ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
فى عالم السياسة الأمريكية اليوم، يمكن القول دون تردد إن إيلون ماسك، الأغنى فى العالم ورائد الأعمال المتعدد المجالات، قد تحول إلى شخصية مؤثرة فى الساحة السياسية الأمريكية. بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ فى الانتخابات الرئاسية، أصبح ماسك القوة الجديدة التى تؤثر على مجريات الأمور الداخلية بشكل ملحوظ.
بدراما سياسية غير متوقعة، اتجه ماسك الذى كان يدعم حزب الديمقراطيين على مدى عشرين عاما، لتبنى موقف قوى لصالح ترامب وقام بدعمه بكل ما أوتى من قوة بعد محاولة اغتيال الأخير خلال تجمع انتخابى فى بنسلفانيا.
ترامب، الذى أظهر إشادة بقدرات ماسك ووصفه بأنه ولد ليكون نجما، أعرب عن نية تكليف ماسك إدارة وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامى، لإحداث تحول جذرى فى كيفية إدارة الحكومة الفيدرالية وتمهيد الطريق لإدارة ترامب من خلال السعى لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة، وإعادة هيكلة الوكالات الحكومية والحد من الهدر المالى. فى إشارة إلى جهود ماسك الساعية لتقليص ٢ تريليون دولار من الإنفاق الحكومى. وبحسب وكالة رويترز، أكد ترامب أن هذه الجهود تسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة بحلول ٤ يوليو ٢٠٢٦، لتكون بمثابة هدية تزامنا مع الذكرى الـ٢٥٠ لتوقيع إعلان الاستقلال الأمريكى.
أثار ماسك لأول مرة فكرة بذل جهود جادة لخفض التكاليف، فى منتصف أغسطس الماضى، خلال استضافته المرشح الرئاسى وقتها دونالد ترامب فى حوار سياسى على منصة «إكس»، والذى حقق أرقاما قياسية فى المشاهدات تجاوزت المليار مشاهدة حسب تصريحات ماسك. على الرغم من التأكيدات بأن دور الإدارة الجديدة فى الحكومة الأمريكية سوف يقتصر على تقديم المشورة والتوجيه، إلا أن إريك جوردان الأستاذ فى كلية روس للأعمال بجامعة ميشيجان، حسب صحيفة «يو إس إيه توداى»، عبر عن مخاوفه من أن تمنح هذه السلطة الجديدة إيلون ماسك نفوذا كبيرا على السياسات الحكومية والوكالات الفيدرالية التى تشرف على مجموعته الاستثمارية. خاصة بعد حصول هذه المجموعة المكونة من ست شركات على ١٥.٤ مليار دولار فى عقود حكومية على مدار العقد الماضى، وفقا لموقع Open Secrets. كما أضافت كاثلين كلارك، أستاذة القانون بجامعة واشنطن، أن ماسك قد يكون له تأثير على اختيار رؤساء الهيئات التنظيمية التى تشرف على شركاته، مما قد يتيح له القدرة فى تشكيل السياسات والقرارات للهيئات التى سبق له انتقادها، ما يعنى حدوث تداخل بين مصالحه الخاصة وأدوار الحكومة التنظيمية.
من جهة أخرى، هناك اعتقاد بأن ترامب يسعى إلى استخدام هذه الإدارة كوسيلة للضغط على أعضاء الكونجرس بإثارة مخاوفهم بشأن الاستقرار التنظيمى والمالى ليدفعهم فى النهاية إلى إعادة توجيه المخصصات المالية فى الموازنات نحو الأهداف التى يدعمها، هذا التكتيك يشير إلى أن الإدارة الجديدة قد تسعى لدور أكبر من كونها مجرد أداة تنظيمية، من خلال استخدامها كوسيلة لتحقيق أهداف، كما يخشى البعض من عواقب التخفيضات التى ينوى إيلون ماسك تنفيذها فى وقت قصير، وقد أقر ماسك بالمخاطر، داعيا الأمريكيين إلى التحلى بالصبر لتحمل صعوبات مؤقتة من أجل تحقيق مكاسب طويلة الأجل. كما أشار إلى أن البيروقراطية الفيدرالية والإنفاق الحكومى يدفعان البلاد نحو الإفلاس خاصة بعد أن تجاوزت مدفوعات فوائد الدين الوطنى ميزانية وزارة الدفاع. تجدر الإشارة إلى أن ماسك بعد استحواذه على منصة تويتر فى أكتوبر ٢٠٢٢، قام بإجراء تغييرات جذرية، شملت تقليص عدد العاملين من ٨٠٠٠ إلى ١٥٠٠ فى غضون أسابيع. وبحسب صحيفة بوليتيكو يخطط ماسك لتقديم إحاطات أسبوعية عبر البث المباشر بشأن جهوده فى الإدارة الجديدة.
