تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.
ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين.
يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.
وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».
وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.
ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.
وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».
ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».
وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».
كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».
وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى عبيد السعادة فى
إقرأ أيضاً:
البطل الأولمبي أحمد الجندي ونجوم مسلسل ساعته وتاريخه مع صاحبة السعادة
يستضيف برنامج صاحبة السعادة، الذي تقدمه الفنانة والإعلامية إسعاد يونس على قناة dmc، مساء الاثنين المقبل، البطل الأولمبي صاحب ذهبية أولمبياد باريس في الخماسي الحديث أحمد الجندي وأسرته.
ويحل ضيفًا على برنامج صاحبة السعادة، كل من والد أحمد الجندي، المهندس أسامة الجندي ووالدته منى شفيق وشقيقه محمد الجندي وخطيبته مريم في حديث خاص عن البطولة والنجاح الكبير الذي حققه في الأولمبياد.
ضيوف برنامج صاحبة السعادةوفي نفس الحلقة تستضيف صاحبة السعادة أبطال مسلسل في ساعته وتاريخه، أمنية باهي وإسلام خالد وأحمد أسامة وسيف محمود وميشيل مساك وسلمى عبد الكريم وكيرلس طلعت وموريس مودي ومريم نشأت وماريا مخائيل ودنيا نعمان وشهيرة الصاوي ولميس محمود.
اليوم انطلاق الموسم الثاني من مسلسل ساعته وتاريخه على DMCوينطلق اليوم عرض الموسم الثاني من مسلسل ساعته وتاريخه، على قناة DMC، بعد نجاح الموسم الأول، الذي قاد بطولته مجموعة من مواهب برنامج كاستنج، مع عدد من ضيوف الشرف أبرزهم محمد شاهين، مايان السيد، حنان سليمان، سليمان عيد، خالد كمال وهبة مجدي.