لجريدة عمان:
2024-12-24@03:46:19 GMT

الغزيون بين شح الغذاء والارتفاع الجنوني للأسعار

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

بعد أن أهلكت ثلاثة عشر شهرًا من الحرب الحرث والنسل، فإن ثلاثة أصناف من الخضروات في غزة أصبحت من المشتهيات، وغيرها من باقي صنوف الغذاء شحيحة في القطاع الذي دمرته آلة الاحتلال.

وإن وجدت بعض الخضروات فأسعارها خيالية تفوق مقدرة الغزيين ما جعل الحصول عليها صعبًا إن لم يكن مستحيلاً لكثيرين، فغزة التى كانت تلقب يومًا بمدينة الاطفال، يعاني أطفالها اليوم شظف العيش وضراوة الجوع، فلا حليب ولا بيض ولا عصائر، أما اللحوم فإنها من المستحيلات والمجمدة منها تفقد صلاحيتها بسرعة لانعدام الوقود والكهرباء.

تقول «محمد» لـ«عُمان» خلال حديثها: «لا أشتري البندورة أو البصل أو البطاطا. الوضع صعب بالنسبة للخضراوات وكذلك المواد التموينية مثل البيض والسكر. كل هذه السلع قليلة وأسعارها غالية».

ورغم ذلك تحمد المرأة، النازحة من شمال قطاع غزة إلى مدينة خان يونس، الله على حالها، فهو أفضل كثيرًا من أسر غزية عدة، لا تجد قوت يومها، وتعيش على مطبوخات التكيات الخيرية وأطعمة المعلبات: «الحمد لله على كل حال. نحن نتكيف مع أوضاع اقتصادية مأساوية، ولابد أن نصبر. اللهم أعطنا أجر الصابرين».

حياة قاسية يعيشها الغزيون وهم يواجهون كل أسباب الموت التي وفرها الاحتلال بسخاء فهم يموتون قتلاً، ومرضًا وجوعًا وسط عجز دولي كامل عن إغاثتهم.

يقول عبدالكريم خالد: «من لم يمت من القصف سيموت من الجوع، فالجوع والتشرد والخوف حولت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حياة سكانه إلى صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه».

ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أصبح أطفالنا يحملون أواني فارغة تُترك على الأرض إلى حين حلول دورهم الممتدّ لساعات للحصول على الطعام من مراكز توزيع الوجبات أو ما يسمى (التكية)».

لم يعد هذا المشهد جديداً في قطاع غزة الذي تستمر معاناة ساكنه مع دخول الحرب عامها الثاني وسط نقص حاد في إمدادات الغذاء ومواجهة 96% من السكان انعداماً حادّاً للأمن الغذائي.

الغزيون في القطاع يرون لـ«عُمان» كيف فرضت الحرب عليهم واقعاً جديداً قوامه الجوع والتشرد والخوف والدمار؛ فهم يبحثون عن أي طعام ليسدو به جوعا فتك بهم مع استمرار الحرب.

الطفل معتز ربيع يجمع أوراقًا من النباتات معتقدًا أنها الخبيزة التي يستطيع طهيها دون أن يعرف أنها غير صالحة للأكل، وذاك طفل آخر يبكي بحرقه فلا ماء ولا غذاء، ويتساءل متي تتوقف الحرب ليعود إلى حياته الطبيعية؟.

أما هذان الطفلان فيسألان عن اللحمة التي اختفت من القطاع بطبيعة الحال، أما غضب الطفلة مرام الغول فكان أقوى من دموعها بعدما أكلت عشب الحميض بطعمه المر لأنها ماتت من الجوع قائلة: «لا يوجد لدينا إلا الماء، لا يوجد أي شيء، وإن الخبز طعمه مر لأنه من أعلاف الحيوانات».

ويقول خبير التغذية أحمد عبدالعال أن أعداد كبيرة من الأطفال المصابين وصلت إلى المستشفيات بحالة الهزال والضمور في العظام يومياً، بسبب عدم وجود الطعام الجيد ولا المياه النظيفة وبقائهم تحت الحر الشديد في الخيام.

ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أكل المعلبات سبب حالات التسمم لانتهاء تاريخها وحفظها في أماكن تحت الشمس لا مكان بارد».يستطرد حديثه: «بينما قلة الغذاء بدأت تنعكس على الأطفال، بخاصة الخدج الذين ليس لهم تطعيمات ولا الحليب الذي قد يساعد على تقويتهم، فقدانهم الطعام الأساسي الذي يحتاج إليه الأطفال في سنواتهم الأولى والثانية مثل البيض والخضار واللحوم».

منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» حذرت بدورها من فقد قرابة 3 آلاف طفل إمكانية العلاج من سوء التغذية المعتدل والشديد في جنوب غزة، مما يعرضهم لخطر الموت وسط استمرار الحرب والتهجير المروعة تعطّل إمكانية وصول الأسر اليائسة إلى مرافق الرعاية الصحية وخدماتها.

