جلال لقمان: لن تهزمني النار
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
سعد عبد الراضي
جلال لقمان، فنان وافق فنه إنسانيته، ليؤكد أن موهبته مفطورة، ومترعة بأريج الوضاءة، فبعد أن أكلت النار معظم أعماله التي أنجزها، خلال أكثر من أربعين سنة، وقف شامخاً قوياً في معرضه: «ما لم تأكله النار» ليغرس في مشواره نبتة الأمل.
كأي يوم آخر في شهر مايو الماضي، كان رائد الفن الرقمي في دولة الإمارات يقضي ساعاته كالعادة أمام الكمبيوتر، ليكمل بعض التصاميم والكتابات، وعندما كان يهم كعادته بممارسة رياضة المشي التي اعتاد عليها، وصله الخبر الذي لا يتمناه أي فنان تشكيلي، وهو أن المستودع الذي يضم أعماله الفنية التي أنجزها خلال 34 عاماً من رحلته قد احترق.
وعن الخروج من ألم «مالم تأكله النار» يقول لقمان: «في لحظة ضعف حزنت عندما وصلني خبر احتراق أكثر من 60 عملاً لي بين لوحات ومجسمات، وهي التي كانت مصدر رزقي ومشوار حياتي، حزنت وانشطر قلبي، ونزلت دمعة واحدة من عيني. وبعد أقل من أسبوع قررت ألا أنكسر، رفضت أن أدع النار تهزمني. ووجدت زوجتي أم سلطان واقفة إلى جواري تقول لي : «هاي مش نهايتك طول عمرك عصامي وما تستسلم، هذه بداية جديدة»، هكذا تجاوزت صعوبة المشهد، وعدت إلى مكان الحريق، وجمعت البقايا المصهورة والمحروقة من أعمالي الفنية، ثم اشتريت ما استطعت من أدوات ومعدات وأجهزة، وبدأت بإنجاز مجموعة جديدة، وعلى مدى 6 أشهر اتخذت أسلوباً قاسياً للوقوف على أقدامي مرة أخرى».
ومن ضيق الفقد إلى ساحات الأمل يتمنى جلال لقمان إنشاء حاضنة فنية نحافظ من خلالها على الإرث الفني الغني لفناني الإمارات، الإرث الذي سطره جيل الرواد، ويقول: «تمنيت أثناء زيارتي المخزن المحروق، وجمع البقايا من سنواتي المحروقة، لو كان عندي مكان خاص بي، لذا أتمنى أن أرى حاضنة فنية تحافظ على المنتج الفني والإبداعي الثري لفناني الإمارات».
وعن المفقود والمتبقي من أعماله ومشروعه المستقبلي، يقول لقمان: «أبتعد عن الخوض في الماضي والمفقود، لأنها مضيعة للوقت بعد أن تعلمت الدرس، تعلّمت أن الإيمان بقدر الله أكبر قوة ممكن تكون عند أي شخص، لأنها تعطيك أملاً خالصاً وقوة على الوقوف من جديد، وفي النهاية، فازت الإيجابية، والنتيجة كانت 15 منحوتة من بقايا المنحوتات المصهورة، 12 عملاً لفن تشكيلي رقمي وذكاء اصطناعي، و3 أعمال غامرة بتكنولوجيا متعددة الحواس، و3 أعمال لم تحرقها النار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة الإمارات الفن التشكيلي
إقرأ أيضاً:
استشهاد الكاتبة والمصورة الصحفية فاطمة حسونة وعشرة من أفراد عائلتها في مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة
#سواليف
استشهدت فجر اليوم الأربعاء، المصورة #الصحفية الفلسطينية #فاطمة_حسونة، إثر #قصف_إسرائيلي استهدف منزل عائلتها في #حي_التفاح، شرق مدينة #غزة، ما أدى إلى ارتقائها مع عشرة من أفراد عائلتها، بينهم أطفال ونساء.
وذكرت مصادر صحفية أن طائرات الاحتلال شنت غارة عنيفة على منزل عائلة حسونة في شارع النفق شرق مدينة غزة، ما أسفر عن دمار واسع ووقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين.
الشهيدة فاطمة حسونة كانت من أبرز الصحفيات الميدانيات اللواتي وثّقن جرائم الحرب والانتهاكات بحق المدنيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وبرزت بعدساتها كمصدر إنساني حي ينقل للعالم معاناة المحاصرين والجائعين في شمال القطاع، حيث أصرت على البقاء تحت الحصار وحر التجويع، ولتصوّر ضحكات الأطفال وألم الأمهات ووجع الركام.
مقالات ذات صلةوبرحيل فاطمة، تفقد غزة صوتًا بصريًا كان يُقاوم بالكاميرا وسط ركام الحرب. ويُضاف اسمها إلى #قافلة_الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة.
ويأتي استشهاد فاطمة حسونة، إلى جانب 211 صحفيًا قضوا في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وفق ما أعلن “المكتب الإعلامي الحكومي بغزة”، وذلك عقب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا بقصف خيمة للصحفيين قرب مستشفى ناصر في خانيونس جنوب القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد الصحفيين أحمد منصور وحلمي الفقعاوي.
واستأنف #الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 18 من آذار/مارس 2025 الماضي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين.
وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.