أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
طور فريق من الباحثين من «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» منصة قائمة على تكنولوجيا «بلوك تشين»، تستخدم التوائم الرقمية التي تُعرف بالتمثيل الرقمي للواقع، مع الرموز الديناميكية غير القابلة للاستبدال، لإحداث ثورة في المرحلة النهائية من توصيل المنتجات والسلع التي أصبحت تحدياً كبيراً، بالتزامن مع استمرار نمو التجارة الإلكترونية، خاصةً أن الارتفاع الكبير في الطلب قد أضاء على أوجه القصور الكبيرة في مراقبة الطرود وأمنها، لا سيّما عند التعامل مع المواد ذات الطبيعة الحساسة أو القابلة للتلف مثل اللقاحات والأغذية.


وبين أن النظام الجديد المبتكر يتيح فرصة كبيرة لخفض الكلف، مع تعزيز الكفاءة، فقد تصل كلفة المرحلة النهائية في التوصيل إلى 50% من إجمالي النفقات اللوجستية، ويحقّق هذا النظام بدمج التوائم الرقمية وتكنولوجيا «بلوك تشين» والرموز الديناميكية غير القابلة للاستبدال، حيث أنشأ أعضاء فريق الجامعة منصة مرنة وشفافة وذات قابلية عالية للتكيّف، يمكنها تحويل الصناعات التي تعتمد على المنتجات ذات الطبيعة الحساسة. وقد أظهرت تجاربهم أن نظامهم قد حسّن نجاح التوصيل بنسبة تجاوزت 75%. كما أسهم تضمين العقود الذكية التي تُكلّف موظفي التوصيل بالمهام بناءً على درجة جودة الخدمة، في تعزيز قابلية المساءلة، حيث يتتبّع أداء كل عامل ويقيّم بناءً على حالات الطرود التي يتعامل معها.
وضم الفريق البحثي فيروز المي، والدكتورة مها قدادحة، والدكتورة رباب مزوني، والدكتور شاكتي سِنغ، والدكتور هادي أطرق، والدكتور عزام مراد، من مركز الأنظمة الفيزيائية الإلكترونية. ونُشر البحث في «إنفورميشن بروسِسنغ آند ماناجمِنت»، المُدرَجة ضمن أفضل المجلات العلمية.
ويقوم النهج المبتكر، على تلبية الاحتياجات المعقدة الخاصة بهذه الخطوة الأخيرة في عملية التوصيل، من مركز التوزيع إلى المستلم، عبر الاستفادة من العقود الذكية والقدرة على المتابعة المباشرة.
وبيّن الفريق أن التوصيل في مرحلته النهائية يُعَدّ الجزءَ الأكثر تعقيداً وكلفة في سلسلة التوريد، فهو يتضمن التنقل في الطرق المحلية والتعامل مع حركة المرور وتلبية توقعات العملاء فيما يتعلق بسرعة التوصيل. كذلك، ارتفع الطلب على الحلول المتعلقة بالمرحلة النهائية من عملية التوصيل المتّسمة بالكفاءة وتوفير الكلفة، مع استمرار ازدهار التجارة الإلكترونية.
وقال الدكتور هادي «يتمثل أحد أكبر التحديات، التي تواجه المرحلة النهائية في عملية التوصيل، بعدم القدرة على المراقبة المباشر لأوضاع الطرود، حيث توفر أنظمة التتبّع التقليدية تحديثات عن مواقع الطرود لا تشمل بياناتٍ مهمة مثل درجة الحرارة، وهو أمر ضروري للمنتجات ذات الطبيعة الحساسة، ولكن يدمج نظامنا التوائم الرقمية التي تمثّل نماذج رقمية للمنتجات الفعلية، في عملية التوصيل. كما يراقب التوأم الرقمي للمنصة المتغيرات الرئيسة، مثل درجات الحرارة والرطوبة بتضمين مستشعرات داخل الطرود، وهو ما يضمن بقاء كل طرد في أوضاع آمنة طوال رحلته.
ولفت إلى أن التوائم الرقمية تتيح قدرات تنبئية أيضاً، حيث يمكنها محاكاة المخاطر المحتملة وإخطار موظفي التوصيل فور تعرض الطرد لأوضاع قاسية.
وتؤدي هذه الوظيفة دوراً مهماً عند توصيل سلع مثل المواد الدوائية، خاصة أن أدنى التغيّرات في درجة الحرارة قد تعرّض جودة المنتج للخطر، لذلك، تتيح هذه الطريقة لموظّفي التوصيل اتّخاذ الإجراءات المناسبة، قبل تفاقم المشكلة بتلقّيهم تنبيهاتٍ فورية.
وأشار إلى أن الحل الذي ابتكره الفريق البحثي، يسهم في تعزيز الثقة والشفافية باستخدام تكنولوجيا «بلوك تشين»، حيث يوفر ثبات هذه التكنولوجيا سجلاً آمناً وغير مركزي لرحلة كل طرد، ابتداءً من المرسل وصولاً إلى المتلقّي. كما عزز الفريق تطويرها، بدمج الرموز الديناميكية غير القابلة للاستبدال.
وقال الدكتور هادي 'تُعد الرموز غير القابلة للاستبدال أصولاً إلكترونية متميزة لا تتغير بمرور الوقت، ولكن تتطور مع إضافة معلومات جديدة، ما يجعلها مثالية للمتابعة المباشرة في خدمة التوصيل. ويُعيَّن رمزٌ غير قابل للاستبدال لكل طرد ليحصل على البيانات اللازمة التي تشمل مصدر الطرد شروط التوصيل الخاصة بها، حيث يُحدّث التوأم الرقمي البيانات التعريفية للرمز غير القابل للاستبدال إذا اكتشف أي اختلافات في حالة الحزمة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا الإمارات التوائم الرقمیة فی التوصیل بلوک تشین

