عُمان والاقتصاد الدائري
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
خلفان الطوقي
منذ عام 2021، زاد تكرار مصطلح الاقتصاد الدائري في سلطنة عُمان، رغم أن منظومة الاهتمام بالبيئة في بلادنا بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي بشكل مُمنهج، لكن الزخم الحاصل منذ سنوات قليلة ينصب في التركيز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الجانب البيئي، ويتضح ذلك جليًا في السماح لأكثر من 67 مصنعاً لإعادة التدوير بالعمل، واستحداث برنامج وطني للحياد الصفري، وإطلاق هيئة البيئة لعشرات المبادرات النوعية والتخصصية مع بقية الشركاء كمبادرة الكربون الأزرق، والترخيص لمواقع مُعالجة النفايات، ودعم الاقتصاد الأخضر، وإنشاء السجل الوطني لإدارة النفايات وغيرها الكثير.
ورغم هذه المبادرات والأرقام المُحقَّقة، إلّا أن رحلة الاقتصاد الدائري ما زالت تحتاج إلى مزيد من العمل المُركَّز والمُمَنهَج؛ فهذا الموضوع لم يعُد كما كانت اهتماماته بيئية بحتة، لكن أصبح اقتصاديًا ربحيًا ومتطلبًا دوليًا، وضمن أهداف التنمية المستدامة 2030، أضف إلى ذلك له أبعاد اجتماعية بكل ما للكلمة من معنى.
وعليه، يتعين على الحكومة تقديم كافة التسهيلات والممكنات والدعوم الإضافية اللازمة، وأهمها:
- الدعم المادي: من خلال بتخصيص مبلغ سنوي أو كل خمسة أعوام يخصص للصناعات التي تخص الاقتصاد الدائري، وتكون خارطة صرف هذه المبالغ المالية واضحة وفق معايير شفافة ومحوكمة وبما تحقق الأهداف الوطنية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
- الدعم التشريعي: من خلال تطوير المنظومة التشريعية، فبالإضافة إلى ما تحقق، لكن المُعطيات في تغير وتطور مُستمرين، ويمكن الاستفادة من تجارب الآخرين، ويمكن لسفاراتنا في الخارج نقل أفضل الممارسات في هذا الشأن، بالإضافة إلى جهود الهيئة وبقية الشركاء في القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني.
- الدعم التنفيذي: والمقصود به المتابعة والرقابة، لأن هذا الجهد لا يمكن أن تقوم به جهة واحدة، وإنما عدة جهات كوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وشرطة عُمان السلطانية ووزارة المالية وغيرها من الجهات المختصة بشكل مباشر وغير مباشر.
- الدعم المجتمعي والتوعوي: خاصة وأن أهمية الاقتصاد الدائري أصحبت ذات بعد ربحي ومحط أنظار المستثمرين، وتحول من كونه عبئًا إلى مورد، ويمكن تكامل الأدوار بين هيئة البيئة ووزارة الإعلام ووحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومكاتب المحافظين، وأي أطراف حكومية أخرى لتنفيذ حملات توعوية مجتمعية عصرية تتسم بالطابع الشبابي لتوضيح أهمية الاقتصاد الدائري، ويمكن تمويل هذه الحملات من خلال غرفة تجارة وصناعة عُمان ومدائن وبعض شركات القطاع الخاص.
- الدعم البحثي والتطويري: يمكن لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع الجامعات الحكومية والخاصة القيام بالبحوث والحلول الابتكارية لتطوير هذا القطاع، وتمويله من القطاع الخاص بشكل تصاعدي ممنهج.
لقد بدأت تظهر العوائد المالية للاقتصاد الدائري، إضافة إلى دوره في خلق وظائف جديدة، إلى جانب كونه داعمًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأيضًا عوائده البيئية مثل تقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة التغير المناخي، وبما أن الرحلة في هذا المجال طويلة والحمل ثقيل، فلا بُد من تكامل أدوار الأجهزة الحكومية والخاصة والقطاع المدني، والعمل بشكل جماعي لضمان أن يكون العائد للجميع، دولةً وتجارًا وأفرادًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يمثل مصر في مهرجان فستلاج بكوت ديفوار
يشارك وفد من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمهرجان فستلاج السينمائي بكوت ديفوار برئاسة الفنانة والمخرجة ناكي سيسفانا في دورته الـ12، إذ يقدم السيناريست سيد فؤاد ورشة السيناريو، ويقدم مهندس الديكور والسينمائي فوزي العوامري ماستر كلاس.
كما يتولى أيضًا فوزي العوامري عضوية لجنة تحكيم بالمسابقة الرسمية، والمهرجان يسهم في رعايته ودعمه السفارة المصرية بكوت ديفوار والسفير المصري شريف سيف، وشركة مصر للطيران.
سينما المرأةالمهرجان يقام بالعاصمة أبيدجان، ويحاول الوصول إلي المناطق الشعبية والمهمشة لإقامة عروض سينمائية بها، كما يهتم بالمرأة ويخصص محورًا لسينما المرأة ويخصص يوما لسينما المرأة، كما تخصص مسيرة للنساء في ذكري مشاركة النساء في أحداث وطنية، ويحضر المهرجان فرانشيسكا دي ماورو، سفيرة الاتحاد الأوربي بكوت ديفوار.
ورش فنيةويقدم السيناريست سيد فؤاد ورشة لطلاب الإعلام الدارسين للسينما بجامعة أبيدجان، وكذلك يقدم السينمائي ومهندس الديكور فوزي العوامري ورشته بكلية الفنون الجميلة بنفس الجامعة.
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تقيمه وتنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين منذ عام 2011، وأصبح ضمن قرار 1228 لسنة 2018، لرئيس الوزراء بدعم الحكومة للمهرجانات التي تلعب دورًا مهمًا في مجالها وتخصصها.
ويقام المهرجان بدعم وزارة الثقافة، ووزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الخارجية، ووزارة الشباب والرياضة، ومحافظة الأقصر، ونقابة المهن السينمائية، ومؤسسة كيميت، والبنك الأهلي المصري.