يمانيون:
2025-02-24@03:01:39 GMT

الشهيد العفيف

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

الشهيد العفيف

غسّان ملحم

لم يكن استشهاد القائد الحاج محمد عفيف النابلسي مفاجئاً البتّة. النبأ ليس مستهجناً، ولا مستغرباً. هو كان ينشد الشهادة، ويتوق لها، وفي طريقه إليها. وهي كانت مسألة وقت فحسب. لكن شهادته كانت لامعة. نعم هي كانت كذلك، بحيث لا بدّ من الوقوف والتوقّف عندها والتأمّل والتفكّر فيها. هو نجل العلّامة الراحل فضيلة الشيخ عفيف النابلسي، أحد أبرز علماء المقاومة.

وهو من الجيل المؤسس والرعيل الأول في الحزب والمقاومة. وهو مسؤول الإعلام في الحزب والمقاومة. فما الذي يمكن تدوينه والإدلاء به هنا في حضرة الشهيد محمد عفيف؟
كاريزما القيادة الإعلامية
كانت شخصية القائد الشهيد محمد عفيف – بميزان لغة الجسد (Body Language)، فنّ التواصل أو الاتصال السياسي (Political Communication Art)، الخطاب السياسي والخطاب العمومي والخطاب الإعلامي (Political Discourse, Public Speech and Media Speaking) – ملفتة، وربما مثيرة للجدل، بالنسبة للبعض من الأشخاص والأطراف في الوسطين السياسي والإعلامي.
فقد كان حضوره الشخصي قويّاً وبارزاً داخل الحزب وعلى صعيد العلاقات مع الإعلام والعلاقات العامّة. بهذا المعنى، يمكننا القول إنه كان يتمتع ويمتاز بما يمكننا أن نصطلح على تسميته “كاريزما القيادة الإعلامية” لدى توصيفه وتصنيفه.
العلاقة مع قيادة الحزب والمقاومة
كانت علاقة الشهيد الحاج محمد عفيف بقيادة الحزب والمقاومة وثيقة جداً، بل ربما كانت خاصة جداً، سواء كانت مع الأمين العام الراحل الشهيد السيد عباس الموسوي سابقاً، أو كانت مع الأمين العام الراحل أيضاً الشهيد السيد حسن نصر الله لاحقاً – وهي الحقبة الذهبية من حياة الحزب والمقاومة وتجربتهما في السياسة والميدان – ومعهما نائب الأمين العام سابقاً والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
هو لم يكن بعيداً على الإطلاق عن الأمانة العامة للحزب، بل كان لصيقاً بها، وربما أيضاً جزءاً لا يتجزّأ منها. هو كان يضطلع بمسؤولية وحدة العلاقات الإعلامية، وبالتالي أو بالتبعية كان يشغل العضوية الحكمية في المجلس السياسي لهذه الصفة؛ وهو كان يتولّى مسؤولية المعاونية الإعلامية في الأمانة العامة إلى جانب الأمين العام بشخصه. كما أنه كان على تماسٍ مباشر مع قادة الجناح العسكري للحزب، أو لنقل قادة المقاومة العسكرية.
المشاركة في صناعة القرار وممارسة السلطة
كان القائد الشهيد محمد عفيف شريكاً في عملية صناعة القرار بصورة خاصّة وعملية ممارسة السلطة بصورة عامّة داخل الحزب والمقاومة، والمقصود بالسلطة هو القيادة بشقّيها السياسي والعسكري، وليس الإعلامي فقط، بالنظر إلى ماهية وطبيعة منصبه الرفيع بالدرجة الأولى، وصفاته الشخصية، الذهنية والفكرية والأخلاقية، بالدرجة الثانية. فكانت مشاركته أو مساهمته في تسيير شؤون الحزب والمقاومة وازنة في زمن السلم بطبيعة الحال، ومضاعفة في زمن الحرب، كما في حالات الظروف الاستثنائية والقوة القاهرة والداهمة، وذلك لأسباب ذاتية تتصل بشخصه، وموضوعية تتصل بهيكلية الحزب ودوره ضمن هذه التركيبة.
الحزب والمقاومة والحرب الإعلامية
كان الشهيد الحاج محمد عفيف يدرك جيداً أهمية وخطورة الحرب الإعلامية والحرب النفسية على حد سواء، بالتوازي وبالتزامن مع الحرب العسكرية والمقاومة المسلحة في سياق وفي خضمّ المواجهة المفتوحة والصراع المفتوح مع العدو الإسرائيلي، ومن معه ومن خلفه.
من هنا، هو كان يولي في عهدته أهمية خاصة، وهي باتت أهمية مضاعفة، للمعركة الإعلامية، من ضمن المعركة السياسية، كما المعركة العسكرية، سواء كان قبلها أو في غمارها أو بعدها، وكذلك على صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للبلد والمقاومة وجمهورهما، وعلى صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للعدو وجمهوره في المقابل أيضاً.
البصمة الشخصية في وحدة العلاقات الإعلامية
لم يكن حضور القائد الشهيد محمد عفيف عابراً على رأس وحدة العلاقات الإعلامية، وهو ليس رتيباً من طبيعة شخصيته، ولا حتى في سلوكه وممارسته. هو مثّل علامة فارقة على صعيد الإدارة والقيادة لإعلام المقاومة، وهو شكّل بشخصه حالة فريدة ومتميّزة، فرضت وتفرض نفسها على إعلام المقاومة وإعلام البلد في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد ترك بصمة شخصية عميقة وبليغة بهيبته وأدائه. وعليه، لن يكون سهلاً، ولا بسيطاً، على من يخلفه بموقعه أن يملأ الفراغ الذي خلّفه، وأن يبقى على القدر والمستوى نفسه من الحسّ بالمسؤولية والقدرة على الاضطلاع بها.
كان الرجل جريئاً وشجاعاً، لا يهاب الموت، بل يهوى الشهادة، كعشقه للشهيد المقدّس، سماحة السيد حسن نصر الله. كما أنه لم يكن يخشى في قول كلمة الحقّ أمام سلطان جائر لومة لائم، ولم يكن يخشى سلوك درب الحقّ والمضي به قدماً والذهاب به بعيداً، وإلى النهاية، حتى انقطاع النفس والرمق الأخير، أي الشهادة، لقلّة سالكيه. كان، بحضوره ونبرة خطابه ونظراته وحراكه، كالليث بالإعلام وميدان المعركة الإعلامية والحرب الإعلامية والمواجهة الإعلامية من الضاحية الجنوبية إلى الجبهة الجنوبية، وإن كان قليلون يعرفونه، وكثيرون يجهلونه، ولا يعرفونه، وعديدون يظلمونه. هكذا هم رجالات المقاومة.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید محمد عفیف الحزب والمقاومة الأمین العام على صعید لم یکن هو کان

