من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن حباد
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
يلف كثير من الغموض حادثة اختفاء الحاخام الإسرائيلي المقيم في الإمارات تسفي كوغان المنتمي إلى حركة حباد اليهودية منذ عدة أيام.
وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والموساد، السبت، اختفاء رجل الدين اليهودي الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والمولدوفية وأشار إلى أنه مبعوث حركة "حباد" الدينية إلى الإمارات.
وأضاف البيان أنه "جرى فتح تحقيق واسع منذ لحظة اختفائه وعلى إثر معلومة بأن الحديث يدور حول عمل إرهابي"، مبينا أن "أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية تعمل بشكل متواصل في ظل القلق على سلامة وأمن تسفي كوغان".
ولم يصدر عن السلطات الإماراتية أي تعليق رسمي بعد بشأن القضية.
وفي رده على اتصال هاتفي لموقع "الحرة" قال متحدث باسم حركة "حباد" إنه لا يوجد أي تعليق أو تحديث في الوقت الحالي بشأن القضية.
وبحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية فإن من المحتمل أن يكون كوغان قد اختطف من متجر أطعمة "كوشر" اليهودية الذي كان يديره في دبي.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أنه يُعتقد أن الجناة فروا إلى تركيا.
كوغان وحبادلا تتوفر الكثير من المعلومات بشأن كوغان سوى أنه مساعد الحاخام ليفي دوتشمان، الحاخام الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الحركة.
ورفضت حركة "حباد" الإدلاء بأية معلومات أو تفاصيل عامة بشأن كوغان أو عن الحركة عندما تواصل معها موقع "الحرة" عبر الهاتف.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، سافر كوغان إلى إسرائيل برفقة دوتشمان، حيث التقيا بالسفير الإسرائيلي الجديد في الإمارات يوسي شيلي بمكتب رئيس الوزراء، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وأضافت أن الرجلين عادا إلى الإمارات يوم الأربعاء، وهو آخر وقت تم رؤية كوغان فيه.
وعلى عكس أغلب الجماعات اليهودية المتدينة التي تميل إلى الانطواء على ذاتها، تركز "حباد" على التفاعل والفعاليات المجتمعية مع اليهود غير المنتمين لجماعات دينية والعلمانيين أو الطوائف اليهودية الأخرى.
وبحسب ما جاء على موقع الحركة الرسمي على الإنترنت فإن دوتشمان، المبعوث من "حباد"، ولديها فروع في دول عدة حول العالم، وصل إلى البلاد في عام 2014 بهدف بناء بنية تحتية يهودية لمساعدة اليهود المقيمين والزائرين في جميع مجالات الحياة.
أسس دوتشمان منظمة "اليهودية في الإمارات" التي تقول إنها تعمل من أجل دعم نمو وازدهار المجتمعات اليهودية المحلية، والمقيمين والزوار في جميع أنحاء الإمارات.
كذلك تلتزم "اليهودية في الإمارات" بتقديم خدمات تعليمية ودينية واجتماعية نموذجية لجميع اليهود في المنطقة وتعزيز الهوية اليهودية وتوفير الفرصة لكل يهودي لتجربة فرح وحيوية تراثه اليهودي، وفقا لما جاء على موقع حركة حباد.
أنشأت "اليهودية في الإمارات" العديد من الكيانات والمؤسسات بما في ذلك أماكن العبادة وبرامج التعليم ومرافق وخدمات المجتمع بالإضافة إلى وكالة الإمارات لشهادة "الكوشر" الوحيدة في الإمارات والتي تشابه "حلال" في الديانة الإسلامية.
يشار إلى أن الإمارات وإسرائيل وقعتا اتفاقا لتطبيع العلاقات برعاية أميركية في 15 سبتمبر 2020، حيث أصبحت الدولة الخليجية في حينها ثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد مصر والأردن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الإمارات
إقرأ أيضاً:
صالح الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخًا
فهو لم يكن مجرد رئيسٍ لإدارة الدولة في زمن الحرب، بل كان رمزًا لمرحلةٍ استثنائيةٍ من الصمود والتحدي، حيث برز كقائدٍ ملهمٍ لشعبه، ومجاهدٍ متفانٍ في ميادين المواجهة، ورجلِ دولةٍ حكيمٍ في إدارة شؤون البلاد رغم الظروف القاسية التي فرضها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
منذ توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في عام 2016، كان الرئيس الصماد يعي تمامًا حجم التحديات التي تواجه اليمن، لكنه لم يكن ممن يساومون على المبادئ أو يضعفون أمام الضغوط.
لقد أدرك أن المهمة الملقاة على عاتقه ليست مجرد تسيير أعمال الدولة، بل خوض معركة مصيرية تجمع بين المواجهة العسكرية، والجهد السياسي، والعمل التنموي والاجتماعي.
برز حضوره القوي في مختلف الميادين، حيث كان يتنقل بين الجبهات والميادين الشعبية، حاضرًا بين المجاهدين في خطوط النار، ومتفقدًا أوضاع الشعب في الداخل.
