أحمد الطيب.. شيخ الأزهر الإمام الزاهد
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
الإمام الزاهد الورع البسيط، حامل أخلاق العلماء وتواضعهم، تلك الصورة الزهنية التى لاقت رودد فعل كبيرة جدا فى مصر والعالم العربى والإسلامى، بعد المشاهد القادمة من القرنة بالأقصر، مسقط رأس الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، هذا العالم الجليل الذى تلقى العزاء فى وفاة شقيقته الكبرى التى وافتها المنية الأربعاء الماضى.
مطلع الأسبوع الماضى تحديدا يوم الإثنين الماضى وصل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، العاصمة الأذربيجانيَّة «باكو» للمشاركة فى افتتاح الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ COP٢٩، وذلك لأوَّل مرة فى تاريخ مؤتمرات الأطراف؛ حيث جاءت تلك المشاركة بناءً على دعوة رسميَّة وجهها الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، خلال لقائه فضيلة الإمام الأكبر فى مشيخة الأزهر بالقاهرة فى شهر يونيو من العام الحالى. وكان من المقرر أن يلقى شيخ الأزهر كلمة تتناول موقف الإسلام من قضية الحفاظ على البيئة وأزمة تغير المناخ، وسبل الاستفادة من صوت الدين فى تعزيز دور قادة ورموز الأديان لرفع الوعى بهذه الأزمة والعمل على إيجاد حلولٍ لهذه القضية الخطيرة التى تهدِّد الحياة على سطح الكوكب. يُذكر أن فضيلة الإمام الأكبر قد وقَّع العام الماضى مع عددٍ من قادة ورموز الأديان (وثيقة نداء الضمير: بيان أبوظبى المشترك من أجل المناخ)، قبيل COP٢٨ بدولة الإمارات العربية المتحدة وشارك افتراضيًّا مع قداسة البابا فرنسيس فى تدشين النسخة الأولى من جناح الأديان الذى ينظمه مجلس حكماء المسلمين.
٢- تواضع الإماميوم الأربعاء الموافق ١٣ يونيو، قطع شيخ الأزهر زيارته لأذربيجان بعد لقائه عدد من الرؤساء والزعماء، واعتذر عن جدول أعماله وعاد إلى أرض الوطن لتلقى العزاء فى وفاة شقيقته الكبرى، الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، التى وافتها المنية مساء الثلاثاء.
عاد لقريته البسيطة، وبيته المتواضع، ومضيفته الصغيرة، لاستقبال واجب العزاء فى وفاة شقيقته، وقد توافد عليه لتقديم العزاء جمع كبير من رجال الدولة، والقادة والساسة من داخل مصر وخارجها، فى مشهد بسيط لا يعرف مظاهر الترف أو التباهى أو المفاخرة، فلم يحضر شركات الضيافة، ولم يقم السرادقات الفاخرة، ولم يجلب الكراسى المذهبة، ولا الستائر الذهبية، ولا مكبرات الصوت، ولا المقرئين الذين يقرأون القرآن بآلاف الجنيهات. جاء عزاء الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، الشقيقة الكبرى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب ليكسر تلك الصورة النمطية وتعيد للأذهان دروسًا فى البساطة والتواضع والرقى، فى زمن أصبح فيه المظهر يغلب الجوهر، كانت الصورة الأكثر تداولا وصخبا هى لفنجان شاى زجاجى بسيط، وضع على طاولة حديدية، يتوسط مشهدا جمع بين الحزن والوقار، وبين البساطة التى تليق بمكانة من يعزى ومن يتقبل العزاء. قُدم الشاى الساخن فى فنجان بسيط لكل من القيادات الأمنية بمحافظة الأقصر، ووزير الأوقاف، ومفتى الديار المصرية، والسفراء، وسفراء الدول، ووفد الإمارات الذى أنابه سمو محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
ربما كان البعض يتوقع مراسم عزاء فاخرة تليق بمكانة أسرة فضيلة الإمام الأكبر الاجتماعية والدينية، ولكن ما جرى كان أقرب إلى جوهر الحياة البسيطة التى تتماشى مع مبادئ شيخ الأزهر الداعية للزهد والتواضع، فليس من الصعب أن نستشعر رسالة صادقة ومباشرة بأن العبرة ليست فى المظاهر أو الماديات، بل فى صدق المشاعر وعمق الارتباط بالقيم الأصيلة التى تتجاوز البذخ وحدوده. ومن الصور التى تم تداولها وستظل راسخة فى الأذهان وتحمل فيضًا من أدب العلماء، وتعتبر درسا للأجيال هى خروج الإمام الأكبر شيخ الأزهر لسيارة رائد الساحة الجيلانية لتلقى العزاء فى شقيقته حتى لا يكلفه عناء النزول من السيارة ومراعاة لحالته الصحية.
