الثورة نت:
2025-03-31@13:54:37 GMT

الأتباع و”مزاج” واشنطن!

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

الأتباع و”مزاج” واشنطن!

 

 

أن يدعي الشخص، الموضوعية والواقعية فإنه يفترض به أن يسمي الأمور بمسمياتها، فالأبيض يجب أن يبقى في حديثه أبيض ولو تلوث بالسواد، والأسود أسود ولو حاول البعض تزيينه بالبياض، وأن يظل بعض مثيري الشفقة، يصورون القوات المسلحة اليمنية والخروج الشعبي المليوني كل أسبوع وكأنهم خارجون عن القانون أو الإجماع بسبب أنهم يواجهون أمريكا، فذلك ليس أكثر من مرض مزمن استفحل في الشخص حتى لم يعد يرى ولا يدرك طبيعة الألوان أمامه.


فاليمن بموقفه مع الشعب الفلسطيني كان بكل القواميس أكثر إنسانية وأكثر أخلاقا وأكثر شهامة من آخرين خانعين، وإعلان الوقوف مع فلسطين ليس عن فائض ترف وإنما عن استشعار بهذا الوجع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني المظلوم وهو يعاني من بطش وجبروت منتهكي القيم الإنسانية، أمريكا وإسرائيل والغرب الاستعماري، فضلا عن كون هؤلاء المعتدين هم عصابات بمسمى دول، حديثة النشأة أصلا، تأسست على الإجرام وعلى الحقد والكُره للإسلام والمسلمين، إذ يأتوننا بأسلحتهم ودمويتهم، ثم ينظّمون لنا الفعاليات والندوات حول نشر السلام ونبذ الكراهية.
لا يمكن بأي حال الاقتناع بأن أمريكا والغرب والكيان الصهيوني الأرعن، يمكن أن يحملوا سلاما للعرب والمسلمين وهم منذ ظهروا على وجه الخارطة تأسسوا على ثقافة الإبادة لمواطني الشرق الأوسط والسيطرة على مقدراتهم لتغذيهم خزائنهم بالأموال المنهوبة.
ولا يمكن بأي حال التنازل عن مبدأ المواجهة لقوى الظلم والجبروت حين يتعرض ظلمهم وجبروتهم لحاضرنا ومستقبلنا، كما لم يعُد واردا القبول باستمرار هذه الاستهانة والاستضعاف، وهُم- كما يقول قائد الثورة- «النموذج الذي يمثل الشر والإجرام والنموذج الظلامي المفسد»، ولم يعُد واردا القبول بعناوينهم المخادعة وهم يتلونون كالأفاعي فيسحرون أعين الناس برقيهم وحضارتهم، والأصل أن الرقي يكون بحسن التعايش ونبذ الكراهية وضبط النفس عن نهب ثروات الآخرين لو كانوا يعقلون.
هؤلاء البعض الذين بدأنا بهم الحديث، أدمنوا امتهان الذات واستضعافها، وباتوا ينظرون إلى كل ما لا يتوافق مع المصلحة الأمريكية بأنه نموذج للتخلف عن الركب الحضاري، ولا يرون في المقابل حجم الشر الذي تكيله أمريكا ضد العرب والمسلمين، وتبقى القضية الفلسطينية المقياس الصارخ الذي لا يغادر أي مقاربة لاستيعاب الحقيقة الأمريكية المنحرفة والخارجة عن الأخلاق والملوثة بكل المفاسد التي ترفضها الفطرة البشرية قبل أن ينزلها الله سبحانه كتشريع ناظم لحياة البشر.
يعلم هؤلاء ويرون حجم الجرائم الصهيونية التي يتبرأ منها حتى الشيطان نفسه، والخميس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أوامر اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن المُقال يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزّة، كما رفضت الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية، الطعون التي تقدمت بها “إسرائيل”، ومن فوره خرج البنتاجون الأمريكي ليعلن رفضه قرار الجنائية الدولية، ويقول: «ليس لدينا تقييم قانوني حول الإجراءات «الإسرائيلية» في غزة لكننا نرفض قرار الجنائية الدولية»، فيما أعلن البيت الأبيض بوضوح معارضته «بشدة مشروع قرار تقدم به مشرعون في مجلس الشيوخ بشأن حظر بيع أسلحة لـ”إسرائيل”.. والأربعاء استخدمت واشنطن وللمرة الخامسة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ضد مشروع قرار يطالب بوقف «فوري وغير مشروط ودائم» لإطلاق النار في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، بشكل كامل، من القطاع، وبهذه الأفاعيل تثبت أمريكا أنها صاحبة مبدأ لا حياد عنه، أساسه أن «إسرائيل» فوق كل اعتبار ولو داست في سبيل ذلك كل القيم والتشريعات والإجماع العالمي، بينما الأتباع رضوا بأن يهجروا مبادئهم وقيمهم من أجل «مزاج» واشنطن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا تحذر رعاياها من السفر إلى سوريا خلال عيد الفطر

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، تحذيرا إلى مواطنيها من السفر إلى سوريا، محذرة من وقوع هجمات خلال عطلة عيد الفطر، تستهدف السفارة والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة في البلاد.

وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن التحذير في المستوى الرابع، وقد تشمل الهجمات الأفراد أو مسلحين، أو بواسطة أجهزة متفجرة.

ولفتت إلى أن التحذير يبقى ساريا من مخاطر "الإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف والاحتجاز غير العادل".

ويأتي التحذير بعد أيام من تسليم واشنطن، لائحة شروط إلى سوريا، لتطبيقها مقابل رفع جزئي للعقوبات.



ومن بين طلبات واشنطن، ضمان عدم عدم تولي مقاتلين أجانب مناصب قيادية في الإدارة الحاكمة في سوريا، كما تتضمن اللائحة الأمريكية تدمير أي مخازن أسلحة كيميائية متبقية في سوريا، والتعاون في مكافحة الإرهاب.

في المقابل يطالب المسؤولون السوريون بإلغاء كافة العقوبات على سوريا، سواء كانت أمريكية أو أوروبية، ومن دون شروط مسبقة، ويعد قانون قيصر من أبرز مشروعات العقوبات الأمريكية ضد سوريا.

ومن ضمن الشروط الأمريكية أيضا، تعيين منسق اتصال لدعم الجهود الأمريكية للعثور على أوستن تايس، الصحفي الأمريكي الذي فقد في سوريا منذ ما يزيد على 10 سنوات.

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • رغم مذكرة الجنائية الدولية..نتانياهو يسافر إلى المجر
  • أمريكا.. مقتل شخصين وإصابة 4 جراء إطلاق نار في واشنطن
  • أمريكا.. إسدال الستار على «وكالة التنمية الدولية» وقاضي يواجه «ترامب»!
  • واشنطن تعلن رسميا حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
  • أمريكا تحذر رعاياها من السفر إلى سوريا خلال عيد الفطر
  • روبيو: أمريكا تدعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب في السودان
  • واشنطن تعلن رسميا حلّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية .. تفاصيل
  • واشنطن تحلّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
  • واشنطن تعلن رسمياً حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية