بوابة الوفد:
2024-11-23@19:25:11 GMT

فى طلب السعادة

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.

ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين.

فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.

يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.

وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».

وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.

ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.

وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».

ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».

وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».

كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».

وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السعادة فى

إقرأ أيضاً:

عبدالرحيم كمال ناعيا عادل الفار: كان إنسانا جميلا طيب القلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعى الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال، المونولوجيست الفنان عادل الفار، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الجمعة، بعد صراع مع المرض.

كتب عبدالرحيم كمال عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "رحم الله المونولوجست والكوميديان المصري اللطيف الظريف عادل الفار، كان له طريقة جميلة وخاصة به في فن المونولوج".

وتابع: كان إنسان جميل طيب القلب.

يشار إلى أن الفنان عادل الفار من مواليد مواليد 20 ديسمبر 1961، شارك في العديد من الأعمال الفنية، مثل "هيستيريا"، و"شجيع السيما"، و"زكية زكريا فى البرلمان"، و"أبو العربي"، ومن أهم مسلسلاته "الكومي" و"صاحب السعادة"، وظهر مؤخرا في مسلسل "الفتوة" الذي قام ببطولته الفنان ياسر جلال، والفنانة مي عمر.

بدأ عادل الفار مسيرته الفنية في الثمانينيات والتسعينيات بأداء دور المونولوجست، بالإضافة إلى أداء أدوار تمثيلية بالتليفزيون والسينما، ومن أهم أفلامه أيضا "حارة البنات" 2005، و"بون سواريه" عام 2010، ومن أهم مسلسلاته "9 شارع السلام" عام 2003، و"دائرة الاشتباه" عام 2006، و"صاحب السعادة" عام 2014.

مقالات مشابهة

  • اللهم اكفنا في يومنا الهموم والأحزان.. دعاء الفجر
  • عبدالرحيم كمال ناعيا عادل الفار: كان إنسانا جميلا طيب القلب
  • عاجل: الناطق العسكري الحوثي يقول إنهم استهدفوا قاعدة جوية في اسرائيل بصاروخ ”فرط صوتي”
  • نقابة المهن الموسيقية تنعى الفنان عادل الفار
  • عالم بالأوقاف: قيمة المؤمن ليست بمكانته الاجتماعية وأمواله وإنما بتقوى الله
  • الغلبة للأحمر.. ماذا يقول التاريخ عن مواجهات الأهلي والاتحاد السكندري في الدوري؟
  • بوتين يقول إن روسيا أطلقت صاروخ باليستي تجريبي على أوكرانيا
  • عمرو وهبة ضيف «صاحبة السعادة» في هذا التوقيت (صورة)
  • بندر يضيء منزل القرني