جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@23:08:30 GMT

عُمان والاقتصاد الدائري

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

عُمان والاقتصاد الدائري

 

خلفان الطوقي

 

منذ عام 2021، زاد تكرار مصطلح الاقتصاد الدائري في سلطنة عُمان، رغم أن منظومة الاهتمام بالبيئة في بلادنا بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي بشكل مُمنهج، لكن الزخم الحاصل منذ سنوات قليلة ينصب في التركيز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الجانب البيئي، ويتضح ذلك جليًا في السماح لأكثر من 67 مصنعاً لإعادة التدوير بالعمل، واستحداث برنامج وطني للحياد الصفري، وإطلاق هيئة البيئة لعشرات المبادرات النوعية والتخصصية مع بقية الشركاء كمبادرة الكربون الأزرق، والترخيص لمواقع مُعالجة النفايات، ودعم الاقتصاد الأخضر، وإنشاء السجل الوطني لإدارة النفايات وغيرها الكثير.

ورغم هذه المبادرات والأرقام المُحقَّقة، إلّا أن رحلة الاقتصاد الدائري ما زالت تحتاج إلى مزيد من العمل المُركَّز والمُمَنهَج؛ فهذا الموضوع لم يعُد كما كانت اهتماماته بيئية بحتة، لكن أصبح اقتصاديًا ربحيًا ومتطلبًا دوليًا، وضمن أهداف التنمية المستدامة 2030، أضف إلى ذلك له أبعاد اجتماعية بكل ما للكلمة من معنى.

وعليه، يتعين على الحكومة تقديم كافة التسهيلات والممكنات والدعوم الإضافية اللازمة، وأهمها:

- الدعم المادي: من خلال بتخصيص مبلغ سنوي أو كل خمسة أعوام يخصص للصناعات التي تخص الاقتصاد الدائري، وتكون خارطة صرف هذه المبالغ المالية واضحة وفق معايير شفافة ومحوكمة وبما تحقق الأهداف الوطنية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

- الدعم التشريعي: من خلال تطوير المنظومة التشريعية، فبالإضافة إلى ما تحقق، لكن المُعطيات في تغير وتطور مُستمرين، ويمكن الاستفادة من تجارب الآخرين، ويمكن لسفاراتنا في الخارج نقل أفضل الممارسات في هذا الشأن، بالإضافة إلى جهود الهيئة وبقية الشركاء في القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني.

- الدعم التنفيذي: والمقصود به المتابعة والرقابة، لأن هذا الجهد لا يمكن أن تقوم به جهة واحدة، وإنما عدة جهات كوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وشرطة عُمان السلطانية ووزارة المالية وغيرها من الجهات المختصة بشكل مباشر وغير مباشر.

- الدعم المجتمعي والتوعوي: خاصة وأن أهمية الاقتصاد الدائري أصحبت ذات بعد ربحي ومحط أنظار المستثمرين، وتحول من كونه عبئًا إلى مورد، ويمكن تكامل الأدوار بين هيئة البيئة ووزارة الإعلام ووحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومكاتب المحافظين، وأي أطراف حكومية أخرى لتنفيذ حملات توعوية مجتمعية عصرية تتسم بالطابع الشبابي لتوضيح أهمية الاقتصاد الدائري، ويمكن تمويل هذه الحملات من خلال غرفة تجارة وصناعة عُمان ومدائن وبعض شركات القطاع الخاص.

- الدعم البحثي والتطويري: يمكن لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع الجامعات الحكومية والخاصة القيام بالبحوث والحلول الابتكارية لتطوير هذا القطاع، وتمويله من القطاع الخاص بشكل تصاعدي ممنهج.

لقد بدأت تظهر العوائد المالية للاقتصاد الدائري، إضافة إلى دوره في خلق وظائف جديدة، إلى جانب كونه داعمًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأيضًا عوائده البيئية مثل تقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة التغير المناخي، وبما أن الرحلة في هذا المجال طويلة والحمل ثقيل، فلا بُد من تكامل أدوار الأجهزة الحكومية والخاصة والقطاع المدني، والعمل بشكل جماعي لضمان أن يكون العائد للجميع، دولةً وتجارًا وأفرادًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الوزراء: تشكيل لجنة عليا لتطبيق منظومة الإفراج عن البضائع

وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لتطبيق منظومة المخاطر الشاملة للإفراج عن البضائع، بما يُسهم في توفير منهجية مُوحدة لإدارة المخاطر في إطار من تعزيز التعاون بين الجهات المعنية بهدف تيسير حركة التجارة.  

