لوحات البوخاري.. تجليات تراثية وسرديات بصرية
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
محمد نجيم
أخبار ذات صلةعلي البوخاري، فنان تشكيلي وحروفي مغربي، تحضر في لوحاته الرموز والعلامات التي يحفل بها التراث المغربي والإسلامي، تجربته غنية بمقومات لونية وعلاماتية. يعمل البوخاري في سردياته البصرية وفق ضوابط محكمة لا تخرج عن سياق الفن الإسلامي وتؤشر على إرث عريق مستمد من الثقافة المغربية ومخزونها الثري.
يقول الفنان البوخاري لـ (الاتحاد): «المواد التي استعملها في إنجازاتي هي تقنية مادة صباغة «الاكليريك»على أسندة القماش وفي بعض الأحيان أقوم باستعمال تقنيات مزدوجة بمعنى صباغة الأكليريك أو صباغة مائية ممزوجة بمواد أخرى كالغراء الأبيض، وكذلك مادة صمغ الجوز. كما اشتغل في بعض الأحيان على أسندة أخرى مثل الخشب والجلد، بمعنى آخر اشتغل حسب الإمكانيات المتاحة والتي تساير نوع العمل وموضوعه.
ويضيف: «أسعى دائماً إلى ضرورة النظر وبكل عمق في كيفية صياغة الفكرة لتكون بوصلة أحدد من منطلقها بناء مواضيعي وترجمتها تشكيلياً مستجيبة لكل المبادئ الأساسية الخاضعة لقانون التكوين. وذلك عبر الإمكانيات المتاحة التي تساهم في تطوير ذاتي وفكري معاً، وذلك عبر تجربة الغوص في البحث والاكتشاف اللذين يساعداني للوصول إلى المصادر الجوهرية من مخزون ما هو حضاري وتاريخي، تراثياً وثقافياً.. إلخ. فشخصياً، وطيلة سنوات خلت، بقيت إلى الآن وفياً لأصالتي التراثية عبر إخضاعها في كل عملياتي الإبداعية، وذلك من خلال ما أستلهمه من الأصول الحضارية والتاريخية، ولاسيما ماهو مرهون بالمخزون التراثي والثقافي منه الأمازيغي والعربي لأهميته، أي المخزون الذي أؤمن به شديد الإيمان، من منظور معرفي وبعدٍ روحي. وأستطيع من خلاله فتح كل أبواب الحرية بخصوص التعبير الذاتي وإيصال الخطاب الصادق للمتلقي».
يضيف البوخاري: «أما فيما يخص الاتجاه الذي أنحو نحوه فهو اتجاه بأسلوب تعبيري تجريدي أزاوج فيه بين ضروب متعددة مستقاة من التراث المحلي المغربي (عناصر من العمارة سواء أكانت أمازيغية أو عربية، وكذلك عناصر مأخوذة من الحلِيّ والرموز والعلامات وكذلك الزخرفة الإسلامية... إلخ) وإدماجها ببعض من عناصر الحرف العربي، وقد أترجمها أحياناً في أعمال أخرى بعناصر من الحَرف الأمازيغي المعروف بـ (تيفيناغ)، وذلك ضمن قالب تكويني يكون مسؤولاً عن الوحدة الكاملة لمجموع العناصر. ومنفذة بتقنية صباغة الإكليريك تارة، أو بتقنية مزدوجة يحظى اللون فيها بقانون الأهمية هو أيضاً، حيث استخدم من خلاله خلفيات غائمة وتارة ساطعة بدرجات قيمية متفاوتة تتخللها مساحات ضوئية تلتف حول الحروف، وما حولها من العناصر المدمجة معه في سياق التوازن والتجانس داخل التكوين العام بحركياته وإيقاعاته الكامنة داخل الحروف، والذي يترك بعض الفراغ في الفضاء يجيز للمتلقي نوعاً من الارتياح البصري يكون كافياً بأن يجعله متفرجاً متفاعلاً».
شحنات جمالية
أعمال الفنان علي البوخاري تؤكد حضورها بقوة في المشهد التشكيلي المغربي والعربي جاعلاً من الحرف بصمته الأيقونية، التي تحمل مادة فنية وجمالية وبلاغية قوامها سحرية الخط العربي وبعده الروحي الذي يرسل شحنات جمالية تريح العين وتُمتّع الروح لما توفره للمتلقي من سمو وقوة تعبيرية مدهشة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث المغربي التراث الإسلامي المغرب المملكة المغربية الفن الإسلامي
إقرأ أيضاً:
معرض مشغولات تراثية بأيدي المرأة الفلسطينية في الإسكندرية
شهدت مدينة الإسكندرية اليوم معرض أنامل للحرف التراثية، الذي أقامته الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، برئاسة الدكتورة أمل العرجاوي، مدير مكاتب الهيئة بالإسكندرية، ضمن فعاليات أسبوع هيباتيا للفن، وبحضور الدكتور وفيق شحادة أبو سيدو، القنصل العام لدولة فلسطين بالإسكندرية، بالإضافة إلى عدد من نواب البرلمان المصري، وشخصيات بارزة من المجتمع السكندري.
إبداعات تراثية فلسطينية في قلب الإسكندريةضم المعرض العديد من المشغولات اليدوية الفلسطينية، التي عكست ثراء الثقافة الفلسطينية، حيث امتلأت الأجنحة بـ الأثواب المطرزة والشالات الفلسطينية، إلى جانب الزجاج المزخرف بعبارات داعمة للقضية الفلسطينية، مما خلق أجواءً تعكس أصالة التراث الفلسطيني وهويته المتجذرة.
العرجاوي: المعرض فرصة للتعرف على الإبداع الفلسطينيأوضحت الدكتورة أمل العرجاوي أن معرض أنامل أقيم بهدف تشجيع الحرف التراثية واليدوية، تحت رعاية محافظة الإسكندرية، وبمشاركة دولة فلسطين كضيف شرف.
وتابعت: نشعر بالفخر والاعتزاز لاستضافة دولة فلسطين في هذا الحدث التراثي المميز، حيث يتيح المعرض الفرصة للتعرف على فنون التطريز الفلسطيني، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية، ويعكس إبداع المرأة الفلسطينية في الحفاظ على التراث والثقافة.
وأكدت «العرجاوي» لـ«الوطن»، أن المعرض يأتي ضمن تقليد سنوي لدعم وتمكين المرأة المصرية، حيث احتضن صاحبات الحرف اليدوية المميزة، لتشجيعهن على إبراز مهاراتهن وتمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا.
وأضافت أن الحرف اليدوية تعد جزءًا أصيلًا من التراث المصري، وتتميز بتنوع الخامات المستخدمة، التي تزداد جمالًا بفضل الإبداع والذوق الرفيع لنساء مصر الموهوبات.
سلطت العرجاوي الضوء على الدور الذي تلعبه مثل هذه المعارض في تنشيط السياحة، قائلة: «المعارض التراثية تسهم بشكل كبير في الترويج للهوية المصرية وإبراز جمال التراث، كما أنها توفر فرصًا تسويقية متميزة للحرفيين، مما يساعد في خلق أسواق جديدة للمنتج السياحي المصري، القادر على جذب انتباه السائحين من مختلف دول العالم».
يؤكد معرض أنامل على أهمية الحرف اليدوية في حفظ التراث وتعزيز الهوية الثقافية، سواء المصرية أو الفلسطينية، حيث يبرز التقارب بين الثقافات ويعزز من روح التضامن العربي.