إقرأ أيضاً:

برلماني: حزب مستقبل وطن يعمل على تخفيف الأعباء عن المواطنين

رحب النائب محمد حمزة، عضو مجلس الشيوخ وأمين العمل الجماهيري لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، بقيادات الحزب وأعضائه، معبرًا عن تقديره الكبير للجهود المبذولة في خدمة المواطنين وتعزيز العمل السياسي والاجتماعي. وأكد أن حزب مستقبل وطن يظل حريصًا على تحقيق الأهداف التي تساهم في بناء مصر الحديثة من خلال برامج تنموية تخدم جميع فئات المجتمع.

ونظمت قيادات الأمانة المركزية زيارة إلى محافظة الإسكندرية، تُعد الزيارة هي الثالثة عشرة ضمن سلسلة الجولات التي يعتزم الحزب القيام بها في مختلف المحافظات.

بدأت الزيارة باحتفالية لتقديم جهاز 100 عروسة و100 كرسي متحرك و 60 رحلة عمرة لأهالي المحافظة.

حضر الحفل النائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس الحزب والأمين العام، والفريق أحمد خالد، مُحافظ الإسكندرية، والدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، النائب عبدالهادي القصبي، نائب رئيس الحزب، ورئيس الهيئة البرلمانية بمجلس النواب، النائب حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، ورئيس الهيئة البرلمانية بمجلس الشيوخ والنائب علاء عابد، نائب رئيس الحزب، النائب رزق راغب ضيف الله، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب محمد الجارحي ، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب عصام هلال عفيفي، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب عاطف ناصر، الأمين المساعد للحزب، والنائب يحيى عيسوي، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب خالد شلبي، أمين التنظيم المركزي، والنائب فخري طايل، أمين العمل الأهلي المركزي، والنائب مصطفى سالم، أمين العلاقات الحكومية المركزي، والنائب طارق رضوان، أمين حقوق الإنسان المركزي، والأمناء المساعدين لأمانة التنظيم المركزية، والدكتور سعيد عبد العزيز، أمين الحزب بمحافظة الإسكندرية، والنائب صالح سلطان، أمين الحزب بمحافظة مطروح، وحسن خاطر، أمين تنظيم الإسكندرية.


وتأتي هذة الفاعليات تنفيذًا لتكليفات رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وتقديم كافة سبل الدعم للفئات الأحق بالرعاية والأسر الأكثر احتياجًا، وللمساهمة في إدخال البهجة والفرحة على قلوب العرائس وعائلاتهن.

وأضاف النائب محمد حمزة أن الحزب يواصل دعمه الكامل للقيادة السياسية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يقود البلاد بحكمة وإرادة قوية نحو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في مختلف المجالات. وأوضح أن هذا الدعم يعكس التزام الحزب الكامل بتحقيق رؤية الدولة المصرية وتطلعات الشعب المصري نحو مستقبل أفضل.


وشدد حمزة على أهمية العمل الجماعي والتكاتف بين جميع الأحزاب والقوى السياسية لدعم استقرار مصر وتعزيز التنمية، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب التفاف الجميع حول القيادة السياسية من أجل مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق تقدم ملموس في كافة المجالات.

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام يكرم هاشم عبده هاشم بجائزة «شخصية العام الإعلامية»
  • غدا.. محاكمة بلوجر شهير سب الإعلامية رشوي الشربيني
  • مأرب.. قبائل صنعاء تجدد دعمها للجيش اليمني في معركة استعادة الدولة
  • بالفيديو .. نعيم قاسم يتحدث عن آخر أيام نصر الله ويعد بإخراج أسرى الحزب
  • شاهد| هذا هو المكان الذي سيدفن فيه جثمان الأمين العام الأسبق لـ”حزب الله” اللبناني الشهيد السيد حسن نصر الله (فيديو)
  • نعيم قاسم يتحدث عن آخر أيام نصر الله ويعد بإخراج أسرى الحزب (شاهد)
  • قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور
  • الشهيد المساعد/ محمد علي عبدالمجيد
  • ما لا تعرفونه عن الشهيد المساعد محمد علي..!!
  • برلماني: حزب مستقبل وطن يعمل على تخفيف الأعباء عن المواطنين