لجريدة عمان:
2025-03-31@14:35:32 GMT

أخيرا... نطقت العدالة الدولية

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

بعد مرور أكثر من ١٨٠ يوماً على طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان فـي ٢٠ من مايو من العام الحالي ٢٠٢٤م، من الدائرة التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه الُمقال يوآف جالانت، بتهمة إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية معضدا طلبه هذا بآلاف الوثائق والأدلة المرئية والمسموعة والمقروءة، التي تدين المتهمين، تعرض خلالها قضاة المحكمة لتهديد وضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة والدول الغربية، أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة (٥٨) من نظام المحكمة، يوم الخميس الماضي ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤م مذكرات إعتقال بحق كل من نتنياهو وجالانت، وبينت المحكمة فـي قرارها الصادر، أن لديها أسباباً معقولة لاتهام نتنياهو وجالانت بارتكاب جرائم حرب، وأكدت أن المتهمين أشرفا على قتل مدنيين وأنهما استخدما سلاح التجويع كأداة للحرب فـي غزة، وأن قرارها ينصف الضحايا فـي غزة وعائلاتهم.

وكانت الدائرة التمهيدية قد أصدرت بالإجماع بتاريخ ٢٦ سبتمبر الماضي قرارين برفض طلبين قدمتهما دولة الكيان الصهيوني طعنت فـي الأول منهما دولة الكيان الصهيوني بإختصاص المحكمة بالنظر فـي مثل هكذا قضايا، وتقدمت فـي الطلب الثاني أن تأمر الادعاء العام فـي المحكمة بتقديم إخطار إلى سلطاتها بأن تبدأ فـي التحقيق، ووقف أي إجراءات أمام المحكمة. وبينت المحكمة فـي معرض ردها على هذه الطلبات، أن عدم توقيع دولة الكيان الصهيوني على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية لا يعني عدم تنفـيذ قرارات المحكمة على قياداتها ومسؤوليها، خاصةً أن هذه الجرائم وقعت فـي أراضي دولة فلسطين، التي سبق للمحكمة أن بينت فـي دعوة سابقة اختصاصها فـي النظر على ما يقع من جرائم كالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان إذا وقعت على أرض فلسطين. وبعودة سريعة لخلفـية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وافقت ١٢٠ دولة فـي ١٧ يوليو ١٩٩٨م فـي اجتماع للدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة فـي روما بإيطاليا على ما يعرف بميثاق روما. واعتبرته قاعدة لإنشاء محكمة جنائية دولية دائمة. حيث عارض المشروع آنذاك ٧ دول وامتنعت عن التصويت ٢١ دولة. واعتبر الميثاق، أن ملايين الرجال والنساء والأطفال قد وقعوا ضحايا لفظائع هزت ضمير الإنسانية بقوة، خلال الحرب العالمية الأولى ١٩١٤- ١٩١٨م و الحرب العالمية الثانية ١٩٣٩- ١٩٤٥م، وأنه شهد جرائم خطيرة تهدد السلم والأمن الدوليين، وأن الدول الأطراف فـي هذا الميثاق قد عقدت العزم على وضع حد لإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، وعلى الإسهام بالتالي فـي منع هذه الجرائم. وقد باشرت المحكمة عملها بصفة قانونية فـي الأول من يوليو عام ٢٠٠٢م بعد دخول ميثاق روما حيز التنفـيذ فـي ١١ أبريل من السنة نفسها، بعد تجاوز عدد الدول المصادقة عليه ٦٠ دولة، والتي بلغت حتى الآن ١١٤ دولة. وكان وما زال من أهداف إنشاء المحكمة فرض احترام حقوق الإنسان فـي مختلف دول العالم، وذلك عبر التحقيق فـي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وخلال صياغة نظام روما الأساسي طالبت الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون عمل المحكمة خاضعاً لسلطة مجلس الأمن، الذي تحظى فـيه بحق النقض «الفـيتو»، غير أن مؤتمر روما رفض ذلك وقرر إنشاء مؤسسة المدعي العام المستقلة، ومنح مجلس الأمن الحق فـي إحالة القضايا للمحكمة، بموجب المادة (١٣) فقرة ب، وكذلك حقه فـي إرجاء التحقيق أو المقاضاة لمدة ١٢ شهرا فـي الحالات التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وذلك بموجب المادة (١٦) من نظام روما الأساسي. ويذكر أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قد بادر إلى التوقيع على نظام روما فـي ٣١ ديسمبر من عام ٢٠٠٠م، غير أن خلفه جورج بوش الابن ألغى ذلك التوقيع فـي مايو من عام ٢٠٠١م، ودشن حملة عالمية لإسقاط المحكمة باءت بالفشل. وفـي هذا السياق، وفور صدور أوامر المحكمة بإلقاء القبض على المجرمين نتنياهو وجالانت، جن جنون الدوائر الرسمية فـي واشنطن، خاصةً أن مجلس النواب الأمريكي قد أقر فـي شهر يونيو الماضي مشروع قانون يسمح بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، على خلفـية طلب المدعي العام للمحكمة من الدائرة التمهيدية إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وجالانت. لدرجة قيام مرشح الرئيس المنتخب ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل والتز بتهديد المحكمة بأن تتوقع ردا قويا فـي يناير القادم، عندما تتولى إدارة ترامب رسمياً زمام السلطة فـي الولايات المتحدة. ولتنفـيذ قرار المحكمة هذا وبموجب المادة (٥٩) من النظام، تقوم المحكمة بمخاطبة الدول الأعضاء فـي ميثاق روما لتنفـيذ أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت. فكما هو معروف، فإن المحكمة الجنائية الدولية لا تمتلك جهاز شرطة خاص بها للقيام بهذه الإعتقالات، ولكنها تعتمد على الدول الأعضاء فـي تنفـيذ التزامها بموجب النظام. فـي حين يرى بعض خبراء القانون الدولي، أن تنفـيذ أوامر المحكمة هذه، واجب حتى على غير الدول الأطراف فـي ميثاق روما.

يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية منذ بداية العمل بنظامها فـي الأول من يوليو ٢٠٠٢م قد أمرت باعتقال ٥٦ شخصاً. حيث تم بالفعل اعتقال ٢١ شخصاً و مثلوا أمام المحكمة، ولا يزال ٢٧ شخصا من المطلوب اعتقالهم طليقا، وتم إسقاط التهم الموجهة إلى ٧ أشخاص بسبب وفاتهم، وأن هذه المرة الأولى التي تصدر المحكمة فـيها قرار باعتقال شخصيات غربية - لو استثنينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ـ، حيث، ومن واقع التطبيق، من تم إصدار أوامر القبض عليهم فـي السابق هم قادة و شخصيات إفريقية. حتى أصبح يطلق على المحكمة مصطلح محكمة إفريقيا. وهذا ما أكده المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بأنه تلقى تهديدات من شخصيات غربية نافذة، مؤكدة أن هذه المحكمة لم تنشئ لمحاكمة القادة والشخصيات الغربية، بل أنشئت لمحاكمة الأفارقة ومن على شاكلتهم كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهذا التهديد يبين مدى غطرسة وغرور الدول الغربية، التي أوقعها قرار المحكمة باعتقال مجرمي الحرب نتنياهو وجالانت فـي مأزق كبير بين التخلي صراحةً عما تدعيه علناً من حماية العدالة الجنائية الدولية، وبين ما تضمره فـي داخلها من غرور واستعلاء، ودعم صارخ وفاضح للكيان الصهيوني المجرم.

أعتقد الآن، بعد أن نطقت العدالة الدولية أخيراً، أن هذه فرصة قد لا تتكرر للدول العربية والدول المدافعة عن الحق والعدالة فـي العالم أجمع، لتتحرك بشكل واضح ومعلن، للضغط على الدول المترددة فـي وضع قرار المحكمة موضع التنفـيذ، وذلك إحتراماً للقانون الدولي الإنساني، ولوضع حدٍ لإفلات قادة الكيان الصهيوني المجرم من العدالة، عبر عقود من التنكيل والقتل فـي حق الشعب الفلسطيني الأعزل، واستخفافهم بالقانون الدولي والشرعية الدولية فوق هذا كله، استخفافهم بالشرائع الإلهية ومبادئ الإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة نتنیاهو وجالانت الکیان الصهیونی المدعی العام بموجب المادة أن هذه

إقرأ أيضاً:

خطر غياب 43 دولة عن كأس العالم 2026

تواجه 43 دولة خطر الغياب عن المشاركة في كأس العالم لكرة القدم 2026 نتيجة لحظر السفر الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك مناصفة منافسات كأس العالم 2026.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكثر 50 منتخبا لكرة القدم في العالم امتلاكا للمواهب.. بينها 3 عربيةlist 2 of 2ميسي: الأرجنتين دائما في قمة التألقend of list

وأُفيد سابقًا بأن الرئيس ترامب وضع قائمة "ثلاثية المستويات" للدول التي قد يُمنع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة، وهي إحدى الدول الثلاث المقرر أن تستضيف البطولة الصيف المقبل إلى جانب كندا والمكسيك.

