عرابة الاستيطان تتجول بغزة وتخطط لإعادة المستوطنات إلى القطاع
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن دخول ما وصفه بأنه غير قانوني لعرابة حركة الاستيطان دانييلا فايس إلى قطاع غزة، في الأسبوع ذاته الذي قتل فيه المؤرخ والباحث الإسرائيلي زئيف إيرلتش (71 عاما) على يد حزب الله بعد دخوله منطقة حرب في لبنان خلافا للبروتوكول الرسمي.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الجنود الإسرائيليين في غزة تجاوزوا رؤساءهم في وقت سابق من الأسبوع الماضي لمساعدة زعيمة حركة المستوطنين على دخول القطاع، لإجراء مسح لمواقع المستوطنات اليهودية المحتملة.
ووفقا لتقرير صادر الخميس الماضي عن هيئة الإذاعة العامة، قامت رئيس حركة "نحالا" الاستيطانية دانييلا فايس، التي تقود الجهود لإعادة الاستيطان إلى شمال غزة، بجولة في الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي لغزة مع زملائها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قبل أن تعبر المجموعة في نهاية المطاف الحدود، من خلال وسائل غير واضحة، وقطعت شوطا قصيرا إلى داخل قطاع غزة.
وبالقرب من ممر نتساريم في وسط غزة، قيل إن فايس اتصلت بالجنود الذين كانت تعرفهم سلفا، حيث أرسلوا سيارة جيب لاصطحابها مع عدد من النشطاء في حركة الاستيطان كانوا برفقتها، وتم نقلهم بعد ذلك إلى عمق القطاع، وتحديدا إلى الموقع السابق لمستوطنة نتساريم التي فككتها إسرائيل عام 2005.
ووفقا للمصادر ذاتها، فقد نقل المستوطنون بعد ذلك مرة أخرى إلى حدود غزة، حيث خرجوا منها من خلال بوابة غير رسمية لتجنب إيقافهم من قبل قوات الأمن.
دخلت من دون موافقة رسمية
وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي لم يكونوا على علم بأن فايس قد دخلت القطاع. كما ذكرت أن مصادر عسكرية شككت في دخولها غزة بعد أن فحصت سجلات دخول لعدة شهورا وفشلت في تحديد من وافق على دخولها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن دخول فايس إلى قطاع غزة غير معروف ولم تتم الموافقة عليه بالطرق المناسبة"، مؤكدا أنه إذا كان قد وقع بالفعل "فهو غير قانوني ومخالف للبروتوكول، وسيتم التعامل معه وفقا لذلك".
من جهتها، أكدا فايس، أنها دخلت غزة باستخدام الطريقة نفسها التي استخدمتها في الضفة الغربية: التمسك بالوجود العسكري الإسرائيلي وإنشاء كوميونات مدنية تعترف بها الحكومة في نهاية المطاف.
وفي حديثها إلى وسائل إعلام إسرائيلية، وصفت فايس كيف تنوي الاستفادة من الوجود العسكري في غزة لتوطين اليهود تدريجيا، متحدثة عن تطويع جميع أنواع الأفكار الإبداعية لتحقيق ذلك: هنا لديك خيمة، وبجوار الخيمة يوجد هيكل، وبجانب ذلك يوجد مطبخ، وبجانب ذلك يوجد أطفال، وهكذا يستمر الأمر".
لن يكون في غزة عربوكانت فايس قد دعت أكثر من مرة لإقامة مستوطنات في قطاع غزة، وقالت إن القطاع لن يضم سكانا من العرب بعد نهاية الحرب الحالية.
وفي وقت سابق نقلت شبكة "سي إن إن" عن فايس قولها إن 500 عائلة تقدمت بطلبات للاستيطان في غزة، واعتبرت أن "العودة إلى غزة أولوية بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكانت فايس تتحدث في جلسة إعلامية في منزلها بمستوطنة قرنيه شمرون في الضفة الغربية، وناقشت مع الحاضرين خطط إعادة إحياء كتلة غوش قطيف الاستيطانية في غزة والتي أخليت من طرف الجيش الإسرائيلي في 2005.
ووجهت فايس دعوة للحاضرين لتسجيل أسمائهم في قائمة الراغبين في الانتقال للاستيطان في غزة، وأكدت أنها مقتنعة تماما بأن ذلك سيحدث في حياتها.