ونص مشروع القرار على أن تكون اللجنة العليا برئاسة مُمثل عن رئاسة مجلس الوزراء، وعضوية ممثلين عن كُلٍ من: وزارة الصحة والسكان، ووزارة النقل (قطاع النقل البحري)، ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ووزارة البيئة، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي (الإدارتين المركزيتين للحجر الزراعي والحجر البيطري)، ووزارة المالية (مصلحة الجمارك المصرية)، ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية (قطاع الاتفاقيات والتجارة الخارجية)، ووزارة الثقافة (الإدارة المركزية للرقابة على المُصنفات الفنية)، ووزارة التموين والتجارة الداخلية (مصلحة دمغ المصوغات والموازين)، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وهيئة الدواء المصرية، والهيئة الوطنية للإعلام، وهيئة الرقابة النووية والاشعاعية، وهيئة الطاقة الذرية.
وتختص اللجنة العليا بوضع الإطار العام لتنفيذ منظومة المخاطر الشاملة ومستهدفات تطبيقها عند الإفراج عن البضائع، مع مراجعة التشريعات واللوائح المُنظمة لعمل جهات الفحص ذات الصلة بتطبيق المنظومة، والتأكد من توافر الإطار التشريعي لدى كل جهة؛ الذي يسمح بتطبيق نظم إدارة المخاطر عند إصدار الموافقات الاستيرادية للبضائع أو لإتمام الإفراج عنها، واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة في الحالات التي تتطلب ذلك، وكذا إجراء التنسيقات اللازمة مع الجهات لوضع آلية العمل الموحدة التي يتم من خلالها تفعيل منظومة المخاطر الشاملة على نظام "نافذة" على أن يتم تنفيذ هذه الآلية وفق برنامج زمني محدد، إلى جانب متابعة تنفيذ آليات العمل المتفق عليها بين جهات الفحص والشركة أو الجهة المنفذة لتفعيل منظومة المخاطر الشاملة والتأكد من تنفيذها وفقاً للتوقيتات الزمنية المحددة لها، فضلاً عن رصد المعوقات والعقبات التي تواجه بدء تطبيق المنظومة ووضع الحلول المناسبة لها بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالمنظومة.
وتُعد اللجنة العليا تقريراً دورياً شهرياً بنتائج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها يعرضه رئيسها على رئيس مجلس الوزراء تمهيدأً لاتخاذ ما يلزم بشأنه.

كما تمت الموافقة على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء كلية العلوم الصحية التطبيقية بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، بمحافظة القاهرة. 

ويأتي ذلك بهدف إتاحة برامج متخصصة بالكلية لتأهيل الخريجين وفق المعايير الدولية ليكونوا باكورة دعم مشروع إنشاء كيان ضخم للأجهزة التعويضية لذوي الهمم والمسنين.  

كما تضمن ذلك الموافقة على تعديل مسمى "كلية تكنولوجيا العلوم الصحية" الوارد بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2929 لسنة 2022 ليصبح "كلية العلوم الصحية التطبيقية"، وذلك في ضوء التجارب الدولية في هذا الصدد وبما يحاكي المعايير العالمية.

طباعة شارك رئيس مجلس الوزراء حركة التجارة النقل البحري

مقالات مشابهة

  • مجلس جامعة صنعاء يُشيد بجهود رئيسها السابق ويقر آلية جديدة لتحصيل الرسوم الدراسية
  • مجلس جامعة صنعاء يقر آلية تحصيل الرسوم الدراسية
  • بروتوكول بين القوات المسلحة ووزارة الاتصالات لتأهيل المجندين لسوق العمل
  • حماية المنافسة يوقع مذكرتي تفاهم مع «المفوضية الأوراسية» ووزارة الاقتصاد بالإمارات
  • عاجل.. مجلس الوزراء يوافق على إنشاء المجلس الوطني للسياحة الصحية
  • الوزراء: تشكيل لجنة عليا لتطبيق منظومة الإفراج عن البضائع
  • عضو بمجلس التخطيط الوطني: الوضع الاقتصادي في ليبيا يتدهور
  • عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
  • التكبالي: ترامب أعاد اهتمام أمريكا بليبيا عبر النفط والاقتصاد
  • الصين تتعهد بدعم الوظائف والاقتصاد في ظل تأثير رسوم أمريكا الجمركية