الأخطبوط هو واحد من الكائنات البحرية المدهشة التي تتمتع بقدرة استثنائية على تغيير لونها وشكلها بفضل خلايا معينة في جلدها، وهذه القدرة المدهشة ليست مجرد وسيلة للتخفي فحسب، بل تُستخدم أيضًا في التواصل مع أفراد نوعه والتفاعل مع البيئة المحيطة.

ولأول مرة على الإطلاق، تمكن علماء الأحياء البحرية من قياس مقدار الطاقة التي تحتاجها الأخطبوطات فعليًا لتغيير لونها - وهي كمية كبيرة جدًا، إذ تشير دراسة بحثية جديدة إلى أن تغيير لون الأخطبوطات يحرق سعرات حرارية تعادل ما يحرقه الإنسان أثناء الركض لمدة 30 دقيقة.

سعرات حرارية هائلة يفقدها الأخطبوط

الأخطبوطات ماهرة في التخفي، حيث تغير لونها في أي لحظة لتخويف الحيوانات المفترسة والاختباء من الفرائس، لكن التكلفة المترتبة على هذا التغيير في اللون ظلت لغزًا، وفي الساعات الماضية تمكن علماء الأحياء من قياس مقدار الطاقة التي تستخدمها هذه الحيوانات بالفعل في التحولات اللونية الشاملة، ويمكن أن يخبر هذا الاكتشاف العلماء بالمزيد عن بيولوجيا هذه الحيوانات.

قال كيرت أونثانك، كبير مؤلفي الدراسة وعالم الأحياء البحرية وأستاذ علم الأحياء في جامعة «والا والا» في واشنطن، لموقع لايف ساينس: «عمليات التكيف الحيوانية تجعل بعض الكائنات تدفع الثمن نحن نعرف الكثير عن فوائد نظام تغيير لون الأخطبوط، ولكن حتى الآن لم نعرف شيئًا تقريبًا عن التكاليف، من خلال معرفة تكاليف تغيير لون الأخطبوط، لدينا فهم أفضل لأنواع التنازلات التي يقوم بها الأخطبوط من أجل البقاء مختبئًا».

تمتلك الأخطبوطات مجموعة خاصة من الأعضاء الصغيرة في جلدها تسمى الكروماتوفورات، قال أونثانك: «كل كروماتوفور عبارة عن كيس صغير مرن من الصبغة متصل به أشعة من العضلات مثل أسلاك العجلة المتصلة بالمحور، عندما تسترخي العضلات، ينهار كيس الصبغة إلى نقطة صغيرة جدًا، بحيث لا يمكن رؤيتها، وعندما تنقبض العضلات، فإنها تمد كيس الصبغة هذا على رقعة صغيرة من الجلد، ويمكن رؤية اللون بالداخل».

طاقة ضخمة لتغيير اللون

لتغيير اللون، تنقبض آلاف العضلات الصغيرة في هذه الأعضاء التي تشبه البكسل، من خلال التحكم في كل من هذه الخلايا الصبغية باستخدام نظامها العصبي، يمكنها إنشاء تمويه أو عروض معقدة للغاية ومثيرة للإعجاب، في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة PNAS ، جمع أونثانك والمؤلفة الأولى صوفي سونر، التي أجرت البحث كجزء من أطروحتها للماجستير في جامعة والا والا في ولاية واشنطن، عينات جلد من 17 أخطبوطًا ياقوتيًا (Octopus rubescens ) وقاسوا استهلاك الأكسجين أثناء توسع وانكماش الكروماتوفور، ثم قارنوا هذا بمعدل الأيض في حالة الراحة لكل أخطبوط.

ووجدت الدراسة أن الأخطبوط المتوسط ​​يستخدم حوالي 219 ميكرومول من الأكسجين في الساعة لتغيير لونه بالكامل، وهي نفس كمية الطاقة التي يستخدمها للقيام بجميع وظائف الجسم الأخرى أثناء الراحة، وبتوسيع نطاق حساباتهم لتتناسب مع البشر، قال أونثانك إنه إذا كان نوعنا يمتلك جلد الأخطبوط متغير اللون، فسوف نحرق ما يقرب من 390 سعرا حراريا إضافيا يوميًا لتغيير اللون، وهو نفس ما يحدث عند إكمال الركض لمدة 23 دقيقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأخطبوط

إقرأ أيضاً:

“الدرعية” تُطلق لونها الخاص لتجسيد مكانتها التاريخية والثقافية

المناطق_واس

أعلنت شركة الدرعية عن تعاونها مع شركة بانتون العالمية لإنتاج “لون الدرعية”، الذي يُجسّد جوهر الدرعية وروحها المتجذّرة في التاريخ، إذ انطلقت ملامح الهوية السعودية؛ تعزيزًا لأهمية هذا اللون الفريد المستوحى من أرضها، وما يُمثّله من أهميةٍ لمكانتها مركزًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا رائدًا، وتحقيق مستهدفاتها بالوصول إلى 50 مليون زيارة سنويًّا بحلول عام 2030.

