظيمي مرن، يعمل على تنظيم البيئة الرقمية، وتطوير السياسات والقوانين اللازمة المؤطرة لهذا المجال.
نحو مجتمع الإعلام والمعرفة
هكذا، فإن كل الجهود التي بذلتها الإمارات في سبيل ترسيخ عملية التحول الرقمي، تعبر عن أنها تسير بخطى حثيثة نحو ما يصطلح عليه بـ «مجتمع الإعلام والمعرفة». وهو المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات والمعرفة، هي المصدر الرئيسي للثروة والتقدم. كما أنه يتميز بالتطور السريع، بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. إضافة إلى المشاركة النشطة والإبداعية للمواطنين في إنتاج ونشر المعرفة. ويمكن التأكيد على أن الإمارات تسعى بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل، قادر على المنافسة العالمية. من الضروري الحديث في هذا السياق عن مشروع تحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذا إنشاء المعاهد المتخصصة لذلك.
الهوية الحضارية
من دون شك، يلعب التحول الرقمي دوراً كبيراً في التأثير على الهوية الحضارية للمجتمعات. فعلى الرغم من التطور التكنولوجي السريع تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للحفاظ على هويتها الثقافية العربية الأصيلة، فهي تعمل - كما ذكرنا سابقاً - على إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، وتعزيز الهوية الوطنية وضرورة استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
وبهذه الجهود المتكاملة، يمكن القول بأن دولة الإمارات تنجح في الحفاظ على هويتها الحضارية، جنباً إلى جنب تسخير التقنيات الرقمية، لتعزيز مكانتها كنموذج ريادي في التطور التكنولوجي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التحول الرقمي الإمارات الثورة التكنولوجية التكنولوجيا التراث الإماراتي اللغة العربية التقنیات الرقمیة التحول الرقمی العدید من من أجل
إقرأ أيضاً:
"التربية" تستعرض المشاريع الرقمية في معرض بلندن
مسقط- الرؤية
تشارك وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات ودائرة الدراسات التربوية والتعاون الدولي، بوفد تربوي يضم نُخبة من التربويين ومديري المدارس والمعلمين، في معرض تكنولوجيا التعليم (Bett London 2025)، خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر يناير الجاري؛ وذلك في مركز ExCeL London بمدينة لندن بالمملكة المتحدة.
ويشمل جناح الوزارة في المعرض عرضًا لعدد من المشاريع الرائدة التي تعكس جهود التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بالوزارة، مثل مشروع المنصة التعليمية "نور" الذي يتيح بيئة تعليمية رقمية متكاملة تدعم التعليم الإلكتروني، ومشروع مختبرات العلوم الافتراضية الذي يوفر للطلبة تجربة علمية تفاعلية من خلال تقنيات المحاكاة، ومشروع الأطلس الرقمي الذي يعزز استخدام البيانات، والخرائط الجغرافية التفاعلية في العملية التعليمية، ومشروع المدارس الرقمية الذي يهدف إلى تطوير البنية التقنية للمدارس، ومشروع رقمنة المناهج لتقديم كتب تعليمية تفاعلية تعيد صياغة تجربة التعلم، بالإضافة إلى استعراض جهود مشروع التحول الرقمي الجديد، ومبادرات الذكاء الاصطناعي للوزارة، الذي يمثل نقلة نوعية شاملة في إدارة وتطوير العملية التعليمية.
وتهدف مشاركة الوزارة إلى استعراض أبرز إنجازاتها ومشاريعها في مجال التعليم الرقمي، مثل: المنصات التعليمية، ورقمنة المناهج، والأطلس الرقمي، ومختبرات العلوم الافتراضية، وبحث أفق التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة، وتحقيق استفادة شاملة من الابتكارات والتقنيات الحديثة المعروضة، وكذلك الاطلاع على أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا التعليم، وتطوير مشاريعها بما يتماشى مع المعايير العالمية بالتعاون مع الشركات والمؤسسات العالمية المشاركة، وبناء تحالفات وشراكات مع الشركات العالمية المتخصصة في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والتركيز على تعزيز استخدام التقنيات الحديثة لتقديم تعليم نوعي يعزز من قدرات الطلبة، ويواكب التغيرات السريعة في العالم الرقمي؛ بالإضافة إلى إبراز دور ومكانة وهوية سلطنة عُمان للعالم في مجال تطوير التعليم كونه أهم مجالات التنمية الوطنية، وزيارة عدد من المدارس المتميزة ، والشركات العالمية المتخصصة في تقنيات التعليم، مثل: جوجل ومايكروسوفت؛ لتبادل الخبرات، واستكشاف أفضل الممارسات في التعليم التقني والمهني، والتربية الخاصة، والمدارس الذكية؛ مما يمثل فرصة لتعزيز الخبرات التربوية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في التعليم بسلطنة عُمان.
يشار إلى أن معرض تكنولوجيا التعليم (Bett London 2025) يُعد منصة عالمية رائدة، تجمع الشركات، والجهات الفاعلة في قطاع التعليم؛ مما يتيح فرصة فريدة، للتعرف على أحدث التطورات في مجال التعليم الذكي، والابتكار الرقمي.
وقال الدكتور فيصل بن علي البوسعيدي مدير عام المديرية العامة لتقنية المعلومات ورئيس الوفد المُشارك: "تأتي مشاركتنا في المعرض ترجمة لرؤية وزارة التربية والتعليم في تعزيز التحول الرقمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتطوير بيئته، حيث يمثل هذا الحدث فرصة استثنائية للاطلاع على أحدث التجارب العالمية، وبناء شراكات قوية مع الشركات الرائدة في هذا المجال بما يخدم تطلعاتنا نحو تقديم تعليم متقدم ومستدام للطلبة في سلطنة عُمان".