ماسك الملقب بالرابح الأكبر من الانتخابات الأمريكية بدأ يجنى ثمار استثماراته الضخمة فى حملة ترامب، محققا أرباحا بمليارات الدولارات عقب إعلان فوز الأخير، بعد أن شهدت أسهم شركاته ارتفاعا كبيرا فى قيمتها السوقية. ورغم أن ماسك المولود فى جنوب إفريقيا ليس مواطنا أمريكيا بالولادة، وبالتالى لن تكون له طموحات سياسية شخصية، إلا أنه مع ثروة صافية تقدر بأكثر من ٣٠٠ مليار دولار وسيطرته على إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعى، أصبح يتملك القدرة على إحداث تأثير كبير فى الساحة السياسية الأمريكية والدولية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب ايلون ماسك دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية وزارة الكفاءة الحكومية منصة إكس منصة تويتر البيروقراطية الحكومية الإنفاق الحكومي الدين الوطنى فيفيك راماسوامي شركات ماسك المنظمات الفيدرالية النفوذ السياسي الاستثمارات الحكومية المخصصات المالية السياسات التنظيمية صناعة القرار الحكومة الفيدرالية الحملات الانتخابية التأثير الاقتصادي الإدارة الحكومية
إقرأ أيضاً:
وسط إقبال كبير من العائلات.. جناح الطفل واحة ثقافية تجمع بين المعرفة والترفيه
يُعد جناح الطفل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب واحة ثقافية ممتعة تجمع بين المعرفة والترفيه، إذ خصصت الهيئة العامة للكتاب فى الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب للأطفال عالماً مليئاً بالإبداع والتشويق، وشهد الجناح إقبالاً كبيراً من العائلات والأطفال منذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض، حيث يُعد الجناح واحداً من أكثر الأقسام جذباً للزوار، لما يقدمه من أنشطة وفعاليات تعليمية وترفيهية متنوعة.
يُقدم الجناح هذا العام تجربة متكاملة للأطفال، تشمل مجموعة واسعة من الكتب والقصص المميزة التى تناسب مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى ورش العمل التفاعلية التى تشجع الأطفال على القراءة والإبداع، كما يضم الجناح عروضاً مسرحية وألعاباً تعليمية تسهم فى تنمية المهارات الفكرية واللغوية للصغار فى جو ملىء بالمرح والاستكشاف.
ويحظى جناح الطفل بدعم كبير من الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، حيث تم تصميم الجناح ليكون بيئة محفزة على التعلم والاكتشاف، ما يجعله وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن محتوى ثقافى ممتع ومفيد لأطفالهم، ويهدف إلى تنمية حب القراءة والاستكشاف لدى الصغار، من خلال أنشطة متنوعة تشمل ورش الحكى والفنون، والعروض المسرحية، واللقاءات التفاعلية مع أبرز كتّاب أدب الطفل.
كما يُقدم مجموعة واسعة من الكتب والإصدارات التى تناسب مختلف الفئات العمرية، ما يجعله فرصة ذهبية لاكتشاف قصص ملهمة ومغامرات تُثرى خيال الأطفال وتعزز قدراتهم الإبداعية، ولا يقتصر دوره على القراءة فقط، بل يمتد ليكون مساحة للتعلم التفاعلى، الذى يزرع فى نفوس الأطفال القيم الثقافية والهوية الوطنية بأسلوب ممتع وجذاب.
