لحظات رعب في بيروت.. هكذا فاجأت غارة البسطة السكان!
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
حين استيقظ سمير في حالة من الذعر والصدمة على دوي صواريخ تسقط وتنفجر، وصراخ أطفال ونساء، ظنّ أن الغارة الإسرائيلية أصابت المبنى الذي يقطنه بحي البسطة الشعبي، في قلب بيروت.
واستشهاد أكثر من 11 شخصاً وأصيب 63 بجروح، فجر السبت، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وذلك إثر الغارة الإسرائيلية التي أسقطت مبنى سكنياً من 8 طوابق في حيّ البسطة المكتظ بوسط العاصمة اللبنانية بيروت، والذي يستهدف للمرة الثانية منذ بدء المواجهة المفتوحة بين حزب الله واسرائيل قبل شهرين.
فرّ سمير، الذي يعمل نجاراً، من منزله خلال الليل مع زوجته وولديه البالغين 3 سنوات و14 عاماً. صباح السبت، وقف السكان المذهولون في الشارع يشاهدون جرافة تزيل أنقاض المبنى المدمر، بينما استمرت جهود الإنقاذ، مع تضرر المباني المجاورة أيضاَ في الهجوم، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة "فرانس برس". وكان الحي المكتظ بالسكان قد استقبل نازحين من مناطق تعتبر معاقل لحزب الله في شرق لبنان وجنوبه، وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على تلك المناطق في 23 أيلول، وأعلنت البدء بعملية برية عند الحدود مع لبنان في 30 من نفس الشهر. ويروي سمير متأثراً: "شاهدنا شخصين ميتين على الأرض.. أخذ ولداي يبكيان، ووالدتهما بكت أكثر".
"إلى أين نذهب؟" تعرّض قلب العاصمة اللبنانية بيروت منذ الأحد الماضي لأربع غارات اسرائيلية دامية، أدّت إحداها إلى مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف. وأفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس بأن "قيادياَ كبيراَ" في حزب الله تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية، التي طاولت منطقة البسطة في بيروت. واستيقظ سكان العاصمة وجوارها، عند الساعة الرابعة فجر السبت، على دوي انفجارات ضخمة ورائحة بارود منتشرة في الهواء.
يقول صلاح الأب لطفلين والذي يقطن في الشارع نفسه، حيث وقعت الغارة، إن "هذه المرة الأولى التي استيقظ فيها وأنا أصرخ من الرعب"، ويضيف: "لا أستطيع أن أعبّر عن الخوف الذي راودني، المشهد في الشارع كان مخيفاً، مرعباً، وسمعت أصوات أطفال يبكون". ومطلع تشرين الأول، تعرض حيّ البسطة وحيّ النويري المجاور لغارتين اسرائيليتين كذلك، أسفرتا عن مقتل 22 شخصاً، وكانتا تستهدفان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، الذي نجا من الهجوم. أرسل صلاح زوجته وولديه إلى مدينة طرابلس الواقعة في شمال لبنان، لكن كان عليه البقاء في بيروت من أجل العمل. وكان يفترض أن تعود عائلته في عطلة نهاية الأسبوع استعدادا للعودة الى المدرسة الإثنين، لكن صلاح بدّل رأيه وقرر إبقاء عائلته في طرابلس بعد الغارات الأخيرة، ويقول: "أشتاق إليهم، ويسألونني كلّ يوم، بابا متى سنعود؟".
رغم وقع الصدمة الشديد، يؤكد سمير أنه وعائلته لا يملكون خياراً آخر سوى العودة إلى بيتهم، ويضيف: "سأعود الآن إلى البيت، سنعود إلى البسطة، إلى أين نذهب؟".
ويكمل: "كلّ أقاربي وأخوتي مهجرون من الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب". (فرانس برس - 24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يزعم وصوله لنهر الليطاني في لبنان.. والطيران يقصف وسط بيروت
زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذ عمليات عسكرية برية في منطقة السلوقي، ونهر الليطاني في لبنان، للمرة الأولى منذ بدء التوغل البري.
وبحسب ما نشرت وسائل الإعلام العبرية، والصورة التي وزعها جيش الاحتلال، فإن الفرقة 91 من لواء ألكسندورني، واللواء 796، ولواء غولاني، ووحدة شلداغ، نفذوا عملية عسكرية في منطقة نهر الليطاني، واشتبكوا مع عناصر المقاومة اللبنانية هناك.
وزعمت قوات الاحتلال أنها دمرت هناك منصات لإطلاق الصواريخ، وعددا من الصواريخ والقذائف، ومدفعية للمقاومة.
ولم تؤكد المقاومة اللبنانية اشتباك عناصرها مع قوات الاحتلال في منطقة الليطاني.
في سياق متصل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، عصر الثلاثاء، غارة استهدفت منطقة البسطة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، هي الثانية من نوعها خلال 4 أيام.
واستهدفت الغارة مبنى من أربع طبقات في شارع النويري بمنطقة البسطة في بيروت قرب "مجمع خاتم الأنبياء".
وأضاف أن المبنى دمّر بالكامل وأن المنطقة المستهدفة عادة ما تكون مكتظة بالسكان في هذا الوقت، ولم تتوفر على الفور معلومات عن إصابات بالأرواح.
من جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "غارة عنيفة جدا نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، مستهدفا مبنى قرب جامع خاتم الأنبياء في النويري في بيروت، ودمره".
وأضافت أن "الغارة دمرت مبنى مؤلفا من 4 طبقات يؤوي نازحين".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كثّف الثلاثاء من إنذارات الإخلاء لأبنية ومناطق في لبنان بما فيها الضاحية الجنوبية، في حين أن قصف العاصمة بيروت عادة ما يكون مباغتا دون إنذارات مسبقة.
ويأتي القصف الجديد لبيروت بعدما أكد "حزب الله" أنه سيتعامل مع قصف إسرائيل لضاحية بيروت الجنوبية بالرد باستهداف مدينة حيفا شمالا، فيما سيرد على استهداف العاصمة بيروت باستهداف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.
ومن شأن هذا التطور أن يلقي بثقله على اتفاق محتمل إعلانه خلال ساعات لوقف إطلاق النار بين الجانبين بموجب مقترح أمريكي-فرنسي.
وفجر السبت، أسفرت مجزرة ارتكبتها إسرائيل في منطقة البسطة عن سقوط 20 قتيلا و66 جريحا.