٣- ساحة آل الطيب بالأقصرحيث دفعت الحشود المتوافدة لتقديم واجب العزاء للإمام الأكبر شيخ الأزهر لمد العزاء بساحة الطيب لمدة يومين إضافيين، لإتاحة الفرصة للوافدين على الساحة، التى امتلأت جنبات ساحة الطيب خلال الـ٣ أيام بالمعزين، والمحبين لفضيلة الإمام وآل الطيب.
قبل أكثر من قرن من الزمان وتحديدا فى عام ١٩٠٠ ميلادية، أسس الشيخ أحمد الطيب الحسانى، جد شيخ الأزهر الشريف، ساحة كبيرة على مساحة ٥ قراريط، تتضمن عددا من الغرف لإلقاء دروس العلم بها، وتتكون من ساحتين صغيرتين إحداهما للنساء، تتكون من طابقين الأول لحل مشاكلهن والثانى للصلاة، تزوره كل جمعة نحو ٥٠٠ سيدة، وكان الدافع الأساسى لإنشاء الساحة هو ندرة المدارس وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم فى المدينة الغربية للأقصر، وباتت تعرف بـ«ساحة الطيب»، وتقع الساحة بمنطقة السيول، وسط مدينة القرنة غرب نيل مدينة الأقصر. وباتت الساحة الكبيرة والعريقة ملتقى لأسرة الطيب حيث تقام بها الأفراح والمآتم والعزاءات، إضافة إلى استقبال أهالى القرية فى المناسبات المختلفة، وباتت الساحة مقصدا روحيا لزائرى وساكنى المحافظة من أجانب وكبار المسؤولين والوزراء من مصر ودول العالم، ويشرف على الساحة العائلة ومنهم الشيخ محمد الطيب، شقيق شيخ الأزهر، بينما ينظم الإمام الأكبر بعض الدروس والندوات بها خلال إجازاته، وعكست ساحة الطيب كل تلك المعانى والصور والعبر والدورس التى كانت منارة لغرسها عبر السنين فى عزاء الشقيقة الكبرى لشيخ الأزهر.
٤- الحاجة سميحة الطيب( الكريمة) الحاجة سميحة الطيب، الشقيقة الكبرى للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والتى عُرفت بطيبها وكرمها وعطائها الدائم، وحظيت بمكانة خاصة فى قلوب الجميع، وتوفيت عن عمر يناهز الـ ٩٠ عامًا، بعد صراع مع المرض، وتعرضت الحاجة سميحة الطيب لوعكة صحية منذ حوالى أسبوعين دخلت على إثرها لمستشفى الكرنك الدولى بالأقصر.