«صفاء»: الجناح يمثل فرصة للإبداع وحب القراءة واكتشاف المواهب.. وتجربة متكاملة تهدف إلى تشكيل الوعي والإلهام ليصبح قارئاً شغوفاً ومبدعاً في المستقبلوفى هذا الصدد، قالت القاصة والروائية صفاء عبدالمنعم، المتخصصة فى أدب الطفل، إنّ جناح الطفل فى معرض الكتاب ليس مجرد مساحة للعرض، بل تجربة متكاملة تهدف إلى تشكيل وعيه وإلهامه ليصبح قارئاً شغوفاً ومبدعاً فى المستقبل، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، مؤكدة أن المعرض هذا العام يشكّل فرصة حقيقية للأطفال لاكتشاف عالم أوسع من المعرفة، فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجههم، مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعى وانتشار المحتوى السريع على منصات مثل تيك توك.
وأضافت «عبدالمنعم»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن وجود الأطفال فى المعرض أمر فى غاية الأهمية، فهو يمنحهم الفرصة للاطلاع على كتب متنوعة، ويدرب أعينهم على رؤية الكتب والتفاعل معها، حتى إن لم يكن الطفل يجيد القراءة بعد، يمكن للوالدين أن يقرآ له أو يستعرضا الكتب أمامه، ما يساعده على تكوين علاقة قوية مع الكتاب من خلال الصور والمحتوى.
وأوضحت أن المعرض هذا العام يشهد إصدار كتابها الجديد «بيت الجد نعيم»، الذى فاز بجائزة المجلس الأعلى لثقافة الطفل، وتم الاحتفاء به فى حفل توقيع خاص وجرى توزيعه مجاناً على الأطفال من رواد المعرض، مشيرة إلى إصدارها الجديد «الذئب الذى لا يأكل اللحم»، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى يقدم رسالة أخلاقية هادفة للأطفال.
وأشارت إلى أن بعض الأهالى يوجهون أطفالهم للقراءة فى مجالات محددة مثل العلوم أو الطب، إلا أن القراءة يجب أن تكون متنوعة وشاملة لمختلف الاهتمامات، ما يساعد الأطفال على تنمية خيالهم وإبداعهم، مضيفة أنه لا يجب أن يكون اهتمام الطفل مقتصراً على مجال واحد، بل ينبغى أن تتاح له فرصة الاطلاع على أنواع مختلفة من الكتب، فمن الممكن أن يكتشف شغفه بالكتابة، ويصبح لديه إصداراته الخاصة فى المستقبل.
ووجهت الكاتبة رسالة تحفيزية للأطفال، قائلة: «ابحثوا عن الموهبة الكامنة فى داخلكم، واكتبوا كل ما يدور فى أذهانكم.. إن لم تفوزوا هذا العام، فاستمروا فى المحاولة، فالمستقبل يحمل الكثير من الفرص»، وفى ختام حديثها، أعربت عن أمنيتها بأن يشهد جناح الطفل فى السنوات المقبلة مزيداً من الأنشطة التفاعلية التى تعزز حب القراءة لدى الأطفال، وتساعدهم على التفاعل مع الكتاب بطريقة ممتعة، مؤكدةً أن القراءة هى الأساس لبناء أجيال مثقفة وواعية.
وانطلقت فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 وسط إقبال جماهيرى كبير منذ اليوم الأول، حيث توافد آلاف الزوار على أجنحة دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، التى تقدم مجموعة واسعة من الكتب والمؤلفات فى مختلف المجالات، ويستمر المعرض حتى 5 فبراير المقبل، وسط توقعات بارتفاع أعداد الزوار خلال الأيام المقبلة، تأكيداً على مكانته كإحدى أبرز الفعاليات الثقافية فى الوطن العربى.
ويفتح المعرض أبوابه للجمهور يومياً من 10 صباحاً حتى 8 مساءً، مع تمديد ساعات العمل حتى 9 مساءً يومى الخميس والجمعة، ضمن خطط الهيئة لمواكبة التحول الرقمى وتحقيق العدالة الثقافية وفق رؤية مصر 2030، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، بينما تم اختيار العالم والمفكر الراحل الدكتور أحمد مستجير ليكون «شخصية المعرض» لعام 2025، تقديراً لإسهاماته العلمية والأدبية.