كما انه لم يكن قائدًا مكتبيًا يدير المعركة من خلف الطاولات، بل كان في مقدمة الصفوف، يشارك في صناعة القرار مع القيادات العسكرية، ويخوض المواجهة إلى جانب المقاتلين، وهو ما جعله محبوبًا ومهابًا في آنٍ واحد، رمزًا للتضحية والفداء.
لم يكن الصماد شخصيةً سياسيةً نمطيةً، بل كان قائدًا صادقًا حمل همّ الأمة بجديةٍ وإخلاص فقد استطاع خلال فترة رئاسته أن يحقق توازنًا بين متطلبات الحرب ومسؤوليات الدولة، وهو ما تجلّى في مشروعه العظيم "يدٌ تحمي ويدٌ تبني"، حيث أدرك أن المواجهة مع العدوان لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تتطلب أيضًا بناء الداخل، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي، وترسيخ الهوية الوطنية في وجه مشاريع الهيمنة.
مشروع "يدٌ تحمي ويدٌ تبني" إعلانًا لمعادلةٍ استراتيجيةٍ جعلت العدو يدرك أن استهداف اليمن بالقصف والحصار لن يكسر إرادته، بل سيدفعه إلى مزيدٍ من الصمود والإبداع في مختلف المجالات. وهذا المشروع لم يكن مجرد شعارٍ، بل كان برنامج عملٍ حقيقيٍ بدأ الصماد في تنفيذه عبر تحريك عجلة الإنتاج المحلي، وتعزيز القدرات العسكرية، والتأسيس لمرحلةٍ جديدةٍ من الاكتفاء الذاتي، وهو ما ظهر جليًا في الإنجازات العسكرية المتتالية، من تطوير القدرات الصاروخية إلى توسيع العمليات البحرية التي كسرت الحصار وفرضت معادلاتٍ جديدةٍ في الصراع.
كان الصماد حاضرًا في كل مفصلٍ حساسٍ من معركة الدفاع عن اليمن، لم يتردد لحظةً في اتخاذ القرارات المصيرية، ولم يسمح للخلافات الداخلية أن تؤثر على المسار العام للمعركة.
سعى دائمًا إلى وحدة الصف الداخلي، وحافظ على تماسك الجبهة الوطنية، وعمل على تحييد أي محاولاتٍ للعدو لاختراق الصفوف أو زرع الفتن، لأنه كان يدرك أن المعركة ليست فقط ضد عدوانٍ خارجي، بل هي أيضًا ضد كل أشكال الخيانة والتخاذل التي قد تقوّض صمود الأمة.
لقد مثل الصماد تجسيدًا عمليًا لقيم الثورة والجهاد، لم يكن يبحث عن المناصب أو المكاسب، بل كان همه الوحيد هو القضية العادلة لشعبه. ولذلك، لم يتوقف يومًا عن العمل حتى اللحظة الأخيرة من حياته، حيث استشهد وهو في قلب الميدان، في محافظة الحديدة، في مهمةٍ وطنيةٍ تعكس إيمانه العميق بأن القائد الحق هو الذي يكون بين شعبه، يقودهم من الأمام، لا من الخلف.
استشهاد الصماد كان لحظةً فارقةً في مسيرة الصمود اليمني، لكنه لم يكن نهاية المطاف، بل كان نقطة انطلاقٍ جديدةٍ جعلت من دمه وقودًا لمزيدٍ من الصمود والتحدي. فقد كان استشهاده دافعًا لتصعيد المواجهة مع العدو، وتعزيز القدرات العسكرية، وتوسيع دائرة المعركة لتشمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.
إن القادة العظماء لا يموتون بموت أجسادهم، بل يبقون خالدين في وجدان الأمة بما تركوه من أثرٍ وما زرعوه من قيمٍ ومبادئ. والصماد، برؤيته العميقة وشجاعته الفائقة، استطاع أن يضع أسسًا متينةً لمشروع التحرر الوطني، وأن يكون نموذجًا للقائد الذي يعيش من أجل قضيته ويفنى في سبيلها.
وهكذا، فإن الرئيس الشهيد لم يكن مجرد رجلٍ عابرٍ في مسيرة اليمن، بل كان ركيزةً أساسيةً في مرحلةٍ تاريخيةٍ من المواجهة، ورمزًا للصمود في وجه أعتى التحالفات العدوانية، وحلقةً من حلقات النضال التي ستبقى خالدةً في سجل التاريخ اليمني المشرّف.
أيها العابر في الأزقة بلا حراسة
أيها الساكن في قلوب البسطاء بلا قصور
لم تكن رئيسا يجلس على عرش من ذهب
كنت وطنا يمشي على قدمين
وكفى بذلك مجدا لا يُشترى
سلام عليك يوم غادرت ولم تغب،
وسلام على التراب الذي ضمّك وارتفع،
فأنت لم تمت
بل صرت راية في يد القادمين
يا صالح القلوب التي لم تخن
أيها الصاعد من بين الأنقاض كالشمس
سلام على جرحك الذي صار طريقا
وعلى صوتك الذي صار نشيدا
وعلى اسمك الذي صار وطنا
*عرب جورنال / كامل المعمري -