بوابة الوفد:
2024-12-25@01:45:36 GMT

فى طلب السعادة

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.

ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين.

فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.

يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.

وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».

وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.

ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.

وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».

ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».

وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».

كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».

وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السعادة فى

إقرأ أيضاً:

ما هي نظرية أثر الفراشة وعلاقتها بالتوحد؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشير دراسة حديثة إلى أن “نظرية أثر الفراشة” قد تسهم في تفسير كيفية تفعيل الجينات المرتبطة بالتوحد، وفقًا لهذه النظرية، يمكن أن تؤدي تغييرات طفيفة في الجينات غير المرتبطة بالتوحد إلى تفعيل جينات مرتبطة بالاضطراب، عبر آليات معقدة للتفاعل الجيني، ونشرت الدراسة بموقع livescience

 

الآلية الوراثية لنظرية أثر الفراشة:

في الحمض النووي، توجد مواد وراثية تُسمى المحفزات تعمل على التحكم في تشغيل أو إيقاف التعبير الجيني. نظرًا إلى الطبيعة الثلاثية الأبعاد للحمض النووي، تستطيع هذه المحفزات التأثير في جينات بعيدة جغرافيًا ضمن تسلسل الحمض النووي، ما يؤدي إلى تداخل في الوظائف الجينية. تُعرف هذه الجينات والمحفزات بـ “المجال المرتبط توبولوجيًا”، وهو وحدة منظمة تربط المحفزات بالجينات المتأثرة.

بناءً على هذه الآلية، يمكن أن تظهر أعراض التوحد لدى أشخاص لا يحملون طفرات مباشرة في الجينات المرتبطة بالاضطراب، بل بسبب طفرات في المحفزات التي تؤثر على هذه الجينات.

 

التوحد بين الوراثة والطفرات العشوائية:

يُعد التوحد اضطرابًا وراثيًا إلى حد كبير، حيث يُقدر أن 40%-80% من الحالات تعود إلى جينات موروثة داخل الأسرة. ومع ذلك، فإن الطفرات العشوائية التي تحدث تلقائيًا قد تلعب دورًا كبيرًا.

مؤخرًا، اكتُشفت طفرات في المناطق غير المُرمزة بالحمض النووي، والتي تشكل حوالي 98.5% من الجينوم البشري. ورغم أنها لا تحمل تعليمات لصنع البروتينات، فإن هذه المناطق تحتوي على منظِّمين جينيين يُعتقد أن لهم دورًا في تنظيم التعبير الجيني.

الدراسة الحديثة ركزت على تحليل أكثر من 5000 شخص مصابين بالتوحد، إضافة إلى أشقائهم غير المصابين، لاكتشاف الطفرات غير الوراثية في الحمض النووي. باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد لتصوير الجينوم، توصل الباحثون إلى أن التغييرات في المحفزات داخل الوحدات المنظمة للجينوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتوحد.

 

نتائج الدراسة وآفاق جديدة:

كشفت الدراسة أن تغيُّرًا طفيفًا في أساس واحد من الحمض النووي ضمن منطقة غير مُرمزة للبروتين يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في التعبير الجيني، ما يعزز احتمالية الإصابة بالتوحد.

يمكن تفسير ذلك ضمن إطار “نظرية أثر الفراشة”، حيث يؤدي تغير بسيط في بداية النظام إلى نتائج كبيرة لاحقًا. على سبيل المثال، يمكن لتحور صغير في محفز جيني أن يؤثر في نشاط الجينات البعيدة.

 

تجارب إضافية وتطبيقات علاجية محتملة:

في تجارب منفصلة على خلايا جذعية بشرية، استخدم الباحثون تقنيات لتحوير محفزات جينية معينة. أظهرت النتائج أن تغييرات طفيفة في نشاط المحفزات قد تؤدي إلى تعديل التعبير الجيني للجينات المرتبطة بالتوحد، مما أكد نتائج الدراسة على المستوى البشري.

 

تداعيات علاجية مستقبلية:

تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير علاجات مستقبلية تستهدف المحفزات الجينية المرتبطة بالتوحد. من خلال التحكم في نشاط المحفزات التي تؤثر في العديد من الجينات في الوقت ذاته، قد يُفتح المجال لتخفيف أعراض التوحد وتحسين الحالة الصحية للمرضى.

الدراسة تُسلط الضوء على تعقيد آليات التفاعل الجيني، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم أسباب التوحد، ما قد يساعد في تطوير طرق مبتكرة لعلاجه مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يقول إنه يجهز لشن ضربات جديدة على الحوثيين في اليمن
  • أطعمة تعالج الاكتئاب وتزيد هرمون السعادة
  • خلال استضافته في «صاحبة السعادة».. شريف منير يبدع في العزف على «الدرامز»
  • على أنغام الدرامز.. شريف منير يعزف لأول مرة في «صاحبة السعادة» (فيديو)
  • شاهد| شريف منير يعزف على الدرامز في صاحبة السعادة
  • ما هي نظرية أثر الفراشة وعلاقتها بالتوحد؟
  • حزب السعادة: الانتخابات المبكرة في 2026 حقيقة لا مفر منها
  • 6 نصائح ذهبية لتحقيق السعادة في العام الجديد.. «أهلا بـ2025»
  • أنشيلوتي يتذكر «اللحظة المؤلمة» في «عام السعادة»!
  • دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