وتشرف فايس (78 عاما) على منظمة "نحالا"، التي يعني اسمها "الميراث" وتعتبر الأشهر من بين المنظمات التي تسعى إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة، وقال أحد أعضاء المنظمة إنهم سيرسلون ممثلا إلى فلوريدا الأميركية لجمع الأموال من أجل تحقيق خطط الاستيطان في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتبة بريطانية: يريد الساسة أن يعتاد العالم على الجرائم بغزة ولن نسمح بذلك
يحاول الساسة في الشرق والغرب التطبيع مع حملة إسرائيل العسكرية في قطاع غزة، ولكن غضبا عالميا يحول دون تحقيق ذلك، فقد عاش الناس لأكثر من سنة ونصف معاناة الغزيين عبر الشاشة، بما في ذلك رؤية أجساد الأطفال المهشمة، وصرخات الأهالي المكلومين.
وهذا ما جاء في مقال كاتبة العمود في صحيفة غارديان نسرين مالك، التي أضافت أن هذه المشاهد الدموية تجتاح كيانها على حين غرة، "فتشعرني بالشلل، كما لو أنني عاودت رؤية كابوس نسيته لوهلة، ولكن هذا الكابوس لا صحوة منه ولا خلاص".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ألبانيزي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فقاطعوهاlist 2 of 2كاتب أميركي: هل تصمد روح سوريا الحرة أمام التقلبات؟end of listوعلقت بأنه من المستحيل على ضمير البشرية أن يعتاد المشاهد القادمة من غزة، وذكرت أنها رأت "جثمان طفل محطم بلا رأس، وأشلاء بشرية تُجمع في أكياس بلاستيكية، وعوائل تكدست جثث أفرادها فوق بعض"، ولا يمكن للمشاعر أن تبرد أمام فظاعة هذه الجرائم وتعددها مهما كثرت واستمرت.
وانتقدت الكاتبة بشدة تعامل الأنظمة السياسية الغربية -خاصة الولايات المتحدة وأوروبا- مع المصائب في غزة، فهم إما يتجاهلونها ويدعون للعودة إلى طاولة المفاوضات، أو يقمعون الأصوات التي تحتج ضد هذه الجرائم، وخصت بذلك ملاحقة الولايات المتحدة وألمانيا للطلاب والناشطين، وتهديدهم بالاعتقال أو الترحيل.
إعلانوأكدت أن إسرائيل تهدف إلى إخضاع العالم لرغباتها عبر فرض قمع شامل على حرية التعبير ومحاولة إخماد أي صوت معارض بمساعدة من داعميها.
"حكومة ظل أخلاقية"ولكن هذا الاستبداد السياسي لم يُسكت العالم، وفق الكاتبة، بل فجر الغضب في قلوب الشعوب وزاد تضامنهم مع أهل غزة، وقامت الاحتجاجات في كل مكان، من لندن وواشنطن إلى نيويورك، وتشكلت "حكومة ظل أخلاقية" يقودها ناشطون وصحفيون وحقوقيون تسعى لنقل الحقيقة وجرائم إسرائيل في القطاع.
وعلقت الكاتبة بأن محاولات إسرائيل بتقمص دور القاضي وهيئة المحلفين والجلاد بشأن جرائمها في غزة لن تنجح، وخطتها بإبعاد القطاع عن باقي البشرية -عبر منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، واستهداف الصحفيين المحليين، ومنع المساعدات من الدخول- ستبوء بالفشل.
ويعود ذلك، وفق المقال، إلى أنه كلما زادت محاولات إسرائيل وداعميها بإسكات كل من ناصر غزة، زاد الانتباه والوعي العام حول الوضع الإنساني الذي وضعت إسرائيل العالم أمامه.
وفي ظل تخاذل الحكومات والأنظمة السياسية، انتقل عبء الاحتجاج إلى الشعوب التي باتت تدرك أن الصمت عن الجريمة يعني المشاركة فيها، وأن مقاومة التطبيع مع القتل والظلم هي معركة ضمير عالمي، وفق المقال.
وخلصت الكاتبة إلى أن "الضمير العالمي يشهد على كل جثة غزي، وكل مدينة أحالتها إسرائيل إلى أنقاض، وجسد كل طفل مضرج بالدماء"، وأشارت إلى أنه من المستحيل أن العالم يشهد على تدمير شعب بأكمله يوميا ويستكين، وإذ يختار البعض تجاهل ما يحصل في غزة أو تبريره أو حتى دعمه، إلا أنه لا أحد سيستطيع جعل هذا الواقع أمرا مقبولا.