وعرفت الحاجة سميحة بين أهالى القرنة بصلاحها وعطائها المستمر ومشاركتها الدائمة فى أعمال الخير، كما كان العديد من السيدات الفقيرات يقصدن بابها فتجزل لهم العطاء. وكانت الحاجة سميحة تحظى بمحبة كبيرة فى قلوب مريدى ومريدات ساحة الطيب التى تعد مقصد الآلاف من أهالى الأقصر والمحافظات المجاورة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيخ الأزهر أحمد الطيب الاقصر القرنة العزاء الحاجة سميحة الطيب مجلس حكماء المسلمين مؤتمر المناخ COP29 زيارة أذربيجان جناح الأديان مشيخة الأزهر الوسطية الإسلامية ساحة الطيب آل الطيب مراسم العزاء الأخلاق الصوفية القيم الأصيلة الصعيد المصري أعمال الخير تعليم القرآن العادات والتقاليد رجال الدولة فضیلة الإمام الأکبر الأکبر شیخ الأزهر الحاجة سمیحة ساحة الطیب أحمد الطیب العزاء فى
إقرأ أيضاً:
تفسير حلم حضور عزاء شخص مجهول.. خير أم شر؟
تفسير حلم حضور عزاء شخص مجهول.. يعد تفسير الأحلام علما دقيقاً في الإسلام يحظى باهتمام كبير من العلماء المتخصصين مثل ابن سيرين، حلم العزاء لشخص مجهول يحمل دلالات متعددة ومعقدة، وتشير رؤية حضور عزاء لشخص مجهول إلى صعوبات نفسية، وترتبط هذه الصعوبات بمشاعر الفشل التي يواجهها الرائي.
يحمل تفسير الأحلام دلالات مهمة، رؤية العزاء لشخص مجهول تحمل تفسيرات متنوعة. تتراوح هذه التفسيرات بين الإيجابية والتحذيرية، قد يشير حلم مشاركة عزاء شخص مجهول إلى أخبار سارة. يرتبط هذا بـ مواساة الصديق في الغالب. تعكس الرؤيا توقعات إيجابية في 60% من الحالات.
رؤية العزاء عند ابن سيرينقدم ابن سيرين تفسيرات عميقة للأحلام، ويرى أن رؤية العزاء قد تحمل دلالات متعددة، وهذه الدلالات ترتبط بالتضامن في الحزن
ويفسر ابن سيرين هذا الحلم بطرق متعددة، قد يشير إلى التضامن العاطفي ومشاركة الأحزان. كما يمكن أن يرمز لتغييرات مهمة قادمة في حياتك.
تفسير النابلسي للعزاء في المناميربط النابلسي العزاء في المنام بتغيرات محتملة. هذه التغيرات قد تحدث في حياة الرائي، وقد تعتمد التفاصيل المحددة في الرؤيا على تفسير الحلم
وجدير بالذكر إنه تختلف دلالات رؤية العزاء لشخص مجهول في المنام حسب الجنس والحالة الاجتماعية، لكل من المرأة والرجل تفسيرات خاصة تعكس جوانب مختلفة من الحياة.
تفسيرات العزاء للمرأةوفي ذات الوقت يمكن أن يحمل حلم العزاء لشخص مجهول دلالات متعددة للمرأة قد يشير العزاء بدون بكاء إلى فرص سعيدة قادمة، وللمرأة العزباء، قد يبشر الحلم بقرب الخطبة أو الزواج، وللمتزوجة، قد يدل على تحسن في الحياة الزوجية، وللمطلقة: يعكس بداية مرحلة جديدة وتحسن الوضع العاطفي، وللحامل يشير إلى زوال الهموم وصحة الجنين.
ومن ناحية آخري تشير كتب التفسير إلى معاني متعددة قد يرمز للتعاطف ومشاركة الأحزان كما يمكن أن يدل أيضا على توقع تغيرات مستقبلية، وقد يشير إلى الحاجة للتواصل العاطفي مع الآخرين.
كيف يمكن فهم رمزية العزاء في المنام؟ومن جهة آخري يُفسر العزاء عادة كإشارة للتضامن والتعاط. قد يعكس حالتك النفسية وحاجتك للدعم العاطفي، كما يمكن أن يشير إلى رغبتك في مشاركة المشاعر.
اقرأ أيضاًتفسير حلم الولادة لغير المتزوجة.. خير أم شر؟
تفسير حلم زيارة المسجد النبوي وتأدية العمرة لابن سيرين
تفسير حلم إعطاء المال لشخص معروف