الرياض – محمد الجليحي

نظّم نادي سباقات الخيل في ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالرياض الأسبوع السادس من موسم سباقات الرياض في حفلاته الثلاث 55 و 56 و 57 أيام الخميس والجمعة والسبت، التي وصلت قيمة الجوائز إلى قرابة الأربعة ملايين ريال. تألف كل يوم من اثني عشر شوطًا اختلفت فيها درجاتها وتصنيفاتها وأعمارها لخيل الثروبيرد والخيل العربية الأصيلة، حيث شهد هذا الأسبوع أشواطاً مثيره وكؤوسًا عديدة، كان من أبرزها في سباقات يوم الجمعة كأس وزارة العدل الفئة الثالثة للإنتاج المحلي أعمار الثلاث سنوات على مسافة 1800 متر وبجائزة قدرها 165 ألف ريال، حيث استطاع الجواد وكيد تحقيق المركز الأول لإسطبل أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبتدريبات أحمد محمود وبقيادة الخيال عبدالله الفيروز.

وفي آخر الأشواط من يوم الجمعة المخصص لكأس سلطان راعي القوده، تمكن بكل اقتدار المهر رياض سنترال تحقيق المركز الأول بشعار المالك عبدالله سعد التويجري وبتدريبات ممدوح العلي وبقيادة الخيال اليكسس مورينو، وفي سباقات يوم السبت خصص الشوط الخامس لمساهمة نادي سباقات الخيل للأفراس المباعة في مزاد 2023 بجائزة قدرها 500 ألف ريال وظفرت بالجائزة المهره سحابة ديم للمالك سلطان عبدالله الغنام وبتدريبات ممدوح العلي وبقيادة الخيال عبدالله سليمان العضيب، وفي سادس الأشواط كذلك خصص لمساهمة نادي سباقات الخيل للحصن المباعة في مزاد 2023 بجائزة قدرها 500 ألف ريال، كانت من نصيب المهر عالي الهامه لإسطبل أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبتدريبات عبدالعزيز المشوح وبقيادة الخيال كاميلو اوسبينا. وفي ثامن الأشواط على كأس أمريكا اللاتينية على مسافة 1200 متر وبجائزة قدرها 150 ألف ريال واستطاع للوصول لخط النهاية أولاً الجواد سودد للأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وبتدريبات عبدالله مشرف وبقيادة الخيال ايدي كاسترو، وفي كأس وزارة الداخلية الفئة الثالثة على مسافة 1800 متر وبجائزة قدرها 165 ألف وتوجت بالكأس الفرس جابها الله لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبتدريبات عبدالعزيز المشوح وبقيادة الخيال كاميلو، وفي كأس إمارة منطقة المدينة المنورة على مسافة 2400 متر والذي ظفر به الجواد مشموخ للأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وبتدريبات عبدالله مشرف وبقيادة الخيال ريكاردو فيريرا.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الاسبوع السادس موسم سباقات الرياض وبقیادة الخیال على مسافة ألف ریال

إقرأ أيضاً:

السوجرة قرية من وحي الخيال

قررنا أن نقضي يومنا بطريقة مختلفة، فاخترنا أن يكون الإفطار في مكان لا يشبه غيره، "قرية السوجرة"، تجربة تشعرك وكأنك على وشك الدخول إلى فصل من كتاب قديم، تحمله أوراقه عبق التاريخ، وتروي سطوره حكايات من زمن بعيد، وصلنا إلى القرية التي تقع بين جبلين، تمامًا كأنها مخبأة بعناية في حضن الطبيعة، وكأن الجبال تحرسها من عبث الزمن، السكون كان سيد المكان، لا صوت سوى همسات الريح التي تمر بخفة بين البيوت الحجرية، وكأنها تهمس لنا بقصص من عاشوا هنا قبل عشرات السنين، قرية السوجرة ليست كبقية القرى؛ فهي تعود بأصولها إلى أكثر من 500 عام، عاش فيها جدّان شقيقان، وأسّسا معًا نواة لحياة بسيطة جمعت حولها ست عائلات فقط، ورغم قلة عدد السكان، إلا أن الترابط والانسجام كانا واضحين في كل ركن، في كل حجر من جدران البيوت، وفي كل شجرة زُرعت بيدٍ محبة، ما أثار دهشتنا أن الحكومة لم تُجبر الأهالي على إخلاء القرية كما يحدث في بعض المناطق النائية، بل احترمت ارتباطهم بالمكان، وجلبت إليهم الخدمات الأساسية، حتى في الحالات الطارئة، لم يكن مستحيلًا الوصول إليهم، فكانت طائرات "الهليكوبتر" تُرسل عند الحاجة، وكأن السماء نفسها كانت مفتوحة لهم عند الضرورة.

تخيّل أن تعيش في قرية منعزلة عن العالم، وتضطر أن تمشي لأيام فقط لتصل إلى السوق الأقرب! هذا ما كان يفعله أهل السوجرة، كانوا يحملون معهم ما زرعته أيديهم من ثمار، ويتوجهون إلى سوق نزوى، في رحلة تستغرق ثلاثة أيام كاملة، يومًا ونصف اليوم ذهابًا، ويومًا ونصف اليوم عودة، يبيعون ثمارهم هناك، ويشترون ما يحتاجونه من طعام وبهارات وأساسيات حياتهم البسيطة، تخيّل كل تلك المسافة، كل ذاك الجهد، فقط لتأمين لقمة العيش، لكنه كان جزءًا من نمط حياة لا يعرف التذمر، بل تحكمه القناعة والرضا، أوقاتهم كانت تسير على إيقاع الطبيعة والعبادة، يصحون مع أذان الفجر، ويبدؤون يومهم مع شروق الشمس، ويخلدون إلى النوم بعد صلاة العشاء، حين يغمر الظلام القرية ويعود السكون ليحتضنها من جديد، لا ضوضاء، لا أضواء اصطناعية، فقط سكون يعلّق الزمن بين الجبلين.