وحظر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالفعل 3 دول من المشاركة في البطولة، وهي: روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا، إضافة إلى باكستان بسبب "عدم اعتمادها مراجعةً لدستور الاتحاد الباكستاني لكرة القدم"، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب "تدخل طرف ثالث مزعوم في شؤونها".

إلى جانب ذلك، فإن العقوبات الأميركية الجديدة المحتملة قد تُسبب مزيدا من الفوضى في أكبر بطولة دولية لكرة القدم.

إيران حجزت بطاقة التأهل لكأس العالم 2026 وتواجه خطر الحظر من المشاركة (غيتي) إيران والكاميرون

في حال إقرار حظر السفر الذي فرضه ترامب، فهذا يعني أن العديد من الدول التي كان من المتوقع أن تُشارك في كأس العالم العام المقبل قد تُمنع من المشاركة، ومنها الكاميرون وفنزويلا.

إعلان

كما ستغيب إيران التي حجزت بالفعل مقعدها في البطولة، بعد تأهلها متصدرة للمجموعة الأولى في تصفيات آسيا.

3 فئات

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أدى حظر السفر إلى تقسيم الدول إلى 3 فئات مختلفة. الأولى تشمل الدول الخاضعة لحظر سفر كامل، والثانية تشمل "تقييدًا صارمًا" لتأشيرات مواطني هذه الدول، بينما تُمنح الفئة الثالثة "60 يومًا لمعالجة المخاوف".

وتوجد إيران إلى جانب كوريا الشمالية وفنزويلا في قائمة الدول التي سيُفرض عليها حظر سفر كامل، مما يعني أن مشاركتها في البطولة قد تكون في خطر.

وتشمل القائمة الدول الأخرى التي قد تتأهل أيضًا ولكنها لا تزال تغيب مثل: السودان وبوركينافاسو والرأس الأخضر.

وفي حين لم يتأكد إذا كانت القائمة المذكورة ستعتمد أو ستجرى عليها تعديلات، أشارت قناة "بي إن سبورت" إلى أن محادثات تجري بالفعل بين الحكومة الأميركية و"فيفا" لمحاولة إيجاد حل يسمح لدول مثل إيران بالسفر بحرية للمشاركة في كأس العالم رغم أي حظر محتمل.

الدول المعرضة لخطر حظر السفر الأميركي:

الحظر الكامل على التأشيرات

أفغانستان بوتان كوبا إيران كوريا الشمالية الصومال السودان سوريا

الدول المعنية بالتعليق الجزئي للتأشيرات

بيلاروسيا إريتريا هاييتي لاوس ميانمار باكستان روسيا سيراليون جنوب السودان تركمانستان

الدول الموصى بتعليق جزئي لها

أنغولا أنتيغوا وبربودا بنين بوركينافاسو الرأس الأخضر كمبوديا الكاميرون تشاد جمهورية الكونغو الديمقراطية الدومينيكان غينيا الاستوائية غامبيا ليبيريا ملاوي مالي موريتانيا جمهورية الكونغو سانت كيتس ونيفيس سانت لوسيا ساو تومي وبرينسيبي برينسيبي فانواتو زيمبابوي

مقالات مشابهة

  • خطر غياب 43 دولة عن كأس العالم 2026
  • نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب مجددا لمواجهة تهم بالفساد
  • نتنياهو أمام المحكمة للمرة الـ20 بتهم فساد
  • يزورها الأربعاء.. نتنياهو والمجر يتحديان مذكرة الاعتقال الدولية
  • نتنياهو يزور هنغاريا رغم مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه
  • الساسي: مشروع قانون المسطرة الجنائية يعكس تناقضا بين تحقيق التوازن وضبط النظام
  • نتنياهو يزور المجر في تحد لمذكرة الاعتقال الدولية
  • رغم مذكرة الجنائية الدولية..نتانياهو يسافر إلى المجر
  • عُمان بين المؤامرات والثبات
  • دولة تقبل أهالي غزة.. نتنياهو يكلف الموساد بمهمة سرية