إقرأ أيضاً:

مايك ماي تريب تتصدر سوق وكالات السفر الإلكترونية في الإمارات

أعلنت شركة “فيديك للاستشارات” (VIDEC Consultants)، المتخصصة في الأبحاث المتعلقة بالسفر والاستشارات في مجال الدمج والاستحواذ، عن نتائج دراسة شاملة كشفت عن الفرص الكبيرة التي يقدمها سوق السفر في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. حيث اعتمدت هذه الدراسة على منهجية معقدة تستند إلى تحليل حجم الطلب على الخدمات المرتبطة بالسفر، مع التركيز على دور وكالات السفر الإلكترونية في هذا القطاع.

واستهدفت الدراسة قطاعات الطيران والفنادق في السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، وعُمان، والبحرين، ومصر. وركزت بشكل خاص على تقييم دور الوكالات الوسيطة في قطاع السفر عبر الإنترنت، مع تقديم رؤى استراتيجية تسلط الضوء على النمو الملحوظ لسوق السفر في الإمارات. كما تناولت الدراسة التحليل التفصيلي لحجم الحجوزات التي تتم عبر نقاط البيع المحلية، مما يدعم خطط التوسع المستقبلي في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال السيد فيريندرا جاين، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “فيديك”: “يسعدنا في فيديك تقديم هذا البحث الذي يُعد مرجعًا أساسيًا لاستكشاف الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها سوق السفر في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. فالإمارات على سبيل المثال تشكل سوقًا قويا بإمكانات واعدة بفضل احتضانها لنسبة كبيرة من المقيمين الوافدين من دول جنوب وجنوب شرق آسيا، مما يجعلها وجهة مثالية للعلامات التجارية الإقليمية والعالمية على حد سواء.

وأضاف: “تتميز الإمارات بموقعها الاستراتيجي كمركز حيوي للسفر، يجمع تحت مظلته مجموعة متنوعة من شركات الطيران والوجهات التي يقصدها المسافرون، مما يعزز من أهميتها كبيئة مثالية لوكالات السفر الإلكترونية. وتتمثل المهمة الأساسية لهذه الوكالات في تقديم خيارات متعددة تمنح المسافرين أعلى مستويات الراحة والمرونة.”
وكشفت نتائج البحث الذي أجرته شركة “فيديك” أن قيمة سوق وكالات خدمات السفر الجوي الإلكترونية في الإمارات بلغت حوالي 566 مليون دولار أمريكي في عام 2023، ما يمثل نحو 45% من سوق الطيران عبر الإنترنت.
واستنادًا إلى تميزها في منتجاتها وفي التكنولوجيا التي تعتمدها، نجحت شركة “مايك ماي تريب” (MakeMyTrip) الرائدة في سوق وكالات خدمات السفر الإلكترونية، في تحقيق نجاح لافت بتطبيق استراتيجيتها الفريدة في الإمارات.

وقد أثمر هذا النجاح عن حصولها على مركز ريادي قوي في سوق خدمات الطيران الإلكترونية الإماراتي، حيث بلغت حصتها السوقية 44%. تليها شركة “كلير تريب” (Cleartrip) كأحد أبرز المنافسين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يعكس المنافسة المتزايدة في هذا القطاع الحيوي داخل السوق الإماراتي. وتتوقع الدراسة أن يتضاعف حجم سوق وكالات السفر الجوي الإلكترونية في الإمارات ليصل إلى 1.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، نتيجةً للتوسع المتنامي في الخدمات الموجهة لفئات جديدة من العملاء، بما في ذلك تقديم حلول مبتكرة في مجال خدمات التجزئة التقليدية والخدمات المخصصة للمؤسسات، مما يعزز من تطور القطاع وديناميكيته.


مقالات مشابهة

  • أول معلمة بتقنية الذكاء الاصطناعي تبدأ مهامها في تركيا
  • السيسي يوجه بمواصلة تحسين مناخ الاستثمار ومعالجة التحديات الهيكلية التي تؤثر على الاقتصاد المصري
  • إطلاق الصفحات الإلكترونية لمكاتب مركز «تريندز» الخارجية
  • نسرين طافش بلوك رياضي تخطف الأنظار بجمالها
  • مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها
  • مايك ماي تريب تتصدر سوق وكالات السفر الإلكترونية في الإمارات
  • تحرير 33 محضرًا في حملة لمراقبة الأغذية على 40 منشأة ببني سويف
  • ورشة عمل هنقرستيشن لتوعية مناديب التوصيل بأنظمة السلامة
  • القاهرة الإخبارية: الاتفاق بين إسرائيل ولبنان يشمل لجنة أمريكية لمراقبة الانتهاكات