وتأتي هذه الشراكة لتطوير “لون الدرعية” الذي يُجسّد المكانة التاريخية والثقافية للدرعية، ويُعزّز حضورها على الساحة العالمية، إذ يتميز بلونه الذهبي الفريد المستوحى من تمازج مواد البناء الطينية الأصيلة التي جُمعت من خمسة عشر موردًا مختلفًا من بيئة المملكة؛ ليعكس أصالة العمارة النجدية وروح وعراقة المملكة.

أخبار قد تهمك جامعة الأميرة نورة تُنظِّم المؤتمر الثالث للمرصد الوطني للمرأة “المرأة السعودية في التنمية” 7 أبريل 2025 - 2:58 مساءً تزامنا مع موسم الحج.. السعودية تحظر التأشيرات قصيرة الأجل لمواطني 14 دولة منها مصر 6 أبريل 2025 - 12:57 صباحًا

ويجمع اللون بين دقة التصميم في الحفاظ على التاريخ الغني للمملكة وإرثها الاجتماعي والثقافي، والرؤية الطموحة نحو المستقبل، ويُبرز الدرعية وجهة عالمية تجمع الثقافات، ومنارةً للمعرفة، تحتضن الإبداع وتُلهم الأجيال الشابة ليكونوا قادة المستقبل.

ولفت الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو النظر إلى أن هذا اللون الفريد يحتفي بثقافة وتقاليد الشعب السعودي، والإرث العريق للدرعية، التي تُعد نموذجا رائدًا في التصميم بطرازها المعماري النجدي المميز، كجزءٍ من الهوية البصرية الفريدة للدرعية.

من جهتها قالت نائب الرئيس في معهد بانتون للألوان لوري بريسمان: “لدينا القدرة على توظيف قوة اللون والتصميم في جميع أعمالنا، ولكن من خلال التقاط لون الدرعية، وهو لون معقد مستوحى من الطوب اللبن، ومشبع بدفء ذهبي، نحتفظ ونحتفي بتاريخ وأساس المملكة العربية السعودية، بينما ننقل في الوقت نفسه رؤية للمستقبل.

ومن خلال محاكاة مظهر وملمس العناصر الطبيعية التي تشكل مواد بناء هذه الوجهة الفريدة يُبرز لون الدرعية معلم حي الطريف الشهير وموقع اليونيسكو للتراث العالمي كوجهة تجمع الناس من جميع أنحاء العالم، وتكون بمثابة منارة للتعليم والمعرفة، وتحتضن نظامًا بيئيًا للإلهام، وتحفّز الشباب ليصبحوا قادة المستقبل.”

واستوحى فريق الخبراء من علماء الألوان في شركة “بانتون” فكرة اللون من تأثير انعكاس أشعة الشمس الذهبية التي تخترق السماء الزرقاء الصافية لتضرب الجدران الطينية الشهيرة في قصور حي الطريف التاريخي.
ويُعد لون الدرعية الجديد رمزًا فريدًا يعكس أسلوب الحياة في مشروع الدرعية، ويُعدّ جزءًا من الهوية البصرية التي تُلهم الزوار، وتُسهم في إيجاد علاقةٍ عاطفيةٍ مع المكان، وتُعزّز الحفاظ على الأهمية التاريخية والثقافية للدرعية على الساحة العالمية.

يذكر أن حي الطريف التاريخي الذي يُمثّل الأساس للون الدرعية بُني في القرن الثامن عشر باستخدام الطين اللبن والمواد الطبيعية من بيئة الدرعية، ويُعد هذا الموقع رمزًا بارزًا في التاريخ الغني للمملكة، وأدرج ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي عام 2010م، ويضم عددًا من القصور والمتاحف التي تستعرض تاريخ الدولة السعودية وإرثها، مما يأخذ الزوار في رحلةٍ شاملةٍ تُبرز عراقة وإرث الدرعية.

مقالات مشابهة

  • لو بتلعب رياضة.. فاكهة شهية تمنع الألم وتقلصات العضلات وتقلل الوزن
  • شمع الأذن الأسود.. أسبابه وكيف يمكن علاجه؟
  • “الدرعية” تُطلق لونها الخاص لتجسيد مكانتها التاريخية والثقافية
  • يغير اسمه وخلاص.. رامي صبري يسخر من أنباء انتقال زيزو للأهلي
  • صحف يابانية: نجاح ⁧‫رؤية السعودية 2030‬⁩ يغير المنطقة بأكملها
  • داخلية غزة تعلن انتهاء التحقيقات الأولية في خطف وقتل الشرطي شلدان
  • خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟
  • سوق الأسهم السعودية يفقد 1000 نقطة في يومين
  • أمنية غريبة لـ كريم محمود عبد العزيز
  • جعجع في قداس شهداء زحلة: لاستعادة الدولة سلطتها والا لا نتيجة لأي إصلاح