البيوت هناك تُشبه القصص، صغيرة، حجرية، لكنها تحوي دفئًا لا يمكن أن تراه، بل تشعر به، ربما لأن كل جدار فيها شهد ضحكة، وكل زاوية فيها تحمل ذكرى، وكل ممر بين بيوتها ضم خطوات لأجيال مضت، السوجرة ليست مجرد قرية، بل فصل محفوظ من كتاب الهوية العُمانية، هي نموذج لحياة اتسمت بالبساطة، لكنها مشبعة بالقيمة، حياة لا تعرف الإسراف، ولا تلهث خلف التكنولوجيا، بل تسير على إيقاع الشمس والظل، الماء والتربة، الدعاء والكد، وأثناء جلوسنا هناك، وتناول الإفطار وسط هذا الهدوء الساحر، أحسسنا أننا لسنا مجرد زائرين، بل ضيوف على قصة أزلية، قصة لا تزال تُروى رغم أن معظم شخوصها قد غادروها وانتقلوا إلى مساحة مجاورة.

كان أكثر ما لفت انتباهنا في قرية السوجرة هو الانسجام العجيب بين الإنسان والمكان، كل شيء هناك يشعرك وكأن الطبيعة والناس اتفقوا على نوع من التعايش السلمي، لا اعتداء فيه ولا صخب، الأشجار تنمو بهدوء، والمياه تنساب في مجاريها القديمة، والبيوت لا تحاول أن تتجاوز حدود الأرض، بل تتماهى معها، بلون الحجر نفسه وروحه، بينما كنا نتجول في أزقة القرية، مررنا بآثار الدروب الترابية، ربما لأطفال عاشوا هنا قبل عشرات السنين، وربما لحمار يحمل على ظهره الحطب، أو لامرأة كانت عائدة من الحقول، كل شيء له ذاكرة، وله حكاية، حتى الجدران المتصدعة لم تكن مجرد حجارة متهالكة، بل صفحات صامتة من تاريخ عائلات عاشت، وفرحت، وبكت هنا.

سمعنا من أصحاب المكان الذين بقوا في المنطقة والذين كانوا يشرفون على النزل، أن الحياة في السوجرة لم تكن سهلة، لكنها كانت كريمة، كانوا يزرعون ما يأكلون، ويقتسمون ما يجنونه، فلا جوع يستفرد ببيت، ولا حاجة تُترك دون سند، القوة لم تكن في كثرة المال أو البنيان، بل في الترابط، في شعور كل فرد بأن القرية بأكملها تقف خلفه إن احتاج، حدثنا أحد المشرفين القائمين على النزل عن الشتاء هناك، حيث يلبس الضباب القرية بأكملها رداءً من الغموض، ويغلق الجبلان على قريتهما الصغيرة كما لو كانا يحميانها من العالم الخارجي، وفي الصيف، تتزين الحقول بالخضرة.

ما يجعل السوجرة مميزة ليس فقط قدمها أو مكانها، بل استمرارها، قرى كثيرة هُجرت، وبيوت كثيرة تُركت، لكن السوجرة لا تزال تحتفظ ببعض من نبضها، لا تزال تنبض بالقصة، وبالذكرى، وبالأمل، حيث قام أحفاد أولئك الأجداد بإعادة الحياة لها من جديد عبر ترميم المنازل القديمة وتحويلها إلى نُزل تراثية عن طريق شركاتهم العائلية التي تبنّت هذا الدور، لكونهم أحرص الناس على تراثهم، رحلتنا هذه لم تكن مجرد نزهة، بل كانت دعوة للتأمل، وتذكيرًا بأن البساطة ليست نقصًا، بل جمال من نوع مختلف، وفي زمن تتسارع فيه الحياة، وتتشابك فيه الشاشات والتطبيقات، هناك مكان ما بين جبلين، لا يزال يحتفظ بإيقاع الزمن الجميل، وغادرنا السوجرة، لكن بقيت أرواحنا هناك، تسرح بين جدرانها العتيقة، وتتنفس من سكونها الطاهر، وكأن القرية اختارت أن تُقيم فينا، لا أن نُقيم فيها، والذي لا شك فيه أنها الزيارة الأولى، ولكنها حتمًا ليست الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • تنفيذ 30 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في منطقة الرياض بـ 2 مليار ريال
  • بخدمة نحو 5.3 مليون مسافر.. مطار الملك عبدالعزيز الدولي يحقق أرقامًا تشغيلية قياسية خلال “موسم ذروة العمرة 1446هـ”
  • السوجرة قرية من وحي الخيال
  • بدء تنفيذ 30 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في الرياض بنحو 2 مليار ريال
  • المياه الوطنية بدأنا تنفيذ 30 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في منطقة الرياض بنحو 2 مليار ريال
  • الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز يستقبل مدير فرع “هيئة الأمر بالمعروف” بمنطقة الرياض
  • الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز يستقبل رئيس مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة الرياض
  • بعد موسم مثير للجدل .. نزار الفارس يعلن خبرا مفاجئا للجمهور
  • القبض على 8 أشخاص لمخالفتهم الأنظمة البيئية بمحميتَي الملك عبدالعزيز والإمام تركي بن عبدالله
  • برشلونة يتعثر أمام ريال بيتيس ويكتفي بالتعادل في «الليغا»