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «لا تزال الصور المروعة من غزة تظهر أطفالاً يموتون أمام أعين أسرهم بسبب استمرار نقص الطعام والمواد الغذائية وتدمير خدمات الرعاية الصحية».

رغد العبدالله أم لثلاثة أطفال، لم تتمكن من الحصول على الطعام، تشير إلى أنها في العادة تأتي لتقف في الطابور منذ الثامنة صباحاً.وتقول بألم: «تأخرت اليوم لأنني كنت مع إبني الذي يخضع لعلاج في العيادة طلبت المساعدة للعودة بسرعة للحصول على الطعام، لكن العيادة كانت مزدحمة».

وتضيف لـ«عُمان» خلال حديثها: «أشعر بالحزن والقهر. لم نأكل شيئاً اليوم ولم نأكل».

وتتابع: «إبني الصغير يبكي بشدة رغبة في الحصول على حلوى. رأى طفلاً يحمل حلوى، وحاول انتزاعها منه. أخبرته أن هذا لا يجوز».

يوسف بشير طفل آخر يروي ما عاشته أسرته في شمال القطاع من وضع مأساوي قبل تمكنها من النزوح إلى الجنوب.يقول: «كنا نأكل طعام الدواب، كنا ميتون من الجوع». مشيرًا إلى أن شقيقته تعرضت للإعياء مرتين من جراء ندرة الطعام.

وتستقر عائلة الطفل في خيمة بعدما اضطرت إلى ترك منزلها جراء العدوان الإسرائيلي، يواصل الطفل لـ«عُمان» خلال حديثه: «كانت أختي تبكي من شدة الجوع، وكنا كلنا ننام جياعًا، فلا نأكل إلا مرة كل أربعة أيام».

ويوضح أن والده كان يحضر رطلًا واحدًا من الخبز لأنه لا يملك المال لشراء المزيد، وهي كمية لا تكفي قوت يوم كامل، لذا كنا «نأكل ما أحضره ثم ننام جياع».

الوضع كارثي والأسعار وصلت إلي مستويات قياسية بالرغم من عدم توفر الطعام إلا أن الموجود منه اسعاره مرتفعة لا أحد يستطيع شراءه حيث قال برنامج الأغذية العالمي، إن أسواق قطاع غزة خاوية، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية بسبب الحصار المطبق والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وأضاف البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».ويشير البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».

ومؤخرا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسميا شمال قطاع غزة جراء الإبادة المتواصلة منذ الخامس من أكتوبر الماضي والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليها.

وبدأت أزمة حقيقة تلوح وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية وليتها موجودة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستویات قیاسیة خلال حدیثه قطاع غزة لـ ع مان

إقرأ أيضاً:

“أوكسفام”: 12 شاحنة فقط وزعت الغذاء والماء بشمال غزة خلال شهرين ونصف

#سواليف

أفادت منظمة ” #أوكسفام ” غير الحكومية بأن 12 #شاحنة #مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في #شمال_غزة خلال شهرين ونصف “ما يدق ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في القطاع المحاصر”.

وقالت أوكسفام في بيان اليوم الاثنين إن “تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا، بما يشمل عمليات التسليم، وذلك من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية”.

وأشارت إلى أنه “في حالة ثلاثة منها وبمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها سكان، تم إثر ذلك إخلاؤها وقصفها بعد ساعات قليلة”.

مقالات ذات صلة مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس” 2024/12/23

وقالت “أوكسفام” إنها منعت مع غيرها من المنظمات الإنسانية الدولية بشكل مستمر من تقديم مساعدات حيوية في شمال غزة منذ 6 أكتوبر عندما كثفت إسرائيل قصفها.

وأوردت المنظمة تقديرات بأن “آلاف الأشخاص لا يزالون معزولين، ولكن مع منع وصول المساعدات الإنسانية يستحيل إحصاؤهم على نحو محدد”.

وأضافت “في بداية ديسمبر كانت المنظمات الإنسانية العاملة في غزة تتلقى اتصالات من أشخاص ضعفاء محاصرين في منازل أو ملاجئ، وقد نفد لديهم الطعام والماء”.

ويفرض الجيش الإسرائيلي رقابة صارمة على وصول المساعدات الدولية الضرورية لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وذلك منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • منظمة دولية: 12 شاحنة وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال 75 يوماً
  • “أوكسفام”: 12 شاحنة فقط وزعت الغذاء والماء بشمال غزة خلال شهرين ونصف
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت الغذاء والماء بشمال غزة خلال شهرين ونصف
  • كيف يتداول الغزيون أخبار وخيبات استمرار الحرب لـ 3 سنوات؟
  • العراق بالمرتبة(70)عالمياً بمؤشر الجوع العالمي
  • العراقيون في المرتبة 70 بمؤشر الجوع العالمي
  • 23 قتيلاً في نيجيريا بسبب تدافع على الطعام
  • الفلسطينيون في خان يونس ينتظرون ساعات للحصول على وجبة يومية وسط القيود الإسرائيلية
  • أمجد الشوا: قطاع غزة يعاني من مجاعة شديدة رغم محاولات برنامج الغذاء العالمي