البوابة نيوز:
2025-03-29@11:55:20 GMT

الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.

في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟  

يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.

الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.  

اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.

غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.  

 فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.  

في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.  

  وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.

في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.  

هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.

ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟  

الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.  

فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.  

 والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.  

إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.  

لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.  

إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.

في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الطلاق العاطفي الطلاق العاطفی

إقرأ أيضاً:

تسريبات جديدة لـ”آيفون 17 Air”.. هل يكون الأنحف في تاريخ آبل؟ (صور)

الولايات المتحدة – تستعد شركة آبل لإطلاق سلسلة هواتف “آيفون 17” الجديدة في خريف هذا العام، وسط تسريبات كشفت عن تصميمات مبتكرة وميزات جديدة.

ورغم مرور أسابيع قليلة فقط على إطلاق أحدث هواتفها، بدأت الصور المسربة بالفعل في تقديم لمحة أولية عن الجيل القادم من أجهزة “آيفون”.

ونشر المدون الشهير المتخصص في أخبار آبل، ماجين بو، صورا على حسابه في منصة X، تظهر هاتف “آيفون 17 Air” فائق النحافة بجانب “آيفون 17 برو” الأكبر حجما، مع تعليق قال فيه: “مقارنة بين “آيفون 17 برو” و”آيفون 17 Air””.

وحظيت هذه التغريدة بأكثر من 48 ألف مشاهدة، ما زاد من حدة التكهنات حول التصميم المرتقب.

وفي تسريب آخر، نشر بو صورة جديدة تظهر جميع نماذج “آيفون 17” الأربعة، وهي: “آيفون 17 Air” و”آيفون 17 برو” و”آيفون 17 برو ماكس” و”آيفون 17″ القياسي.

وتشير التقارير إلى أن “آيفون 17 Air” سيأتي بسمك 0.2 بوصة (5.5 ملم)، ليصبح أنحف هاتف “آيفون” على الإطلاق، بينما يُقال إن “آيفون 17 برو” سيكون أكثر سمكا، حيث يبلغ 0.34 بوصة (8.7 ملم).

ومن المتوقع أن يكون “آيفون 17 Air” النسخة الأخف والأقل سمكا، ما يجعله خيارا مثاليا لمن يفضلون الأجهزة النحيفة والخفيفة، على غرار أجهزة MacBook Air.

أما بالنسبة للتصميم، فتظهر الصور المسربة تغييرات في شكل وحدة الكاميرا الخلفية، حيث يُقال إن “آيفون 17 برو” و”آيفون 17 برو ماكس” سيحتويان على 3 عدسات خلفية بتصميم جديد يشبه السهم، بينما سيمتد نتوء الكاميرا بعرض الجهاز بدلا من الشكل المربع المعتاد في الإصدارات السابقة.

وفي المقابل، سيحتوي “آيفون 17 Air” على كاميرا خلفية واحدة فقط مع نتوء كاميرا مستطيل الشكل، ليكون النموذج البديل لسلسلة “Plus”. أما النموذج القياسي “آيفون 17″، فسيحافظ على وجود عدستين خلفيتين دون وجود الشريط المستطيل للكاميرا.

ورغم الحماس الذي أثارته التسريبات، أبدى بعض المستخدمين مخاوف بشأن متانة “آيفون 17 Air” بسبب نحافته الشديدة، حيث علّق أحدهم قائلا: “هذا الهاتف سينكسر في جيوب الكثيرين”. بينما أضاف آخر: “قد ينحني أو ينكسر بسهولة”.

ومن ناحية أخرى، رحّب بعض المستخدمين بالفكرة، معتبرين أن الوزن الخفيف قد يكون ميزة كبيرة، خاصة لمن يستخدمون هواتفهم أثناء الاستلقاء.

كما أفاد موقع Tech Radar أن سلسلة “آيفون 17” قد تكون الأغلى في تاريخ آبل، حيث يُتوقع أن يبدأ سعر النموذج القياسي من 899 دولارا أمريكيا، أي أعلى من سعر “آيفون 16” القياسي الذي صدر العام الماضي.

وحتى الآن، لم تصدر آبل أي تعليق رسمي حول التسريبات، حيث اعتادت الشركة عدم التعقيب على الشائعات أو التكهنات المتعلقة بأجهزتها القادمة.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • ما هي حالات التأمينات الإلزامية؟.. القانون يجيب
  • التايم: حزب الله يعمّق عزلة لبنان ويفاقم أزماته بتدخلاته الخارجية
  • كاريس بشار ترقص وتطلب الطلاق.. وتتصدّر الترند!
  • اللجنة المنظمة للفعاليات في المحافظات تحدد الساحات النسائية لإحياء يوم القدس
  • تحديد الساحات النسائية بالمحافظات لإحياء يوم القدس
  • تسريبات جديدة لـ”آيفون 17 Air”.. هل يكون الأنحف في تاريخ آبل؟ (صور)
  • مريم بنت محمد بن زايد تترأّس اجتماعي لجنتي التعليم الخاص والقطاع الاجتماعي التابعتين لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع
  • مريم بنت محمد بن زايد تترأس اجتماعي لجنتي التعليم الخاص والقطاع الاجتماعي
  • اعرف.. حالة تكفل للزوجة الاستحواذ على نصيب من أموال وممتلكات زوجها عند الطلاق
  • طليق ريم عبدالله يخرج عن صمته: الطلاق لم يكن خلعًا وابني لم تره منذ سنوات .. فيديو